al-Ṭalī'ah al-Salafīyyah al-Mujāhidīyyah presents a new article from Shaykh Jalāl ad-Dīn Abū al-Fatuḥ: "The Reality of the Battle Between Mursī and Shafīq"

الحمد لله وكفي وصلاة وسلاما علي نبيه المصطفي ..أما بعد :
فإنه حري بنا ونحن نعيش في خضم معركة الإنتخابات الرئاسية أن ندرك طبيعة المعركة الدائرة بين د/محمد مرسي وأحمد شفيق حتي نحسن إختيار الموقف الصحيح في ظل أجواء الإستقطاب السريع والحاد من كل منهما لجميع أطياف الشعب .
وبهذا الصدد أود التأكيد علي أن المعركة بين الطرفين هي معركة بين منهج الإلتواء والإنحناء والتزلف للباطل وأهله من جهة , وبين منهج الصراحة والوقاحة في المجاهرة بالكفر والردة من جهة أخري،
فمرسي هو القائل (لا خلاف بين المسلمين والمسيحيين في العقيدة ثم عاد وقال أقصد بسبب العقيدة )
وفي كلا الحالتين نطق باطلاً
وكان ملتوياً منحنياً متزلفاً للباطل وأهله ومهما قال وفعل فإن الأمر كما قال الله تعالي ” وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ”
وشفيق هو القائل ( لن أطبق الشريعة أبدا لا دلوقتي ولا أدام 
ولا أصرح ولا أوقح من ذلك في المجاهرة بالكفر والردة .
إن المعركة الدائرة رحاها الآن معركة بين طرفين انخرطا في منظومة واحدة (الديمقراطية ) وسلكا دروبها الملتوية الخسيسة الخبيثة فهي الساحة التي فيها يخوضون وبها يتفاخرون ويبشرون.
فلا أحد منهما يتبرأ من الديمقراطية بل كل منهما لها مادح ومن أهلها زاعم ” أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ “
إذاً المعركة حول الديمقراطية تمسحا بها أو إخلاصاً لها والفائز فيها سواء كان مرسي أو شفيق سيحكم العباد والبلاد بإسم الديمقراطية وسيرفع

