The Global Islamic Media Front presents a new article from Shaykh Ḥasan ‘Umar: “The Islamic Perspective on Current Events from the Thoughts of the Egyptian Revolution #3″

NOTE: For earlier articles in this series see: #2 and #1.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم وبعد :
قبل أن نقول أي كلمة في حق الشيخ محمد حسان أو غيره نذكر أننا نعتقد اعتقاد السلف الصالح، وأننا لا يوجد بيننا وبين الشيخ محمد حسان خصومة شخصية أو علاقة على أي مستوى، ولكننا نتابع بعضًا من أحاديثه الكثيرة ولا يختلف أحد معنا في أننا نمتلك حق النقد والتوجيه والتعليق ما دمنا منضبطين بضوابط الشرع الإسلامي من جهة وما دمنا نتكلم بدون تجريح لأحدٍ، ونرفض ابتداء مبدأ تقديس شخص بعينه حيث لا عصمة لأحدٍ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحمد لله أننا لسنا من المتكلمين في الفضائيات حتى لا يظن أحد أننا نتنافس مع الشيخ حسان أو غيره ولكن نكتب هذه الكلمات البسيطة لننبه الأمة الإسلامية جميعًا على أهمية التفكير بالعقل وفق الضوابط الشرعية من خلال هذه الكلمات، وحتى لا نطيل في هذه المقدمة نقول بعون الله :

1- أن الشيخ/ محمد حسان تناقض بقوة في موقفه مع الحكومة المصرية بل الحكومات العربية قبل ثورة 25 يناير وبعد نجاحها فقبل النجاح، ذهب الشيخ حسان عام (2008م) ومعه بعض السلفيين إلى ( ليبيا ) في شهر رمضان لتوزيع جوائز تحفيظ القرآن الكريم تحت رعاية الأخت! ( عائشة القذافي ) التي تقف الآن في خندق الطاغوت الليبي لقتل الشعب الليبي وقبل هذا كان الشيخ حسان يعلم جيداً أن القذافي علماني ولايحكم بالشريعة الإسلامية وأنه ينكر السنة النبوية تماماً بل إنه إذا تكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول عنه إلا كلمة (محمد) فقط دون أدنى توقير بل قال -قاتله الله- أن النبي ساعي بريد، وبالطبع كانت الرحلة إلى ليبيا مدفوعة الأجرة وتكاليف السفر والإقامة …… إلخ.

2- عندما حدثت مشكلة (كامليا شحاتة) التي كانت نصرانية وأسلمت برغبتها وقامت الكنسية بخطفها وقت ذهابها لإشهار إسلامها بل أعلن الأنبا بشوي -المرشح لخلافة شنودة-: أنها محبوسة في أحد الكنائس، بعدها خرج علينا حسان ليعلق تعليقًا أمنيًا على الحدث وليس تعليقاً دينياً حيث قال: “أن ما حدث يمثل اعتداءً على سلطة الدولة”؛ ثم طالب العقلاء من الطرفين بمنع الفتنة بين المسلمين والنصارى، ولم يذكر شيئًا عن الاعتداء على الدين الإسلامي فبدا كأنه رجل أمن وليس برجل دين، أو بتعبيرٍ أدق ينقل ما يريده رجال الأمن، فالمهم عنده هو سلطة الدولة وألا تمس بسوء.

3- لم يكن من عادة الشيخ/ حسان أبدًا مهاجمة الحكومة المصرية لا شرعاً ولا واقعاً ولا يتحدث عن كفر أو ظلم وقعت فيه، بل كان ينتقد أي عمليات تحدث ضد الأمريكان بحجة أنهم مستأمنون دخلوا البلاد بتصريحٍ من (ولي الأمر) إلى أن أغلقوا له قناة الرحمة فهنا ناشد المسؤلين بفتح قناة الرحمة، و أخذ يتوسل ويذكر أنه وقناته لا يتحدثون في السياسة وليس لهم علاقة بأي احتقان طائفي وأنهم لا ذنب لهم حتى تغلق قناة الرحمة، ولم نسمعه يذكر كلمة انتقاد واحدة حتى بذكر الظلم أو بذكر من منع الخير عن الناس!، وقال حسان: “نحن والأمن في خندق واحد” وكأنه يستعطفهم لفتح القناة مرة أخرى، و لكن نظراً لأن إغلاق القنوات كان بطلب من شنودة الذي هدد بإغلاقه القنوات التي تهاجم الكنيسة أثناء قضية إسلام (كامليا شحاتة) فكان من العسير وقتها قبول شفاعته سريعاً.

