New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Who Are You With?"

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال خاص أرسله أحد الأحبة الكرام ضمّنه الإطراء والثناء والمحبة في الله ، ولن ننقل الرسالة لما فيها من مبالغة في المدح الذي لا يستحقه من يعلم حقيقة أمره ، ولكن نقابل المحبة بالمحبة ونسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم ..

بعض السؤال غريب كون صاحبه من المتابعين لأكثر من عقد كما بيّن ، وفي نفس الوقت ملحّ ومهمّ في هذه الفترة التي اختلطت فيها المفاهيم لدرجة اللامعقول ، وإن كان السؤال جاء بأسلوب شخصي إلا أن الحاجة إلى معرفة التعليق عليه أمر هام ، خاصة للمجاهدين ومن يناصرهم من عامة المسلمين ..

صدّر الأخ الفاضل رسالته بعنوان فصل : “مع من أنت؟” ، ثم أخذ في التفصيل المبني على الحيرة الظاهرة ، فقال :

يوم تمدح “قاعدة الجهاد” ، ويوم تثني على “الدولة الإسلامية” !! أثنيت على “المقاتلين في ليبيا” ، وعلى “المقاتلين في سوريا” ، وأثنيت على “الربيع العربي” مع أنهم يقاتلون من أجل دولة مدنية !! كفّرت الذين لا يحكمون بما أنزل الله ولم تكفّر “مرسي” و”حماس” !! وما موقفك بالضبط من الإخوان المسلمين ؟ كفّرت الجيش العراقي والسوري ولم تكفّر الجيش “السعودي” ولا اليمني !! كفّرت أئمة الرافضة ولم تكفّر عوامهم !! أثنيت على عمليات المجاهدين في كل مكان وأنكرت تفجيرات الرياض !! أنت مع الدولة الإسلامية يوماً وضدها يوم ، ومع هذه الجماعة وتلك اليوم وضدها في يوم آخر !! تطالب الدولة بالإجتماع مع بقية الفصائل في سوريا وأنت تعلم بأن الجماعات الأخرى عملاء وصحوات !! تناصر الدولة وتقر لها بالفضل والقوة والغلبة والشرعية وأنت لم تبايع أميرها على الخلافة بعد !! هناك الكثير من الجماعات والأحزاب في الساحة ، فمن تعتقد أنه على حق ، فنحن لا ندري إلى أي الجماعات تنتمي ؟ وموقفك من “عاصفة الحزم” لا زال غامضاً فهلا بينته ؟ ولو تبين لنا موقفك مما يحصل في مخيم اليرموك بعد اقتحام الدولة ؟
ثم طلب الأخ توضيحاً شافياً واضحاً لكل هذا لأنه في حيرة من أمره ، وأخبر بأنه ليس وحده من احتار ، بل هناك الكثير من الإخوة لا يعرفون الموقف الواضح من كل هذه “التناقضات” !!

قبل الإجابة على هذه الأسئلة ، أود أن أشكر السائل على إيراده هذه المسائل التي يحتاجها الناس اليوم ، وأعتذر للإخوة الأحبة من هذه المقالة التي سيكون فيها لفظ “أنا” على غير العادة ، وانتهز هذه الفرصة لأنبه الإخوة الأحبة الكرام في المنتديات والمواقع وبرامج التواصل الإجتماعي أن لا يكتبوا قبل إسمي ولا بعده أي تزكية ، كشيخ أو علّامة أو منظّر لهذه الجماعة أو تلك ، فلست بكل هذا إلا أن أكون أسن من غيري فأكون شيخاً بهذا المعنى ، وما أنا إلا ناقل لكلام أهل العلم ، جامع له ، مرتّبٌ ومنسّق ، فهذا مبلغ اجتهادي ، وما كان من أحكام هنا وهناك فهي اجتهادات في مسائل يسع مثلي الإجتهاد في اختيار الأرجح من أقوال أهل العلم فيها بعد استفراغ الوسع في البحث والنظر ، فالرجاء الابتعاد عن الألقاب ، والمقصود البحث عن الحق الذي بمعرفته يُعرف أهله وليس العكس ..

إلى الأسئلة :

س: “مع من أنت؟” ..
ج : مع كل المسلمين ضد كل الكفار ، ومع كل حق ضد كل باطل وجور وظلم وجهل ..

س: يوم تمدح “قاعدة الجهاد” ، ويوم تثني على “الدولة الإسلامية” !!
ج : كلهم إخواني وأحبائي وأكن لهم كل التقدير والإحترام ، سواء القادة أو الجنود ، وأثني على الحق الذي فيهم والذي يمثلونه ، وإن جانبوا الصواب فأنا لهم أخ صغير ناصح ، أسأل الله أن يجمع كلمتهم على الحق ..

