New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Ironic"

بسم الله الرحمن الرحيم

يقال : فلان “بكى من شدّة الضحك” وذلك عندما تدمع عينيه بسبب الاستغراق في الضحك لأمر من الطرافة بمكان ، ويقال : أمر “مضحكٌ مُبكٍ” إذا كان أمراً مؤسفاً مبكياً مسكباً للدمع إلى حد يحمل صاحبه على الضحك لغرابة الموقف .. هذا حالنا مع كثير من الأمور في هذا الزمان !!

فمن المضحكات المبكيات : إنتقاد الخوالف والقواعد المتوعَّدون بالعذاب الأليم للمجاهدين في الثغور والجبهات !! من المعلوم لدى جميع العلماء أن العدو إذا احتل دولة مسلمة يكون جهاده فرض عين على أهل تلك البلاد ، فإن لم يقدروا على دفعه : يكون الجهاد فرض عين على الأقرب فالأقرب حتى يعم الفرض جميع المسلمين ، وهذا اتفاق يكاد يكون معلوماً من الدين بالضرورة عند العلماء وطلبة العلم وكل من يقرأ في كتب الفقه ، فالجهاد اليوم فرض عين اتفاقاً ، وقد ذمّ الله تعالى من تخلّف عن الجهاد المتعيّن في قوله سبحانه {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ} (التوبة : 87} ، قال ابن الجوزي في زاد المسير : “وفي الخوالف قولان : أحدهما أنهم النساء ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وشمر بن عطية وابن زيد والفراء … والقول الثاني : أن الخوالف خِساس الناس وأدنياؤهم ، يقال فلان خالِفة أهله إذا كان دونهم ، ذكره ابن قتيبة” (انتهى مختصراً) فهل هناك أدنى من أن تجد خساس الناس وأدنيائهم المتخلفين عن الجهاد في بيوتهم مع النساء : يتطاولون على المجاهدين !!

ومن المضحكات المبكيات قول بعضهم : الدولة الإسلامية عميلة لإيران !! ويتسائل بكل وقاحة : لم لا تقصف الدولة الإسلامية إيران ؟ أقول “بكل وقاحة” لأنه يسكن في بلد وتحت سلطان حكومة لها علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية مع إيران ، ولعل سفارة إيران قريبة من بيته ، وفي بلاده “لُطيميات” شركيات يُسب فيها عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، فيَغض الطرف عن كل هذا ليتهم دولة لا يجرؤ رافضي على التواجد فيها ، وإن وُجد فلا يَجرؤ على إظهار شركياته أو إعلان عقيدته ، وقد هدمت الدولة وفجّرت جميع معابد الرافضة في حدودها ، بينما احتفالات اللطيميات في بلاد هذا “الوقح” تحرسها شرطته أشد الحراسة من أنصار الدولة الإسلامية ، وعندما فجّرت الدولة بعض معابد “الرافضة” هنا وهناك قام أمراء بلاده بواجب العزاء ، بل وصلى بعض أمراءه في هذه المعابد “تضامناً” مع “عبَدَة الفُرس” ..أقول “عبدَة الفرس” لأن “الخمينية” دين جديد يستعبد العربَ للفرس : فيأخذون أموالهم باسم الخُمس ، ويستحلون فروج نسائهم باسم المتعة ، ويسخدمونهم لقتال أعدائهم باسم نصرة آل البيت ، ويقصدون بالبيت : “بيت النار المجوسي الفارسي” ، وصدق نصر بن سيّار عندما وصف دين رافضة الفرس ، فقال :

