UPDATE 4/11/12 8:48 AM: Here is an English translation of the below Arabic article:
Click the following link for a safe PDF copy: Abū Sa’d al ‘Āmilī — “Lessons and Treasures from the Battle of Toulouse” (En)
___________
—
الحمد لله رب العالمين رب المستضعفين وناصرهم، ومذل المستكبرين وهازمهم ، وأصلي وأسلم على نبي المرحمة ورسول الملحمة، القائل: ” بعثت بالسيف بين الساعة حتى يعبد الله، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم”، وبعد
لقد أجمع أعداء الأمة أمرهم ووحدوا صفوفهم وجعلوا همهم الأكبر ومحورمخططاتهم ومشاريعهم الكيد لهذه الأمة باستغلال ثرواتها وتحطيم قيمها ومعالمنهضتها، لكي تظل هكذا منبطحة وجامدة بدون مقاومة ولا حتى القدرة على التنديد فضلاً عن التفكير أو السعي إلى رفعه ورد الصاع صاعين.
ولقد ذكر الله تعالى هذه الحقيقة في كتابه العزيز حيثقال﴿ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} وقوله عز من قائل﴿ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةًيُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْفَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 9]،وفي قوله عز من قائل﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهُمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِه وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونْ﴾.[الصف:8].
لقد شاء الله عز وجل لهذه الأمة أن يكتب لها الخروج من هذا المستنقع وبلوغ الرفعة والترفع على السفاسف على أيدي أبنائها، وهم من جنود الله عز وجل الذين تربوا على موائد الإيمان وتشبعوا بالقيم والسمات الإيمانية في مواطن التدافع مع أهل الباطل، ليظهروا بغتة كما أظهر الله موسى عليه السلام لمواجهة فرعون {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى، وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾[طه:41] ، فأمر الله عز وجل هؤلاء الفتية – كما أمر موسى عليه السلام من قبل – أن يذهبوا لملاقاة فراعنة عصرهم لكي ينسفوا عروشهم ويقتلعوها من جذورها، وهم من كانوا بالأمس لا قيمة لهم ولا وزن عند هؤلاء الفراعنة.
فتية لا قيمة اجتماعية لهم ولا مناصب تُذكر ولا وزن ولا اعتبار، منبوذون من قبل هذه الأنظمة الصليبية ، قضوا معظم سنين أعمارهم بين مطرقة التهميش وسندان العنصرية البغيضة، وكأنهم ليسوا بشراً ولا حق لهم أن ينعموا بحقوق إنسانهم الأبيض بالرغم من حصولهم على جنسية البلد الأصلي، بل أكثرهم ولدوا في بلاد الغرب وتربوا في مدارسهم وعلى أيديهم، لكنهم ما داموا مسلمين ويسعون إلى مخالفة قوانينهم ودساتيرهم الكفرية ويسعون إلى التميز فإنهم وُضعوا على الهامش وألصقت بهم تهم الإرهاب والتطرف حتى يظلوا دوماً في مواقع الدفاع لا الهجوم.
يمثل هؤلاء الجيل الثالث وبعضهم الرابع مما يسمى بالأجيال المهاجرة، نسبة إلى الهجرة الأولى لآبائهم وأجدادهم إلى بلاد أوروبا وأمريكا في بداية الستينيات من القرن الماضي، بحثاً عن حياة اقتصادية أفضل، ولقد استغلهم الغرب الصليبي فساهموا في بناء بنياته التحتية في ظروف معيشية قاهرة أقرب منها إلى حياة العبيد القادمين من إفريقيا الذين بنوا وشيدوا معظم معالم أمريكا وكانوا مادة للاستهلاك مثلهم مثل باقي المواد الخام.
لقد خطط الغربيون الصليبيون أن يكون أبناء وأحفاد هؤلاء المهاجرين الثمرة الرابحة التي يستفيدون منها ليصبحوا الخدم الجدد لحضارتهم المادية الظالمة، طمسوا عقيدتهم وأبعدوهم عن قيمهم ليتحولوا إلى أجيال تائهة بدون هوية ولا عقيدة ولا قيم، لا لون ولا طعم ولا رائحة إلا ما يرسخون فيهم من تبعية عمياء لقيمهم المادية وإغراقهم في الفساد الخلقي والقيم البهيمية، والكثير منهم سقط في عالم الرذيلة والجريمة المنظمة وتجارة وإدمان المخدرات، حتى يضمنوا انفصالهم النهائي ونسيانهم التام لدينهم.