س: أثنيت على “المقاتلين في ليبيا” ، وعلى “المقاتلين في سوريا” ، وأثنيت على “الربيع العربي” مع أنهم يقاتلون من أجل دولة مدنية !!
ج : من قاتل عدوي فله الشكر وإن لم يكن مسلماً ، فكيف بالمسلم !! المقاتلون الذين يقاتلون حفتر والنصيرية أناصرهم في هذا ، والذي يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا فإنني أحبه في الله وأناصره وأعينه وأعرف فضله وأتولاه ، والذي يقاتل من أجل دولة مدنية لا تحكم بشرع الله فإني أنصحه وأبين له وأعتب عليه ، فلعله جاهل أو غافل أو مغرر به أو متأول أو مجتهد .. أما “الربيع العربي” ففيه خير كثير ، ونتج عنه خير كثير ، ولو لم يكن إلا فضحه للعمالات والخيانات لكان كافياً ، ولا زلت آمل أن يخرج من هذا الربيع خير ، ولكن أرى أن الجهاد هو الطريق ، وأرى السلمية مضيعة للوقت ومهدرة لطاقات الشباب إلا أن تكون فاضحة للأعداء ومحفزة ومحرضة للشباب على الجهاد ..

س : كفّرت الذين لا يحكمون بما أنزل الله ولم تكفّر “مرسي” و”حماس” !!
ج : الذي لا يحكم بما أنزل الله ويصدر قوانين تخالف شرع الله ويلزم الناس التحاكم لغير شرع الله فهو كافر .. أما مرسي فهو عندي مجتهد متأول وليس بكافر ، وكذا حماس لعلمي بالمدرسة التي تخرجوا منها والتي أصلها المذهب الأشعري المتأثر بالإعتزال .. هذه المدرسة لها جذور تاريخية ، وهي التي عليها الأزهر وأهل مصر في الغالب ، وهي تتساهل في إعمال العقل في بعض النصوص ، وتجتهد أحياناً في غير محل الاجتهاد ، وفيها بعض إرجاء ، فهذه المدرسة تقدم المعقول على بعض المنقول ، والصراع معها قديم ، وقد كتب ابن تيمية كتابه “درء تعارض العقل والنقل” – الذي لم يكتب مثله في الباب – ليفند هذه المسألة .. هذه المدرسة لها سلف من علماء الأمة ، ولها اليوم مشايخ وعلماء بدءاً بمحمد عبده إلى الغزالي (انظر مقدمة كتابه “فقه السيرة”) إلى الدكتور القرضاوي ، فالقوم مجتهدون متأولون مخطؤون في نظري ، ونحن نعذرهم في بعض اجتهاداتهم وننصحهم فيما نراه خطأ ، ولا نعذرهم في بعض الإجتهادات التي تخالف ما علم من الدين بالضرورة ، والتي جعلوها تحت مظلة بعض القواعد الأصولية كالمصالح المرسلة وغيرها ، فمثل هذه الاجتهادات نفندها ونبين الحكم الشرعي فيها ..

أما التكفير فإني لا أصير إليه إن كان عندي لمسلم مخرجاً مهما كان صغيراً ، وإن تيقنت من كفر شخص بعينه فإني لا أُعلن ذلك إلا إذا علمت أن في الإعلان مصلحة للمسلمين ، فإن تبين أن في الإعلان مفسدة راجحة على المصلحة فإني أتوقف عن الإعلان ، مع بيان حكم الفعل أو القول أو الإعتقاد المكفّر ..
س : وما موقفك بالضبط من الإخوان المسلمين ؟
ج : هم إخوان مسلمون ، وأفرادهم ليسوا سواء : فمنهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات ، وأنا أعرف الكثير منهم ، ومن أعرفهم فيهم خير كثير ، ولكن منهج القيادات في بعض الأحيان لا يكون موفقاً ، ونحن وإن كنا نعتذر لهم بعض الأحيان في بعض الأمور في بعض المواقف وبعض الأماكن ، فإن هناك أمور لا يمكن الاعتذار لها ، فهذه ننكر عليهم فيها : فقد أنكرنا قتلهم المسلمين في مسجد ابن تيمية ، وأنكرنا هجومهم الإعلامي على المجاهدين ، وأنكرنا قرار مرسي بمواجهة المجاهدين في سيناء ، وأنكرنا تقربهم من النصارى والرافضة ، وغيرها من المواقف والاجتهادات المعروفة التي أنكرناها وبيّنا وجه الإنكار ..
ننكر عليهم تساهلهم في قضية الولاء والبراء والحب والبغض في الله ، وتساهلهم في بعض أحكام الجهاد ، وتساهلهم في مسألة الحاكمية ، وننكر عليهم شدتهم على المجاهدين المسلمين مع لينهم للنصارى الكفار ، كل هذا ننكره وأنكرناه ، ولكن هذا كله لا يدعونا للبراءة منهم ومعاداتهم والتخلي عنه وعدم نصرتهم ، مهما بغوا علينا فهم إخواننا لهم حق النصرة الشرعية علينا ، وقد أخطأ – في نظري – من كفّرهم ، وجازف .. أما من ينتمي للإخوان ويأتينا طوعاً تحت راية الرافضة في العراق أو النصيرية في الشام أو الصليبون في أفغانستان والصومال وغيرها ، فهؤلاء لهم حكم الراية ، ذلك أن هذه الرايات واضحة لا لبس فيها ..

