al-Anṣār Mailing Group presents a new statement: "Letter from the Captive Brothers in Bilād al-Ḥaramayn [Saudi Arabia]”

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ويجعلنا من أهل الحق من الطائفة المنصورة الذين لا يخافون في الله لومة لائم الذين بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم صفاتهم فمن اتصف بها كان من الناجين وحري بنا أن نقف وقفة تأمل من صفات هذه الطائفة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة وفي رواية لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك وفي رواية ظاهرين على الحق ).

فما هو هذا الحق الذي يقاتلون عليه، فالحق هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ألا هو التمسك بالكتاب والسنة فهم يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا، وتأملوا في قوله طائفة وعصابة فيه دلالة على قلتهم، فالعبرة ليست بالكثرة بل أن القلة قد وردت بها النصوص الكثيرة بأنهم على الحق وعليهم يتنزل النصر قال تعالى ( كم من فئه قليله غلبت فئه كثيره باذن الله والله مع الصابرين)

وقال سبحانه ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون )

وقال جل جلاله ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين – ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين )

وانظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أرسل قلة من الصحابة رضوان الله عليهم عددهم يقارب 3000 لمواجهة الروم وهم يزيدون على المائة ألف في عقر دارهم مع علم النبي صلى الله عليه وسلم بقوة الروم ومنعتهم، وقال عبدلله ابن رواحه رضي الله عنه مشجعا الصحابة ( يا قوم والله ما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ).

وانظروا إلى الفتوحات التي كانت في زمن الفاروق فقد قاتلوا الفرس والروم بأعداد قليلة مع أن أعدائهم يفوقونهم ويزيدون عليهم أضعافا كثيرة في العدد والعدة وأيضا العدو في عقر داره و أيضا تأملوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ) إذاً فالغرباء لا يكونون إلا قليل لأنهم في غير أهليهم وأوطانهم وانظروا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أنتم في أهل الشرك إلا كالشفرة البيضاء في جلد الثور الأسود ).

فتبين لكم أن أهل الحق قليل وليست العبرة بالكثرة كما ذكرنا قال الله سبحانه وتعالى ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) وقال أيضا ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) وقال سبحانه ( ولكن أكثرهم يجهلون ) وقال ( وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون).

فيتضح لكم أن الجماعة هم من وافقوا الحق وإن كانوا قليل، وأيضا كما لا يخفى عليكم أن من أنبياء الله من بعثه الله على امة كاملة ولم يؤمن به أحد كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم ( عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد )، فالمقصود هو تنفيذ أمر الله تعالى بالدعوة إلى التوحيد والجهاد من أجل ذلك وإقامة الحجة على الناس ولسنا مطالبين بتحقيق النصر وتحقيق النتيجة فإن الله هو المتكفل بذلك فهذه هي الطريقة الصحيحة في الدعوة إلى الله بالامتثال لأمر الله، كما قال الله مخاطبا نبيه ( فإنما عليك البلاغ ) وفي هذا رد على من قال ما الذي استفادة فلان من جهاده ؟!! ما الذي حققه من جهاده ؟!! هل انتصر ؟!! هل حصل له التمكين ؟!! هل..هل..هل..؟!!

وهنا سؤال ما الذي استفادة النبي الذي يأتي يوم القيامة ولم يؤمن به أحد ؟ إذا أين حكمة الله تعالى ؟ نعم لقد استفاد أنه قام بأمر الله وأقام الحجة على الناس وهذه هي الحكمة المقصودة كما قال تعالى ( رسلا مبشرين ومنذرين)، وهذا المجاهد قد استفاد أنه امتثل لأمر الله لينال أحدى الحسنيين، فإن قتل فقد نال الشهادة وكفى بها نعمة إن اصطفاه الله وجعله من الشهداء، قال سبحانه ( وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء ) وهذا الذي تمناه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله ( والذي نفسي بيده لوددتأنيأقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا فأقتل ثم أحيا فأقتل ) وبايع على ذلك الصحابة وكان يحرضهم عليه الصلاة والسلام على أن يقاتلوا في سبيل الله ويعدهم الجنة على ذلك، فقد قال لهم يوم بدر ( قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض فقال عمير بن الحمام الأنصاري : يا رسول الله ! جنة عرضها السماوات والأرض ؟ قال نعم قال : بخ بخ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على قولك بخ بخ قال : لا والله ! يا رسول الله ! إني أرجو أن أكون من أهلها. قال فإنك من أهلها فأخرج تمرات من قرنه. فجعل يأكل منهن. ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة. قال فرمى بما كان معه من التمر. ثم قاتل حتى قتل) ، فانظروا كيف أن رسول الله يستحث الصحابة على القتال في سبيل الله لأجل الجنة وجعلها هدف لهم وغاية، فهل يستطيع السائل أن يقول ما الذي استفادة هذا الصحابي عندما تعجل وبادر بنفسه وأمثاله من الصحابة ؟ لقد حققوا أعظم النصر وهي الشهادة مع استجابتهم لأمر الله ورسوله.