لقد تم لهم ما أرادوا في فترة من فترات القرن الماضي حتى حدود نهاية الثمانينيات، ومع بداية ما اصطلح عليه بحرب الخليج وبداية ظهور طالبان في أفغانستان وبعدها بزوغ نجم قاعدة الجهاد، وانتشار المنهج الجهادي في أوساط الشباب في بلاد الغرب، بدأت الأمور تأخذ منحى آخر ومختلف، ذلك أن هذا الشباب التائه رغم انحرافه الخلقي وبعده عن تعاليم دينه إلا أنه كان يتميز بأخلاق أخرى أقرب ما تكون من أخلاق العرب قبل الإسلام، مثل الكرم والأنفة والشجاعة والحمية، لأنهم تربوا في بيئة بعيداً عن قهر طواغيت أنظمتنا المرتدة وسياسة الإذلال وزرع الخوف والرعب في النفوس وترسيخ سياسة التبعية والخضوع للطواغيت، فوجد هؤلاء الشباب في بلاد الغرب هوامش واسعة من الحرية، لم تعرف قلوبهم الخوف والرعب بل نشأوا على الشجاعة ومواجهة الصعاب وتفر الوسائل التقنية بين أيديهم وعدم الاعتماد على الغير والثقة بالنفس وغيرها من الصفات التي أهلتهم ليكونوا أفضل جنود في صفوف المجاهدين، بل ليتحولوا إلى نوع خاص ومتميز من جنود الخفاء لا يأبه لهم كثير من الناس ولا يستطيع العدو أن يكتشفهم مهما سخر من أساليب ووسائل.
نجد هؤلاء الأنصار يقومون بأعمال كثيرة تصب في نصرة المجاهدين، سواء في ميادين الدعوة أو الإعلام أو الميدان الاقتصادي والأمني ويسعون في الوقت ذاته إلى الإعداد لجهاد الطلب داخل بلدان الكفر المحتلة لبلداننا والمعتدية على ديننا وأعراضنا وإنساننا بمساعدة ومباركة أنظمتنا المرتدة، وقد فهموا جيداً أن عليهم أن يترصدوا هؤلاء الكفار في عقر ديارهم لأنهم يعلمون أنهم مصدر كل شر ومصدر بقاء واستمرار لهذه الأنظمة المرتدة في بلداننا المحتلة، فلا فرق بين الكفار الأصليين وبين الحكام المرتدين على مستوى ضرورة جهادهم، فهم وجهان لعملة واحدة، ففقهوا أن قتال المرتد الأقرب لا يمكن أن يتم بطريقة ناجعة إلا إذا أضعفنا وأبعدنا العدو الكافر من حلبة الصراع ليكون هؤلاء المرتدين هدفاً سهلاً لسواعد المجاهدين.
فغزوات القاعدة السابقة في عقر ديار الصليب علمتهم أن يكونوا في الصف الثاني وفي أهبة دائمة لمواجهة الحرب الصليبية، وغرست فيهم الإحساس بالعلو والقوة مع الحذر والحيطة، وذلك حينما رأوا انبطاح الأعداء وتوليهم وعجزهم المخزي في تتبع المجاهدين أو إيقاف تحركاتهم، فقد دفعهم هذا إلى المزيد من العمل والتوكل على الله لمواصلة الطريق من أجل النكاية في العدو. ولسان حالهم يقول ﴿وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً﴾[الأحزاب 22].
إنهم جنود أخفياء لهم قدرة كبيرة على تغيير مجريات الأحداث، وصبر كبير وطويل على الرباط في مواقعهم انتظاراً للأوامر وتحيناً للفرص قبل تنفيذ المهام الموكلة لهم، يكتفون بأزهد الزاد وأقل العتاد، إنهم جنود من نوع جديد لم يعهده العدو من قبل ولا يستطيع كشفه، فضلاً عن القضاء عليه، وإذا ما سقط أحد منهم في أيدي الأعداء فلا يستطيع أن يُخرج من صدورهم سوى السراب، ويجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم.
تعتبر غزوة تولوز أقرب الغزوات إلى غزوة بومباي المباركة وإن كانت صورة مصغرة لها، فهناك أوجه شبه كثيرة بينهما وقواسم مشتركة عديدة، سأحاول إعادة سرد هذه الدروس والكنوز المستوحاة من هذه الغزوة، ولو أنها لم تحصل فعلاً على أرض الواقع لعدََها السامع من الخيال، ولكن الحمد لله الذي وفق عبداً من عباده إلى ما عجزت عنه جيوش الردة مجتمعة.