4- عندما حدثت أحداث التحرير ظل حسان صامتًا بعض الشيء وكأنه يترقب ما ستسفر عنه الأحداث ثم ظهر على قناة المحور – المعروفة بموالاتها للنظام السابق وكل اللقاءات التي تقدمها في هذا الاتجاه تخدم النظام الحاكم- وكان ظهوره مخزيًا لعدة أسباب:
أ‌- الحديث إلى قناة تدعم النظام دائمًا خاصة من قبل مذيعيها ( الأخ/ سيد! والأخت/ هناء! على حد تسمية حسان).
ب‌- كانت الأخت هناء بكامل زينتها وشعرها المكشوف وفتحة الصدر المناسبة والشيخ السلفي ينظر إليها دون حرج ولم يرفض مجالستها على هذه الهيئة أو حتى يطلب منها أن تلبس أي شيء ساتر لشعرها وصدرها فهل هذا يليق برجل دين واعظ يحمل لحية كثة ويعتبر قدوة للناس وهو من أبرز من يدعوا إلى الحجاب وإلى غض البصر عن النساء فكيف تساهل حسان بل تساهل وهو يعلم أن الملايين يشاهدون لقاءه!.
ج‌- قال حسان كلمات خبيثة في لقائه المذكور منها زعمه “أنه يعلم أن هناك (أصوليين) يقفون خلف المتظاهرين في التحرير ولهم أغراض خاصة” وهذا كلام خبيث كاذب و اتضح للجميع كذب ذلك ومن جهة أخرى فكلمة (أصوليين) لا يستخدمها المشايخ ولكن يستخدمها الأمن والعلمانيون وهذا يدل على أن حسان يردد كلام الأمن، ومن العجيب أن يتهم حسان الجماعات الإسلامية بأغراض خاصة وهو يعلم أن كل القضية في التحرير أو غيره من ساحات مصر هي إرادة دفع الظلم والقهر الذي كبت المصريين وعذبهم مدة عقود طويلة و هذا يبين أن حسان شكك في الثورة كما فعل النظام و إعلامه قبل سقوط النظام.
د‌- قال حسان أيضًا: “لقد سمى الرئيس الشباب بالشرفاء، فلا تلوثوا ما قمتم به.. لا للتخريب.. ولا للتحريق” وهذا كذب من محمد حسان لأن رجال الثورة لم يخربوا ولم يحرقوا بل كان شعارهم وفعلهم هو(سلمية سلمية) وإنما الذي قام بالتخريب والتحريق هم الشرطة والبلطجية الذين أطلقت الشرطة جزء منهم لإحداث بلبلة عامة تجعل الناس تلعن الثورة بمن فيها … إذاً حسان كأنه يوجه خطابا للشباب وكأنهم ارتكبوا جريمة وهو ينصحهم للرجوع عنها.
ه- لم يوجه حسان كلمة واحدة للشرطة التي قتلت الناس بالرصاص الحي وداستهم بالسيارات المصفحة، ونفس الحال لم يوجه حسان كلمة للبلطجية الذين استأجرهم رجال الحزب الوطني لضرب المتظاهرين بالتحرير وهذا يدل على أن حسان يقر بالمنكر و لا يحب أن يغضب النظام والأمن في شيء ويدل على أن حديثه كان متفقاً عليه أمنياً باعتبار أنه كان يوجه الخطاب للمتظاهرين بالتحرير وكأنه يحملهم أعمال القتل والتخريب ولم ينكر على الفاعل الحقيقي لذاته.
و- أثناء تقديم هذا اللقاء حدث قطع لعرض مشهد خارجي وهو لقاء منتقى بدقة مع حوالي ست أو سبع شخصيات من الشارع يتم سؤالهم عن رأيهم فيما يحدث وكلهم يجيبون بإجابة واحدة وهي: (كفاية مظاهرات نريد أن نعود لحياتنا فأنبوبة الغاز ب 45 جنيه والسلع ارتفعت أسعارها والحال يزداد سوء وحرام على من تسببوا في التضييق على الناس)، وكان هذا قبل تنحي مبارك مما يعني امكانية انهيار الثورة.
ز- عرض المذيعين (الأخ سيد والأخت هناء على حسان أن يخطب بالمتظاهرين) ومن الواضح جداً لكل عاقل أنه اقتراح أمني قدمه المذيع العبقري فجأة كأنه اكتشاف اللحظة، ومن الواضح جداً أنهم كانوا يريدون امتصاص الثورة بمثل هذه الشخصية التي لها قدرة واضحة على الخطابة ومخاطبة العواطف حتى يمكن أن يوجه المتظاهرين أو أكبر كمية منهم كما يريد خلال تصدره لخطبة الجمعة بالتحرير ولذا أحسن المتظاهرين صنعاً عندما رفضوه ومنعوه من الخطابة فيهم
ح- أظهر حسان التواضع الشديد و اقترح بأن يخطب بالمتظاهرين شيخ الأزهر و أخذ يكيل المدح لشيخ الأزهر بمبالغة واضحة ونحن نقول له أنت عجيب يا حسان لأن شيخ الأزهر كان رافضا للمظاهرات بصورة رسمية وصرح بأنها حرام ولم يعدل عن موقفه صراحة إلا بعد تنحي الرئيس، وبغض النظر عن أي أعذار له كيف تطلب هذا الطلب منه وترشحه بقوة لهذا الدور وأنت تعلم أن موقفه سيحتم عليه فض المظاهرات وإنهائها ما دام يرى أنها حرام فضلاً عن كون شيخ الأزهر لا يزيد عن كونه موظفاً حكومياً يقوم بتعيينه بصورة مباشرة رئيس الجمهورية شخصياً أي أن رأيه سيكون عادة في خدمة النظام الحاكم فضلاً عن كون شيخ الأزهر صوفياً ورئيس طريقة صوفية، يعني ذلك على مذهب حسان واقع في شرك أكبر فضلاً عن كونه أستاذ للفلسفة يؤمن بمذهب ابن عربي القائل بوحدة الوجود والعياذ بالله تعالى، ونكتفي بذكر الحيثيات السابقة حتى ندخل إلى كون محمد حسان لا يصلح به بعد ذلك أن يظهر بصورة البطل الهمام والداعية و المنقذ وقائد الثورة الخفي ويقوم بترشيحه للرئاسة ولكن الرجل تواضع ورفض.