س : كفّرت الجيش العراقي والسوري ولم تكفّر الجيش “السعودي” ولا اليمني !!
ج : الجيش العراقي رافضي اثنا عشري غلب عليه المذهب القمّي الخميني الفارسي المكفّر للصحابة والطاعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم والقائل بتحريف القرآن ، ومن كانت هذه حاله فهو كافر بالإجماع ، والنصيرية كفار بالإجماع ، فمن علم حال هؤلاء ودخل تحت رايتهم أو أعانهم على قتال المسلمين فهو كافر بالإجماع ..
أما الجيش “السعودي” فهو جيش مغرر به لادعاء حكومة “آل سعود” تحكيم الشريعة والعمل على نصرة الإسلام وتسخير الإعلام والمشايخ لتأكيد هذا كله ، ولذلك هم عندي مسلمون وإن قاتلوا المجاهدين تحت راية “آل سعود” لجهلهم ولاغترارهم بالعلماء والمشايخ ، ومن هؤلاء المشايخ من هو محل احترام وتقدير جموع المسلمين ، وهؤلاء المشايخ مقدمون عندهم على غيرهم ، وهم يتبعون فتاواهم ، فالأمر ليس واضحاً كما في العراق والشام ، وهؤلاء المشايخ : بعضهم مجتهد ، وبعضهم متأول ، وبعضهم خائف ، وبعضهم يورّي ، وبعضهم مداهن بائع دينه بعرض الدنيا وهؤلاء قلة قليلة جدا ولله الحمد ، ولكنها قلة مؤثرة لتمكينها من الإعلام ..
أما جنود “الجيش اليمني” : فبعضهم يقاتل حمية ، وبعضهم يقاتل من أجل المال ، وأكثرهم لا يدري ما يجري حوله ، فهم جهال غرر بهم علي صالح وأعوانه ، وانطلت عليهم ألاعيب السياسيين ، ولذلك لا أكفّر أعيانهم ، وأسأل الله أن يهديهم ، ولا يعني هذا أن لا نقاتلهم إذا قاتلونا تحت راية هؤلاء الطغاة ..
أفراد الجيوش العربية ليسوا سواء : فأكثرهم دخل الجيش للراتب ، وبعضهم دخل الجيش وطنية ، وبعضهم للوجاهة والمنصب ، وقليل الذين دخلوا هذه الجيوش لأجندات سياسية ، وأقل منهم لمحاربة الإسلام ، وبعضهم دخلها بنية حماية بلاد الإسلام .. نحن هنا نتكلم عن الأفراد الذين يجهل أكثرهم الحقائق والأحكام الشرعية ، أما القادة فهؤلاء هم الذين يعملون على غسل عقول الجهال وحرفهم عن حقيقة واجبهم في الدفاع عن الأمة ، فجعلوا واجب هذه الجيوش : الدفاع عن الأنظمة والحكومات ، وعن شخص الحاكم بالذات ، فلجهل هؤلاء الأفراد : انطلت عليهم هذه الألاعيب والأكاذيب ، والمطلوب هو نشر الوعي الشرعي والفكري بين أفراد الجيوش العربية والإسلامية ، والبعض يقول بأن الواجب هو إقامة الحجة عليهم ، وهذا خطأ ، فنحن نريد هدايتهم وإنقاذهم لا إقامة الحجة عليهم لتبرير قتلهم ..
من أخطر الأمور : أن يُبنى جيش على غير عقيدة ، وأخطر من هذا أن يُبنى على عقيدة فاسدة ، ولذلك خسرت “باكستان” حروبها المتكررة مع الهند لأن الجيش الباكستاني كان بلا عقيدة ، وهذا ما انتبه له “الجنرال ضياء الحق” فأراد أن يُرجع العقيدة الإسلامية للجيش الباكستاني فكان الجواب قتله من قِبل أعداء الله ، ولما غيّرت الدولة العثمانية عقيدة الجيش الإسلامي وأخذت في تقليد الجيوش الأوروبية هُزمت وكُسرت شوكتها ، ولما كانت العقيدة هي الحاضرة اندحرت جيوش بريطانيا والسوفييت وأمريكا في أفغانستان ..

س : كفّرت أئمة الرافضة ولم تكفّر عوامهم !!
ج : الرافضة ليسوا سواء ، أو فلنقل : الشيعة ليسوا سواء ، فالزيدية شيعة ، وهؤلاء لا نكفّرهم ، بل حتى الرافضة الإثنا عشرية ليسوا سواء : فأكثر عرب الأهواز رافضة إثنا عشرية وكثير منهم ليسوا على عقيدة ملالي قم ، وكثير من عوام الرافضة لا يعرفون من دينهم ما نعرف نحن ، وأكثر الفرس في إيران ليسوا متديين بل ويكرهون الملالي ويتمنون زوالهم ، وكثير من هؤلاء لا يهمه من دينه غير ما يهم عوام أهل السنة من بعض عبادات ظاهرة ، وكثير من هؤلاء اختلطوا بأهل السنة فتأثروا بهم ، أما هذه النعرة الصفوية المجوسية الفارسية فقد جاءت بعد احتلال الخميني لإيران ، وإلا فإن الرافضة وأهل السنة كانوا متجاورين متصاهرين متعايشين في أكثر بلاد الإسلام ، إنما تكون المشاكل حيث ينشط ملالي السوء الذين يعملون لأجنداتهم الخاصة ، ولا يعني هذا أن لا نكفّر عوام الرافضة الذين يتبعون “قم” في تكفيرها للصحابة أو ادعاءها تحريف القرآن أو رميها عائشة رضي الله عنها بما برأها الله تعالى من فوق سبع سموات ، هؤلاء كفار بالإجماع ، ولكنهم ليسوا كل الرافضة ، ومن الشيعة من هم أشد من الإثنا عشرية كفراً : كالنصيرية والإسماعيلية وغيرهم ، ولكن الإثنا عشرية وجدت دولة تساندها لها أجندات سياسية شعوبية توسعيّة ..