فإن تكن تسأل عن أصل دينهمُ … فإنَّ دينَهم أن تُقْتَلِ العربُ

لم لا تقصف الدولة إيران ؟ سؤال نوجّهه للسائل : إذا كانت الدولة الإسلامية عميلة لإيران ، والدولة عدوّة لك ولدولتك ، فإيران عدوّة لك ولدولتك ، فلم لا تقصف دولتك إيران ؟ لم تطير طائرات بلادك جنباً إلى جنب مع الطائرات الإيرانية في سماء العراق وسوريا لقصف جنود الدولة ؟ لم لا تقطع دولتك علاقاتها مع إيران ؟ لم كلما حاولت الدولة الإسلامية الاقتراب من إيران تقوم طائرات بلادك بقصف جنود الدولة بشكل جنوني كما حدث في كركوك وإربيل ؟لم تحرس دولتك معابد الشرك الرافضية في بلادك من جنود الدولة الإسلامية ولا تحرس مساجد المسلمين التي من المنطقي أن يستهدفها عملاء إيران !!

ومن المضحكات المبكيات قول بعضهم : الدولة الإسلامية خوارج لأنهم يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان !! نسأل هذا العبقري : متى آخر مرة قتل جنود دولتك كافراً !! ألم يتضح بعد الربيع العربي من الذي يقتل أهل الإسلام ويترك أهل الأوثان !! متى آخر مرة أعلن ولاة أمرك الحرب على الكفار ؟ قد يقول قائل : دولتي تقتل الرافضة الحوثيين في اليمن ، فنقول له : تفضّل وأعلن كفر الحوثيين .. إن لم تكفّرهم فهم مسلمون ، فلا حجة لك ، وإن كفّرتهم فأنت “تكفيري خارجي” تكفّر أهل القبلة وتخالف ولاة أمرك في عدم تكفيرهم ، وإن استجمعت قواك وكفّرتهم رغم أنف ولاة أمرك ، قلنا : ما بال جنود علي صالح يُقتَلون وهم مسلمون ، إن قلت دفع صائل ، فقد كذبت لأنهم لم يصولوا على دولتك ، وإن قلتَ صالوا على المسلمين في اليمن فنقول : هذا يخالف مبدأ المواطنة التي يؤمن بها ولاة أمرك ، فإن قلتَ : ولاة أمري يؤمنون بالمبدأ الإسلامي في نصرة المسلمين المستضعفين ، فنقول : ما بالهم لم يقصفوا اليهود في فلسطين ، أو الرافضة في العراق ، أو النصيرية في الشام أو البوذيين في بورما ، أو الإيرانيين في إيران !! ما بال طائراتهم تحاذي حدود يهود وتطير فوق النصيرية وتتجاوز الرافضة لتقصف المسلمين في الفلوجة والحسكة والرقة وحلب !! ثم يا علّامة زمانك : إن كنت تكفّر الرافضة ، فقل لولاة أمرك لا يدخلوهم الحرم المكي لأن المشركين أنجاس لا يجوز دخولهم الحرم بنَصّ القران ..

من المضحكات المبكيات قول بعضهم : الدولة الاسلامية أفسدت الجهاد في الشام ، ولولاها لتحررت الشام !! نقول لهؤلاء العباقرة : قلَم التاريخ لم يجف بعد ، ولا زالت الذاكرة غضة طرية : النصيرية كادوا يسحقوا الثورة السورية لولا تدخّل الدولة الإسلامية التي أرسلت جنودها تحت مظلة “جبهة النصرة” التي ناصفتها أموالها لتُنقذ المسلمين في الشام .. هذه النظرية من الغرابة بمكان : النصيرية والنصارى وحلفائهم العرب يقتلون أهل الشام ، والدولة هي المسؤولة !! الرافضة والنصيرية والنصارى وحلفائهم العرب يقتلون أهل العراق ، والدولة هي المسؤولة !! أمريكا غزت أفغانستان وقتلت مئات الآلاف من المسلمين وشرّدت الملايين ، وأسامة والملا عمر هما المسؤولان !! أمريكا غزت العراق وقتلت أكثر من مليوني عراقي ، وصدام – الذي أعطته أمريكا الضوء الأخضر لغزو الكويت – هو المسؤول !! اليهود يقصفون غزّة ، وحماس هي المسؤولة !! الجيش ينقلب على حكومة مصر ويقتل الآلاف ويهتك الأعراض ، والإخوان هم المسؤولون !! القاتل الذي يراه الجميع وهو يقتل الناس أمام الشاشات – بالصوت والصورة – ليس هو القاتل الحقيقي ، وإنما القاتل الحقيقي هو المقتول !! القاصف بريء ، والمقصوف هو المُذنب !! الهاتك العرض : ضحيّة ، والمدافع عن العرض هو المجرم !! عقول في إجازة مفتوحة !!

