بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على إمام المُجاهدين نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين…وبعد:
فقد ظهر الجولاني في تسجيل صوتيّ بعنوان (ليتك رثيتني) هدّد فيه الدّولة الإسلامية وتوعّدها وأمهلها – بزعمه – خمسة أيام للقبول بما يعرضه عليها، وإلا فإنه سينفي الدّولة الإسلاميّة ومنهجها ليس من الشّام فقط بل من العراق أيضاً! فكان ممّا قال:
(لتحملنّ الأمّة على الفكر الجاهل المتعدّي ولتنفينّه حتى من العراق وأنتم تعلمون مئات الإخوة الأفاضل الذين ينتظرون من الأمّة إشارة في العراق).
هكذا عرض هذا الغِرّ نفسه ممثلاً عمّن وصفها بـ “الأمّة” ومتحدّثاً باسمها! ومنقذاً لها من الفكر “الجاهل المتعدّي” المتمثّل بمنهج الدّولة الإسلاميّة في العراق والشّام.
ولم تردّ الدّولة الإسلاميّة على تهديده، وانتظر الكثيرون ممّن يتابع دركةِ الانحدار التي وصلت إليها هذه الفئة ما الذي سيحدث بعد انتهاء المُهلة، فلم يحدث شيءٌ سوى ظهورٍ صوتيّ لأبي عبد الله الشّامي عضو شورى الجولاني في كلمة مسجّلة تزيد على الساعة، ملأها بالتناقضات وحشاها بالأكاذيب والافتراءات والسبّ والطعن والتجريح في منهج الدّولة الإسلاميّة وتاريخها وجنودها من المهاجرين والأنصار، لينتهي إلى النتيجة التي يريد الوصول إليها وهي: أنّ الدّولة الإسلامية بأعيان أفرادها من مهاجرين وأنصار طائفةٌ ممتنعةٌ بشوكة عن التحاكم للشريعة، فكان ممّا قال:
(وعلى هذا فجماعة الدولة طائفة ممتنعة بشوكة تأبى الخضوع لمحكمة شرعية والفرد في هذه الجماعة له حكم الطائفة)، ثم استشهد بقول شيخ الإسلام رحمه الله في تبيان حكم الطّوائف الممتنعة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فكان هذا القول الذي تنوء بحمله الجبال غايةَ ما توصّل إليه هذا الرويبضة، ومبلغ علمه في الحكم على أكبر تجمّع للمهاجرين والأنصار عرفته الأمّة في عصرنا، وفي استباحة دمائهم على أرض العراق والشّام.
ومع أنّ الدّولة الإسلاميّة ترفّعت عن إثارة هذه المسائل أو الخوض فيها على وسائل الإعلام، وتحاشته قدر الإمكان رغم كلّ ما يُكال لها من تهم، إلا أنّه لم يكن لنا بدٌّ من الردّ هذه المرّة حتى لا يُفهم سكوتُنا على أنه إقرارٌ لما نُتّهم به من خللٍ في المنهج والعياذ بالله، ويُفتن النّاس بقولِ من يحسبونه مجاهداً في سبيل الله بل ومنتسباً لتنظيم جهادي معروف كتنظيم القاعدة، فكانت مباهلةُ الشيخ المجاهد أبي محمّد العدناني حفظه الله، وهذا نصّها مسموعاً في آخر كلمته المسجّلة (ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ):
https://ia801306.us.archive.org/35/items/al_adnani/nabtahil.mp3
وبعد… فإننا نقول لسفهاء الأحلام هؤلاء:
لن يُغني عنكم ما تُظهرونه من بيانات وشهادات للحيدةِ عن أصل القضيّة التي افتريتم بها علينا وصارت سبباً للمباهلة، فدعوكم من بنيّات الطّرق ولا تُتعبوا أنفسكم كثيراً لأنّ الدّولة الإسلاميّة لن تنجرّ بإذن الله لما تُريدون من القيل والقال، ولن تجعل من الجهاد في الشّام بضاعة لوسائل الإعلام يُشمَت فيها بالمُسلمين وتُسقَط بها رموزهم، ويُصَدّ بها عن الجهاد في سبيل الله، ودونكم مباهلة الشيخ العدناني حفظه الله على ما افتراه علينا شرعيُّكم وعضو شوراكم أبو عبد الله الشّاميّ، فإمّا أن تنكلوا عنها وتشهدوا على أنفسكم بالكذب، أو يباهل أبو عبد الله الشامي على ما افتراه علينا ممّا ذكره الشيخ العدناني، ويكِلَ الطرفان أمرهما إلى الله ليحكم بينهما ويُنزل قضاءه فيهما، قال تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُون} [سورة يونس: 32].
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
يوم الجمعة الموافق 19 جمادى الأولى 1435 للهجرة
21/ 3/ 2014
__________
To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]