بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
أمّةَ الإسلام الحبيبة: السلامُ عليكِ ورحمةُ الله وبركاتُهُ، تقبّلَ اللهُ منّا ومنكِ صالحَ الأعمالِ، وكلُّ عامٍ وأنتِ بخير.
أمّتُنا الغالية : أمّة المَجد العَظيم؛ والشَّرف الكَريم، إنّك – وللأسفِ الشديد -، لَم تَزالين تُكابِدين الآلام الحَزينة، وتتجرّعين الطّعون المُشينة، وتسومك أيدي الغدرِ ألوانا من الشّرِّ المُهين؛ فتوسّدت – أعلى اللهُ رايتَك – لحافَ الذُّلِّ والمهانةِ، وتجرّعتِ كُؤوس القَهر والخِيانة، وأُقعدت عن واجبِك ومهامِك.
وَعَلى رغمِ ذلك كُلّه: نُبَشّرك – أمتنا -، بأنّ لَكِ جنوداً أوفياء؛ أعزّة؛ يأنَفُون مِنَ الذُل؛ ولا يَرضون بالضّيم، واقِفون ” وبقوة الله ” عَلى عَتَبات الحَربِ وأزيز المَعمعات، يُصارعون الكُفر بشتّى أنواعه، فَلَقَدْ وَلـّى الزّمانُ الذي تُقبَل فِيه الأمّةَ أنْ ترتضع الذُّل والهوان وأنْ يُـسرَق فَجْرُها الواعِد على أيدي المُنافقين من أبناءِ جِلدتنِا، المُتسلّقِين على أكتافِ المَشروعِ الجهادي المُبارك على أرضك المعطاء، فإننا نلمح أخيراً مَكراً كُبّاراً يَنسجُه الصليبيون مَعَ العبيدِ السُمْر والجُنودِ رخاصِ الثَّمن من ” بعض ” أبناءك الخائنين؛ الذين يُتخذون درعاً للأمريكان ومجناً لهم يستترون بهم من ضربات أبنائك المجاهدين.
أمّة الإسلام الحانية، وبعد أن نُزِعَت مهابتك من صدور أعدائك، وجُعِلَ الوهنُ يدبُّ في قُلوبِ بَعضِ أبناءكِ، وتداعت عليك وحوش الأرض وذئابها، من كل أفقٍ، كتداعي الأكلة على قصعتها؛ مصداقاً لذلك قول النبي الأمّي ” عليه الصلاة والسلام ” الذي رواه أحمد وأبوداوود من حديث ثوبان المشهور.
حتّى قام بك أبنائك البررة، فَعاهدوا اللهَ وأخذوا على أنفسهم عُهوداً مُغلظة بأن لا يلينوا ولا يستكينوا حتى يردّونَ الصائل المعتدي عليك، ثائرين لكل عرض مستباح وكرامةٍ مهراقة.
فهم و” بقوة الله ” يسطّرون أروعَ نماذجَ الفداءِ والاستبسال، والذودِ عن حياضِ هذا الدين، والذب عن أعراض المسلمين، يُطاعنون أعداء الملة؛ ويُناجزون عبّاد الصليب ووكلائهم، فإنكِ ” بإذن الله ” لن تؤتينّ من قِبَلِنا وفينا عرقٌ ينبض.
وفي هذا اليوم المبارك نسأل الله أن يَفْتَح علينا ونُعيد الفرحة والضحكة إلى أعماق فؤادك.
وسلامنا لجميع المسلمين المخلصين على كل أرضٍ وشبرٍ، ونخص بذلك الإخوة المجاهدين المرابطين على كل ثغور الإسلام.
كما ونرسل سلاماً مُعطّراً بالورود والرياحين ومن صميم القلب وضلوع الجنبات لعوائل الشهداء المخلصين وذويهم، الذين أرسلوا أبنائهم وإخوانهم للدفاع عن هذا الدين المتين؛ فجزاهم الله – على ذلك – خير الجزاء.
فتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.
دولة العراق الإسلامية /وزارة الإعلام
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)