بسـم الله الرحمـن الرحيـم
{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}[ الرعد: من الآية26].
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين… وبعد:
ففي مسرحية رخيصة مكرورة، أطلقت أبواق الإعلام لحكومة المنطقة الخضراء قصّةً مزعومةً لبطولات أجهزتها الأمنية، في القبض على المجاهدين الذين نفّذوا غزوة الأسير المباركة يوم الأربعاء في بغداد، وقبل هذا بأيّام معدودة قامت – كعادتها – وبسرعة منقطعة النظير، بإظهار أشخاصٍ ادّعوا أنهم من خَطّط ونفّذ العملية، مُدلين باعترافاتٍ مضحكةٍ عن تفاصيل التخطيط والتدريب والتمويل والتنفيذ، لم تتردّد الحكومة الصّفوية في تلفيقها وجمع ما ليس قابلاً للجمع من المتناقضات فيها لضرب الخصوم السياسيين، كما فعلت في أكذوبة القبض على أمير المؤمنين حفظه الله قبل بضعة شهور.
ولمّا أن أعلن المجاهدون بُعيد ذلك عن مسئوليتهم عن هذه الغزوة، كان لابدّ من قصّة أخرى وثوبٍ جديد أكثر ستراً وأقدر على حفظ ماء الوجه من الأول، ولم يتردّد هؤلاء الذين اتخذوا من الكذب شِعاراً ودِثاراً، في تغيير المسرحية وتبديل شخوصها لتتواءم مع المستجدّات، وليثبتوا أنّهم بحقٍّ من أكذب خلق الله على أرضه..
وما يهمّنا هنا هو أن تطمئن قلوب الموحدين في كل مكان بأنّ الذي أعلن عنه هؤلاء الحمقى حول القبض على منفذي الغزوة، وادّعاء معرفة شخصية الاستشهاديين محضُ أكاذيب لا أساس لها من الصحّة، اختلقتها عقولهم المريضة للتخفيف من وطأة الضربة التي أصابت قلب خططهم الأمنية في مقتل، ونبشّر المسلمين أنّ ما سينتظر هؤلاء الأقزام سيكون بقوة الله أشدّ ممّا مرّ عليهم، وإنّ غداً لناظره قريب، واللهَ نسألُ أن يُهلك بعضهم بمكر بعض، ويردّ كيدهم إلى نحورهم ليذبحوا أنفسهم بأيديهم..
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
وزارة الإعلام / دولة العراق الإسلامية
المصدر : (مَركـز الفجـر للإعـلام)