من المضحكات المبكيات : ما يسمى بمؤتمرات أصدقاء سوريا !! تجتمع روسيا وإيران وأمريكا والصين وفرنسا وبريطانيا ودول الخليج ومصر والأردن في سويسرا لمناقشة ما يريده الشعب السوري وليس في المجتمعين سوري واحد !! العجيب أن الإجتماع يوصي بوصايا عنوانها : هذا ما يريد الشعب السوري ، ثم تقول الوصيّة في بندها الأوّل : يجب أن تحل المسألة السورية دون تدخّل خارجي !! المضحك المبكي أن هذا الأمر لا زال ينطلي على البعض !!

ومن المضحكات المبكيات قول بعضهم : الغرباء أفسدوا الثورة السورية ، والغرباء يريدون حكم سوريا دون السوريين ؟! المضحك أن بعض هؤلاء يسمون أنفسهم “مجاهدين” !! الدروز والنصيرية والنصارى عندهم : سوريون أبناء وطن لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ، والمسلمون من العراق وجزيرة العرب وأوروبا وأفريقيا والقوقاز وغيرها : غرباء !! المسلم : غريب ، والكافر : مواطن قريب !! إن كان هذا هو الجهاد الذي يزعمون فإنا نبرأ إلى الله منهم ومن جهادهم .. لا يجوز لمسلم القتال مع فصيل يعتقد هذه الإعتقادات الجاهلية ، خاصة مع وجود رايات إسلامية ترى أن لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى ، وأن القتال لإعلاء كلمة الله فقط ، لا لمواطَنة أو قومية أو قُطرية أو دولة مدنية أو ديمقراطية .. كل مسلم حسيب نفسه ، والإنسان له نفسٌ واحدة في هذه الدنيا ، والخاسر من أضاع حياته من أجل راية عميّة جاهلية كفرية ، قال صلى الله عليه وسلم “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله” (متفق عليه) ، فكل من قاتل لأجل جنسية أو وطنية أو قومية أو حزب أو عِرق أو قبيلة أو بلد أو قاتل شجاعة أو حميّة أو للذّكر أو للمغنم أو ليُقال فهو ليس في سبيل الله ، فإن قُتل كانت ميتته جاهلية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قـتل تحت راية عمية ، يدعو عصبـية أو ينصر عصبـية ، فقتلته جاهليـة ” (رواه مسلم والنسائي) .. كلمة الله هي التوحيد ، وهي “لا إله إلا الله” ، فيُجاهد المُجاهد كي لا يُعبد أحد في الأرض غير الله ، ولا يُحكم بغير شرعه ، ولا يُقام نظام يُخالف أمره ، ويُطمس ويُدحر ويَسفُل كل أمر جاهليّ كفريّ بدعيّ شركيّ ، وتكون العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وتكون الذلّة والصّغار على من خالف أمر سيّد المرسلين ، ويُحفظ جناب الإسلام ويُعَزّ ويُصان ، ويُدحر الكفر ويُهان ، ويُقاد الناس بالسلاسل ليدخلوا الجنان ، أو يُنحروا بالسكاكين ليُكبّوا على رؤوسهم في النيران ..