فلماذا إذن الانتقاد والتثريب والتجهيل لمن فعل مثل فعل هؤلاء الصحابة علما بأن من يقتل أو يصاب أو يخفق أعظم أجرا ممن ينتصر ويصيب من الغنيمة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم .وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم أجورهم)، فتحقيق النصر ليس مقصودا وحده.

وأيضا أيها الأحبة فإن من صفات هذه الطائفة القتال في سبيل الله فأطلب منكم أن تقفوا وقفة تأمل وتدبر مع أنفسكم فيمن يتصفون بهذه الصفات ليقاتلون في سبيل الله، هل تظنون أن هذه الطائفة هم اليهود والنصارى أم أنهم أعوان اليهود والنصارى الذين يشاركونهم في جميع محافلهم التي تقام لحرب الإسلام والمسلمين بإسم مكافحة الإرهاب أم أنهم القاعدون الذين هم تحت ولاية هؤلاء وفي كفتهم ممن لم يخطر ببال احدهم أن ينصر الدين ولو بكلمة فضلا عن قتال، بل قد سلم اليهود والنصارى من ألسنتهم وصدوا عن قتالهم.
هل هؤلاء حقيقة هم الذين يتصفون بهذه الصفة أم أنهم الذين يقاتلون في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة أعداء الله هي السفلى فلم يرضوا بحكم اليهود والنصارى وتقسيماتهم لأرض المسلمين عبر المعاهدات الصهيوصليبية مثل اتفاقية سايكس بيكو التي على أثرها تم تقسيم دولة الإسلام إلى دويلات وجعلوا على هذه الدويلات حكام تحت إمرتهم، وعلى أثر هذا التقسيم كانت نشأت دولة إسرائيل وهذا من أعظم مقاصدهم وأيضا إضعاف شوكة المسلمين كما هو الحال الآن، واتفاقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي وافقت عليها جميع الدول بما فيها الدول التي تدعي الإسلام وتطبيق الشريعة ورضت هذه الدول بالتحاكم للقوانين الكفرية وتنحية شرع الله.

فهؤلاء الذين قاتلوا في سبيل الله ولم يرضوا بهذه التقسيمات ويرون أن أرض المسلمين واحدة ولم يفرقوا بين المسلمين كما أراد أهل الصليب وعملائهم من جنسيات وحدود، أهؤلاء الذين قاتلوا في سبيل الله وبذلوا أرواحهم لنصرة أخوانهم ودفع الظلم عنهم أهم أحق أن يكونوا من أهل هذه الطائفة أم من ذكرنا من سواهم ؟
ووجود المخالف و المخذل لهذه الطائفة هو أكبر دليل على صدق منهجهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم ).

وأيضا فإن من صفات هذه الطائفة أنهم ( ظاهرين على من خالفهم ) ( قاهرين لهم ) فالظهور والقهر للأعداء لا يستلزم الكثرة وقوة السلطة، فانظروا في هذا الزمان من هم الذين قد ظهر أمرهم وقهروا عدوهم حتى أصبح أعدائهم يهابونهم ويخشونهم، وأنظر إلى حال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كيف انه قد ظهر أمره حتى أن ملك بني الأصفر يهابه، وما فتحت فارس الروم إلا بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.
ومن صفات هذه الطائفة إنها مستمرة إلى ان تقوم الساعة كما في الحديث ( حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك ) ففي هذا الحديث أن الجهاد لا يتوقف في زمن من الأزمان بل هو مستمر إلى أن تقوم القيامة، فمن قال أن هذه الطائفة تنتهي في زمن من الأزمان فقد كذب الرسول صلى لله عليه وسلم.

فتبين لنا أن أهل هذه الطائفة هم أهل الحق وأنهم موجودين في كل زمن فمن هم يا ترى في هذا الوقت ؟! من هم الطائفة والعصابة القليلة في هذا الوقت ؟! من هم الذين يقاتلون الكفار في هذا الوقت ؟! من هم الذين تم خذلانهم ومخالفتهم ولم يضرهم ذلك في هذا الوقت ؟! من هم الذين قد ظهروا وقهروا أعدائهم في هذا الوقت ؟!
فبهذا يتبين لنا أن هذا العالم قد أنقسم إلى قسمين اليهود والنصارى وكل من سار معهم وأيدهم فهم في دائرة واحدة، والقسم الآخر هم المجاهدون وأنصارهم فكيف بمن خطأهم وخذلهم وجهلهم وأعان وظاهر أعدائهم بلسانه وقلمه عليهم ؟!! فيا ترى مع أي القسمين يكون ؟!!

