أمتنا الإسلامية الحبيبة:
في الوقت الذي بدأت فيه الأمة تستنشق عبير التحرر من أنظمة الحُكم التي جثمت على صدرها لعقود، ومع فرحة المسلمين بهلاك ثلة من الطواغيت الذين ساموا شعوبهم سوء العذاب، يأبى النظام النصيري الصفوي الحاقد في سوريا إلا أن يعتدي على الأمة بأفظع الأشكال، فلم يعُد خافيًا ما ارتكبه ويرتكبه ذلك النظام المرتد من مجازر بحق الإسلام والمسلمين اليوم في شوارع وحارات وأزقة الشام الأبية، فقد فاقت الجرائم كل الأوصاف، وأُعطِيت الأوامر للجنود الحاقدين بفعل ما يريدون دون أي وازع أو رادع أخلاقي أو إنساني، وهذا حال أصحاب الملة الصفوية النصيرية الكافرة.
إن المُتأمل في الأمر يرى حجم ما تحمله شهادات الضحايا وذويهم من حقد مبين من هؤلاء النصيريين على أهل السُنة والجماعة، وكيف أنهم بلغوا في الإهانة لأهل السنة ومقدساتهم ورموزهم ما فاق كل تصوُّر، فقد شاهدت الأمة تطاولهم على الذات الإلهية سبحان الله وتعالى عما يشركون ، بل وتأليههم للسفاح المجرم بشار الأسد، وثبت بالأدلة الموثقة إجبارهم الناس على السجود له من دون الله، وتطاولهم جهارًا نهارًا على الله تعالى ودينه، إضافة إلى الجرائم بحق الأعراض والأموال والأنفس، بما تقشعر له الأبدان، وتطول في سرده ووصفه العبارات، ويتورع اليهود قتلة الأنبياء والصالحين عن فعله ، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولأنها باتت كما أرادها هؤلاء الطواغيت حربًا واسعة تستهدف استئصال أهل السنَّة والجماعة بالأخص من شام العزة والإباء، فلم يكن مُستغربًا أن تصطف قوى البغي والظلم والحقد الرافضية في كل مكان إلى جوار ذلك النظام النصيري المجرم فبعضهم أولياء بعض ، ولم يخجل زعيم تنظيم حزب الله اللبناني من المجاهرة بالولاء والمساندة للنظام السوري، وأنه وحزبه سيبذلون كل ما يستطيعون من أجل المحافظة على نظام الحكم في سوريا وإبقاء قاتل الأطفال ومنتهك الأعراض بشار الأسد وزبانيته على سُدة الحكم، كيف لا! أليس هذا التنظيم الشيعي الرافضي صاحب صولات وجولات خاضت في دماء أهل السنة في لبنان قبل سنوات قريبة ، حين أخرج مقاتليه لشوارع بيروت وعاثوا فيها فسادا وخلخلوا استقرارها وساموا المسلمين لأيام ألوان القتل والهوان، وظهر جليًا حينها بالمقارنة مع هذه الاضطرابات حقيقة ذلك الحزب والدور المُناط به في المنطقة، في ظل حالة الهدوء المكشوفة من جانبه تجاه اليهود على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وأنه لا يتعدى كونه أداة لنشر التشيع في ديار المسلمين وساعدهم في ذلك الإعلام الصليبي والصهيوني والطاغوتي وسفهاء المسلمين.
وعلى ذات الدرب مضت إيران موطن الروافض بالمساندة والدعم المعنوي والمادي والإعلامي والسياسي للنظام النصيري في دمشق، بل وأمدته بما ينقصه من آلات وأدوات للقتل والبطش بهدف سحق أهل السنَّة والإجهاز على وجودهم في شام العز كما تفعل أجهزتهم الأمنية في الأحواز والمناطق السنية ببلاد الفرس؛ ثم اكتُشف أمرهم و طالعتنا الأنباء بتواجد أفراد وضباط من الحرس الثوري الإيراني في ميادين الإعدام والاغتصاب والإجرام بحق إخواننا بسورية العزّ، وليس أخيرًا ما يتم تداوله من تدخل روافض اليمن الحوثيين، حيث تورطوا في مد يد العون والمساعدة في محاولة لمنع انهيار النظام المجرم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وكي تكتمل الصورة فلا يجب أن يغيب عنَّا الدور الخبيث الذي تمارسه دولٌ مارقة مثل روسيا والصين، عبر وقوفها إلى جانب النظام السوري المرتد في وجه أي جهد يهدف للحد من القتل المتواصل -وإن كنا نعتبر مثل هذه الجهود كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء-، أو حتى لإدانة ما يحدث في سوريا من إجرام، ضاربة بعرض الحائط مشاعر ملايين المسلمين الذين يتحرقون للجهاد في سبيل الله دفعاً عن إخوانهم المظلومين في الشام.