من المضحكات المبكيات قول بعضهم : الدولة الإسلامية خارجية عميلة ، نقول من المضحكات لأن الأمران متناقضان لا يجتمعان ، ومن المبكيات لأن قائل هذا القول يخالف أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة الصريحة في أن الخوارج أهل تنطع وغلوّ ، فكيف يكون المتنطّع الغالي عميلاً !! الخوارج كفّروا الصحابة لأنهم توهّموا أنهم مفرّطون في الدين ، فكيف يكون الخارجي بعثيّ والبعث كفر صريح !! كيف يكون المتنطّع الغالي : مفرّط رافض للدين بعثي كافر !!

ومن المضحكات المبكيات : قولهم بأن الدولة خوارج لأنهم “يقتلون أهل الإسلام” ، هكذا دون ذكر بقية الجملة في الحديث : “ويدَعون أهل الأوثان” ، فمن قتل أهل الأوثان لا يكون خارجياً بنصّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الخوارج لا يقتلون غير أهل الإسلام .. انظر إلى إطلاق النبي صلى الله عليه وسلم مآل من يَقتُله الخوارج في قوله “خير قتلى تحت ظل السماء من قَتلوه” ، فهذه الجملة أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم لعلمه بأن الخوارج لا يقتلون إلا أهل الإسلام ، فمن زعم أن الدولة الإسلامية خوارج فهو يقول بأن النصيرية والنصارى والرافضة واليزيدية وملاحدة الأكراد الذين تقتلهم الدولة الإسلامية هم “خير قتلى تحت ظل السماء” ، فهنيئاً للنصيرية والرافضة واليزيدية والملاحدة والنصارى شهادة هؤلاء العلماء الفطاحل الذين ندعوهم إلى التعرض لنيران الدولة الإسلامية حتى يُقتَلوا فيحصلوا على هذا الأجر العظيم ويُحشروا مع هؤلاء النصيرية والنصارى والرافضة وعبدة الشيطان والملاحدة “خير قتلى تحت ظل السماء” ..

ومثل هذا قول بعضهم : الدولة الإسلامية خارجية وتكذب !! الكذب من الكبائر عند المسلمين ، وهو من النواقض عند الخوارج ، فكيف يكون خارجياً من يستحل الكذب !! البعض أراد التلاعب بهذا الأمر لما علم أنه خالف النصوص فقال : الدولة أشد كفراً من الخوارج لأن الخوارج لم يستحلوا الكذب ، والدولة تستحل الكذب ، وهذا يروج على من لا عقل له ، فنقول لهذا المتلاعب بالنصوص : إما أن يكونوا خوارج وفقاً للنصوص ، أو يكونوا ممن يستحل الكذب ، فإن قلتَ هم خوارج فلا يجوز أن يستحلوا الكذب ، فإن استحلوه فهم ليسوا خوارج .. تنتفي صفة الخارجية عن الدولة الإسلامية بمجرّد إعلان الدولة عقيدتها المخالفة لعقيدة الخوارج : لأنها إن كانت كاذبة فهي ليست خارجية بحكم مفهوم النصوص الصحيحة ، وإن كانت صادقة فهي ليست خارجية لأن عقيدتها المُعلنة تخالف عقيدة الخوارج من كل ناحية ، وإن قال البعض بأن الدولة في هذا تراوغ ، فنقول : المراوغة ليست من صفة الخوارج ، بل تناقض عقيدة الخوارج وتنسفه كله وتناقض النصوص الصريحة لأن الخوارج أهل غلو وتنطّع لا يرون التقية ولا يستحلون المراوغة في الدين ويعدونه من الكبائر المكفّرة .. أناس كفّروا علياً رضي الله عنه لأنهم رأوه مقصراً في تحكيم الشريعة ، فكيف يراوغ أمثال هؤلاء !! من قال بأن الخوارج يكذبون أو يراوغون فقد كذَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر غلوّهم واجتهادهم في العبادة وتنطّعهم ، وكذّب الصحابة وأئمة علماء المسلمين الذين ضربوا المثل بصدق الخوارج ، قال أبو داود (سليمان بن الأشعث) رحمه الله : “ليس في أصحاب الأهواء أصح حديثاً من الخوارج” (الكفاية) ، ومن قال بأن الدولة خارجية ولم تكذب ، فنقول : الدولة أعلنت عقيدتها المنافية لعقيدة الخوارج ..

