بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله، وصل اللّهمّ على محمد وآله وصحبه وسلّم
إنّ الجهاد القائم في بلاد الجزائر اليوم إنّما هو وسيلة شرعيّة لتحقيق التّوحيد الّذي بعث اللهُ الأنبياءَ على مرّ العصور للدّعوة إليه، قال الله تعالى: “و لقد بعثنا في كلّ أمّة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطّاغوت “(النّحل، 36)، هذا التّوحيد الّذي دنّسه طواغيت الجزائر المرتدّين بتحكيمهم على رقاب الشّعب المسلم قوانين الكفر و الشّرك، مستبيحين بها الحرمات و الأعراض، فقام للتّصدّي لهم شباب طاهر، تربّى في بيوت الله تعالى، أبى إلاّ أن يعيش في كنف الإسلام و ظلّه، وأن لا يعيش تحت ظلّ الإستعباد و الضّيم و الحيف، و ذلّ الجبّارين المتغطرسين، الّذين عاثوا في هذه البلاد بشتّى أنواع الفساد.
و لمّا عجز الطّواغيت من الصّمود أمام المجاهدين الأشاوس الأبطال، حيث لقّنوه دروسا لن ينساها في التّضحيّة و الإثخان، و أدرك أنّه قد وهنت قوّته و فشلت عزائمه، فإذا به يريد أن ينقل الحرب إلى ما بيننا و بين أفراد الشّعب المسلم، و ذلك من خلال ممارسته لأساليب خبيثة منها:
ـ أولا: تشويه صورة المجاهدين في أعين النّاس، و ذلك بتوجيه شتّى التّهم إليهم مثل، إغتصاب النّساء و قتل الصّبيان و الشّيوخ، تلك التّهم الّتي طالما أعلنّا للشّعب و للعالم براءتنا منها، و بيّنّا أنّ هذه الأفعال اللاّشرعيّة إنّما هي من صنيع قوم تنكّبوا صراط الحقّ بتشجيع و تدبير من الطّواغيت، أمّا المجاهدون فإنّ الشّعب يدرك أنّهم بريئون حقيقة من هذه الأفعال اللاّشرعيّة المنسوبة إليهم ظلما و زورا.
ـ ثانيا: تشجيع سبل الفساد و التّرويج لها، و ذلك من خلال ما تبثّه وسائل إعلامهم الإستخباراتيّة الخبيثة من دعارة و خنا، و فتح مرافق اللّهو و الفساد في مقابل طرد العمّال من مناصب الشّغل و تشجيع البطالة، و ذلك بغية إفساد هذا الشّعب و انسلاخه من دينه و قِيَمِهِ الإسلاميّة الّتي تربّى عليها.
غير أنّ هذا الشّعب الجزائري على الرّغم ما فيه، فإنّه لا يزال باق على أصله، متمسّكا بدينه، و هذا الّذي غاظ الطّواغيت كثيرا، فإذا بهم ينـتقلون إلى أسلوب خبيث آخر، ألا و هو تسليح القرى و المداشر بالقوّة و الإكراه، حتّى يحوّلوا أفراد هذه الأمّة المسلمة إلى شعب محارب لله و رسوله منسلخ عن دينه.
فتنبّه أيّها الشّعب المسلم إلى هذا المخطّط الرّهيب، إنّهم يريدونك شعبا مرتدّا، مقطوع الصّلة عن دينك الإسلام، لأنّهم لا دين لهم و لا مبدأ ولا عقيدة، قال الله تعالى:”ودّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء… ” .(النّساء، 89)
و اعلم أيّها الشّعب الجزائري المسلم أنّ هذا الفعل الخسّيس هو في حقيقة أمره إن دلّ على شيء إنّما يدّل على ضعف هذا النّظام و على قرب زواله إنشاء الله، قال الله تعالى: ” و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين “.(آل عمران، 139)
فالواجب عليك أيّها الشّعب أن تواجه هذا المخطّط الكافر الجائر بالرّدّ و الصّمود، و الصّبر والثّبات، قال الله تعالى: “و إن تصبروا و تتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا “.(آل عمران، 120)
أمّا الّذين أكرهوا و حمّلوا السّلاح بالقوّة و القهر فإنّا ننصحهم و نحذّرهم من أن يتورّطوا في محاربة إخوانهم المجاهدين و أن يلطّخوا أيديهم بدماء الشّباب الطّاهر، قال الله تعالى: “و من يقتل مؤمنا متعمّدا فجزاءه جهنّم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعدّ له عذابا عظيما”( (النّساء،93) وقال عليه الصّلاة و السّلام : ” …كلّ المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه ” .رواه مسلم، و لهم منّا الأمان، و لا زلنا نعتبرهم إخوانا لنا ما لم يتورّطوا في حرب الإسلام والمسلمين.
و أخيرا فإنّ الجماعة السّلفيّة للدّعوة و القتال تدعو جميع أفراد الأمّة إلى التّحلّي باليقظة و التّمسّك بدينهم و الإلتفاف حول إخوانهم المجاهدين و مناصرتهم و الوقوف إلى جنبهم.
قال الله تعالى: “و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض ” (التّوبة، 71)
و قال صلّى الله عليه و سلّم: ” لا تحاسدوا و لا تناجشوا و لا تباغضوا و لا تدابروا و لا يبيع بعضكم على بيع بعض و كونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يكذبه و لا يحقره، التّقوى هاهنا، و يشير إلى صدره ثلاث مرّات، بحسب امرئ من الشّرّ أن يحقر أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه ” . رواه مسلم
حرّر يوم: 04 جمادى الثّانيّة 1419 هـ.
عن الأمير المؤقّت للجماعة السّلفيّة للدّعوة والقتال: أبي حمزة حسان حطّاب