New release from Shaykh Abū Muḥammad al-Maqdisī: "Shaykh 'Umar 'Abd al-Raḥman Died Today Alone in Prison"

وإنَّ من المؤمنين رجالْ*
فما بدّلوا والليالي تُدالْ
فمِنهم بصدقٍ قضى نحبه*
ومِنهم على العهد هُمْ كالجبال
توفي اليوم الشيخ عمر عبد الرحمن فريدا وحيدا في سجنه فرحمه الله
يقول البعض:ولم يقدر المسلمون بملايينهم أن يخلصوه!
فنقول : وهل حاولوا؟
لقد ثارت الملايين في مصر وتونس وغيرها من بلاد المسلمين،ورأينا حشودا خرجت وحطمت وحرقت وهتفت لأجل الخبز !
ولم نر عُشر معشارهم فعلوا شيئا من ذلك للمطالبة بعالم أمضى ما يزيد من عقدين في سجون الصليبيين..
ولا زال في سجون الطواغيت غيره من العلماء كثير!
فلعل سائلا يسأل :
لماذا ينسى المسلمون علماءهم ؟ الذين هم فيهم ورثة الأنبياء.
وهل هذا ينقص من قدر العلماء ؟
لا شك أن أسباب نسيان المسلمين لعلمائهم في السجون كثيرة أوجهها فيما أرى بالنسبة للعلماء الربانيين؛عزلهم وسجنهم وحصارهم ومنعهم من التواصل مع الأمة ؛ وذلك كي ينساهم الناس ويجهلوا قدرهم ؛ ثم يتمكن الطغاة بعد ذلك من فعل ما يشاؤون بهم عند الحاجة دون نكير ..
ففي الفضائيات يُصَدّر علماء السلاطين ، وفي خطابة المساجد يُصِدّر أشباه علماء يتكلمون بما تُمليه عليهم الحكومات،وفي المؤتمرات تتوزع عمائم مأجورة تُزَيِّن ما يقرره ولاة أمرهم ! قبل المؤتمرات ، فتجتمع العمائم للتوقيع عليه.
فلا يعرف الناس إلا هؤلاء الساقطين ، ويبغضون لأجلهم علماء الشريعة ، لأنهم يَصدُون بأفعالهم المشينة عن الدين والشريعة.
أما سؤال : هل ينقص ذلك من قدر العلماء ؟
فقطعا لا ينقص ولا يضرهم .. ففي الحديث : يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرجل والرجلان ، ويأتي النبي وليس معه أحد.
ومن تأمل ابتلاء العلماء الربانيين وسجنهم وأذاهم ومن خرج في جنائزهم عند وفاتهم هاله الأمر!
فهذا الإمام أحمد رحمه الله يوم توفي ؛روى غير واحد: أن الأمير محمد بن طاهر أمر بحزر الناس الذين حضروا جنازته فوجدوا ألف ألف وثلثمائة ألف.
يعني قرابة مليون ونصف إنسان..
وقد يسأل سائل : أين كان هؤلاء حين سجن الإمام وضرب وأوذي !؟
ومثله شيخ الإسلام ابن تيمية كانت جنازته عظيمة جدا قيل أن من صَلّوا عليه كانوا يزيدون على خمسمائة ألف!
وهذا رقم هائل بالنسبة لشخص مات في السجن مغضوبا عليه من الأمير وله ما له من خصومات..
قأين كان هؤلاء حين سُجِنَ الإمام ومكث في القلعة سجينا حتى توفاه الله!!
لا يضر الإمام  نسيان الناس له ؛أو جهلهم به ، أوانشغالهم بدنياهم عما يُفعل به ؛ أو خذلانهم له خوفا من السلطان ..
فلعل الله يريد بموته في قيده أن يرفع منزلته ويُعلي درجته في الآخرة، ليترك الدنيا ومناصبها ودرجاتها التافهة لعلماء السلاطين الذين تُفتح لهم أبواب الخطابة والفتوى ليفتوا بما يُرضي السلطان!
وشتان شتان بين الفريقين..
قال ابن فضل الله العمري عن شيخ الإسلام ابن تيمية في آخر أيامه في حبسه: ( وكان قبل موته قد مُنِعَ الدواة والقلم ، وطبع على قلبه من طابع الألم ، فكان ذلك مبدأ مرضه ، ومنشأ عرضه ..
ورثاه بقصيدة طويلة منها :
قالوا: قبرناه؛قلنا:إن ذا عجب . . حقاَ ألِلكوكب الدُّريّ قد قبروا!
إلى قوله:
عليك في البحث أن تبدي غوامضه … وما عليك إذا لم تفهم البقر
قّدّمت لله ما قدمت من عمل  …  وما عليك بهم ذموك أو شكروا
اللهم إن عبدك
 (عمر عبد الرحمن )
قد عاش مناصرا لشريعتك
محرضا بلسانه وبنانه على نصرة دينك وجهاد أعدائك، ومات في سجون أعدائك وحيدا فريدا
اللهم فآنس وحشته
وأكرم نزله
وأسكنه الفردوس الأعلى
واجمعنا وإياه بنبيك ﷺ وصحبه
الله ودمر كل دولة حاربته وآذته وسجنته
اللهم نكس رايتها وآذن بتفككها وخرابها
وأقر عيوننا بذلك
قناة الشيخ أبي محمد المقدسي )

______________
Source: Telegram
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]