تعودنا أن نرى ونسمع – بعد كل غزوة من غزوات تنظيم قاعدة الجهاد المباركة – ردود فعل متباينة من قبل أطياف الناس حول منافع أو أضرار هذه الغزوات، فكل يرى بعين مختلفة انطلاقاً من عقيدته ومفاهيمه، قناعات مختلفة لكنها مجتمعة ومجمعة على أهمية هذه الغزوات وتأثيراتها على نفوس الأعداء والأصدقاء على حد سواء، بل تأثيرات على مجريات الأحداث العالمية كلها.
وقد رأينا بأم أعيننا التغييرات الكبيرة التي رافقت هذه الغزوات والشروخ الواسعة والتصدعات الكبرى على المدى البعيد والقريب وعلى كل المجالات، التي أحدثتها في بنيات العدو ومؤسساته.
ما زالت هذه المكتسبات قائمة ومتحققة بعد كل غزوة من غزوات المجاهدين المباركة، ونقف اليوم مع آخر محطة من محطاتها وهي ما نصطلح على تسميتها بغزوة تولوز في عقر دار فرنسا الصليبية.
سوف لن نلتفت إلى ردود أفعال تلك الفئات المثبطة التي ترى كل بياض أسوداً كالحاً مثل بصيرتهم المطموسة ووجوههم الكالحة، ولن نرد على شبهات دعاة الحرية وعبيد الديموقراطية والمدافعين عن حقوق الإنسان الصليبي الكافر وينسون حقوق إخوانهم المسلمين وأعراض أخواتهم المسلمات المهضومة منذ عقود والمعتدى عليها في كل لحظة وحين، فكل هؤلاء لا وزن لهم ولا اعتبار عندنا ما لم يتوبوا إلى ربهم ويتمسكوا بشريعة ربهم ويصطفوا إلى جانب إخوانهم للدفاع عن دينهم ورد عاديات أعدائهم.
ولكننا نريد أن نؤكد على أن هذه الغزوة تعتبر شرارة غضب وإنذار للغرب الصليبي على أن القادم أدهى وأمر، وأن حتفه سيتم على أيدي جنود يعيشون بين أحضانه ومن الصعب جداً التنبه لهم أو محاولة صدهم وإيقاف بركانهم، فالذي يراقبك لا يمكن أن تراقبه، والذي يترصد لك لا يمكن أن تترصد له، وبالتالي فمن المستحيل تفادي ضرباته مهما بلغت من درجة الحذر وامتلاك الوسائل.
فهذا هو مكمن الخطر وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهه الغرب الصليبي في هذه المرحلة المتقدمة من حربنا معه، تنظيم قاعدة الجهاد في ثوب غربي بعيون زرق وألسنة أعجمية ومظاهر غربية بحتة، وهذا جزء من عبقرية قاعدة الجهاد، ومصدر قوة من مصادرها المتعددة والمتنوعة، فانتظروا يا عباد الصليب بقية الحلقات على ساعات من جمر.
إن الحرب بيننا وبينهم سجال، وهي عبارة عن معارك عديدة، قد تكون لهم الغلبة في بعضها ولفترات طويلة ولكن أبداً لن يستطيعوا كسبها، وأبداً لن يجعل الله لهم على الصادقين من أبناء أمتنا سبيلاً، والأعجب والأغرب في هذه الحرب أن نصرنا يتولد من هزيمتنا، وأبطالنا يظهرون بعد أن يستوفي أسلافهم آجالهم، فليس هناك خسارة في صفوفنا بل هي كلها أرباح وفوائد ، وليس ذلك لأحد إلا لهذه الأمة الخاتمة المجاهدة الشاهدة.
فيكفينا فخراً في دنيا الناس أن نكون من هذه الأمة، ويكفينا شرفاً عند الله أن يصطفينا لنكون من جنوده، فطوبى لنا هذا الاصطفاء، وكيف يا ترى سيجد التقاعس والجبن والخوار سبيلاً إلى قلوب من آمن بالله رباً وبمحمد نبياً وبهذا الإسلام العظيم ديناً !!! وكيف إذا علم الموحد ما ينتظره عند الله عز وجل من جزاء أوفى ودرجة أسمى زيادة على ما يناله من شرف الشهادة والخلود في أذهان وقلوب من يلحق به على الطريق !!!.
سنسجل بعض الوقفات التربوية ، كما اعتدنا أن نفعل بعد كل غزوة متميزة من غزوات مجاهدي الأمة، والتي نود ونتمنى أن تتحول إلى برامج عمل مباشرة في حياتنا، لتقلب هذه الأخيرة رأساً على عقب كما قلبت موازين كثيرة في عالم أعدائنا والعديد من أنماط حياتهم في اتجاه الخوف والرعب وعدم الاستقرار، وترقب المجهول المؤذي والمدمر لسعادتهم المزيفة.