من المضحكات المبكيات : طريقة عمل بعض العقول التي تصدّق كل ما تسمع أو تقرأ ، فقد قيل في البداية بأن الدولة الإسلامة إرهابية تتبع قاعدة الجهاد الخارجية الغالية ، فصدّق هؤلاء ، ثم قالوا بأن الدولة الإسلامية عميلة للمالكي !! وهذا انقلاب في المفهوم بـ (360) درجة ، وصدّق هؤلاء المساكين ، ثم قالوا الدولة : الإسلامية عميلة لإيران ، فصدّق هؤلاء المساكين ، ثم قالوا بأن الدولة عميلة لأمريكا وأنها هي التي صنعتها ، فصدّق هؤلاء ، ثم دخلت الدولةُ الشامَ فقالوا : الدولة الإسلامية عميلة لبشار ، فصدّق هؤلاء المساكين ، ثم لما أتت روسيا بالقصف العلني قالوا : الدولة الإسلامية عميلة لروسيا ، وصدّق هؤلاء المساكين !! مساكين لأنهم يرون بأعينهم الرافضة وإيران وأمريكا وروسيا يقصفون الدولة الإسلامية بالطائرات كل يوم عشرات المرات ويقتلون من جنود الدولة العشرات والدولة تقتل وتنحر منهم العشرات والمئات كل يوم ، ومع ذلك لا زالوا على اعتقادهم بأن الدولة الإسلامية عميلة لمن يقرر الإعلام !!

من المضحكات المبكيات قول بعضهم بأن الدولة الإسلامية لا تحرر إلا المُحرَّر ، ومن كثرة تردادهم لهذه المقولة الغريبة أعلن المتحدّث الرسمي باسم الدولة – بعد أن طفح الكيل – أن الدولة “ستحرر المحرَّر” !! نحن نسأل : هل الموصل وبيجي وكركوك والرمادي وغرب العراق كله ووسطه كان محرراً !! هذه بلاد أكبر من فلسطين بمرات كانت تحت حكم حكومة الرافضة في بغداد ، من الذي حرر هذه البلاد !! سيقولون : كانت تحت حكم أهل السنّة !! نتنازل ونقر لهم بذلك ونقول : لمَ لمْ يحرر أهل السنة هؤلاء : الأسارى في سجون هذه البلاد ؟ أم أن أهل السنة كانوا يسجنون نسائهم ليأتي الرافضة ويهتكوا أعراضهن في السجون !! الرقّة ودير الزور وتدمر وشرق سوريا وشماله كان كله محرراً فأخذته الدولة ، نقول : نحن معكم وأنتم على صواب ، وسؤالنا : هل الذين حرروا هذه البلاد جعلوا نسائهم في السجون ليهتك النصيرية أعراضهن !! من الذي حرر النساء من السجون !! كيف تكون بلاد محررة ونساء المسلمين لا زلن في السجون يُهتك أعراضهن ، إن كانت حقاً محررة ، فالذين حرروها – ورضوا أن تبقى أخواتهم في السجون يُهتك أعراضهن – أهل دياثة والعياذ بالله ..