س : أثنيت على عمليات المجاهدين في كل مكان وأنكرت تفجيرات الرياض !!
ج : لم أثن على كل عمليات المجاهدين في كل مكان ، وإنما أثني على كل عملية فيها مصلحة للإسلام والمسلمين ، وهذا هو الغالب ، وأُنكر ما أرى أنه ليس فيه مصلح أو كان ضرره أكبر من مصلحته ، وتفجيرات الرياض بتلك الطريقة في ذلك الوقت كانت أضرارها أكثر من نفعها ، وقد ثبت ذلك فيما بعد بكيفية استغلال القوم لتلك العملية أبشع استغلال ، فعاد الأمر بالضرر البالغ على المجاهدين ..
س : أنت مع الدولة الإسلامية يوماً وضدها يوم ، ومع هذه الجماعة أو تلك اليوم وضدها في يوم آخر !!
ج : أنا لست ضد أي جماعة أو فئة مسلمة ، أنا مع كل المسلمين ، وإنما قد أخالف هذه الجماعة أو تلك في عمل أو قول أو اجتهاد ، فأحاول النصح والبيان ، وليس اختلافي مع جماعة معناه أني ضدها .. الاختلاف أمر طبيعي ، وقد اختلف الصحابة رضوان الله عليه حتى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم ، والخلاف لا يُفسد الود بيني وبين إخواني إن شاء الله ، فأنا معهم في الحق ، ولست معهم في ما أراه مجانباً للصواب ، وإنما أؤدي الواجب الذي علي تجاههم من نصح وبيان ، مع بقاء الود والحب والاحترام والعرفان وحفظ الجميل .. قد تختلف طريقة النصح وتتراوح بين اللين والشدة حسب ما يقتضيه الحال ، لكن يبقى الود والولاء في جميع الأحوال ، وأصل هذا كله قول الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الدين نصيحة” (صححه الألباني) ، وقوله عليه الصلاة والسلام “انصر أخاك ظالماً أو مظلوما ، فقال رجل : يا رسول الله ، أنصره إذا كان مظلوماً ، أفرأيت إن كان ظلماً كيف أنصره ؟ قال : تحجزه [أو تمنعه] من الظلم ، فإن ذلك نصره” (البخاري) ..

س : تطالب الدولة بالإجتماع مع بقية الفصائل في سوريا وأنت تعلم بأن الجماعات الأخرى عملاء وصحوات !!
ج : لو أعلم أن جميع الجماعات الأخرى عملاء و”صحوات” ما نصحت الدولة الإسلامية بالاجتماع بها .. الجماعات المقاتلة في الشام كثيرة : منها صادقة تقاتل النصيرية من أجل تحرير سوريا ، وبعضها قريب في المنهج من “الدولة الإسلامية” ، ولا نشك أن بعضها عميلة لدول تموّلها ، ولاستخبارات تدربها ، وهي معلومة ، فلا ينبغي حشرها كلها في نطاق واحد ، وهذا بينته مراراً وتكراراً في مقالات سابقة ، ودعوت الدولة إلى العمل مع أقرب الجماعات إليها فالأقرب حتى تكون الوحدة المنشودة ، ولا زلت أدعوا جميع الفصائل إلى ترك ونبذ الاقتتال الداخلي والعمل على وحدة الصف وجمع الكلمة ، فهذا هو باب النصر الشرعي في الشام وفي كل مكان ..

