الحمد لله رب العالمين رب المستضعفين والموحدين وناصرهم وقاصم الجبارين والظالمين وهازمهم، القائل{ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عم دينكم إن استطاعوا}، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد
الحرب القائمة بيننا وبين أعدائنا حرب شاملة وواسعة الأطراف، تغطي ساحات وميادين كثيرة جداً، أبرزها اليوم ما يسمى بالحرب الإعلامية، ونحن نسميها جبهة الإعلام الجهادي التي لا تقل خطورة وإيذاء للعدو من جبهات القتال المتنوعة والمترامية الأطراف على طول وعرض بلادنا الإسلامية.
ما يحدث من انقطاع لبعض منابر الجهاد على الشبكة العنكبوتية (والشموخ مثال بارز في هذا المجال) شيء منتظر ومحطة طبيعية في مسيرة الدعوة وسط هذا الحصار الشامل والحرب المضروبة والمعلنة على أصحاب الحق وبخاصة هذا الإعلام الجهادي المبارك الذي يفضح أعداء الله وينشر الحقائق كاملة غير ناقصة عما يحدث في ساحات الجهاد المختلفة
فالشموخ تعتبر منبراً بارزاً ورأس الرمح للإعلام الجهادي اليوم على الشبكة، ذلك أنه بات مرجعاً لاستقاء الأخبار والبيانات والتحاليل بالنسبة للعدو قبل الصديق، وصار يؤرق مضاجع العدو بما يظهره من حقائق مؤلمة عن خسائره في مختلف الجبهات التي دخل فيها لمواجهة المد الجهادي المبارك، وتوجيهات ثاقبة لكل أنصار هذه الصحوة الجهادية عبر بيانات ومقالات وأبحاث القادة والعلماء العاملين المؤيدين لهذه المسيرة الجهادية الواسعة والمتصاعدة.
فلا ريب أن نرى هذه الهجمات المتواصلة وهذا الحصار الخانق على الشموخ وأخواته، ومن هنا ينبغي أن يدرك الأنصار ورواد هذه المنتديات – قبل القائمين على هذه المنتديات – أن هذه سنة جارية وجزء من الضريبة التي ينبغي دفعها في طريق الدعوة والجهاد، وليبشروا أنهم في الطريق الصحيح، وبأن الضربة التي تقصم ظهرك تقويه ، وهذا ما تعلمناه من ديننا وسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم.
فحينما ترى العدو يكثر من أخطائه ويخبط خبط عشواء في حربه لأهل الحق فاعلم أنه ضعيف وأن التعب قد بلغ منه مبلغه ولم يعد لديه أسلحة وأوراق رابحة يمكن أن يلعبها في ساحة الصراع، فيلجأ إلى هذه الأساليب الصبيانية وهو يعلم يقيناً أنها ليست حلاً في إيقاف مسيرة الإعلام الجهادي بقدر ما هي دوافع للقائمين على هذا الإعلام بتطوير وسائل عملهم وتقوية أنفسهم وإيجاد بدائل متعددة لمواصلة جهادهم الإعلامي في مستقبل الأيام.
فلئن غابت الشموخ لظروف قاهرة ولأسباب تقنية أو فنية فإن هناك من ينوب عنها ، وينبغي أن تحمل أخواتها الحاضرات (شبكة الفداء وشبكة أنصار المجاهدين) الراية في انتظار عودتها، أو يتقاسمون مسئولية التبليغ وأداء الرسالة الإعلامية، فتنوع الوسائل والأساليب من نقاط القوة التي ينبغي الحرص عليها وتطويرها وتوفيرها في كل وقت وفي كل المجالات.
أما عنا نحن معشر الأنصار فأكيد أننا مقصرون اتجاه ما يحدث أمام أعيننا، فهذه حقيقة لا يمكن أن ننكرها، فالذي ينبغي أن نعلمه هو أن هذه المنتديات قوية بنا وبمشاركاتنا وتفاعلنا معها ومع الأحداث من حولنا، فهي مجرد وسائل وقنوات لتمرير الخطاب الجهادي والدعوي إلى الفئات التي يمكن أن تلعب دوراً فاعلاً في الصراع القائم بيننا وبين قوى الباطل في كل مكان، كما أنها روافد لإيصال هذه الحقائق إلى المنتديات والمنابر الأخرى الأقل اهتماماً بهموم الأمة.
وفي الوقت ذاته يمكننا أن نحكم على هذه المنابر الجهادية بالفشل أو الفتور بإحجامنا عن المشاركة الفعلية الإيجابية فيها، وأقصد بكلامي هذا أن الكثير من الإخوة والأخوات قد يتواجدون في منبر ما ولكن تواجدهم سلبي إلى أقصى حد، حيث نراهم يكتفون – بالكاد -بالقراءة ، والقليل بل النادر منهم من يضيف تعليقاً أو حتى مجرد شكر لكاتب المقال أو لناقل الخبر، بينما المطلوب والواجب هو المشاركة الحقيقية والتفاعل الحقيقي مع ما يُنشر في المنتديات ثم السعي بعد ذلك إلى غزو المنتديات والمنابر الأخرى لنشر هذا الخير حتى يصل إلى أكبر عدد من الناس.
لا أريد أن أتحدث عن واجب النشر خارج الشبكة، وذلك بأن نجتهد في طبع ما هو مفيد وانتقاء الناس الذين ينبغي أن تصل إليهم المواد النافعة. فقط لكي أنبه الإخوة والأخوات أن الشبكة ليست غاية في حد ذاتها كما أنها ليست الوسيلة الوحيدة للدعوة والتبليغ بل هي وسيلة من بين الوسائل الكثيرة المتوفرة فلا نجعلها كل شيء في حياتنا فتستهلك جل أوقاتنا حتى لا تدع لنا مجالاً ووقتاً لممارسة واجباتنا الدعوية الأخرى بعيداً عن الشبكة.
فالذين لا يدخلون إلى الشبكة بالملايين ويمثلون النسبة الأكبر مقارنة مع الذين يدخلون إلى الشبكة، فلا نكونن من المدمنين على النت بدون فائدة تُذكر، فتكون هذه المنتديات سبباً في تعطيل أو تأخير الكثير من واجباتنا اليومية، بل ينبغي أن نعتبر هذه المنتديات خزاناً من المعلومات نستقي منها ما نحتاجه في مسيرتنا الدعوية والتربوية على الأرض وفي الأوساط التي نتحرك فيها ، ولعل حديث النبي التوجيهي في هذا المجال يكون محفزاً لنا لبدء التواصل مع كل فئات المجتمع والتكثيف منه : عَنِ اِبْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا، قال:
قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – “اَلْمُؤْمِنُ اَلَّذِي يُخَالِطُ اَلنَّاسَ, وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنْ اَلَّذِي لَا يُخَالِطُ اَلنَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ” أَخْرَجَهُ اِبْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ
هذا والله تعالى أعلى وأعلم ، والحمد لله رب العالمين أولاً وآخراً وله الأمر من قبل ومن بعد.
_________
To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]