بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111.
فنزف الى الأمة الإسلامية عامة والى المجاهدين خاصة خبر استشهاد القائد المجاهد “ابي أسامة التونسي” تقبله الله في الشهداء …
هاجر وجاهد بلسانه وسنانه وقاتل وقتل ونصر الحق وأهله ، فلله دره ، كان من قدامى المهاجرين الى ساحات الجهاد على ارض الرافدين ، خاض الكثير من المعارك وكان كالجبل في ثباته ، كان أميراً لكتيبة “أم المؤمنين عائشة” هذه الكتيبة المباركة التي ضمت في صفوفها خيرة أبطال الإسلام من مهاجرين وأنصار ، وساهمت في الكثير من المعارك والغزوات مثل معارك الفلوجة وغزوة سجن ابي غريب وغيرهما ، كما ساهمت في تحويل مناطق جنوب ولاية بغداد الى مثلثٍ للموت بالنسبة للقوات الصليبية وأذنابها …
فيا أمة الإسلام ما فقدان الأحبة إلا دليل صدق الطريق ، فأيما فئة مؤمنة قامت تقاتل لنصرة هذا الدين فجادت بأبنائها فإنما هي تزكية لهذه الفئة وهل يقوم الدين ويستوي عوده ويطلع فجرة وتشرق شمسه إلا بدماء أبنائه …
فيا أبي أسامة…
إن الحرب بيننا وبينهم سجال ينالون منا وننال منهم فبالأمس مزقنا أجسادهم وتناثرت أشلائهم في مواطن عديدة ، وأصابهم في مقتل ومازالوا يلعقون جراحهم…
فيا أبي أسامة…
إننا نقاتل لأجل الله فهذه الآلام والجراحات هي اوسمة شرف نعتز بها ونفخر ، فأي شيء أعظم من أننا جنود للتوحيد وحراس للعقيدة…
فالله مولانا ولا مولى لهم…
ويارفاق الدرب … إن أعظم ما يشد أزركم ويقوي عزيمتكم وتنتصرون على حزنكم وألمكم
أن تعلموا أن هؤلاء الأعداء قد بارزوا الله سبحانه بالعداوة وعطّلوا شريعته واستباحوا الديار وهتكوا الأعراض وانتهكوا الحرمات ، مما يجعلك تتغيظ أشد الغيظ ويتمعر وجهك غضباً لله ولرسوله ويعبس وجهك مكفهراً لجريمتهم وتمتشق سيفك صارخاً ( ملة الكفر لا نجونا إن نجوتم)..
فالطريق طويل والدرب شائك ولا بد من تكاليف…
فرضى الله عز وجل مهره الدماء والنفوس والغالي والنفيس ، وكل ما تلاقيه من مصائب وبلاءات ومحن إذا مُـزجت في ذات الله استحالت إلى شهدٍ حلو…
فوالله يا أبا أسامة..
لا طاب العيش إلا بمقارعة هؤلاء الطواغيت …
وإنني كلما أتذكر أنني ماضٍ إلى ربي يوما ًوأنا أرجو أن يدخلني جنته بمنه وكرمه ، وأن ذلك اليوم سيكون آخر فصل من فصول مرا غمتي لأعداء الله ، وأن الحرب بيني وبينهم قد وضعت أوزارها وحطت رحالها أصابني هم وحزن …
فوالله إن لذة حربهم وبغضهم وعداوتهم _ لأجل ربي _ لا تعد لها لذة…
فاصبروا إخوة الدرب …
فما عهدناكم إلا صابرين ولا يضركم كيدهم…
وليكن لسان حالنا:
اللهم خُذ من دمائنا حتى ترضى
اللهم خُذ من دمائنا حتى ترضى
اللهم خُذ من دمائنا حتى ترضى
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزم الروافض الحاقدين والصليبيين المتصهينيين ، ومن حالفهم …
اللهم دمّرهم وزلزلهم..
اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا , اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل..
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نسألك أن تصيبهم بما أصبت به فرعون وقومه، اللهم أرسل على بلادهم الطوفان وخذهم بنقص من الأموال والأنفس والثمرات، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يغلب جمعك اللهم اهزمهم وزلزلهم إنك قوي عزيز ، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
دولة العراق الإسلامية / وزارة الإعلام
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)