New statement and video message from Jamā'at Jund al-Khilāfah in the Land of ash-Shām: "Founding Statement"

Video Message:


Statement:

لما كثر المدعون للمحبة، طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى، فلو يعطى الناس بدعواهم، لادعى الخليّ حرفة الشجي، فتنوع المدعون في الشهود، فقيل: لا تثبت هذه الدعوى إلا ببينة {قل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله} فتأخر الخلق كلّهم، وثبت أتباع الرسول في أفعاله وأقواله وهديه وأخلاقه فطولبوا بعدالة البينة وقيل: لا تقبل العدالة إلا بتزكية {يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائمٍ} فتأخر أكثر المدعين للمحبة وقام المجاهدون فقيل لهم: إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم فسلموا ما وقع عليه العقد فإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة وعقد التبايع يوجب التسليم من الجانبين، فلما رأى التجار عظمة المشترى وقدر الثمن وجلالة قدر من جرى عقد التبايع على يديه ومقدار الكتاب الذي أثبت فيه هذا العقد عرفوا أن للسلعة قدراً وشأناً ليس لغيرها من السلع، فرأوا من الخسران البيّن والغبن الفاحش أن يبيعوها بثمن بخسٍ دراهم معدودة تذهب لذتها وشهوتها وتبقى تبعتها وحسرتها فإن فاعل ذلك معدود في جملة السفهاء، فعقدوا مع المشتري بيعة الرضوان رضىً واختياراً من غير ثبوت خيار وقالوا: والله لا نقيلك ولا نستقيلك فلما تم العقد، وسلموا المبيع قيل لهم: قد صارت أنفسكم وأموالكم لنا، والآن فقد رددناها عليكم أوفر ما كانت وأضعاف أموالكم معها {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون} لم نبتع منكم نفوسكم وأموالكم طلباً للربح عليكم بل ليظهر أثر الجود والكرم في قبول المعيب والإعطاء عليه أجل الأثمان ثم جمعنا لكم بين الثمن والمثمّن.