أنبه قادة الدولة وقادة الجماعات الأخرى بالكف عن التنابز بالألقاب ، ورمي الآخرين بالكفر والخارجية : فعند بعض أنصار الدولة وبعض جنودها جرأة كبيرة على التكفير أدخلوا فيه كل مخالف ، ولا يكاد يسلم منه أحد ، وهذا باب شر يجب غلقه ، وعند بعض مناصري وجنود الفصائل الأخرى جرأة كبيرة على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزلونها غير منزلها ، فهذا نوع من الكذب على رسول الله حيث زعموا بأنه قصد بأحاديث الخوارج من كانت حاله كحال الدولة الإسلامية ، وقد بينا في رسالة سابقة (عنوانها “بحث في الخوارج”) حقيقة الخوارج ومن هو خارجي ومن ليس بخارجي وأتينا بالأحاديث ثم أقوال أهل العلم ، وقلنا بأن القول بخارجية “الدولة الإسلامية” هو نوع من أنواع الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “إن كذباً علي ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار” (البخاري) ، ومن أعجب ما رأينا في مسألة الخوارج ، بعد أن أتينا بتعريفات العلماء لهذه الفرقة : ابتداع البعض تعريفات جديدة فصّلوها على مقياس “الدولة الإسلامية” ضاربين بعرض الحائط النصوص الحديثية وكلام كبار علماء الأمة ، فما أجرأ هؤلاء على حديث النبي صلى الله عليه وسلم !!
لقد انتشر الكذب في الناس بصورة عجيبة في صيغة مبالغات وتهويلات وتحريف وليّ للنصوص الشرعية ونقلٍ للأخبار الكاذبة وللصور الملفّقة ، فكل هذا قبيح ، “وإن العبد ليتكلّم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالاً ، يهوي بها في جهنّم” (البخاري) ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رؤياه الطويل “وأما الرجلُ الذي أتيت عليه ، يشرشَر شدقُه إلى قفاه ، ومنخرُه إلى قفاه ، وعينُه إلى قفاه ، فإنه الرجلُ يغدو من بيته ، فيكذب الكذبةَ تبلغ الآفاقَ” (البخاري) ، فما أشبه هذا بما يكتب الناس في هذه البرامج الإجتماعية والمنتديات وما يقول الناس في الفضائيات !! فليتق الله من يلقي الكلمات جزافاً أن تهوي به في نار جهنم ، ولات ساعة مندم ..
إن القول بكفر المسلم معناه إهدار دمه ، بل وجوب قتله بعد استتابته ، أو جواز قتله تحت رايته إن كفّرنا الراية ، وهذا أمر عظيم لا ينبغي ترك الإجتهاد فيه لغير أهل الإختصاص .. ورمي المسلم بالخارجية : حكمٌ عليه بالقتل استحباباً – وربما وجوباً – وطاعة وطلباً للأجر ، فالتهمتان كفيلتان بإراقة الدماء ، وهي في الغالب معصومة ، فلا يجوز التساهل في الأمرين ، وينبغي على القادة نهي الجنود والأتباع عن مثل هذا ، وإيقاف هذه الجرأة على الله ، فإن هذا من أسباب الخذلان والعياذ بالله ..

س: تناصر الدولة وتقر لها بالفضل والقوة والغلبة والشرعية وأنت لم تبايع أميرها على الخلافة بعد !!
ج : ذكرت في مقالة سابقة بأنني واحد من المسلمين ، وأنني أبايع من تتفق عليه كلمة المجاهدين ، ولي في هذا سلف من الصحابة أمثال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، ولا يهمني من تتفق عليه الكلمة ومن أي الجماعات هو ما دام أهل الجهاد اتفقوا ، فقادة الجهاد عندي هم أهل الحل والعقد في الأمة اليوم ، ومتى ما اتفقوا على رجل كان واجباً على الجميع مبايعته ، فأنا أدعوهم للحوار والنقاش والاجتماع على كلمة سواء حتى لا تضيع هذه الفرصة التأريخية ، فعندنا اليوم جماعات كبيرة لو اتفق قادتها القلائل لكان في هذا عز الدنيا وخير الآخرة .. هذا رأيي وما اخترت لنفسي ، ولا ألزم به أحداً ، وأحترم وأقدّر رأي واجتهاد الآخرين ..

س : هناك الكثير من الجماعات والأحزاب في الساحة ، فمن تعتقد أنه على حق ، فنحن لا ندري إلى أي الجماعات تنتمي ؟
ج : أما الحق فهو عند المسلمين عامة في مقابل كل ملل الكفر ، ثم هو عند أهل السنة في مقابل الفرق الضالة ، ثم هو عند متبعي السلف في مقابل المبتدعة ، ثم هو اليوم عند أهل الجهاد ومن ناصرهم في مقابل المخذّلين والمرجفين ، فالحق عند أهل الجهاد المتّبعين لسلف الأمة من أهل السنة ومن هو على نهجهم وناصَرهم ، فهؤلاء هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية في هذا الزمان ، أما أهل الإرجاف والتخذيل فليسوا من الطائفة المنصورة وإن حفظوا المتون وبرعوا في الفنون ، ذلك أن ألفاظ أحاديث الطائفة المنصورة تصدّق بعضها بعضا ، وتبين بعضها بعضا ، وهي في أهل القوة في الحق وأهل الجهاد والقتال الذين لا يخشون في الله لومة لائم ..
هناك مقياس نستطيع أن نعرف من خلاله حقيقة أي فرقة أو مذهب أو طائفة : ننظر إلى دعوة الطائفة لأفرادها في تحصيل العلم من مضانه ، فإن كانوا يدعون أتباعهم لقراءة كتاب الله والتمعن والتدبر فيه ويشجعونهم على الاطلاع على كتب الحديث المعتبرة وشروحها وكتب الفقه المعتبرة ، فهذه الفرقة على الجادة ، أما أن يدعوا أتباعهم ليكونوا “كالميت بين يدي الشيخ” أو أن يكون “المرجع” له الحق وحده في الإجتهاد وعلى الأتباع السمع والطاعة دون تردد أو نقاش ، أو أن “المشايخ أبخص” والعوام أجهل من أن يعرفوا الحق وإن بحثوا ، وأنه لا ينبغي للعامي أن يقرأ في كتب الشروح والتفاسير والفقه بل عليه أن يرجع إلى العلماء في هذا كله ويقنع بما يقولون دون تردد ولا نقاش ، فكل هذا باطل ..
الذي يعلم أنه محق لا يخاف من بحثك عن الحق في مصادره ، إنما يخشى ذلك أهل الباطل ، ولذلك تجد أهل الجهاد اليوم يحثّون المسلمين على قراءة كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم كلام الفقهاء والعلماء المعتبرين في الكتب المعتبرة ليقينهم بأن من بحث سيجد ما وجدوا من الحق ، ولو كان لمخالفهم حجة لطار بها ونشرها على أوسع نطاق وسخّر له الأعداء كل منبر إعلامي ، ولكن لما علم المخالف أنه على باطل : حجب مصادر العلم عن العامة بأصول باطلة ، وألغى الآيات والأحاديث من المقررات الدراسية ، ومنع الخطباء من ذكر بعض أبواب الفقه في الخطب ليبقى الناس على جهلهم ، ونشر بين الناس الفحش والفجور ليلهيهم عن دينهم ..

