بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على إمام المُجاهدين نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين… وبعد:
فقد نُسبت للدّولة الإسلاميّة مقالة مُفتراة زعم فيها مروّجوها أنها تقول بكفر الطالبان أو أمراء الجماعات الجهادية كالدّكتور الظواهري حفظه الله والشيخ أسامة بن لادن تقبله الله، وقد استند مثيرو هذه الشّبهة على تسجيل صوتي منسوب لإخوة في إحدى ولايات الشّام وهم يناظرون أقراناً لهم من جماعات أخرى.
فنقول متوكّلين على الله: إننا نبرأ إلى الله من كلّ قولٍ مُخالفٍ لمنهج أهل السنّة والجماعة، والذي هو منهج الدّولة الإسلامية المعروف المبسوط والمحكم في كلام أمرائها، ونقول لأعداء المشروع الجهادي وشانئيه: لا تفرحوا ببضاعتكم المُزجاة، فمنهج الدّولة الإسلاميّة أوضح من الشمس في رابعة النهار، وأصفى من أن تكدّره مثلُ هذه الوقائع التي سنستوثق منها إن شاء الله تعالى، ولئن ثبت أنّ مجاهداً في الدّولة الإسلامية قال بها فوالله لنأخذنّ على يديه أخذاً يكون فيها عبرة لغيره بإذن الله تعالى كائناً من كان، ولا خير فينا إن لم نفعل ذلك.
وقد كثُرت الإشاعات والأراجيف التي تهدف لتشويه صورة الدّولة وتبرير قتالها في خضم مؤامرة الصحوات على المشروع الجهادي في الشّام، والتي ركّزت على أن تُقدّم الدّولةَ الإسلامية في صورة من ينتهج نهج الخوارج والغلاة، فتُكَفّرُ بالكبائر والظنون والمآل ولازم القول، أو تقولُ أن الأصل في المنتسبين إلى الإسلام الكفر، أو ما قيل مؤخراً بأنّها تُكفّرُ المجاهدين -أمراءهم وجنودهم- في خراسان أو غيرها والعياذ بالله.
ومثلُ ذلك ما طار به السّفهاء وصُنّاع الفتن في اتهام الدّولة الإسلاميّة بقتل القيادي في أحرار الشّام أبي خالد السّوري، والمسارعة في إلصاق ذلك بالدّولة دون بيّنة، ورغم أننا في حربٍ محتدمة مع الجبهة الإسلاميّة بكل مكوناتها على الأرض بعد أن صاروا جزءاً من المؤامرة في قتال الدّولة الإسلاميّة، تلك المؤامرة الغادرة التي سقط فيها خيرة المهاجرين والأنصار من قيادات وجنود الدّولة، منهم الشيخ المجاهد أبو بكر العراقي رحمه الله والذي قتلته أيادٍ غادرة من الجبهة الإسلاميّة نفسها، إلا أننا لم نأمر بقتل أبي خالد ولم نُستأمر، بل نحن منقطعون كليّاً عن الموطن الذي كان يتواجد فيه بعد انحيازنا من مدينة حلب، ومع ذلك فالدّولة هي المتّهمة عند هؤلاء دائماً.
وهنا نؤكد على أن قرارات ومواقف الدولة الإسلامية لا تصدر إلا من أميرها أمير المؤمنين البغدادي حفظه الله ثم من مجلس الشورى، لا الأفراد من طلبة العلم والجنود، وأعضاء المجلس هم من المجاهدين السابقين الذين عركتهم سنوات من التّجارب والمحن مع الأئمة أبي مصعب الزرقاوي وأبي حمزة المهاجر وأبي عمر البغدادي رحمهم الله، وسبق وبيّنت الدّولة الإسلاميّة موقفها وذكرت فضائل من سبقنا في تنظيم القاعدة وغيرهم في خطب رسمية لأمير المؤمنين والناطق الرسمي للدّولة الإسلاميّة، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، ومعاذ الله أن ننكر أفضال هؤلاء، إذ لولا الله ثم من سبقنا في هذا الطّريق لما وصل الجهاد إلى العراق والشام، فنحن نقرّ لأهل السبق فضلهم العظيم علينا وعلى المسلمين، وأما إن نُسبت إلى أفراد من الدولة الإسلامية أقوالٌ تُخالف هذا الأصل، فهي لا تمثّلها، وإن ثبت فسيتم إحالة أصحابها للمحاكم الشرعية في الدولة الإسلامية ومحاسبتهم بما يقتضيه الشرع؛ ونسأل الله أن يهدينا ويثبّتنا حتى نلقاه وهو راضٍ عنّا.
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
يوم السبت الموافق 29 ربيع الآخرة 1435 للهجرة
1/ 3/ 2014
__________
To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]