5- ولأننا دائمًا نحسن الظن بحسان والمشايخ نجد حسان يخطب أول جمعة بعد سقوط الطاغية في مسجد النور بالعباسية و يذكر في الخطبة استعداده للسفر إلى سيناء و المصالحة بين أهلها وبين الأمن لإعادة الأوضاع القديمة السائدة و لتهدئتهم بعد ثورتهم المسلحة على أماكن الأمن في سيناء وذلك لأن أهالي سيناء يرفضون عودة الأمن إليهم، وهنا نقول إن كنت منصفاً حقاً فإنه يلزمك توجيه الخطاب للأمن وتبين لهم المنكرات التي يقعون فيها ولا يزالون يقعون فيها وتطلب منهم الضمانات لعدم عودتهم إليها و عند ذلك توجه الخطاب إلى أهالي سيناء. أما طريقة توجيه الخطاب إلى طرف واحد كما اعتدنا منك فهي طريقة مشبوهة نشتم منها رائحة الخطاب الأمني وتوجيه رسائلهم من خلالك ليكون لها قبول شعبي.
وفي النهاية قد يقول قائل: ما فائدة هذا الكلام والنقد ؟ وما المدعاة من نقد الدعاة والشيوخ ؟
والجواب بعون الله:

– أننا نريد من العلماء والدعاة أن يكونوا قادة حقيقين للأمة وبالتالي لابد أن يكون عندهم الشجاعة الواضحة في قول الحق فجهاد العالم والداعية باللسان من خلال إنكار المنكر والصدع بالحق والإنكارعلى العظيم والكبير قبل الصغير والفقير وكلنا يعلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) رواه أبي داود والترمذي.

– نحن نريد العالم الذي لا يغير مواقفه حتى لا يفقد مصداقيته، ولا تكون غاية مهاراته إجادة الخطب الرنانة والتلاعب بمشاعر المستمعين لأن العالم لو غير مواقفه بدا للناس بوجهين فإنه لا يصلح مصلحا حقيقياً، بل على العكس سيقدم نموذجاً للشخصية المتلونة التي تتكيف مع الواقع ومع الباطل بحسب المقتضيات.

– نحن نريد العالم الرباني الذي لا يكتم الحق لأن الناس ينتظرون مقالته ولأن الله سبحانه قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } البقرة159
ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل حيث ثبت في محنة المعتزلة حتى سجن وعذب ليغير كلامه عن القرآن فأبى فكان سبباً في تثبيت عقيدة الأمة بكاملها وقال كلمته الشهيرة : “إذا سكت العالم وجهل الجاهل فأنى يعلم الحق”.

– الخلاصة:
– أننا نريد العالم صاحب المواقف الصعبة ولا نريد أصحاب الكلمات الرنانة دون مواقف.
– أما المستمعون من الناس فنطلب منهم أمرين هما :
1- أن يُحكموا عقلهم عند سماع أي كلام وأن يقارنوا كلام الشخص ببعضه فما خدعهم الحكام والمنافقون سنين طويلة إلا بانسياقهم خلف شعارات رنانة وكلام معسول رغم مرارة الواقع وكذلك الأمر بالنسبة للعلماء والدعاة .

2- ألا يكون مقياس الحكم على العالم بمدى مهارته في الخطابة وسجع الكلام، بل العالم بمواقفه وشجاعته في قول الحق وقيادة الأمة في وقت الأزمة، و ليس التبرير والتسويغ للباطل حتى إذا سقط الباطل أظهروا بطولات زائفة، وتكون عادة الجماهير السير خلف الكلمات الرنانة، لأن هذه طريقة سوق القطعان بالعاطفة والكلمات وتركهم يغرقون وحدهم وقت الأزمات.

وكتبه؛
حسن عمر
جمادى الأول 1432 هـ

قريباً إن شاء الله الحلقة الرابعة

تحذير المسلمين من شعار ((يحيا الهلال مع الصليب))
——————————–
لا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في
قسم الإعلام التوعوي

الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
رَصدٌ لأَخبَار المُجاهِدين وَ تَحريضٌ للمُؤمِنين

________