س : وموقفك من “عاصفة الحزم” لا زال غامضاً فهلا بينته ؟
ج : ليس غامضاً – إن شاء الله – وقد بينته وقلت بأن هذه الحكومات لا تعمل لصالح الإسلام وإنما هي أجندات ومصالح خاصة بها .. أما قصفهم للحوثيين فنحن مع قصفهم لا مع الحكام .. نحن مع إضعاف وإهلاك علي صالح والحوثيين الذين عاثوا فساداً في الأرض وقتّلوا المسلمين ، فلا ننكر على من يقصفهم ، وندعوا من يقصفهم من الطياريين المسلمين أن يخلصوا النية لله .. من كان مسلماً فليخلص النية ، والنية تكون بحفظ حياة المسلمين والنكاية في أعداء الدين من الحوثيين الرافضة ومن يواليهم ويعينهم على قتل المسلمين ، ومن لم يكن مسلماً فلنا قصفه وعليه وزره ، وندعوا إخواننا المجاهدين أن يستغلوا هذا القصف لجمع السلاح من القواعد العسكرية وترتيب الأوراق والتقرب للقبائل والدعوة إلى الجهاد الشرعي ..
هنا أمر هام وغريب في نفس الوقت : لما كان المجاهدون في اليمن يقاتلون الحوثيين وجنود علي صالح : كان القتال فتنة وخارجية وخيانة للوطن واستجلاب للتدخل الدولي ، والآن يصبح قتال الحوثيين وجنود علي صالح : جهاد شرعي ، وواجب كفائي على المسلمين ، وفرض عيني على أهل اليمن ، ومصلحة للأمة وحفظ لكرامتها وهيبتها ، وإذا تغيّر الوضع السياسي فسيكون لقتال هؤلاء حكم آخر !! لا ندري هل هذا نفاق أم استخفاف بعقول المسلمين أم تلاعب بالدين !! هذه العاصفة ستهدأ قريباً لأن أعضاءها غير مخلصين ، وليسوا على قلب رجل واحد ، وكلهم أصحاب مصالح شخصية ، وتتحكم فيهم الأنانية ، وتغلب عليهم الإنتهازية ، وإيران ستلتف حولهم مستغلة هذه الثغرات ، وما يهمنا منها هو إضعاف الحوثيين وعلي صالح ، ولن يستطيعوا القضاء عليهم بالقصف ..

س : ولو تُبين لنا موقفك مما يحصل في مخيم اليرموك بعد اقتحام الدولة ؟
ج : الأخبار من المخيم متضاربة ولا ندري بالضبط السبب الذي جعل الدولة تقتحم المخيم ، لكن الذي لا نشك فيه أن الآلة الإعلامية العربية عامة وبعض الفصائل خاصة ألقت بأطنان من الأكاذيب في سلة الأحداث للتشويش على الناس ، والملاحظ أن الآلة الإعلامية للدولة الإسلامية ضعفت في الآونة الأخيرة ، وهذا نذير خطر ، فينبغي تدارك الأمر .. بغض النظر عن الحقائق التي ستكشفها الأيام ، نحن نتسائل : إن كان عند الفصائل الفلسطينية كل هذه القوة التي تستطيع بها قتال الدولة الإسلامية ، وعندها من الدبلوماسية ما تستطيع به جمع الفصائل لمقاتلة الدولة ، فلِم لم تفعل كل هذا لقتال النصيرية وفك الحصار عن المخيم !!

القوم جعلوا “أكناف بيت المقدس” في الواجهة ، والحقيقة أن هناك أحزاباً علمانية مرتدة في المخيم ، وهناك عملاء كُثر للنصيرية ، وهناك وهناك ، فإبراز “أكناف بيت المقدس” في الواجهة الإعلامية المقصود منه كسب تعاطف الناس ، وتشويه صورة الدولة ، والقوم اليوم يضغطون إعلامياً – وبقوة – على جبهة النصرة لتشاركهم قتال الدولة عن طريق اتهامها بمساندة الدولة ، بل الضغط طال “أحرار الشام” بنفس الطريقة ، والسبب – والله أعلم – بأن النصرة والأحرار بدأتا تتقدمان في بعض الجبهات ضد النصيرية فأرادوا إشغالهما بقتال الدولة !!

