بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ”.
وعن تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري ومسلم .
من أنصار الجهاد والمجاهدين إلى الإخوة في جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد في نيجيريا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تعاطفت معكم شعوب الأمة عندما بثت القنوات قبل سنوات مشاهد الجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات الأمن النيجيرية ضدكم حين قتلتكم في الشوارع بهمجية، واليوم تتولد ضدكم مشاعر مختلفة حيث تسمع شعوب الامة عنكم من القنوات والفضائيات أخباراً ما كنا نودّ سماعها الا وهي “خطف الفتيات -مسلمات وغير مسلمات-” وإعلانكم عن بيعهن كسبايا، وإن هذا الأمر لو تمّ وفتحتم بابه ليكونن سابقة خطيرة وسيجرّ ويلات عظيمة لم تسمع أمة الإسلام بمثلها منذ قرون، فإن إعلانكم “سبي” المئات من الفتيات لن يفيد الإسلام والمسلمين شيئاً بل سينعكس وبالاً ليس على صورتهم فحسب بل على ما يمكن ان يقوم به اعداء الإسلام من ردود مماثلة نحن في غنىً عنها والامة يكفيها ما فيها من المصائب.
الإخوة في جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد: لو نفذتم هذا الأمر وبعتم الفتيات كسبايا هل تأمنوا على زوجاتكم وبناتكم واخواتكم وقريباتكم والمسلمات هنا وهناك ان يفعل بهنّ أعداءكم ما يشينكم من اغتصاب وهتك لأعراضهن واستباحة لحيائهن؟!.
فلا تفتحوا باب الشرّ هذا رأفة بأخواتكم المسلمات وصيانة لسمعة دينكم.
واعلموا أنه ليس كل ما جاز في الإسلام يصحّ فعله في أي وقت وعلى أيّ وجه دون مراعاة المصالح والمفاسد المترتبة عليه .
واعلموا ان السبي والاسترقاق الذي يكون نتيجة الحرب بين المسلمين والكفار يكون من باب المعاملة بالمثل وهذا ما جرت به العادة قديماً بين الشعوب لكن اليوم حيث انتفت عملية الرقّ بين دول العالم على اختلافها وأصبح تبادل الأسرى هو المعمول به فنحن كمسلمين لا يسوغ لنا ان نبتدئ عدونا بهذا الامر الذي له تبعات عظيمة ودرء المفاسد أولى من جلب المنافع حسب القاعدة الفقهية المشهورة -ولا ندري ما هي المصلحة التي تعود على الإسلام والمسلمين إذا قمتم الآن بهذا الأمر؟!-.
وهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شرع لنا تبادل الأسرى في كثير من أحاديثه الصحيحة، وألحّ على ذلك، كما في حديث أياس بن سلمة عن أبيه أنّه أخذ امرأة من العرب رقيقاً بعد غزوة فزارة، فما زال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يطلب منه أن يهبه هذه المرأة حتّى فعل، فبعث بها رسول الله إلى مكّة وفدى بها ناساً من المسلمين كانوا أسرى هناك. [رواه مسلم في كتاب السير].
ولقد كان الاسترقاق قديما في ظل عزّ وتمكين وسؤدد دولة الإسلام التي كانت تَسبي ولا تُسبى، فنداؤنا إليكم اطلقوا سراح الفتيات ولا تقدموا على أمر “السبي” و”الاسترقاق” فإن المسلمين اليوم يكفيهم ما هم فيه من الاستضعاف فلا تفجعوهم بأعراضهم.
مؤسسة دعوة الحق للدراسات والبحوث
__________
To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]