Two new messages released by Jāma'at Tawḥīd wal-Jihād

NOTE: Jāma’at Tawḥīd wal-Jihād is a Palestinian jihādī-takfīrī group. The two messages they released were: “Regarding the Massacre of Humanitarian Aid Workers by the Zionists” and “Condolences for the Martyrdom of Sheikh Mustafa Abu Al-Yazid.” The messages are unedited below in their original Arabic form.

Regarding the Massacre of Humanitarian Aid Workers by the Zionists

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[الأعراف: 96]

ما أَبعدَ اليَوم عَنِ البَارِحة …

الحمدُ لله مُعِز الإسلام بنصره, ومُذل الشرك بقهره, ومُصرّف الأمور بأمره, ومُستدرج الكافرين بمكره, الذي قدّر الأيام دولًا بعدله, وجعل العاقبة للمتّقين بفضله, والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه؛ أمّا بعد:
في العام السابع من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الكفر أمره, وتمالأت قوى الشّرك لتضرب على الثُلة المؤمنة المتحلقة حول رسول الله صلى الله عليه وسلم حصارًا جائرًا, كان الخطوة الأخيرة بعد أن استخدم كُفار قريش كلّ وسائل الترغيب والترهيب مع المؤمنين, دون أن تُحقق لهم أدنى تَراجع أو تخاذل, وخِلال هذا الحصار ضَرب المؤمنون بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع صور الصبر والثبات على أمر الله, ولم يسجل التاريخ أن المسلمين آنذاك رغم شدة ما أصابهم من العوز والجوع والألم قد فاوضوا على دينهم، أو فرطوا في جزء من عقيدتهم, أو لجئوا لشرق أو لغرب ليفك الحصار عنهم، بل جاءهم الفرج من حيث لا يحتسبون, وهيأ الله لهم المخرج من حيث لا يظنون، وخرج المسلمون حَول رسول الله صلى الله عليه وسلم أعِزّة منتصرين, وكُتِب ثباتهم وصَبرهم بِمداد النور، ليكون سِيرة وعِبرة لكل لبيب ممن يدعي السّير على دَرب الحبيب.
أمّا اليوم؛ فإن كان حِصُار أهل غزّة يكاد يكون مُشابهًا في ظاَهره لحِصار النّبي صلّى الله عليه وسلم, إلاّ أنّ هُناك بَوناً شاسِعاً, فالـمُنفِّذون للحِصار اليوم لم يَقتصروا على أعداء الله مِن الكُفار الأصليين, بَل انضَم إلى الرّكب دُويلات العَرب المزعُومة, فأَوغَلوا في حِصار المقهُورين من أهل غزّة, وتَواطئُوا على ظُلمِهم, وأحكَموا الأسوار عليهم.
أما حالُ الـمُحَاصَرين؛ فشعبٌ مغلوبٌ على أَمره, ذاقَ ويلاتِ الحروبِ والنزاعاتِ والاعتداءات, تتحكَّم فِيه قياداتٌ وزعاماتٌ واهية, ما فَتئت تَتسلّق على جِراحَات المكلومِين, وتتباهى بصبرِ المقهورين, فهُناك حيث يَجثو أقطاب سُلطة أوسلو على كُرسِي الحُكم في رام الله تَتواصل اللقاءات السِّرية والعَلنية مع كيانِ يَهود, ويُلاحق المـُجاهدون ويُلاقون أشدّ صنُوف العذَاب في أقْبية سُجونهم, ويَخرج كُبراؤهم دون خَجلٍ ولا وَجل ليُعلنوا استئناف المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة, في مَشهد مِلؤُه خِيانة الله ورسوله والمؤمنين.
وهنا في غزة، وما أَدراك ما هنا؛ حُكومة مُتسلطة على رقابِ المكلومين, تُمارس صُنوف القهرِ والاستغلالِ بحقهم, مُتبجحة بأَنها حُكومة المقاومة والممانعة, وهي في حقيقتها حكومة مقاومةِ المجاهدين، وممانعةِ الموحدين، والزج بهم في الزنازين, فلا يَخفى على أحدٍ تلك الهدنةُ المخزية التي يستمرُ بموجبها اعتداءُ اليهودِ على الآمنين, ويشتدّ حِصارهم الظالم عليهم, فِيما تتكفل حكومة غزّة بِمنع أي شَكل من أشكال الجِهاد في سبيل الله, ويَتفنّن أقطابها في مُغازلة الشيطان الأكبر أمريكا وحلفائها صباحَ مساء, في تماشٍ غير مستغرب مع سِيرة الإخوان المسلمين في كل مكان.
ويَشهد العالم اليوم ذلك التباكي والنُواح على ضحايا محاولةِ كَسر الحِصار على قطاع غزّة, وكان الأجدرُ بهؤلاء أن يَخجلوا من أنفسهم بعد أن خرج هؤلاء المتضامنون من أصْقاع الأرض وتحدّوا كل المخاطر, وتحمّلوا ما أحجَمت أمة المليار مُسلم عن تحمله, فركِبوا البحر وحاولوا الوصول إلى شواطئ غزّة المحاصرة, فكان ما توقعه كلُّ لَبيب وعَاقل, وأقدم اليهود على فعلتهم المشينة بحق هؤلاء, ولم تكن مستغربة فاليهود هم اليهود, الذين قتلوا الأنبياء, وتطاولوا على الله تعالى, ولم يرقبوا في مؤمن إلًّا ولا ذمة, فلا أقلّ من أن يَقتلوا بعض الأشخاصِ ثم يتهمونهم بالإرهاب في ظل الهوان العالمي في وجه التغطرس الصهيوني.
وهنا لابد من وضع بعض النقاط على الحروف فنقول:
:: إن ما حَدث مع هؤلاء المتضامنين لم يكُن ليحدث لولا أن اليهود قد أَحكمُوا سيطرتهم على كافة مفاصِل القُوة في العالم, وأمِنوا جانب العربِ والمسلمين عبر حكّام الردّة الذين تسلطوا على رقابِ الشعوب المسلمة, فهؤلاء الحكام وبمشاركة أحبارهم ورهبانهم من علماءِ السوء ومشايخِ البلاط هم أحدُ أهم أسباب الواقع المرير الذي تمر به أمتنا الجريحة, ولا حَل إلا بجهادهم وخلعهم وتوليةِ الصالح ليحكم الرعية بِكتاب ربّهم.
:: لتَعْلم أُمتنا المسلمة أن السّبيل لنصرة المستضعفين في غزّة لن يَكون بحال من الأحوال عبر مسيرات الشّجب والاستنكار, بل إن دَاء المسيرات أصبح جُزءًا من واقع الخور والهوان الذي تمُر به الأمة, فَلتعلم أمتنا أن نصرة إخوانهم في غزّة والذين يمثلون جدار الأمة الأخير في وجه الطغيان يكون بإمداد مجاهديهم الصّادقين بالمال والسّلاح والرجال, فأهلُ غزة ليسوا بحاجة للطعام واللباس, ولكنهم في أمسِّ الحاجة لدعم جهادهم ومجاهديهم في وجهِ أعداء الله اليهود ومن لفَّ لفهم.
::
أما أهلنا الصابرون المرابطون في غزة, فلكم الله يا أهلنا, لقد جرّبتم كل السبل لتتخلصُوا مما أنتم فيه, وما عادَ لكم العلمانيون ولا الوطنيون ولا الديمقراطيون ولا الخائرون ممن يدعون الإسلام زورًا إلا بمزيد من الذُّل والهَوان، والسقوط في أوحال التّبعية والرّجعية والانحِطاط, واليوم نقولها لكم بِصدق: والله لن يرتفع عنكم ذل الحصار ولا قهر الاحتلال بالحلول السلمية والمفاوضات، ولا بحملات للمتضامنين والمهرجانات، ولكن بالعودة إلى دينكم، والجهاد في سبيل ربكم، فهلاّ تحررّتم من أسرِ المعاصي والشهوات، ورفعتم لواء الجهاد، ونصرتم وساندتم أبناءكم المجاهدين الصادقين؛ قال تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النور: 55].