على غرار ما فعلناه مع غزوة بومباي المباركة، سنقف مع غزوة تولوز التي أعتبرها صورة مصغرة منها لأن بطلها واحد ولكن نتائجها متقاربة ومتشابهة جداً، فهي فريدة في مجالها وستضاف إلى سجل غزوات قاعدة الجهاد كرقم منفرد ونموذج جديد ليجد جنود الإسلام أمامهم هامشاً أوسع للاختيار، وسجلاً حافلاً بالانتصارات بأقل جهد ممكن ﴿فَقَاتِلْفِيسَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللهُ أَشَدُ بَأْسًا وَأَشَدُ تَنكِيلاً ﴾[النساء: 84]، فإن لم يكن في هذه الغزوة إلا فائدة تحريض المؤمنين وكف بأس الكافرين لكان كافياً.
1- نسف مخططات الأعداء اتجاه إفساد الجاليات المسلمة
يقول الحق تبارك وتعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِفَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال:36]، فلقد أنفق الصليبيون ما لا يُعد ولا يُحصى من أموال وجهود “تربوية” وحملات ” تثقيفية” لكي تترعرع أجيال المهاجرين بعيداً عن “التطرف” و”الإرهاب” الإسلامي، ويكونوا بمثابة شعب احتياطي لهم يجدون فيهم بغيتهم لسد ثغرات عديدة في مجتمعاتهم، وأهم شيء هو أن يبقوا بعيداً عن دينهم، تائهين وتافهين لا يعرفون من قرآنهم إلا شكله ومن دينهم غير اسمه، أجساد وأسماء مسلمة بأرواح الشياطين وعقول غربية ورغبات وغايات بهيمية، ولكن الله تعالى أراد غير ذلك، فبعث قاعدة الجهاد لتنتشل هؤلاء الضحايا كما ينتشل المرء فريسة من بين أنياب الأسد الجائع المزهو بقوته أو الثعلب المغرور بمكره، فأراد الله خيراً بهؤلاء الشباب وليتحولوا كما تحول موسى عليه السلام إلى عدو وحزن لفرعون، فكان سبباً لنسف عرشه وتحطيم ملكه، وكذلك سيفعل هؤلاء الشباب بحول الله وقوته مع هؤلاء الفراعنة الجدد، المزهوون بقوتهم والمفتخرون بعتادهم، وما دروا أن الله قد أهلك من هم أكثر منهم قوة وجمعاً، ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون.
إن أكبر ضربة تلقاها إلى الآن وسيتلقاها في مستقبل الأيام هذا الغرب الصليبي هو ذلك الانحياز الذي سيقوم به هؤلاء الشباب إلى جانب صفوف قاعدة الجهاد ليحملوا جزءً من
2 – النكاية في العدو
النكاية في العدو يعتبر من الغايات السامية للجهاد وهوفي حد ذاته هدف وغاية مشروعة في ديننا، ينبغي أخذها بعين الاعتبار في كل عمليةجهادية ﴿قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين﴾،لابد أن يتحقق تعذيب العدو وذلك بأن نمسه بالضرر المادي والمعنوي، وهو الضرر الذييؤدي إلى خزيه وتحسره على ما أصابه، مما سيشفي صدور المسلمين، خاصة المستضعفين منهموالمظلومين، وسيفرحون بما أصاب عدوهم من أذى وضرر، وهذا من شأنه أن يخفف عنهم ما أصابهم من أذى العدو من قبل، ويقوي إيمانهم وصبرهم على دينهم وتحمل ما سيلاقونه منأذى وكيد وضرر مستقبلي.
فحينما يرى هؤلاء المستضعفين أن هناك مجاهدين أصحابشوكة ومنعة يدافعون عنهم ويحمونهم من بطش الأعداء فإن ذلك من شأنه أن يقوي منإيمانهم وثباتهم على دينهم كما سبق القول، وكفيل كذلك أن يدفعهم للالتحاق بهذهالطوائف المجاهدة ليكثروا سوادها أو يكونوا أنصاراً لها في الخفاءوالعلن.
