Statement from the Islamic State of Iraq: "The Best Methodology and Angels of God With You"

بسـم الله الرحمـن الرحيـم

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْأَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}[غافر:26].

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين… وبعد:
فقد دأبت منابرُ إعلامية معروفة المنشأ والغاية، ومنها بعض القنوات الفضائية المُجيّرة أبداً لخدمة الحملة الصليبية الجديدة والدّوران في فلكها، على بثّ سمومها في حملة متصاعدةٍ مسعورة، وسعيٍ محموم لتشويه صورة المجاهدين أهل التّوحيد، بأُسلوب رخيصٍ دءوبٍ لا يترك شاردةً ولا واردةً يمكن استغلالها إلا وتلقفتها عقولهم الشيطانية، ولتظهر للنّاس في هيئة برامج متسلسلة، وتقارير إعلامية مُكلفة ومؤثّرة، الهدف منها إيصال رسالةٍ واحدة، هي ذاتها التي أراد فرعون إيصالها لأتباعه وأنصاره:
{إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}.
وهذا أمرٌ ليس بغريبٍ على المؤمن الّلبيب، فمنذ انطلاق المسيرة المباركة للجهاد في هذا العصر، والصراع الحتمي بين معسكر الكفر والنفاق، ومعسكر الإيمان والتّوحيد، في تصاعدٍ مستمر وبكلِّ أشكاله، حتى أنّه لا يكاد يمرّ يوم دون أن نرى ثمرة من ثمراته.
وكانت الحرب الإعلاميّة ولازالت من أهمّ جبهات هذا الصّراع، وقد استغلّ فيها فراعنة العصر الجديد التطوّر الهائل في وسائل الدّعاية والاتّصال، والحرب الشّرسة التي يتعرّض لها الموحّدون في كلّ مكان على هذه الأرض، ليتكرّر عين الموقف في هذه المدافعة القدريّة بين المعسكرين، ولتستمرّ معركة التشويه التي يشنّها الطّاغوت المُطاعُ وأنصاره، على أهل الإيمان الصّادق وأتباع الأنبياء عليهم السّلام، وليُحاطَ الحقّ الأبلج المشرق بجبالٍ من الشُّبه، ومساحاتٍ شاسعةٍ من الظّلام، في محاولة لحجب جذوة نوره وهدايته عن النّاس.
وهي صورةٌ تتكرّر كلّما التقى الحقّ والباطل، والإيمان والكفر، وتلك سنّة فرعون ومن سار على دربه، مع الأنبياء ومن سار على نهجهم، فأهل الإيمان الصّادق اليوم وفي كلّ وقت، متّهمون بالإفساد في الأرض، والإتيان بدينٍ جديدٍ لإضلال النّاس وصرفهم عن “دينهم الحقّ”، فهم “فئة ضالّة”، و”جُهّال”، و”متطرّفون”، و”مجرمون”، و”خوارج”، و”تكفيريون”، و”قتلة”، “يستحلّون” دماء المسلمين، ويقتلون “الأبرياء”، ويسعون للمناصب بكلّ وسيلة، ويتجرؤون على “علماء الأمة”، ويكرهون “الحضارة”، ولا يجيدون إلا القتل والتفجير والتدمير، إلى آخر القائمة التي لم تنتهي منذ أن ظهر الشّرك على هذه الأرض، وصيّر لنفسه أتباعاً ومريدين من شياطين الإنس ولجنّ، يدعون له ويزيّنون دينه بمكر الليل والنّهار.
ونحن إذ نستعرض في هذا الموضع ونذكّر المسلمين بجانبٍ من هذا العداء الأزلي الذي اجتمعت عليه مللُ الكفر ضدّ المجاهدين اليوم، فإنّنا مُلزمون في نفس الوقت ببيان الواجب الشّرعي المتحتّم على المسلم الموحّد، أينما كان في هذه الأمّة المكلومة، ودوره في مواجهة هذه الحملة العالميّة الخبيثة، وهو: واجبُ النّصرة، وفريضة الذبّ عن أعراض المسلمين، والدّفاع عنهم بشتّى الوسائل والسّبل الممكنة، والتي من أهمها: الجهاد بالحجة والبيان والكلمة.

فلسان حال المجاهدين اليوم أيها المسلمون كما قال إمامهم صلى الله عليه وسلّم لصحبه يوم الأحزاب: ((من يحمي أعراض المسلمين؟))، ولمّا انبرى لها الصّحابة ومنهم حسان بن ثابت رضي الله عنه، قال له: ((أُهجُهم وجبريلُ معكْ…))، نعم والله، والمجاهدون اليوم يقولونها كما قالها نبيّهم صلّى الله عليه وسلّم: أهجوهم يا أتباع الصّحابة وملائكة الله معكم…
ولا يُحقّرنّ المسلم من شأن كلمةٍ تُقال، أو مقالةٍ تُكتب، أو كتابٍ يُنشر، أو قصيدةٍ تُنظم، وحذار أن يبخلنّ بها فيشمله وعيد الله ورسوله، فقد يكون وقعُ هذه الأشياء أشدّ على الكفّار ممّا يلقونه في ساحات القتال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: ((اهجوا المشركين فإنه أشدّ عليهم من رشق النّبل))، وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}[محمد: من الآية38].

والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
وزارةُ الإعلام/ دولةُ العراقِ الإسلاميّة

المصدر : (مَركـز الفجـر للإعـلام)