بسم الله الرحمن الرحيم
، وبه نستعين.. ﴿فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ﴾ [الحشر: 2] إنها حقيقةٌ قرآنيةٌ: هذه الأمة لا تموت، وهي أمة حية، والذين ينشرون اليأس؛ إنما هم أهل بطالة وجهل وسوء عقل وتقدير. ثم هناك حقيقة أخرى، وهي أنَّ هذه الأمة لا يجمعها إلا طاعة الله، ومن أعظم هذه الطاعات: الجهاد في سبيل الله تعالى والنكاية في المجرمين؛ فحيث قامت نار الجهاد وحيث أضاء نوره في الأرض أزال الفساد، وقمع الشيطان، وخنس المرجفون، وامتلأت قلوب الصادقين بالفرح لما يرون من نصرة الله للحق، وتأييد الله لأهله. هذه أمة عظيمة، لا يبتليها الله بأمة تعاديها إلا وسلط على هذه الأمة المعتدية العذاب: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: 14]، وهذا يشهد له التاريخ والحاضر، وسيشهد له كل مقام فيه ابتلاء الأمة بعدو يعرض لها. نعيش في أيامنا هذه قبسات نور الجهاد، وذلك في غزة المحاصرة؛ حيث هب أهل الدين والإسلام ليرتقوا مراقي الصعود لذروة سنام الإسلام، ومن تعلق بهذا الحبل أعزه الله بمقدار تعلقه، فنصرهم الله، ووفقهم، وأظهر على أيديهم الخير، ففرح أهل الدين في كل مكان، وصاروا كيدٍ واحدة، لو قدر لهم النفير لتحقق ما سيتحقق قريبا بإذن الله: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)﴾ [الإسراء: 6]، فلعلها بداية المسير، أو أنها قبس لما بعدها من سريان النور في البلاد والعباد. فَرِح كل مسلم بتلك الفعال الإيمانية، وهذا الإقدام على طلب الشهادة، وساءت وجوه الكفرة المشركين، وتألمت قلوب المنافقين والمرتدين، وعسى أن يبارك ربنا؛ فيتحقق الخير الموعود بالنصر والتمكين لشريعته والفتح المبين. كلماتنا أصغر من الواقع، وكلمات الفعل أكثر نورا من كل كلام يقوله الناس في زماننا، ولكن نذكر المسلمين بالدعاء للمجاهدين بالنصر في كل مكان، وللجرحى بالشفاء، وبترقب ما يفتح الله من خيرات، والدعاء بأن يستخدمنا الله ولا يستبدلنا، والتفكر أن قضيتنا واحدة في الشام من سوريا وفلسطين، وفي اليمن وفي مالي والصومال، وذلك لأننا نفهم أن أعظم ما نطلبه بالجهاد والتمكين: عبادة الله وتحكيم شريعته. اللهم اجعل هذا الحراك نورا يسري ليزيل الطغاة، ويبدد ظلمات الجاهلية، ويفك الأسرى، ويرفع كلمة التوحيد في الأرض. جزى الله المجاهدين على أرض غزة ما صنعوا ورفع الله راياتهم بالحق وللحق وسدد دينهم ورأيهم ورصاصهم.
أخوكم: أبو قتادة الفلسطيني (عمر محمود أبو عمر)
_________________
Source: Telegram
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]