الأحزاب العلمانية كانت تأخذ معونات من النظام النصيري وتزوده بالأخبار والرجال ، وهؤلاء يبيعون الطعام على أهل المخيم بمبالغ خيالية ، وتسببوا في موت الناس جوعاً ، وبعض الأحزاب كانت تتلقى معونات خارجية : فمنها من كان يعطي بعضه للناس ومنهم من يبيع ، والآن أصبح الكل يتباكى على أهل المخيم ويخاف على حياتهم من جنود الدولة ، وبعد أن تناسي “المجتمع الدولي” المخيم ، أصبح اليوم شغله الشاغل بسبب “حرصهم على حياة المسلمين” فيه !!

“فتح” عدوّة للإسلام والمسلمين ، وقد كان عرفات يدعي زواجه “بالقضية الفلسطينية” فمات عن ثمانية مليارات من الدولارات وزوجة نصرانية ، فهؤلاء يتكسّبون بدماء المسلمين وجراحهم .. أما حماس فلا تستطيع مواجهة النظام النصيري ، وتدعي التسديد والتقريب ، والدولة تدعوا إلى فك الحصار عن المسلمين وجعلهم أعزة يمكلون قرارهم بأيديهم ، والسؤال هنا : هل أهل المخيم عندهم الإرادة الكافية لبذل النفس في سبيل الاستقلال وفك الحصار أم أنهم يفضلون العيش في ظل الظروف السابقة تحت الحصار والابتزاز الداخلي الذي يسمونه “تحييد المخيم” !!

ليكن معلوماً بأنه لا حماس ولا فتح لها حق الانفراد بالقرار الفلسطيني ، فلسطين قضية إسلامية ، والفلسطينيون مسلمون ، فهذه قضية الجميع ، والمسلمون لم يوكّلوا أحداً في هذه القضية ، فمسلموا فلسطين مسؤولية جميع المسلمين ، والمسألة ليست قومية أو وطنية ، الأمر أمر الأمة الإسلامية ، وتحرير فلسطين واجب على جميع المسلمين ، والتفاوض مع العدو الصهيوني أو الغربي في قضية المسلمين هو تفاوض إسلامي بالدرجة الأولى ، ولا يحق لأحد أن يتنازل عن حق المسلمين في شبر من أي بقعة إسلامية ، ولا حتى خليفة المسلمين الشرعي ، فضلاً عن أحزاب علمانية مرتدّة تفاوض على أرض المسرى ، فكل هذه المفاوضات وهذه الإدعاءات باطلة شرعاً ولا قيمة لها ، وكل سلام مع يهود أو اقرار لهم بأرض المسلمين لا يعني المسلمين في شيء ، و”فتح” وأخواتها لا قيمة لهم ولا وزن عند أهل الإسلام ، فهذه جماعات ردة وخيانة وعمالة يجوز قتالها ابتداءً إن كانت هناك مصلحة للمسلمين ، أما الجماعات الإسلامية (كحماس والجهاد وغيرها) المتواجدة في فلسطين فهذه نتعامل معها في إطار الشرع ، وليست هي وصية على المسلمين هناك ، وهي في الحقيقة لا تملك من القوة المادية والسياسية ما يجعلها مستقلة ، فهي تحتاج مساندة العرب عامة ، وحزب اللات ومصر والأردن وسوريا خاصة ، وتحتاج أن تسايس هذه الأنظمة المرتدة الفاسدة لتؤمن قوت أبناءها ، فتخيّل جماعة مسلمة تحتاج لمداهنة السيسي وعبد الله الماسوني والنصيرية وحزب اللات اللبناني ، وتتقرب من إيران لتلقى بعض الدعم المادي الذي منعته العرب لكون أمريكا وسمتها بالإرهاب !!

لهذا السبب – وغيره – نقول بأننا نتفهّم بعض اجتهادات حماس ، ولكن هناك بعض الأفعال والاجتهادات لا تدخل في باب الضرورة الشرعية ، وليس لها سند شرعي ، فهذه لا نرضاها ولا نقبلها وننصح بتجنبها وبتصحيح المسار حتى يكون كل قول وفعل محكوم بالضوابط الشرعية ، ونذكّر جميع الإخوة بأن الضرورة الشرعية لها حدود تقف عندها ، ولها مقدار ، ومن هذه الحدود : الإضرار بالآخرين ، فلا يصلح أن نضر بالآخرين لنحفظ أنفسنا ، فلسنا أولى من غيرنا من المسلمين بالحفظ ، فالمسلمون سواسية لا فرق بينهم في الحقوق ، وأهل “مخيم اليرموك” أكثرهم مسلمون ، ونحن ننظر إليهم من هذا المنظور ، ولا ننظر إليهم أنهم فلسطينيون ، وحماية المسلمين واجب الجميع وليس واجب فصائل بعينها ، وواجب الرجال في مخيم اليرموك هو جهاد النصيرية مع المسلمين ، وهذا فرض عين عليهم بالإجماع ، كما يجب عليهم طرد العملاء المتعاونين على حصارهم مع النظام النصيري ..

