بسـم الله الرحمـن الرحيـم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين… وبعد:يقول تعالى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}[آل عمران:140-142].
فبقلوب راضية بقضاء الله ومُسلّمةٍ لقدره، تلقّينا الخبر المؤلم الذي أعلنه إخوتنا في تنظيم القاعدة بمقتل الشّيخ المجاهد البطل مُصطفى أبي اليزيد في ثُـلّةٍ مؤمنةٍ من أهل بيته، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، تقبلهم الله وأسكنهم فسيح الجنان، مع النّبيين والصّديقين والشّهداء والصّالحين وحسُن أولئك رفيقا.
واللهَ نسألُ أن يجيرَ هذه الأمّة المكلومة ويرحمها في مُصابها، ويخلفها خيرا منه، وأن يُكرم الشّيخ بما كانَ يتمنّى فيتقبّله في الشّهداء، ويُجزل له الأجر والمثوبة والعطاء، ويُحسِن لذويه وإخوته في درب الجهاد العزاء، وعلى رأسهم الإمامين الفاضلين الشّيخ أسامة بن لادن والشّيخ الدّكتور أيمن الظواهري حفظهما الله وثبّت أقدامهما ونصرهما على أعداء الملّة والدّين…
وقد رحل الشّيخ وترجّل إلى دار الكرامة نحسبه والله حسيبه، بعد مسيرةٍ طويلةٍ حافلة، ضارباً مثلاً آخر على قدَرِ أبناء هذه الطّائفةِ المُجاهدةِ المنصورة، التي يأبى قادتها إلا الموتَ قتلاً في سوح النّزال، وهم يلبّون نداء ربّهم ويُسارعون لجنانِ خُلده ويُسابقون لنُصرةِ دينه ولسانُ حالهم..
ستذكُرني المعامعُ كلَّ وقتٍ على طُولِ الحياة ِ إلى المَمات
فذاكَ الذِّكْرُ يبْقى لَيْسَ يَفْنى مَدى الأَيَّام في ماضٍ وآت
ولا عجب فهذا دأبُ القادة الربّانيّين، وهذا هو موقعُهم قُدوةً للأمّة، ومشاعلَ نورٍ لأبنائها، فأنِعم بهم من أئمّةٍ يتقدّمون رَكب قومِهم ويحوزون المنازل العُلا عند ربهم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (الذين يلقون في الصّف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يُقتلوا، أولئك يتلبّطون في الغُرف العُلى من الجنّة).
أمّا مِلّةُ الكُفر وحاملةُ لواء الصّليب فيها فنقول لهم، أبشِروا بما يقضّ مضاجعكم أيّها الجبناء، فقد وُلِد جيلٌ مُجاهدٌ فريدٌ، تربّى على إرث المجد وسيرةِ الأبطال، لا يرضى بذِلّةٍ ولا ينامُ على ضيم، يُحبّ الموت أشدّ مما تُحبونَ الحياة، جيلٌ طلّق الدّنيا ورغبَ فيما وعده الله في الآخرة، ولن تزيده دماء الشيوخ إلا ثباتاً على درب الجهاد وعزيمةً على الثأر منكم والبطش بكم، فلن يدوم فرحكم الذي تصنّعتموه طويلاً بإذن الله، ولتسمعُنّ منهم ما يصمّ الآذان ويشلّ الأركان، وإنّ غدا لناظره قريب…
وإنّا لَقومٌ لا نَرى المَوت سُبّة إذا ما رأتْه للصّليب فُلول
يقربُ حبّ الموتِ آجالَنا لَنا وتَكرهُه آجالهم فتطُُولُ
وما ماتَ منّا سيّد حتْف أنْفه ولا طلّ منّا حيثُ كان قتيلُ
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
وزارةُ الإعلام / دولة العراق الإسلاميّة
المصدر : ( مركز الفجر للإعلام )