أمة الإسلام:
إن ما سبق من توصيف لِما يحدث في سوريا الصابرة، هو مؤشر خطير لما آلت له أحوال المسلمين في العالم، وما وصلنا إليه من ذل وهوان على الناس، فلو كانت راية الجهاد مشرعة لكان لنا عزة و مكانة و عرضاً مُهاباً ، و جناباً مُخافاً؛ بمعنى أنه لو حسَب تنظيم حزب الله الرافضي وزعيمه لأهل السنة في لبنان -على أقل تقدير- أي حساب؛ لفكر ألف مرة قبل أن يغامر ويخاطر بتقديم الدعم للنظام السوري ويعلن مساندته له، وكذلك لو حسبت إيران الرافضية أي حساب للمسلمين المحيطين بها في الخليج العربي – على أقل تقدير– أي حساب؛ و لما استطاع أن يقف هذا الموقف لجوار النظام النصيري، وذات الأمر مع روسيا والصين وغيرها … ومن هنا تبرز أهمية الخضوع لله بالعبودية في كل ما أمر ، والجهاد في سبيل الله من أجلى فروض الأعيان في هذه الحقبة و لا يسقط عن أحدنا بقيام غيره به حتى نرد غائلة الأعداء يهودا ونصارى وروافض ونصيريين ومشركين ، فلا بد أن نقف وقفة عزٍ إلى جوار إخواننا المسلمين في سوريا، عسى الله أن يأتي بالفتح وتقوم بهذا البلد للإسلام دولة.
وبناء على ما سبق نقول وبالله التوفيق:
· يجب على أبناء الأمة الإسلامية أن ينصروا إخوانهم في سوريا بكل ما يستطيعون، ولا عذر لأحدٍ اليوم، فالنصرة واجبة بالأنفس والأرواح، وإلا فبالسلاح والأموال، أو بالكلمة والمقال، وكذا الدعاء لهم على كل حال.
· إن كل من يُشارك النظام السوري إجرامه بأي وسيلة، هو هدف مشروع للمسلمين، ومصالحهم في كل العالم هي أهدافٌ مستباحة للمسلمين للضغط على تلك الدول بما يخدم قضية إخواننا في سوريا ولا يرجع بمفسدة على المسلمين هناك.
· إن من صور الخذلان أن يُسكت عن ما يحدث لإخواننا في سوريا من ظلمٍ مبين، بل إن ذلك يعتبر من أشكال التواطؤ مع النظام النصيري المجرم فلا حياد في الحرب بين الإسلام والكفر ، وإن الإعراض عن نصرة إخواننا بما هو متاحٌ من سُبل النصرة، هو نقض واضح لعُرى الولاء التي كتبها الله على عباده المؤمنين.
· ليس من الدين ولا الأخلاق ولا المروءة ولا الحياء في شيء تقديم الدعم السياسي للروافض في إيران ضمن ما يسمى دول المقاومة والممانعة والمصطلحات الهلامية الأخرى بالزيارات وتبادل القُبلات والضحكات على أنغام ما يُسمى ذكرى الثورة الخمينية ، بينما تسيل دماء الأبرياء في شوارع وأزقة وحارات حمص وحماة وإدلب وبابا عمرو واللاذقية، وتُغتصب العذارى ويُذبح الأطفال على إيقاع الحقد الشيعي النصيري، بدعم عسكري وسياسي مباشر من إيران وفتاوى المراجع الشيعية التي توجب دعم نظام بشار الأسد.
· على المسلمين الصادقين في فلسطين أن يُثبتوا ولاءهم ونصرتهم ومؤازرتهم لأهل السنة في سوريا بكل الوسائل، ولا أقل من أن تخرجوا في وقفات احتجاجية وتضامنية علنية، لتقولوا لإخواننا في سوريا نحن معكم، ولن نتخلى عنكم.
فالدم الدم والهدم الهدم، ووالله لولا السُدود والحدود واليهود لطِرنا إليكم نذود عن دمائكم ونصون أعراضكم، ونتقاسم معكم طعنات الحقد الشيعي الأثيم، ووقفات العزّ بالجهاد الشرعي الذي به يُحفظ الدين وتُصان الأعراض وتُحقن الدماء وتذل الطواغيت يحلّ الأمن حيث يُعبد الله وحده لا شريك له.
اللهم انتقم من النظام السوري النصيري، وأرنا فيه عجائب قدرتك
ادعو لإخوانكم الشهداء
إخوانكم فى
مركز ابن تيميّة للإعلام
22 ربيع أول 1433 هجرية
__________
To inquire about a translation for this statement email: [email protected]