3- الثأر لضحايا المسلمين
المتتبع لدأب الأعداء فيالتعامل مع المسلمين يرى بجلاء ذلك الحقد الدفين والرغبة الملحة في سفك دمائنا لأتفه الأسباب، بل لقد أصبحت دماء المسلمين من أرخص الدماء على وجه الأرض، يستبيحها الأعداء في كل من فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وبلاد القوقاز ومن قبل في بلاد البلقان المحتلة، ثم أخيراً وليس آخراً ما يتعرض له شعبنا المسلم في بلاد الشام بمباركة من هؤلاء الصليبيين وغض أعينهم عن تلك الجرائم التي يستحيي التاريخ أن يدونها لعظم بشاعتها، وهم من لا يتوانون عن إقامة الدنيا وإقعادها لمجرد قتل عجل واحد من علوجهم النجسة، ناهيك عما يرتكبه المرتدون في أنظمة الحكم لدينا في حق الشعوب المسلمة صباح مساء بمباركة منهم وتأييد مادي وغطاء سياسي، كل هذه الجرائم المستمرة والفظيعة منبعها هو رغبة الأعداء في إخراجنا من ديننا.
إن فرنسا وعبر التاريخ الإسلامي الطويل تعتبر رأس الرمح للحملة الصليبية على ديار الإسلام، قديماً وحديثاً، ووجودهم ضمن حلف الناتو في أفغانستان لقتل الشعب المسلم ومحاولة إطفاء نور الإسلام في هذا البلد، وحربهم للمسلمين في عقر دارها بسن قوانين لمنع المسلمين والمسلمات من ممارسة شعائر دينهم (كان منع أخواتنا لبس النقاب من آخر حلقات هذه الحرب القذرة )، كما تعتبر السند الرئيس لليهود في حربهم ومحاصرتهم للمسلمين في فلسطين ، وإعلان حرب عالمية على المجاهدين في كل مكان تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وتأييدها للأنظمة المرتدة في بلداننا وإفساد عقيدة المسلمين في ديارنا عبر التنصير ونشر الكفر والفساد عبر قنصلياتهم وسفاراتهم وبعثاتهم وحملاتهم الثقافية المتواصلة ، كما لا ينبغي أن ننسى أن فرنسا تعتبر قدوة للكثير من دول الغرب في سياسة حربها للإسلام، وجريمتها مزدوجة في حق ديننا، بإعلان الحرب مباشرة ثم بتحريض غيرها على ذلك.
كل هذا وغيره يجعل فرنسا في مقدمة الجيوش المحاربة لله ولرسوله وللمؤمنين.
فهل كل هذا هين في ميزانهم ؟! وهل يعتقدون أن كل هذه الجرائم تُنسى وتمر دون عقاب ولا ثأر ؟ كلا والله ، إن من سمات عباد الله المخلصين أنهم لا ينسون تاريخهم ولا يرضون الدنية في دينهم، ولا يفرطون في دماء شهدائهم ولا آهات مستضعفيهم وأعراض نسائهم، ولكنهم يتحينون الفرص المناسبة لرد الصاع صاعين لأن ديننا علمنا أن البادئ أظلم، وأن نرد نكسر يد المعتدي ولا نتعدى ﴿ فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ولا تعتدوا﴾[البقرة] ، فالثأر إذن هو من جوهر ومبادئ ديننا الحنيف، لنشفي صدور قوم مؤمنين ونوقف أعداء الله عند حدهم حتى لا يتجرأوا على الاعتداء ثانية فيكون ذلك دأبهم بسبب تقاعسنا وجبننا.
4 – زعزعة أمن العدو وكشف ضعفه وهشاشته للمسلمين.
أعداء الإسلام كثر وهم يد واحدةعلينا بالرغم من الاختلافات الظاهرة فيما بينهم، لكن حينما يتعلق الأمر بالإسلام فإنهم يشكلون وحدة وتعاون لا مثيل له لضرب الإسلام والمسلمين، وهذه حقيقة قرآنية لايمكن أن نجادل فيها ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضْ﴾.
لذلك فإن كل دولة من دول هذا الحلف وعلى رأسها فرنسا تعتبر عدواً تقليدياًومهماً للإسلام في المنطقة، ويكفي أن لها تأثير قوي على حكوماتنا المرتدة وتواجد اقتصادي وسياسي وثقافي متميز وكبير على أراضي الإسلام منذ مايزيد عن ستين عاماً وهي منطقة شمال إفريقيا عامة وبلدان المغرب العربي خاصة، حيث تريد أن تجعلها سوقاً لبضائعها الاقتصادية والثقافية وامتداداً سياسياً لها، وباباً للعبور إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء.
من أجل هذا وغيره ينبغي على المجاهدين أن يستهدفوا فرنسا في عملياتهم من أجل زعزعة أمنها وكشف الزيف الذي تخفيه، وهو تحدي للعدو ومأمور به شرعاً لأنه يدخل في نطاق إرهاب العدو، والحرب مفتوحة فلا بد مناستعمال كل الأساليب التي تضعف العدو وتكشف ضعفه.