فنحن نناديكم من هناك، من صميم داخلكم، بكلمات كأن حروفها قطعاً من جسدنا ننثرها أشلاءاً في أثيركم ليتردد صداها في مسامعكم سرمداً ولنزرعها بذوراً في ضمائركم، علها تنبت جهاداً إن سقيناها من دماءنا غداً.
آه لو نملك لكم غير هذه الكلمات لنستنفركم بها، إذن لطرنا إليكم بلا جناح كنسمة تسابق الرياح، حتى نقف بين يدي كل واحد منكم، عيوننا في عينيه وايدينا على كتفيه نهزه هزاً ونتلوا عليه قوله تعالى: “إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً”.
آه لو نملك أنفساً بعدد شعر رأوسنا، فنرسلها إلى مآذن المساجد في ديار المسلمين لتنادي في الناس من يوم الجمعة: يا من لبيتم “حي على الصلاة” لا خير فيكم إن خذلتم “حي على الجهاد”.
فإلى متى يبقى حب الجهاد محصوراً في أحلام اليقظة وحديث النفس فلا يظهر للعيان إلا بفلتات اللسان؟ إلى متى تبقى هذه الرغبة مختزلة في دمعة خجولة تذرفها عندما تطلع على مآسي المسلمين أو نشوة عابرة تعيشها عندما تسمع نشيداً أو تقرأ قصيدة؟ إلى متى يبقى حب الجهاد هواية من هواياتك التي تقضي بها وقت فراغك؟
إننا لا نبحث عن مشاهدين ذواقين ولا مشاعر متعاطفين: إننا نبحث عنكم بيننا، فإن لم نجدكم فسنظل نبحث ونبحث. سنستهدفكم من خلال إصدارتنا الإعلامية فننصب لكم الكمائن التحريضية ونزرع الألغام التشجيعية، علها تنفجر عليكم تثريباً وتذكيراً، يشغل جنانكم فكراً ويلهب قلبكم شوقاً إلى اللحاق بركب الأبطال، ولو انشغلنا بكم عن أعدائنا لانشغلنا حتى تلحقوا بنا.
سنظل نبحث عنكم ونبحث كحلم جميل يراودكم تارة أو ظل مرعب يطاردكم تارة أخرى، فنكدر عليكم صفوكم وننغص عيشكم كلما ذكرناكم بخذلانكم للمجاهدين.
سنرسل لكم الرسائل المشفرة التي لا يفهم فحواها غيركم في نشرات الأخبار وصفحات الجرائد ومواقع الإنترنت، كل خبر يتكلم عنا ستقرؤونه وكأنه يتكلم عنكم، كل حديث عنا سيصبح وكأنه حديث عنكم يشكو إلى الله تخلفكم عنا، ستسمعون أسماءكم الحقيقية وتشاهدون صوركم الشمسية خلف السطور، خلف الكلمات، خلف المشاهد، وقد أصبحتم على قائمة المطلوبين للمجاهدين، ستشعر أن المجاهدين لا يقصدون في الدنيا غيرك ولا يحرضون على القتال سواك، حتى تلحق بنا.
ستطاردك معاني الآيات الصريحة ومتون الأحاديث الصحيحة، ستلاحقك فصول سيرة ابن هشام وسطور أُسد الغابة في معرفة الصحابة حتى يتخيل إليك أن عمير بن الحمام قد قتل في معركة أدلب أو أن أنس بن النضر قد نفذ عملية استشهادية في حماه او في ريفها. لن تجد طعما لعادة من عاداتك بل لن تجد طعما لعباداتك ما دمت قاعدا عن الجهاد، سنظل نبحث عنك ونبحث حتى تلحق بنا.
إخوتي في الله، لقد ابتلى الله الأمةً بطواغيت اجتالوا الناس عن دينهم، فهُجرت السنة وشاعت البدعة، وفسدت الفطرة وأصبح الجهاد في سبيل الله مغامرة ومقامرة في أعين الكثير من عوام المسلمين. وقعد شياطين الأنس بجوار شياطين الجن بأطرق المسلم يصدونه عن الجهاد في سبيل الله ويقولون له: تجاهد في سبيل الله فتقتل، وتنكح زوجك، وييتم أطفالك؟ يقولون له: لمن تترك زوجتك الجميلة، ومن يبر أمك الهزيلة، من سيرعى بعدك طفلك الصغير وأباك الشيخ الكبير؟ كيف تفرط بعملك الباهر، وتهجر بيتك الفاخر؟
أمّا إن ذكرت أمامهم أنك ذاهب ليس للجهاد في سبيل الله، بل لقضاء عطلة صيفية أو اللحاق بدورة في العلوم الدنيوية لرأيت وجوههم مستبشرة ولأعانوك بالوقت والمال والمشورة ولتمنوا أنهم يرافقوك ولو في داخل الحقيبة، “لو كان عرضا قريباً أو سفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة”.
احذر أخي أن يصدك هؤلاء الأعداء الذين تخفوا في لباس الأهل والأصدقاء عن فريضة الجهاد، احذر أن يخدعوك ويضلوك، “يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم”.
احذر أيها المتردد، أن تقبل العيش على قناعات الآخرين بعد أن أبصرت الحق وخالطت بشاشته قلبك، لا تكن مثل أبي طالب، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أيقن أن ابن أخيه هو نبي مرسل، وعندما حضرته الوفاة أصر على أن تكون نهايته موافقة لما يشتهيه أعداؤه، فقال في آخر رمق له: على دين الأجداد من قريش.
وأن المنية إذا أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع
عندها ستذكر كلامي هذا، وسيتملكك الندم ولات حين مندم، سيمر عليك شريط الشهداء سريعا: حمزة بن عبد المطلب، أنس بن النضر،، أبو مصعب الزرقاوي، أبو الليث الليبي، أبو جهاد المصري، وستبدو حياتك من بعد هؤلاء الشهداء، ويل أن وافتك المنية قصيرة سريعة، ستعرف حينها أنك أنت الخاسر وأن من حولك من القاعدين المخذلين قد غشوك، ستعرف أنك لست سواء ومن كنت تحب من المجاهدين وإن تشابهتم في وجهات النظر وادعاء حب النفير في سبيل الله فلقد ماتوا كما يحبون ويتمنون ومتَ على ما يحب القاعدون من حولك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهلموا يا إخوان، هلموا إلى العبادة التي لا يعدلها عبادة، هلموا إلى القتلة التي تمناها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، هلموا إلى الكرامة التي لا ينساها الشهيد