بسـم الله الرحمـن الرحيـم
قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[الأنفال:30].
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين… وبعد:
فعن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله أيّ النّاس أشدّ بلاءً؟، قال: ((الأنبياء ثم الصّالحون، ثم الأمثل فالأمثل من النّاس، يُبتلى الرجل على حسْب دينه، فإن كان في دينه صلابةٌ زيد في بلائه، وان كان في دينه رقّة خُفّف عنه، وما يزال البلاءُ بالعبد حتى يمشى على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة)).
فقد اطّلعنا على بعض تفاصيل المحنة التي يمرّ بها أفرادٌ من عائلة الشيخ أسامة حفظه الله في سجون حكام إيران، نسوةٌ وأطفالٌ لا جريرة لهم إلا أنهم قالوا: ربنا الله، وهاجروا لذيذ العيش نُصرةً لدينهم، فتربّصت بهم أيادٍ غادرة زجّت بهم في سجونٍ لا نشكّ أنّهم عانوا فيها صنوف القهر والحرمان، كما كشفته رسالةٌ لأحد أبناء الشيخ حفظهم الله.
وإنّنا في الوقت الذي نعلن أنّ الدولة الإسلامية في العراق لن تتردّد في بذل ما تستطيعه لنُصرة المستضعفين من أهل التوحيد في كلّ مكان وفكّ العاني منهم، وكيف نتخلّف عن ذلك وقد صحّ عن نبينا صلى الله عليه وسلّم قوله: ((فكّوا العاني))، وعن فاروق هذه الأمة رضي الله عنه قوله: (لأن استنقذ رجلا من أيدي الكافرين أحبّ إليّ من جزيرة العرب).
فإنّنا ندعو أصحاب المال وذوي الهيئات والوجاهة والدّعاة والقائمين على ثغر الإعلام من المسلمين أن لا يضنوا على إخوانهم بما فضّلهم الله به، وإظهار الحزن والأسى فحسب لا يكفي ولا يجدي، بل لابدّ من التحرّك وبذل ما بالوسع للإفراج عن أبناء المسلمين ونسائهم وبكلّ الوسائل المشروعة، فإنّ ذلك من أوجب الواجبات عليهم، وليُرِ كلّ امرئ اللهَ في نفسه خيراً، وكيف يهنأ للمسلم الغيور عيشٌ ويغمضُ له جفنٌ وهو يسمع أنين الأسارى ونداء المستضعفين من الرجال والنساء والولدان: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً}[النساء: من الآية75].
نسأل الله أن يجير الشيخ أسامة حفظه الله وذوي الأسرى في بلاد الإسلام بمصابهم، وندعوه أن يفكّ القيود عن أسرانا، وينجي نساءنا وأبناءنا، وينجي المستضعفين من المؤمنين، وأن يشدد وطأته على أعداء الملّة والدّين، ويجعلها عليهم سنين كسنيّ يوسف…
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
وزارة الإعلام / دولة العراق الإسلامية
المصدر : ( مركز الفجر للإعلام )