فهذه الغزوة كشفت للمسلمين – كما كشفت سابقاتها – أن العدو مهما كثف من إجراءاته الأمنية وأظهر أنه يراقب كل صغيرة وكبيرة فإن له ثغرات يمكن أن ندخل منها إلى عقر داره والنكاية فيه، وهذا عاملمهم في عالم الحرب يجعلك في حالة معنوية عالية وتمتلك إرادة وعزيمة قوية للإقدام وجعل المستحيل ممكناً.
فالتوكل على الله عز وجل واستحضار عظمته حطم كل العقبات المعنوية كما أن الأخذ بالأسباب يحطم كل العقبات المادية، فمعية الله والاستعانة به سبحانه والأخذ بالأسباب وجهان لسلاح واحد لا يمكن أن يُقهر.
5 – إبراز قوة المجاهدين وشجاعتهم عند لقاء العدو
لا يمكن أن يكون الجهاد على الورق بل على أرض الواقع في مجابهة ومقارعة الأعداء، وخير وسيلة للدفاع كما يقال هو الهجوم، كما أن ممارسة الجهاد في الواقع يعتبر من أفضل وسائل تكوين جنود أكفاء يثبتون عند لقاء العدو ويحدثون فيه النكاية.
وحينما يرى العدو هذه النوعية من العمليات النوعية حيث أن فرداً واحداً ينجح في إحداث كل هذه الخسارة في صفوف العدو فإن هذا يعتبر درساً عملياً في الشجاعة والإقدام، وتظهرللعدو بأنه يقاتل رجالاً من طراز فريد، وما هذا الفتى إلا عينة لمن وراءه من الأسود يتحرقون إلى غزوات قادمة، ستقلب نهار الأعداء ليلاً وحياتهم جحيماً.
كماوأن بطل غزوة تولوز سيتحول إلى نموذج ومثل أعلى لمن وراءه من الشباب المسلم في ديار الغرب، خاصة من لم يلتحق بعد بالطوائف المجاهدة، رسالته إلى كل هؤلاء أن طريق الجهاد معبأ وميسر لمن أراد ذلك، وبأن العقبات التي توجد في الطريق أغلبها عقبات وهمية يخلقها العدو لكي يثبط المسلمين عن أداء واجب النصرة والجهاد في سبيل الله، وبأن المؤمن المتوكل على ربه لا تقف في طريقه أي عقبة مهما كان نوعها، بل إن هذه العقبات والعوائق لا تعدو أن تكون مثبطات للشيطان يدخل بها على قلوب الضعفاء والمنهزمين وكل من رضي بالقعود مع القاعدين.
لا أشك أن يكون فتى غزوة تولوز وبطلها قد استوحى الكثير من صور البطولة والشجاعة والإقدام من أسلافه الذين سبقوا وسطروا ملاحم الغزوات السابقة خاصة غزوتي مدريد ولندن المباركتين ، بل تراهم زاد وأبدع في جوانب أخرى ليتحول هو بدوره إلى مدرسة لمن يأتي من بعده، هكذا هم أبطال الإسلام وأسود الجهاد، سلسلة من الحلقات المتواصلة والمتكاملة، فلله درهم وعلى الله أجرهم.
6 – ضرب العدو في عقرداره
وهو تجسيد لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم :”الآن نغزوهم ولايغزوننا: لما في ذلك من فوائد عظيمة في عالم الحرب.
لقد تعود المسلمون منذزمن أن يكونوا هدفاً سهلاً ولقمة سائغة للأعداء، يستبيحون فيها ديارنا ويستحيون نساءنا ويقتلون رجالنا، ولا نملك سوى النحيب، هكذا تعود العدو وظنوا أن الأمر سيظل هكذا إلى ما لا نهاية، وحتى في حروب ما يسمى بالتحرير التي خاضها أجدادنا، كانت حرباً دفاعية محدودة حققت بعض الأهداف وارتأى العدو أن يخرج بجنوده حفاظاً عليهم وينصب بدلاً منهم جنوداً من أبناء جلدتنا ليحفظوا له مصالحه بأبخس الأثمان، ونصب في الوقت ذاته أنظمة مرتدة تدين بدينه وتأتمر بأوامره.