{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }

الثلاثاء 18 جمادى الآخرة 1431
1 يونيو 2010

Condolences for the Martyrdom of Sheikh Mustafa Abu Al-Yazid

بسم الله الرحمن الرحيم
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب:23]
[ تَعزية فِي استشهَاد الشّيخ القَائد مُصطَفى أبِي اليَزِيد ]

في الوقت الذي لايزال الموحِّدون في بِقاع المعمُورة يتنسّمون عَبق دماءِ القادة الأفذاذ من رجالات القوقاز وأبطال الرافدين, تأبى بلاد خرسان الأبية إلا أن تُضفي على الأمة مَنارة جديدة من منارات الإسلام الشّامخة, التي يستنير وسيستنير بها الحائرون والتائهون من أبناء الأمة الغراء أبد الدّهر, فبِقلوب مؤمنة وراضية بقضاء الله تعالى وقَدره تحتسب جماعة التوحيد والجهاد في بيت المقدس الأسد الهُمام, والقائد الضِرغام, الشيخَ المجاهد:

مُصطَفى أبَا اليَزِيد رحمه الله

فقد شاء الله لسيرةِ هذا الأسد أن تُختتم وتُتوج بِتاج الشهادة في سبيله, وهل غيرُ الشّهادة كان يبتغي شيخنا مقصدًا, بعد أن كُتبت صَفحات حياته بِنور العزم, ووضاءة العِلم, وآيات الثّبات والهِمّة, فقد كان تقبلهُ الله سيفًا مسلولًا على أعداءِ الله, لم يترُك لمنازلتهم ومُقارعتهم ساحة إلا تقحّمها, صابرًا مرابطًا محافظًا على هدوئه ورباطة جأشه في كلِّ حين, فرَحمهُ الله رحمة واسعة, وأجزَل له العطاء, ورفع درجتُه في عليين, مع النبيين والصديقين والشهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقًا.

هُم أكسبَوك من السّباق رِهانا …… فربحت أنتَ وأدركُوا الخُسرانا
هُم أوصَلوك إلى مُناك بِغدرِهم …… فأَذقتَهم فَوق الهَوان هَوانا
إني لأرجُو أن تكُون بِنارهم …… لما رَموك بها، بَلغتَ جِنانا
غَدروا بِشيبتك الكَريمة جَهرةً ……أبشِر فقد أورثتَهم خُذلانا
أهلُ الإساءةِ هم، ولكن مَادروا ……. كم قَدموا لشُموخِك الإحسَانا

لقبُ الشَهادة مَطْمَحٌ لم تَدَّخر……. وُسْعًا لِتحمِله فكُنت وكَانا
واللهِ إن القلبَ ليَحزن, وإن العين لتَدمع, وإنّا على فَقدك شيخَنا أبا اليزيد لمحزُونون, ولا نقُول إلا مَا يُرضي ربّنا, فإنّا لله وإنّا إليه راجِعون.

{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}

الثلاثاء 18 جمادى الآخرة 1431
1 يونيو 2010