من المضحكات المبكيات : وقاحة البعض في تحد الدولة الإسلامية بأنها لا تفجّر إلا حسينيات الرافضة في شرق جزيرة العرب ، بينما حسينيات معابد الإسماعيلية الموالية للحوثيين في نجران سالمة ، وعندما فجّرت الدولة معبداً للإسماعيلية في نجران أنكر هؤلاء وأزبدوا وصاحوا وولولوا وبكوا وتباكوا على الإسماعيلية وترحّموا على موتاهم !! الإسماعيلية فرقة كافرة لا تمت للإسلام بصلة ، وكفرهم مما اتفق عليه العلماء ، فلا يجوز الترحّم عليهم ولا إقرارهم في بلد إسلامي بجزية أو بغيره ، وحكمهم القتل والسبي كما قال ابن تيمية ، فهؤلاء أشد كفراً من الرافضة الإثنا عشرية الخمينية ، والغريب العجيب أن خصوم الدولة من أصحاب التغريدات والمواقع الشبكية لم يبينوا حال هذا المعبد ، وقالوا الدولة فجّرت “مسجداً” في نجران ، وهذا يبيّن للعاقل مدى كذب هؤلاء وتضليلهم للناس ، فأي عار يلحق بهؤلاء وأي خزي أن يصلوا إلى هذه الدرجة الرخيصة من الوقاحة والتدليس الذي كان يستحي منه كفار قريش !! إن لم يردعهم الدين ، فلتردعهم المروءة والحياء أن يُكشف كذبهم أمام الناس !!

ومن المضحكات المبكيات : موقف بعض الناس من الطائرة الروسية التي اسقطتها الدولة الإسلامية في سيناء : ففي البداية فرح الجميع وهللوا وكبروا ، والبعض قال : هو انتقام الله لأهل الشام ، والبعض أظهر سروره واستبشاره بمقتل هؤلاء الروس ، ثم لما أعلنت الدولة الإسلامية إسقاطها الطائرة : انقلب “انتقام الله” إلى “عمل شيطاني” ، وأظهر من كان فرحاً قبل ساعات : حزنه وغضبه على الدولة لأنها تريد تبرير غزو الغرب لسيناء ، فانقلب الفرح غماً ، وانقلبت المعجزة شراً بمجرّد تبني الدولة الإسلامية للعملية !! أما الإعلام الخبيث فلا زال يبحث عن أسباب سقوط الطائرة ولا زال يُشغل المسلمين بهذا بالرغم من قتل الطائرات الروسية لعشرات المسلمين قبل سقوط الطائرة بلحظات ، وفي لحظات سقوطها ، وبعد سقوطها بلحظات ، فالآلاف المؤلفة من المسلمين الذين يقتلهم الروس لا قيمة لهم أمام الداعرات الروسيات الاتي في “شرم الشيخ” !! هذه العملية أوقفت الدعارة – بصفة مؤقتة في بقعة من بلاد المسلمين ، ونسأل الله أن لا تقوم للكفار قائمة في هذه البقعة التي تستقبل فيها عاهرات ومومسات الغرب مهبط الوحي (الحجاز) بفروجهن العارية !!

من المضحكات المبكيات أن الطائرات الصهيونية والروسية والعربية والأمريكية والأوروبية ، مع جنود بشار وإيران وحزب اللات والرافضة الأفغان والهنود والباكستانيين والعراقيين واليمنيين والإيرانيين والروس استطاعوا شق طريقهم من الغرب إلى مطار “كويرس” ليلتقوا بالمُحاصَرين فيها ، وقد وردت أنباء عن تنحّي بعض الفصائل الثورية وتركها الحرية لهؤلاء للزحف إلى المطار ، وأن بعضها أعطى التحالف الكافر احداثيات أماكن تواجد جنود الدولة الإسلامية المحاصِرة للمطار !! المضحك أن بعض هؤلاء يشمت بالدولة ويظهر الفرح والسرور لظهور النصيرية والنصارى والرافضة عليها ، ولا يعلم هذا العبقري أن الروس سيستخدمون هذه القاعدة – إن تمكنوا من فكر الحصار – لقصف الثوار في المنطقة المحيطة بحلب !! المبكي أن الأمر أصبح كمباراة كرة قدم !! ألم يدرك البعض أن هذا الجهاد هو مستقبل الأمة كلها !! إنها ليست لعبة ، وهذه ليست فرق كرة قدم ، المقتولون من المسلمين نساء وأطفال وشيوخ ورجال بمئات الآلاف ، شعب يُباد ، والبعض مشغول بالتصفيق والتصفير !! لأول مرة نرى أناس يصفقون لقرب حتفهم ليُشبعوا غريزة الخصومة في قلوبهم المريضة !! التحالف الكافر دخل المطار من جهة واحدة بعد أشهر من القتال والقصف الشديد المركّز ، وبعد أن تكبّد خسائر فادحة في الأرواح .. دخل المطار بشق الأنفس ولم يحرر المطار لأن المطار لم يقع في يد الدولة أصلاً ، فالدولة تحاصره ولم تفتح المطار بعد ، فإذا كان كل هذا القصف وكل هذه الأرواح لشق طريق لدخول بعض الجنود إلى داخل المطار يعد نصراً ، فهو نصر للدولة الإسلامية التي لم يصدّق أعدائها أنهم يستطيعون إيجاد ثقب في دائرة حصاره رغم الفارق الهائل في الامكانات المادية .. البعض يقول بأن الدولة سلّمت المطار للنصيرية !! نقول لهؤلاء العباقرة : كيف تسلم الدولة ما لا تملكه !! كيف تشمتون بـ “هزيمة” الدولة الإسلامية في معركة المطار ثم تقولون “تسليم” !! إما أن يكون تسليماً أو تكون هزيمة .. لقد احترفتم فن الجمع بين المتناقضات !!