شعارات الديمقراطية وسيتغني بالديمقراطية والأدهي والأمر أن الديمقراطية في عهد الرئيس مرسي ستصير مرادفاً بالكمال والتمام لشوري الإسلام وستكون الشريعة الإسلامية في طي النسيان في ظل الحكم بديمقراطية الغرب والأمريكان وأنظر إلي حماس وأردوغان كدليل من الواقع علي صحة البرهان .
ومرسي والإخوان يدغدغون المشاعر بحديثهم عن تطبيق شريعة الرحمان وأني لهم هذا من خلال ديمقراطية الغرب والأمريكان ، إن هذا لدرب من الهزيان .
إن هذا طريق لم يسلكه النبي العدنان صلي الله عليه وسلم فليس من وراءه سوي الخسران والخذلان .
لقد رفض النبي صلي الله عليه وسلم أن يداهن أو ينافق ليصل إلي السلطة والحكم ” وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ “
بل صدع صلي الله عليه وسلم بالحق الواضح في وجه الباطل الكالح عملاً بقوله تعالي ” فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ “
يقول الشيخ علي الخضير : (ما ثبت في عرض عتبة بن ربيعه بتكليف من زعماء قريش: حيث قال للرسول صلى الله عليه وسلم: (فرقت جماعتنا وعبت ديننا وشتمت الآباء وشتمت الآلهة وفضحتنا في العرب، أيها الرجل إن كنت إنما بك الرياسة عقدنا لك فكنت رأسنا – أي تكون رئيس الحكومة أو رئيس الوزراء – وأن كنت تريد شرفا سودناك علينا – أي رئيس البرلمان – وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا – أي تكون ملكا أو رئس الجمهورية -)، فلم يقبل الرسول وتلا عليه أول سورة فصلت، لأنه عرض مقابل جوهر هذا الدين وهي القيام بالتوحيد والكفر بالطاغوت ومحاربة الأنظمة الطاغوتية الشركية وتسفيهها ونقدها والبراءة منها.
قال الألباني رحمه الله: (هذه القصة أخرجها ابن إسحاق في المغازي: 1/185 من سيرة ابن هشام بسند حسن عن محمد بن كعب القرظي مرسلا ووصله عبد بن حميد وأبو يعلى والبغوي من طريق أخرى من حديث جابر رضي الله عنه كما في تفسير ابن كثير: 4/91 – 90 وسنده حسن إن شاء الله، وصححها غيره من علماء السيرة المعاصرين ).
ولو عرض هذا العرض على من يرون الدخول في البرلمانات الشركية، لسارعوا يهرولون حيث الملك والسلطان والحكومة لهم مع التنازل عن قضية التوحيد والكفر بالطاغوت، وما يتبعها من ولاء وبراء .) أهـ
(فتوي الشيخ الخضير في حكم حكم البرلمانات والبرلمانيين الإسلاميين )
إن الإخوان يروجون لمرسي بتخويف الناس وخاصة الإسلاميين من سجون ومعتقلات شفيق , ونحن لا نخالفهم في أن شفيق إذا تمكن ولم يجد مقاومة من الشعب فلن يرحم صغيراً ولا كبيراً وسيعيد سيرة سلفه اللا مبارك في السحق والسحل والتشريد والتعذيب والتنكيل .
ولكن هل سيفلت أمثالنا في عهد الرئيس مرسي من سجون ومعتقلات الإخوان ؟
إن الحقيقة الدامغة تقول إن الإخوان عندما حكموا غزة قتلوا الموحدين الداعيين إلي شريعة رب العالمين بل هدموا علي رؤوسهم بيتاً من بيوت الله عز وجل ومن كان جاهلاً أو مرتاباً فليسل أبا النور المقدسي ورفاقه ، وماذا فعل أبو الوليد المقدسى حتي يظل محبوساً أسيراً إلي الآن في سجون حماس ؟
إن الحقائق علي أرض الواقع لا تشهد كذباً ولا تنطق إلا صدقاً .
فأيها الإخوان” قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ”
إن خطيئة الإخوان الكبري وكذا من تابعهم من تيارات أخري أن ألقوا بكل ثقلهم في عالم السياسة المتفلتة من قيود وضوابط الشرع الحنيف وكان مثلهم في ذلك كمثل رجل ترك الحرة العفيفة الطاهرة ذات الدين وقال سأتزوج المتبرجة العاهرة الفاجرة بنية إصلاحها فكانت النتيجة أن العاهرة الفاجرة هي التي أفسدته ولو عمل هذا الرجل بتوجيه النبي صلي الله عليه وسلم ” فأظفر بذات الدين تربت يداك ” لسعد في الدنيا والآخرة ولكن أبي إلا أن يقدم العقل الفاسد القبيح علي النص الواضح الصريح .
وللقوم شبهة يقولون :
إذا انسحبنا من هذا المعترك السياسي فإن البلد ستقع في يد العلمانيين والنصاري فهل يعقل أن نترك لهم العباد والبلاد ؟
قلت : 
لا تتركوا لهم العباد والبلاد ولكن اتركوا باطلهم ، اتركوا الإنخراط في ديمقراطيتهم الشركية ، اتركوا لهم سيادة القانون والشعب ، اتركوا لهم القوانين الوضعية الشركية ، اتركوا لهم التبعية الذليلة لأمريكا واليهود ، اتركوا لهم الإحتكام إلي الشرعية الدولية الشركية ، اتركوا لهم كل هذه الأباطيل ولا تزاحموهم فيها ولا تتركوا لهم ساحات الدعوة إلي الله عزوجل ، اتخذوا من مساجد الله حصوناً تتحصنون بها من باطلهم واجعلوها مراكز نور وخير .
لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا تتركوا الصدع بالحق ، لا تتركوا إحياء الولاء والبراء في النفوس والقلوب ، لا تتركوا التحذير من الشرك والمشركين ، لا تتركوا الإعداد للقوة التي تحمي الحق وتقيمه في واقع الناس عزيزاً شامخاً بارزاً ، لا تتركوا فضح الباطل وتعريته ، لا تتركوا تثوير الناس علي الباطل وأهله ، لا تتركوا البسطاء من الناس يلعبون بعقولهم وينفثون فيها سمومهم .
إن الغريب العجيب في أمر الإسلاميين والديمقراطيين أنه كلما تكشف لهم زيف وبطلان المشاركة السياسية من خلال المنظومة الديمقراطية كلما تشبثوا بها أكثر وأكثر وكأنهم يفرون من فشل إلي مزيد من الفشل ،
لقد كان حري بالشيخ حازم أبو اسماعيل أن يتوقف عن خوض المشاركة السياسية من خلال المنظومة الديمقراطية بعد أن أطاحت به تلك المنظومة من سباق الرئاسة بذريعة أن أمه أمريكية !! 
لكن الذي حدث أننا سمعنا عن العزم علي تأسيس حزب جديد ( الأمة ) !!
وكأن المشرحة ينقصها قتلي كما يقول المثل الشعبي المصري ، 
لقد صار عندنا حرية وعدالة ونور وفضيلة وأصالة وبناء وتنمية وسلامة وتنمية وإصلاح ونهضة وهلم جرا
ألقاب مملكة في غير موضعها ……. كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
يا عقلاء الحركة الإسلامية : إن إنفاق الجهود والأوقات والطاقات في معارك الديمقراطية لا يخدم سوى الجاهلية التي تسعد بإنزالق الإسلاميين في مستنقعها الآثم لذا تحرص رائدة الشر في العالم ” أمريكا ” علي نشر الديمقراطية التي من خلالها تدمر عقائد المسلمين تدميراً .
” فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ “
اللهم بلغت اللهم فأشهد
اللهم بلغت اللهم فأشهد
اللهم بلغت اللهم فأشهد

____________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]