بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال تعالى : {وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً }الإسراء74
إن المجاهد حينما يثبت على طريق الجهاد وعلى مبادئ هذه الشعيرة رغم ما يصيبه من نصب وشدة وما يعرض له من تثبيط إن هذا وحده يعد انتصاراً بمفرده والله تعالى يقول : {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم2 فمن ثبت على طريق الجهاد واستمر بأداء هذه الشعيرة فقد أصبح من أهل هذه الآية .
قال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله في سبيل النجاة والفكاك ص50 ”فأخبر تعالى أنه لولا تثبيته لرسوله صلى الله عليه وسلم لركن إلى المشركين شيئاً قليلاً، وأنه لو ركن إليهم لأذاقه الله عذاب الدنيا والآخرة مضاعفاً، ولكنَّ الله ثبته فلم يركن إليهم، بل عاداهم وقطع اليد منهم ،ولكن إذا كان الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم مع عصمته، فغيره أولى بلحوق الوعيد به“.
فمن ركن أو أطاع الكافرين أو الظالمين فرغم أنه متوعد بالنار والعذاب في الآخرة، إلا أنه بركونه إليهم وطاعته لهم يعلنها مدوية أنه هزم شر هزيمة ، وأن مبدأه الذي تمسك به زالت معالمه بعد هذا الركون والطاعة، وقد جرت سُنة الله أن يستمر الكافرين في معاداة المؤمنين حتى يردوهم عن دينهم قال تعالى: { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217 .
وما يقوم به الجيش الصليبي اليوم مع اهلنا في بعض المناطق في محيط ولاية بغداد خصوصاً مناطق عرب جبور والكرمة والطارمية إلا مثال على ذلك ، فتتعرض هذه المناطق منذ أسابيع الى حملة غاشمة من قبل الصليبيين واذنابهم ، وذلك في سعيهم الى إطفاء الشعلة الجهادية المتوقدة في صدور شباب الإسلام في هذه المناطق من خلال الأساليب التالية :
1) محاصرة هذه المناطق حصاراً شديداً واقفالها بالكامل ومنع الغذاء والدواء عنها.
2) اجبار اهالي هذه المناطق تحت الترغيب والترهيب على التطوع في الميليشيات العشائرية العميلة او في سلكي الشرطة والحرس الوثني وبناء مراكز جديدة للشرطة في مناطقهم .
3) الإستعانة بالميليشيات المرتدة من مايسمى ب مجلس انقاذ الأنبار مع بعض العناصر المنتمية لأحد الفصائل التي تحمل منهج الحزب العراقي والتي تقاتل الى جانب القوات الصليبية.
4) محاولة إنشاء مايسمى ب “مجالس الصحوات” في هذه المناطق بالتعاون مع الحزب العراقي وبعض العناصر السيئة المنتمين لبعض الفصائل وبعض الرموز العشائرية من الذين استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة.
5) القيام بجرائم صليبية بشعة ضد اهلنا في هذه المناطق لكسر إرادتهم وإضعاف معنوياتهم ، حيث قاموا بقصف البيوت الآمنة وقتل النساء والأطفال ، وآخر جرائمهم التي تدل على مدى حقدهم الصليبي قتلهم لثلاثة من شباب الطارمية بعد إعدامهم امام عوائلهم ثم قطع كف اليد اليمنى لكل واحد منهم ورسم الصليب على صدورهم.
ورغم كل هذه الجرائم ومايتعرض له اهلنا في هذه المناطق من حصارٍ ودمار ، فلازالوا ثابتين على دينهم ولازالت عشائرهم الأصيلة ترفض ان تطوع ابناءها في سلكي الشرطة والجيش او ان تقيم مجالس العمالة أوتنشأ الميليشيات المرتدة لمحاربة المجاهدين ، وكان لهذا الثبات أثراً كبيراً في كسر معنويات الجيش الصليبي وأذنابه ، مما حدى لاحد رؤوس الردة والعمالة من مايسمى ب ” مجلس انقاذ الأنبار” أن يصرح بان المعركة الحاسمة مع الإرهابيين ستكون حول أطرف بغداد ، ولهذا الذنب نقول إن ثبات المجاهدين وأهلهم وعشائرهم سيكسر – بعون الله – الأرادة القتالية لإسيادك الصليبيين ، وأن مصيركم أيها العملاء مرهوناً ببقاء أسيادكم المتعجلين للإنسحاب ، وأن موعد إعلان الهزيمة بات وشيكاً بإذن الله تعالى ..
ونقول لأهلنا وعشائرنا الحرة في هذه المناطق جزاكم الله خيراً عن الإسلام والمسلمين ، ورفع الله درجاتكم بهذا الثبات ، ونقول لهم الله…الله في دينكم لا يؤتى الإسلام من قبلكم ، الله..الله.. في هذا الجهاد المبارك ، واعلموا أن النصر صبر ساعة والله معكم ولن يخذلكم مادمتم متمسكين بحبلة المتين وصراطه المستقيم ، ومن الله العون والسداد.
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزم الروافض الحاقدين والصليبيين المتصهينيين ، ومن حالفهم …
اللهم دمّرهم وزلزلهم..
اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا , اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل..
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نسألك أن تصيبهم بما أصبت به فرعون وقومه، اللهم أرسل على بلادهم الطوفان وخذهم بنقص من الأموال والأنفس والثمرات، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يغلب جمعك اللهم اهزمهم وزلزلهم إنك قوي عزيز ، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
دولة العراق الإسلامية / وزارة الإعلام
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)