من المضحك المبكي قول بعضهم بأن الدولة الإسلامية تعاملت مع أعدائها الرافضة والنصارى والنصيرية بوحشية !! لا ندري ما يريد “إخوان سوسو” من جنود الدولة الإسلامية !! ما تفعله الدولة الإسلامية لا يساوي عُشر ما فعله الرافضة والأمريكان بالمسلمين في العراق ، أو ما فعله النصيرية والروس في سوريا من هتك للأعراض وحرق للأحياء وقطع للأعضاء وفعل للفواحش وتعذيب وتهجير ونشر بالمناشير وثقب الرؤوس بالمثاقيب الكهربائية وبالمسامير ، إن ما فعله النصارى والرافضة والنصيرية لا يتصوره العقل الصحيح ، ولا يتخيله القلب السوي ، ثم يأتي هؤلاء ويقولون : الدولة وحشية !! من أراد معرفة بعض ما فعله الرافضة فعليه بكتاب “غربان الخراب في وادي الرافدين” للدكتور “طه حامد الدليمي” ، فهذا الكتاب فيه من القصص ما تشيب له الولدان ، وهو غيض من فيض ، وليس الخبر كالعيان ..

من المضحك المبكي أن جميع هذه القوى النصيرية والرافضية والنصرانية واليهودية والمرتدة اجتمعت في محاولة فك حصار المطار ، ولا زال المجاهدون مختلفون فيما بينهم !! هل سأل بعضهم نفسه : ماذا بعد احتلال المطار وفك حصاره !! ألن يطول القصف الروسي : جبهة النصرة والأحرار وغيرها من الجماعات بعد احتلال المطار !! أليس الأولى بهؤلاء أن يساندوا اخوانهم في التخفيف من هذه القوة المهاجمة فيضربوها من الخلف كي لا يقع المطار في يد الروس !!

قلناها سابقاً ، ونقولها الآن : الدولة الإسلامية أشغلت جميع أعداء الإسلام بحربها ، فالأمريكان مشغولون عن أفغانستان وباكستان والصومال بالدولة ، والروس انشغلوا عن الشيشان وغيرها بالدولة ، والأوروبيون انشغلوا عن الدول الإسلامية بالدولة ، والجماعات المقاتلة في الشام كان لها مجال واسع للتحرك قبل وصول الروس بسبب انشغال الأمريكان بالدولة ، ولكن المؤسف أن البعض ترك هذه الفرصة الذهبية وانشغل بالدولة بجانب الكفار بزعم خارجيتها ، والدولة – للأسف – انشغلت بعض هذه القوى – بزعم ردّتها – في نفس الوقت الذي كانت تحارب فيه قوى الأرض الكافرة !!

