بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 52].
الحمدُ لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فنطمئنُ الأمّة إلى أن مولانا ووليّ أمرنا أبي عمر البغدادي ” حفظه الله ” ينعم بفضل الله وسط أهله من رعايا دولة العراق الإسلامية، وإن ما تناقلته وسائل الإعلام من خبر مقتله ” جعلنا الله فداه” لا أساس له من الصحّة، ولو قدّر الله تعالى شيئاً على أحد قياديي الدولة فلن نتوانى في الإعلان عن ذلك لأنّنا نؤمن أن جهادنا لا تعلو رايته إلا بدماء القادة قبل الجنود، وأن شجرة النّصر لا تُرْوى إلا بدماء الشهداء، وأن ثمن النّصر كثير من الأشلاء والدماء.
ونقول لأمة الحبيب ” صلى الله عليه وسلّم “:
كنتِ خير أمة أخرجت للناس، سيمتُكِ الجهاد في سبيل الله تعالى والاستشهاد. وأنّك الأمّة الولود، وما زلتِ تنجبين القادة والفرسان إلى أن تعلو راية التوحيد وتكون كلمة الله هي العليا: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ }[البقرة: 193]، فالاستشهاد سمتنا، وهو كرامة لنا في الدنيا ومغفرة في الآخرة بإذنه تعالى، قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 23].
واليوم نزفّ إليكِ خبر استشهاد الشيخ المجاهد أبي عبد الله الجبوري الذي قارع الباطل منذ أواسط الثمانينات إلى يومنا هذا، فجدّ واجتهد، ودعا على منهج النبوّة، وكان داعية لا يخاف في الله لومة لائم.
وفي منتصف ليلة الاثنين 13 ربيع الآخر 1428 هـ حاول أعداء الله تعالى القيام بإنزال جوّي على المنزل الذي يتواجد فيه الشيخ محارب الجبوري ” رحمه الله “، ولكنّ الشيخ ومن معه اشتبكوا مع طائرات وآليات وجنود الصليب في معركة جاوزت الثماني ساعات، معركة استبسل فيها جنود الإسلام وسطّروا أروع الأمثلة في البطولة والشجاعة والإقدام رغم قلّة العدد والعُدّة، فلم يكن عدد الإخوة الذين مع الشيخ سوى أربعة، ولكنهم رفضوا أن يُعطوا الدنيّة في دينهم وأن يرتضوا الأسر عند عُبّاد الصليب.
وانتهت المعركة ولم يتمكن الأعداء من إنزالهم الجبان، فعمدوا إلى القصف الجوي، فاستشهد الشيخ أبي عبد الله الجبوري ومن معه، فهنيئاً لهم، وتقبلهم الله جميعاً، ونسألُ الله أن يُعليي نُزُلهم في عليّين.
ونقول لأهلنا من عشيرة الجبور الكريمة ولأهل الشيخ رحمه الله هنيئاً لكم بما قدّمتم وتقدمون من الشهداء، فإنّ الله رفعكم ورفع قدركم بما قدّمتم من فلذات أكبادكم، وإنّ أميرنا يُقرئكم السلام ويقول: ” اصبروا واحتسبوا، فإنّ أبا عبد الله الجبوري كان هذا مُناه، أن يختم حياته بموت في سبيل الله، ولطالما ألحّ على القيام بعملية استشهاديّة “.
ونقول لأمتنا: إن شهيدنا ” تقبله الله ” لم يكن همّه إلا جمع الكلمة ورص الصفوف، فقد كان الشيخ محارب ” تقبله الله ” أميراً لـ ” سرايا الغرباء ” واجتمع حينها مع إخوانه في مجلس شورى المجاهدين، ثم أعلن بصوته الصدّاح تشكيل حلف المطيبين، ثم بايع دولة الإسلام على أرض الرافدين ووقع الاختيار عليه ليكون المتحدث الرسمي باسمها، تقبله الله على ما قدّم لخدمة هذا الدّين، وبارك في أهله وذريته.
وإنّنا نشكر أمتنا الإسلامية على مشاركتها لنا بنبأ استشهاد الشيخ ” محارب الجبوري “، ونعدها بما يُدخِلُ السّرور على قلب كل مُسلم، وإن بشارات النصر تلوح في الافق، ” وما هي إلا رفسة موت أخيرة نُزْهِقُ بها روح المارد الصليبي بإذن الله ” كما كان يقول الشيخ محارب رحمه الله.
والله المستعان وعليه التكلان.
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزم الروافض الحاقدين والصليبيين المتصهينيين ، ومن حالفهم .
اللهم اجعلهم وعتادهم غنيمة للمسلمين.
اللهم دمّرهم وزلزلهم..
اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا , اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل..
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
دولة العراق الإسلامية / وزارة الإعلام
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)