لكن الأمور اختلفت الآن فقد دبت في الأمة روح الجهاد ورفض هذه الوصاية وهذا الاستغلال البشع لثرواتنا وبلداننا، وكسر المجاهدون حاجز الخوف والتهيب من العدو فانتقلوا بالأمة إلى مرحلة التحدي بشن هجمات خاطفة ونوعية تستهدف مواقع الأعداء الاقتصادية والسياسية والعسكرية في عقر ديارهم ولله الحمد.
فصار العدو في موقع الدفاع والترقب،حيث أن هذه الغزوة أظهرت مستوى عالياً من التخطيط والتنفيذ لدى المجاهدين، مما يكسبهم هيبة وهلعاً لدى العدو، وبالتالي ستوقف الكثير من مخططاته المستقبلية وتبعثر الكثير من أوراقه الإستراتيجية التي يعتمد عليها في حربه للمسلمين، سواء داخل فرنسا أو خارج حدوده وأخص بالذكر مشاركته في الحرب على أفغانستان وتدخله اللامحدود في بلدان شمال إفريقيا وجنوب الصحراء لحرب قاعدة الجهاد هناك.
وصار من الطبيعي أن ينفق الأموال الطائلة للحفاظ على أمنه ويخصص جنوداً وعملاء لتعقب خطوات المجاهدين والتجسس على خطط عملهم خوفاً من الضربات القادمة، وهذا استنزاف لطاقاته وتشتيت لقواته مما يعطي السبق للمجاهدين في هذه الحرب القائمة.
إنهزرع للرعب في نفوس الأعداء وهو عامل وسلاح عظيم يمتلكه المجاهدون، وسوف يظل يصاحبهم في حربهم المتواصلة على إرهاب الأعداء وتشتيت قواتهم واستنزاف ثرواتهم كما حصل لأمريكا الصليبية حيث سيلتحق بها حلفاؤها عن قريب.
وكما أوصى قائد القاعدة الشهيد بإذن الله أبو عبد الله أسامة رحمه الله، أن لا ينعم أعداؤنا بالأمن والأمان في عقر ديارهم حتى ينعم بهما كل المسلمين في ديارهم، وهذه معادلة رغم وضوحها فإنه يصعب عليهم الالتزام بها بسبب الجشع الكبير الذي أصابهم والغرور العظيم الذي أعمى أبصارهم حتى يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي أجيال القاعدة الجدد.
7– كما نألم ستألمون وكما نُقتل ستُقتلون
حينما يكون العدو في منأى عن الضربات الموجعة وعن العمليات القاتلة فإنه يبالغ ويتمادى في ضربنا إلى حد إحداث آلام عظيمة وجراحات عميقة تظل تنزف لأمد طويل ومتواصل، كما يتجرأ على سفك دم شعوبنا دون رادع ولا وازع من ضمير ولا قيم ولا دين ﴿كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة﴾ ، لكن الصورة اليوم قد انقلبت، فلم يعد هناك طرف معتدي وآخر متلقي، طرف ظاهر وآخر منتكس، بل تحولت الحرب إلى مواجهة متكافئة على مستوى النتائج وإن كانت غير ذلك على مستوى الوسائل المادية، وإلى كر وفر، وأخذ ورد، بل أكاد أجزم غير حالف أن جنود الحق قد حققوا انتصارات نوعية ومتتالية على أعدائهم تتمثل أساساً في قلب المعادلة القديمة، وهي أن العدو صار يتألم مثلما نتألم بل أكثر، لأن آلامنا مادية وبدنية بينما آلامه نفسية أكثر زيادة على هذه الآلام المادية والجسدية .
فنجد الكفار ومن والاهم من المنافقين والمرتدين والعملاء يسخطون وتنهار معنوياتهم حينما يمسهم قرح أو جرح بالرغم من الإغراءات المادية العظيمة والتغطيات المتواصلة التي يتلقونها خلال حربهم الدائرة، ذلك بأنهم لا ينتظرون سوى الأجر المادي في هذه الحياة الدنيا، ويعيشون لأنفسهم وذواتهم، همهم بطونهم وقبلتهم شهواتهم، وجنتهم دنياهم، فحينما يُنتقص منها أو يحسون بخطورة عليها فإنهم يدخلون في سلسلة آلام لا تتوقف ولا يمكن تعويضها مادياً.