هذه الدول لا تستطيع القتال في جبهات كثيرة ، وإن فعلت فإن تركيزها يقل بدرجة كبيرة لعظم كلفة الحرب كونها جيوش نظامية .. مشكلتنا في غفلتنا وسقوطنا في مستنقع الخلاف كل مرة يريد لنا العدو ذلك ، فهو يتلاعب بنا وكأننا أطفال صغار نتعارك على لعبة !! قلنا – بعد سقوط “تل أبيض” – بأنها لن تكون الأخيرة لأننا لا زلنا نعمل بفلسفة “الأنا” و”الجماعة” وليس بمنطق “نحن” و”الأمة” .. كل قائد فينا “صلاح الدين” ، وكل جماعة فينا هي الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ، وكل قائد وجماعة سيفتحون القدس بمعزل عن الأمة !! في كل مرة يستلم زمام الأمور أناس تشبّعوا بالغرور لينفردوا بأنفسهم عن إخوانهم لأن الباقين في جهل مدقع وسوء فهم شنيع للأحكام الفقهية وللسياسة الشرعية ومعرفة المقاصد وكيفية جلب المصالح ودرء المفاسد .. في كل مرّة نعيد الكرّة ونقع في ذات الحُفرة ..

نقولها بكل وضوح وبكل صراحة : إن لم تجتمع هذه الرايات تحت راية واحدة ، ونخص منها الدولة والجبهة والأحرار ، فستسقط حلب وحماة وإدلب ودرعا ، وستبقى حمص ودمشق واللاذقية والقنيطرة في يد النصيرية ، وستتقاتل هذه الجماعات في وسط سوريا على ما تبقى منها حتى تفنى أو يفنيها الأعداء بعد ضعفها وإنهاكها ، ومن بقي منها سيدخل تحت حكومة توافق وطني يرأسه النصيرية والنصارى والرافضة ، ويكون المسلمون فيها براويز لا قيمة لها ، وهذا ليس من الرجم بالغيب ، بل هو تتبع واستقراء للتاريخ المعاصر ، فهل يتعّض البعض !! هل يعِ البعض خطورة الموقف ؟ هل يتواضع البعض ويترك الغرور والكِبر والعُجب ليخفض جناحه لإخوانه فينقذ الأمة من جحيم قادم ، أم أن الله تعالى سيستبدل هذا الجيل بأكمله بجيل آخر أكثر وعياً ورشداً وتواضعا !! قيل لعابد الحرمين الفضيل بن عياض : ما التواضع ؟ فقال : أن تخضع للحق وتنقاد له ، ولو سمعته من صبيٍّ : قَبِلتَه ، ولو سمعته من أجهل الناسِ : قبلتَه” ..

اللهم ارزق قادة الجهاد الحكمة وحسن التواضع والإخلاص .. اللهم اجمع كلمتهم ، ووحد صفوفهم ، وثبّت رايتهم ، واجعلهم هداة مهديين واهد بهم .. اللهم ارحم من سعى في جمع كلمة المسلمين ، وشتِّت شمل من أراد تفريقهم وزرعِ الشقاق بينهم وتمزيق صفوفهم .. اللهم انصر المجاهدين في الشام والعراق وبلاد فارس ومصر وجزيرة العرب والشيشان والهند وباكستان وبورما والفلبين والصين وطاجيكستان والصومال ومالي وليبيا وتونس والجزائر ونيجيريا وتشاد وسائر أفريقيا وآسيا .. اللهم أقم علَم الجهاد في الأرض كلها على نهج نبيّك وهمة صحابته الكرام .. اللهم ارزق هذه الأمة قادة نجباء ، وعلماء أوفياء ، وجنوداً أتقياء ، وأصلح شباب الأمة ومكّنهم النفير إلى ساحات الجهاد ليقاتلوا في سبيلك صفاً كأنهم بنيان مرصوص فيستحقوا وعدك لتمنّ عليهم بنصر من عندك سبحانك ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
27 محرم 1437هـ

__________________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]