لا ندعي أن كل أفعال الدولة صائبة ، فهي ليست معصومة ، بل يقع منها الخطأ ، ولكن ما لا نشك فيه أن الدولة الإسلامية لم تأت لقتل المسلمين في المخيم وذبحهم كما يُشاع ، ولم تأت لتجويعهم كما فعلت بعض الجماعات ، فهذا من الكذب الذي يستحي منه ابليس .. من يناشد الدولة بالخروج من المخيم حتى لا يكون ذلك ذريعة للنظام بقصفه ، كان الأولى به أن يناشد النظام النصيري بالكف عن القصف وقتل المسلمين في اليرموك وغير اليرموك ، ومن ظن أن هذه مطالبة شرعية فليطالب المجاهدين بالخروج من إدلب التي يقصفها النصيرية بسبب دخولهم فيها ، بل الخروج من جميع مدن سوريا حتى لا يقصفها النصيرية ، هذا منطق أعوج لا يستقيم ، فكلما قصف العدو بلدة نطالب المجاهدين بالخروج منها حتى يحتل الأعداء كل شبر من بلاد المسلمين ونرمي المجاهدين في البحر !!

بدلاً من مطالبة هذه الجماعاتُ “الدولة الإسلامية” بالخروج حتى تجنّب المخيم القصف ، الأولى أن تهجم هذه الجماعات على منصات الصواريخ والمطارات التي تنطلق منها هذه الطائرات فتدمرها وتدحر العدو فلا يبقى ليقصف المسلمين .. إن كانت الجماعات “الفلسطينية” عندها القدرة على قتال “ودحر” الدولة الإسلامية كما تزعم ، فالنصيرية أذلّ وأحقر من الدولة ، فلم لا يقتالون النصيرية ويأخذوا سوريا كلها مع الدولة بدلاً من قتال الدولة والإصرار على الرجوع للحصار من جديد لتمكين النصيرية !!
ومن الكذب الذي انتشر على الدولة مؤخراً : كون قيادتها من البعثيين !! نقول : إن كانوا بعثيين فليسوا خوارج ، لأن الخوارج أهل إخلاص كما هو ظاهر الأحاديث ، والبعثيون ليسوا مخلصين للدين ، بل لا دين لهم ، وجنود الدولة يستتيبون البعثيين ، فإن تابوا وإلا قتلوهم ردة .. البعض لا زال يدندن حول أن الدولة تدخل المدن السنية لتسلمها للرافضة ، فنقول : خرجت الدولة من عين العرب إلى أطرافها ولازالت تقاتل الأكراد داخل المدينة ، ولا زالت في تكريت تقتل الرافضة العرب والفرس بالعشرات كل يوم ، ولا توجد جماعة – أو جماعات مجتمعة – مقاتلة قطعت رؤوس الرافضة والنصيرية والفرس كما فعلت الدولة ، وها هي جثث الروافض تتطاير في الرمادي بالمئات ، إن كانت هذه هي العمالة فأكرم بها من عمالة ..

ملاحظة : البعض يراسلنا ويحاول صرفنا عن بعض نهجنا ، والبعض يحاول الضغط علينا ليجبرنا على كتابة ما لا نراه مصلحة للمسلمين ، فأقول لهؤلاء : إن كنتم تريدون إعانتكم على التفريق بين المسلمين ، أو تحريض جماعة مسلمة على جماعة مسلمة ، أو التحريش بين المسلمين : فلست بصاحبكم ، وإن كنتم تريدون الصلح بين المسلمين ، وتحريضهم على قتال أعداء الدين ، وحفظ دماء المسلمين ، فأنا خادمكم ..
بعض هؤلاء نعرف حقيقتهم ونعرف الجهات التي ينتمون إليها وما يرومون من فتنة بين المسلمين تحقيقاً لمصالح أعداء الدين ، فهؤلاء نعرفهم من لحن القول ولا يخفون علينا إن شاء الله .. والبعض منحاز أو متعصّب لفئة أو أخرى ، والبعض جاهل ، فكل هؤلاء لن يجدوا منا إلا ما ذكرنا ..

أدعوا جميع المسلمين للوقوف في وجه كل مكر بقوة ، وأن يجعلوا نصب أعينهم المصالح الشرعية ، وأن لا تصرفهم الصوارف ولا العصبيات عن الدعوة إلى وحدة الصف وجمع الكلمة والتحريض على الجهاد ضد الكفار الأصليين من اليهود والنصارى والهندوس والبوذيين وأمثالهم ، وضد المرتدين من النصيرية والرافضة الصفوية الخمينية والعلمانية والشيوعية وأمثالهم ، وأن يعملوا جاهدين على إصلاح ذات البين ودرء الشبهات وتحري الصدق في الأقوال والأفعال ، وعدم نقل كل ما يسمعون أو يقرؤون دون برهان ، وأن لا يسكبوا الزيت على النار ويشعلوا الفتنة بين المسلمين ، وأن يهتدوا بهدي سيد الأولين والآخرين {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا * لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (النساء : 113-114) ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
19 جمادى الآخرة 1436هـ

______________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]