بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، والحمد لله الذي بلغنا رمضان لنسعى ونبذل ونتقرب إليه سبحانه آملين أن نكون من عتقائه من النار، والحمد لله الذي منَّ على إخواننا في ساحات النزال بالثبات والصبر على مواصلة الجهاد لنصرة دينه، والحمد لله الذي منَّ على أسرانا بالصبر في سجونهم لكي يثبتوا ويواصلوا إغاظة أعداء الله حتى وهم في قيودهم، والحمد لله على كل ما أعطى وعلى مل ما أخذ، وبعد
فأولاً نهنئ أمتنا قاطبة وطلائعها المجاهدة وعلى رأسهم قادة الجهاد في كل مكان، ونهنئ أسرانا في سجون الظالمين، ونهنئ جنود الخفاء في الشعاب وعلى مختلف الثغور، ونهنئ أمهاتنا الصابرات في بلاد الشام وبلاد الرافدين وأرض الكنانة وفي فلسطين وبورما والشيشان وبلاد المغرب الإسلامي وبلاد خراسان وفي كل مكان، حيث يقدمن الغالي والنفيس لنصرة دينهن، ويواصلن إنجاب جنود الحق وتربيتهم ليكونوا قرباناً وأنصاراً لهذا الدين.
لقد أقبل علينا شهر الطاعات والقربات، شهر النفحات الروحانية والنسمات الربانية، شهر القرآن ، اختصنا الله به من دون الناس جميعاً، كأغلى هدية يمكن أن ينالها المرء، ولا ضير أن يتمنى سيد الأنبياء وخير المرسلين أن لو كانت السنة كلها رمضان لما في ذلك من بركات وآيات وفضائل لا تُعد ولا تُحصى.
قد تسول أنفس الكثير من الإخوة والأخوات إيثار الانسحاب وهجر المنتديات خلال هذا الشهر من أجل الاعتكاف والتفرغ للعبادات الأخرى بعيداً عن الشبكة العنكبوتية، ونحن نعاتبهم لأنهم سيقصرون في جوانب أخرى مهمة على رأسها عدم الاهتمام بأمور المسلمين وعدم متابعة أخبار المجاهدين على الثغور ونشرها بين الناس لتعلم الأمة أن هناك رجال لا يلهيهم اعتكاف ولا قيام ولا صيام عن بذل الروح وتقديم النفس قرباناً لنصرة دين الله تعالى، فعبادة الجهاد حينما تجتمع مع عبادة الصيام والقيام فإن ذلك يعطي قمة في الالتزام والتقرب إلى الله عز وجل في هذه الأيام المباركة الفضيلة.
وفي الميدان الذي يهمنا نحن وهو مجال الإعلام الجهادي، لابد أن نتسلح بالصبر لكي نرابط على هذه الثغور العظيمة التي نحن عليها ولا ينبغي أن نفرط فيها أو نفتر أو نتراجع أو نهجرها لأننا نعتقد أن الله تعالى سخرنا في هذه المرحلة لنقف على هذا الثغر في انتظار أن ننتقل إلى ثغور أخرى أكثر تقدماً بحول الله تعالى.
وما دمنا هاهنا فلابد من التسلح بالصبر على بعضنا البعض، والتزود بهذه الخصلة العظيمة بما يكفي لنواصل بها ما تبقى من الطريق، وكل ما نراه من نقص وفتور وتراجع وتقصير إنما هو بسبب ضعف صبرنا في المقام الأول.
ثم لابد من التوبة ثانياً، نتوب إلى الله توبة نصوحاً فنتقرب إلى الله أكثر ونكثر من الطاعات ونحجم عن المعاصي ونفطم النفوس عما يُغضب ربنا، وهذه الأيام المباركة خير فرصة لتحقيق ذلك ثم لا تلبث أنفسنا أن تتعود على هذه الخصلة النبيلة.
نتوب إلى الله فنسارع إلى نصرة هذا الدين ونملأ الثغرات الموجودة ولا نتهرب من الواجب ونترك اللامبالاة ونتقدم ولا نحجم، ونضحي بكل ما نستطيع، فكل ما لدينا من نعم هي من عند الله، وضمان بقائها يكون بصرفها في طاعته سبحانه.
نتوب إلى الله بنصرة هذه الأمة والسعي إلى رفع الظلم والجهل المسلط عليها من قبل الطغاة الظالمين، ومن غيرنا يستطيع القيام بهذه المهمة يا أنصار الجهاد ويا مشايخنا ويا علماءنا العاملين ؟ هذه هي أجمل وأنصع صورة للتوبة في هذا المجال لو تعلمون.
نتوب إلى الله بأن ندرك قيمة إخواننا ونعطيهم حقوقهم ونساعدهم على تنفيذ واجباتهم، نتوب إلى الله بعدم ظلمهم وغيبتهم ، كما نتوب إلى الله بالذب عنهم في ظهر الغيب والدعاء معهم في جوف الليل بأن ينصرهم الله ويهديهم ويزيدهم من فضله، ونتوب إلى الله بإخلاء قلوبنا من الحسد والبغضاء تجاههم، ونعتبرهم وإيانا أعضاء في جسد واحد.
نتوب إلى الله بأن نوطن أنفسنا على طاعته ونعودها القناعة والتضحية حتى نكسب كل صفات الدعاة والمجاهدين لنكون أهلاً لنصرة هذا الدين، فإن لأنفسنا علينا حقوقاً لا ينبغي إغفالها حتى ننقذها من غضب الله وعقابه ، {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}، فالمسئولية تقع على عاتقنا فلنؤدها على أكمل وجه.
ثم لابد من التضحية ثالثاً: فإنها جوهر هذا الشهر الفضيل وعنوانه العريض، ففي هذا الشهر المبارك نتعلم كيف نضحي ونتنازل ونترك المحبوبات إرضاء لله عز وجل.
نضحي أولاً بحظوظ أنفسنا وتلبية أهوائنا، فنعصيهما مقابل طاعة الله عز وجل وحده، ونعلم أن دون هذا جهاد ومثابرة وعناد، ونضحي بعد ذلك بأوقاتنا في سبيل الوقوف على ثغور ديننا المتعددة، ونضحي بأموالنا وإنفاقها على متطلبات هذه الثغور، بدلاً من إنفاقها وإهدارها تلبية لشهوات وأهواء النفوس، والكثير منا يسترخص ذلك ويعتبره هيناً وهو عند الله عظيم.
ونضحي بعد ذلك وفي نهاية المطاف بأعمارنا وأنفسنا تلبية لنداء ربنا، ثم لنداءات شعوبنا المسلمة في مختلف الجبهات التي تستنصرنا صباح مساء ولا من معين إلا من رحم الله وقليل ما هم.
كل هذا نطمع أن نستمده من هذا الشهر الفضيل، ومن مدرسته المتميزة الفريدة، إنها فرصة ينبغي استغلالها ومحطة ينبغي التزود فيها بما يلزمنا ويلزم سيرنا إلى الله.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدنا من فضله وكرمه فيبلغنا رمضان ويجعلنا فيه ممن أخلص فيه النية وأحسن فيه العمل ولبى فيه النداء، إرضاء لله تعالى وتلبية لأوامره واجتناباً لنواهيه وإغاظة لشياطين الإنس والجن وإقراراً لأعين الموحدين وشفاء لصدور قوم مؤمنين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.
إخوانكم في شبكة شموخ الإسلام
__________
To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]
1 Reply to “New statement from Shamūkh al-Islām Forum: "Ramaḍān: Our Motto of Repentance, Patience, and Sacrifice"”
Comments are closed.