وليكن بالعلم أن أهل هذه الطائفة المنصورة هو من أتصف بكل صفة من صفاتهم المذكورة في الحديث وأعلموا أيضا أن الآيات والأحاديث الكثيرة مع حديث الطائفة التي مجموعها يفيد الأمر بالقتال وأنه مستمر إلى قيام الساعة وقد كان الصحابة يأخذون بالآخر فالآخر من أحكام الدين وقد قال سبحانه وتعالى ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام) وقد كان آخر الأمر بقتال الكفار كافة حتى يكون الدين كله لله، ففي هذا رد على من يقول بأن هذا زمن استضعاف وأنه كالعهد المكي ! فنقول كيف يكون هذا الزمن كالعهد المكي مع وجود الطائفة المنصورة الموصفون بالقتال ؟!
وليكن بالعلم أن هذا إنما كان مرحلة من مراحل التشريع فقد كان الخمر في العهد المكي حلال وإنما حرم بعد معركة أحد وقد كانت القبلة في العهد المكي إلى بيت المقدس ولم يكن في ذلك الحين شرع الحجاب ولا صوم رمضان وكان الزواج من المشركة حلال ومعظم أحكام الشريعة لم تكن فرض في ذلك الوقت ومن ضمنها قتال المشركين كافة فقد تم فرض هذه الأحكام في المدينة وتمم الله بها هذا الدين، فهل يصح أن يقال لجواز شرب الخمر أو بصحة الصلاة لبيت المقدس …أو…أو ؟!!

وانظروا أخوتي إلى غزوة الأحزاب كيف تكالبت القبائل على المدينة مع استضعاف الصحابة وقلة عددهم فقد توجب عليهم القتال ولم يتخلف منهم إلا المنافقون وقال الله سبحانه عنهم ( ويستاذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة, ان يريدون الا فرارا ) فقد كان الجهاد في هذه الغزوة فرض عين وأنظروا كيف أن الله سبحانه فضحهم في سورة الأحزاب ولم يعذرهم.

وأذكركم بأن أرض المسلمين واحدة فإذا داهم العدو بلد من بلدان المسلمين تعين عليهم الجهاد حتى يردوهم فإن لم تحصل الكفاية تعين على من يليهم وهذا حتى تسترد أرض المسلمين مع العلم بأنه لا اعتبار لتقسيمات الدول الموجودة حاليا التي صنعها الكفار لكي ينفذوا مخططاتهم.

وأيضا أين الاستضعاف وعدد المسلمين يقارب الملياران، فكيف يقال بأن هذا الزمان كالعهد المكي ؟!! فانظروا كيف ان اليهود والصليبيين تحققت أهدافهم حيث أنهم جعلوا المسلمين تحت حكام يصدونهم عن الدفاع عن دينهم بحجة الاتفاقيات الدولية التي ما أنزل الله بها من سلطان فأصبح المسلمين للأسف غثاء كغثاء السيل كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

فهل الدعوة الصحيحة هي المكوث تحت ظل هؤلاء الحكام الذين يصدون عن الجهاد في سبيل الله من أجل مصالحهم الدنيوية وإرضاء لأهل الصليب ؟!! بحجج وأعذار واهية، فمتى يكون للمسلمين شوكة وقوة إذا استمروا على هذه الحال ؟!!
فأين قوله تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفى اليكم وانتم لا تظلمون ) فهذا أمر يقتضي الوجوب، فأين الذين أعدوا وجاهدوا.
وهل يستوي من جاهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله وضحى بنفسه وأهله وماله وسارع للاستجابة لأمر الله ودافع عن أعراض المسلمين ولم يهدأ له بال عندما سمع ورأى ما يحدث لأخواته المسلمات من انتهاك وتدنيس لأعراضهن ؟!! هل يستوي بمن سكت عن هذا كله وكأن الأمر لا يعنيه، بل وأعان الصليبيين على حربهم التي أعلنوها صريحة بأنها صليبية ضد الإسلام وأهله بل وفتح لهم المجالات في أرضه لكي ينفذوا مخططاتهم ويضربوا أراضي المسلمين منها وشيدوا البنوك الربوية وحموها التي هي حرب لله ورسوله وقالوا بحوار الأديان وسمحوا بالاختلاط وجعلوا وسائلهم الإعلامية منابر لمن يريد أن ينشر الردة والفاحشة والفساد من العلمانيين واعداء الدين ومن هم على شاكلتهم بل وفتحوا لهم المجال لإبداء آرائهم في مجالسهم التشريعية والشورية ورضوا بأحكامهم من دون الله وعلى إثرها أنتشر التبرج والسفور ونشر المجون والاستهزاء بالدين وأهله واغتصاب ثروات المسلمين وظلمهم.

ومن هو الأحق بالإنكار عليهم أهم هؤلاء أم الذين لم يوصوا بهذا كله وقاتلوا لإعلاء كلمة الله ويكون الدين والحكم كله لله ؟!!

وتفكروا في قوله تعالى ( يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذله على المؤمنين اعزه على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومه لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم )

فنسأل الله أن يتفضل علينا ويجعلنا منهم إنه واسع عليم، وتأملوا قوله تعالى ( إنما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون) فانظروا إلى أداة الحصر ( إنما ) كيف حصر سبحانه المؤمنين بهذه الصفات وبين صدقهم نسأل الله أن يجعلنا منهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى أهله وصحابته أجمعين

تم تحريره في عام 1432هـ من قبل مجموعة من أخوانكم المأسورين في بلاد الحرمين فلا تنسونا من الدعاء

إخوانكم في

مــجـــمـــوعــــة الأنــصــــــار البــريــديـــــة

_________