بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله، وصل اللّهمّ على محمد وآله وصحبه وسلّم
قال الله تعالى:” ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و الطاغوت و يقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا . أولئك الذين لعنهم الله و من يلعن الله فلن تجد له نصيرا” ـ النساء 51 ، 52 ـ
قال ابن كثير رحمه الله : أي يفضلون الكفار على المسلمين لجهلهم و قلة دينهم و كفرهم بكتاب الله الذي بأيديهم.
و قد رؤى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: جاء حيي بن أخطب و كعب بن الأشرف إلى أهل مكة فقالوا لهم : أنتم أهل الكتاب و أهل العلم فأخبرونا عنا و عن محمد ، فقالوا: ما أنتم و ما محمد ؟ فقالوا: نحن نصل الأرحام و ننحر الكوماء و نسقي الماء على اللبن و نفك العاني و نسقي الحجيج ، و محمد صنبور قطع أرحامنا و اتبعه سراق الحديد من غفار ، فنحن خير أم هو ؟ فقالوا: أنتم خير و أهدى سبيلا . ـ مختصر ابن كثير ج1 ص403 ـ.
و هذه حقيقة صار لها رأس و جسد في زماننا هذا لا يستطيع إنكارها إلا سوفسطائي الذي ينكر حتى حقيقة نفسه، فإن الكفار بعضهم أولياء بعض ، و قد قال تعالى:” و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم ” ـ البقرة 120 ـ فإنك تسمع من حين إلى آخر بإجراءات من بعض الدول النصرانية تهدف إلى التحجير على حركة المسلمين نزولا عند رغبة الحكام المستبدين و خدمة لأغراضهم في قمع الضعفاء واغتصاب حقوقهم .
و إلا كيف نفسر هذه الإجراءات التي تخدم هذا النظام الغابي ـ هذا إن صح لنا أن نسميه نظاما ـمن دولة تزعم تمشي الديمقراطية الحقيقية.
لقد اعترف هؤلاء الدواب بأنفسهم من خلال تصريحات أحدهم أن همهم هو قمع الشعب و إخضاعه بالقوة ، و التقتيل لنزواتهم و أغراضهم ، ألم يقل هذا اللعين أن ما ثمة إلا مجموعة من جينيرالات لا يعرفون إلا المحافظة على السلطة و الإستعلاء على العباد بأي ثمن كان و لو كان بالإتيان على هذه الأمة أخضرها و يابسها ، ثم من العجيب أن ترى هذا حظيا بالخصانة معززا مكرما مع أنه أقر على نفسه أنه قتل أبرياء لا ذنب لهم و لا جريمة ، و بأي نوع من أنواع التقتيل؟ هذا الذي لا يدل إلا على النية و الإصرار على القتل و زرع الخوف لا غير. و في الوقت نفسه تجد آخرين مطاردين من كل جهة ، عيون الرقابة لا تغفل عنهم لحظة ، و كم من هؤلاء من سكان السجون الآن، لمجرد أن وجد عندهم بعض المنشورات التي لا يمنعها القانون عندهم .
ألا يدل هذا على التواطئ الصريح مع هذا العفن الذي يحكم بلادنا بغير حق من الله لأنه سبحانه و تعالى لم يأذن لأحد أن يحكم في المسلمين إلا بقوانين الإسلام و نظمه و لا حتى من الشعب حيث أنه رفض هذه المملكة المتقاسمة بين سبعة أو ثمانية لا يدري الناس أجزائريون هم أصالة أم غربيون ، و هذه جريمة في حق الأمم لدى كل الأعراف و النظم خصوصا ، و أن هؤلاء الخنازير قد شهدوا على أنفسهم بالإستفاضة و الشهرة بأنهم همج لا يعرفون لحقوق الآخرين نصيبا كثيرا أو قليلا . فمن بقي يمدهم لا يريد إلا إطالة عمر هؤلاء القتلة السفاحين للدماء و مد أيديهم إلى من بقي من هذا الشعب ، يؤمن بتصحيح هذا الهمج و إقامة الدولة الحقة في ضوء الشريعة الإسلامية .
إن الجماعة السلفية للدعوة و القتال أكدت في غير مناسبة أن هؤلاء الوحوش الضارية قتلوا الشعب بغير هوادة حنقا عليه حين نادى بالعودة إلى السبيل الأقوم فعاقبوه بهذه العقوبة القاسية حتى لا يعود إلى الخطأ مرة أخرى . فهل هذا النظام يستحق التأييد و الدعم ، و هل من يقف بجنبه إلا مشارك له في الجريمة . و عندنا هذا يدل على تأييد كل ما هو معاد للإسلام و أهله مهما كان، و لا يمكن بحال أن يفسر هذا الإجراء إلا بذلك ، بخاصة إذا علمنا أنه وضع للحد من نشاط الإسلاميين و الإسلاميين فقط ، و ليس هناك ما يدعو إلى مثل هذا الإجراء ، لأن ما يقوم به الإخوة شيء لا يمس أي قانون .
و عليه فإن الجماعة السلفية للدعوة و القتال تعلن للعالم كله ما يلي :
1ـ أنها جماعة تدافع عن مبادئها و مبادئ هذا الشعب المغتصب.
2ـ أنها تعتقد أن كل مسلم على وجه الأرض له حق النصرة عليها أينما وجد.
3ـ أنها لا ترضى أن يزعج أي مسلم بدون حق إلا تلبية أغراض المغتصبين .
4ـ أنها ترد العدوان بمثله و تعتبر كل من أعان هؤلاء الدواب الخنازير الذين تسلطوا على الشعب خرقا لكل عهد و حربا عليها .
و نقول أخيرا : من قاتلنا قاتلناه و لا تأخذنا في الله لومة لائم ، و الله تعالى يقول :” و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم “.
الجماعة السلفية للدعوة و القتال
15 ذو الحجة 1421 هـ