وآلام روحية ومعنوية تتمثل أساساً في انعدام الأمن والإحساس بالقلق والخوف الدائمين، فالمؤمنون المجاهدون يعيشون حالة من الخوف والقلق المصحوب بحالة من الترقب الدائم والحذر الشديد، وهي منحة في صورة محنة، ﴿وَلنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَات ﴾[البقرة 155]، حيث يضطرون إلى البحث عن أسباب النصر والتمكين، وإحباط خطط وكيد أعدائهم، وهو نفس الحالة التي عاشتها الجماعة الأولى بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم في مرحلة الضعف والدعوة قبل التمكين في الأرض ﴿ وَاذكُرُوا إِذ أَنتُم قَلِيلُُ مستَضعَفُونَ فِي الأَرضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُم النَّاسُ فَآوَاكُم وَأَيَّدَكُم بِنَصرِهِ وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُم تّشكُرُون ﴾[الأنفال 26].
أما أعداؤهم (سواء جنودهم أو شعوبهم وهم في ميزان الشرع سيان لأنهم كلهم محاربون) فإنهم يعيشون القلق والخوف الدائمين ويفقدون الأمن والأمان، ولا بديل لهم يلجأون إليه لتعويض ما فقدوه، فتراهم يصابون بالإحباطات النفسية فمنهم من يقدم على الانتحار للتخلص من هذا الجحيم الدنيوي، ومنهم من يلجأ إلى المخدرات والمسكرات لكي لا يحس بهذا الرعب الدائم.
وهناك الآلام الإقصادية ، إذ أن الدنيا عندهم تمثل كل شيء، ورأينا كم تأثر ولا زال يتأثر اقتصادهم وينهار من جراء ما يشنه المجاهدون من هجمات على مؤسساتهم الاقتصادية، وما ينفقه هذا العدو في حربه الطويلة الأمد في مواجهة المؤمنين، وما يتبع ذلك من كساد في عالم التجارة والسياحة، فيكون بذلك أعداؤنا هم أكبر الخاسرين والمتألمين في هذه الحرب الدائرة.
والألم السياسي، وهو يتمثل في ذهاب تلك الهالة المزيفة التي يضفيها العدو على نفسه فيبدو للآخرين على أنه الأقوى والأجدر بالاتباع ﴿ مَا أُرِيكُم إِلاَّ مَا أَرى، وَمَا َأهدِيكُم إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشّاد ﴾[غافر 29]، فتساهم هزيمته العسكرية في كسر هذه الهالة، وفقدان هذه القوة السياسية بفقدان الأتباع والظهور بمظهر الضعيف الذي لا يستطيع أن يحمي نفسه فضلاً عن حماية غيره، وهذا ألم فظيع يُضاف إلى الآلام السابقة، ومبادئ العدو لا قيمة ولا وزن لها إلا إذا تحققت على أرض الواقع بالسيف والحديد تارة وبالإغراءات المادية تارة أخرى، وإذا ما غابت أحد هاتين الوسيلتين أفل نجمه وذهبت معه هذه الهالة المصطنعة.
وبعد،
فها قد مضى محمد مراح إلى حيث يتمنى كل موحد مجاهد، وترك وراءه الحسرة والأسى يملآن قلوب أعداء الله الصليبيين واليهود، كما ترك العزة والفخر يملآن قلب كل موحد صادق ويتمنى كل واحد منهم لو يسلك طريق هذا البطل ويسطر حلقة من حلقات الملحمة المتواصلة المفتوحة بيننا وبين أعدائنا إلى قيام الساعة.
مضى محمد مراح تاركاً وراءه سرايا من جنود الله الأخفياء، يتربصون وسط المجتمعات الصليبية في انتظار ساعة الصفر لكي يكملوا ما بدأه سلفهم ولكي يوسعوا من الهوة القائمة بين هذه الأنظمة الصليبية وبين هذه الأجيال الصاعدة الثائرة الغاضبة، ولكي يعمقوا جراحاتهم ويكثروا من جبهات الرصد والنفقة حفاظاً على أمنهم المفقود، وأجلهم المحدود، وما أسوأها من حرب فتحها الصليبيون على أنفسهم، لن يخرجوا منها بغير هزيمة مجلية أو سلم مخزية.
وفي الختام أقول أنه ما ينبغي الاستفادة منه في مثل هذه الغزوات العظيمة والفريدة هو الإيمان واليقين الثابت بأن معية الله عز وجل مع المجاهدين وهي السلاح الأمضى الذي ينبغي أن نفخر به ونحرص عليه بالتقرب إلى الله عز وجل والتزام أوامره بالتزام أوامر القيادة الراشدة في الميدان، والسعي المتواصل إلى تحرير أنفسنا من كل حظوظ الدنيا، فنستحق عون الله وهدايته ونصره
.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه تأريخاً لغزوة تولوز وتحريضاً للمؤمنين :أبو سعد العاملي – 29 ربيع الثاني 1433هجري- 22 مارس 2012 ميلادي
_________