بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي كتب على هذه الأمة فريضة الجهاد وشرفها به، وكتب للشهداء أجراً عظيماً لا يبلغه غيرهم، وحشرهم مع النبيين والصديقين، ونصلي ونسلم على أشرف الخلق أجمعين وعلى أصحابه وآل بيته ومن سار على هديهم إلى يوم الدين، وبعد:
أمة الإسلام،
ها نحن مع موعد جديد، مع مناسبة جديدة وكلنا أمل أن يتقبل الله تضحياتنا، ويبارك في جهودنا، ويتقبل من الصادقين أعمالهم ويربيها ويضاعف أجرهم في الدنيا والآخرة،
مناسبة عيد الأضحى وقفة ربانية مع رمز عظيم من رموز هذا الدين وشرط أساس من شروط النصر، إنه التضحية، والفداء ، وزكاة ما يملكه المؤمن من وقته وماله وولده ونفسه، ولنا في رسل الله وأنبيائه والصالحين من بعدهم المثل الأعلى، فما بلغنا أنهم ورثوا درهماً ولا ديناراً إنما ورثوا الأمة التضحية والقدوة الحسنة، وما خرجوا من هذه الدنيا إلا بكفن وارى أجسادهم وأعمال صالحة وصدقات جارية إلى يوم الدين.
على درب هؤلاء ينبغي أن نسير، وبمنهاجهم يجب أن نستن حتى ننال ما نالوا ويحقق الله بنا ما حقق بهم لدينه وأمتهم.
لقد اعتاد المسلمون أن يتبادلوا تهاني العيد كلما حل بنا ونحن لا نزال في مواقع النزال والتدافع مع الأعداء، ولهذه التهاني نكهة خاصة حينما تأتي من هذه المواقع ممزوجة بجراحات ودماء وأشلاء وآلام لا تنتهي، ولكنها آلام جسدية، ممزوجة بآمال ومبشرات بأن النصر قد بات قاب قوسين أو أدنى، وأن فرج الله قريب، وأن ما تقدمه أمتنا من قرابين – من دمائها وأموالها وأعراضها – لهو اكبر علامة على قرب النصر، وأن ثماره ستكون يانعة مباركة.
أمة الإسلام،
نحن نخاطبكم من رحم المعاناة والحصار، ونرقب كل الأحداث ونحاول أن نكون عنصراً فاعلاً فيها، فليس من طبيعة المؤمن أن يبقى على الهامش ويكون من القاعدين أو المتفرجين، بل إننا ندعو أبناء أمتنا ونحرضهم ونشحذ هممهم ونقوي عزائمهم ونذكرهم بواجباتهم اتجاه دينهم وأمتهم وهي كثيرة ومختلفة، فلا تؤثروا الراحة والدعة على الجد والعمل، ولا تبخلوا بما آتاكم الله من فضله في سبيل نصرة دينكم والتقرب إلى ربكم، وهو الذي خلقكم ورزقكم ووفقكم لما أنتم عليه.
إن ساعة الفرج قد اقتربت فلا تؤخروها بالتولي والقعود، بل ضاعفوا من تواجدكم في ساحات النزال والدعوة والإعداد، ووظفوا ما وهبكم الله من طاقات لنصرة دينكم، وانظروا إلى أعدائكم لتعلموا وتدركوا كم انتم متقاعسون وكم أنتم مفرطون في حق دينكم وقيمكم ومستقبل أمتكم.
أمة الإسلام،
أمة الإسلام،
هناك جنود لا يعلمهم إلا خالقهم، يصلون الليل بالنهار ويقدمون التضحيات الجسيمة ويخوضون مخاطر عظيمة ليوصلوا إليكم كلمة الحق وينيروا طريقكم بها، فلا تبخلوا عليهم بالدعاء، ولا تخذلوهم بالانغماس في ملذات الدنيا وتغفلوا عما يكيده لكم أعداؤكم، إنهم متواجدون في كل مكان، ولا همَّ لهم سوى حماية ظهوركم والنهوض بكم للقيام بما فرض وواجب عليكم.
نتقدم إليهم بتهاني العيد ونسأل الله أن يبارك في جهودهم وأوقاتهم، ونتقدم إلى قادة الجهاد في كل مكان، تيجان رؤوسنا وفخر هذه الأمة، في كل من أفغانستان وباكستان، والشيشان والعراق والصومال واليمن وسوريا وفلسطين وبلاد الساحل الإسلامي وفي كل مكان يتواجد فيه جهاد ونزال مع أعداء الأمة.
كما لا ننسى أن نتقدم بأغلى الأماني وأصدق التبريكات لإخواننا وأخواتنا في الأسر بأن يعجل الله فرجهم ويرزقهم الصبر والثبات على دينهم، وكل إخواننا المطاردين في الشعاب والوديان، وبالأخص إخواننا في قطاع غزة وأرض تونس الحبيبة وكل مواطن الغربة.
هذا ونسأله سبحانه وتعالى أن يزيدنا من فضله وكرمه، ويبارك في القليل وينميه، وأن لا يحرمنا الصدق والإخلاص في أعمالنا ، وينصر مجاهدي الأمة ويقوي شوكتهم ويعلي راياتهم، إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مع تحيات إخوانكم
في
ولا تنسونا والمجاهدين من دعائكم.
_________
To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]