New article from Ḥussām al-Amawī: "With Ḥussayn bin Maḥmūd"

بعد أن أصدر الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله الكلمة الصوتية انفروا للشام خرج حسين بن محمود معلق على كلمة الشيخ أيمن بنقاط ونحن لن نحاكمه إلى نيته الطيبة وإن كان الشيخ حسين ليس مقبولا حتى عند جماعة الدولة نفسها فهو لا زال يقر بإسلام الشيخ أيمن ويدعو له بالمغفرة ويسأل الله أن يحفظه، بينما جماعة البغدادي تعتبر الشيخ أيمن كافر مرتد وتدعوا جنودها في خورسان أن يقتلوه!
فإما أن الشيخ حسين بن محمود يتكلم عن منهجه هو أو أنه يعتبر هذا من الخلاف السائغ!

تكلم حسين بن محمود بقوله: إن الطعن في الدولة الإسلامية من قبل الشيخ علانية فيه تفريق للأمة عامة، وللمجاهدين خاصة، وليس في ذلك مصلحة للمسلمين.

في نفس الوقت نسي أو تجاهل الإصدارات المرئية من كل ولايات جماعة البغدادي ضد المجاهدين وإرسال الرسائل إلى كل فروع القاعدة، وفيها كل ما يستحي المرء ذكره من اتهام وتزييف للحقائق، وسوء ألفاظ من تسفيه الشيخ الظواهري على لسان متحدثهم، ثم إنهم اجتهدوا واطلقوا على قاعدة الجهاد يهود الجهاد!

هذا لا يراه حسين بن محمود طعن في المجاهدين، إلا إذا كان يرى أن التكلم عن حال الدولة بألفاظ شرعية وبأخلاق وأدب هو تفريق للمجاهدين وليس في مصلحة المسلمين، بينما الطعن والتشويه وتكفير المجاهدين من قاعدة الجهاد وغيرها هو سبب لتوحيد المجاهدين، وفي مصلحة المسلمين!

 ثم علق على وصف الشيخ أيمن لهم بالخوارج الجدد بقوله :هذا مناقض لكلام أهل العلم ومخالف لصريح قول النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من التقوّل عليه صلى الله عليه وسلم ، وهذه أحاديث الخوارج في صحيح مسلم فليراجعها الشيخ مع شرح النووي أو شرح ابن حجر في الفتح أو غيرهما ، وقد نقلنا الأحاديث وكلام العلماء في مقال “بحث في الخوارج” ومقال “الدولة الخارجية” فليراجعهما الشيخ .

ولا عجب فحسين بن محمود يضع الحكم بما يرى هو وليس بما هو على الواقع، فليسمي لنا الجماعات المجاهدة التي ابقتها جماعة البغدادي في رحاب الإسلام ولم تكفرها؛ فإن عدم رضاء أي جماعة بمشروعك وقرارها بعدم مشروعية خلافتك حتى قتالها لك لا يعني وقوعهم في أحد نواقض الإسلام.
فهل حسين بن محمود يعجز أن يرى التكفير الصريح لجبهة النصرة ووصفها في مجلة النبأ التابعة لجماعة البغدادي بجبهة الردة، ولم يقرأ مجلة دابق من تكفير واعتبار زوجات المجاهدين زانيات لأنهن باقيات مع أزواجهن المرتدين!

ثم يقول إن  تهمة الخارجية كانت تقال على قاعدة الجهاد وكان يدافع عنها، كنت تدافع عنها لأن منهج القاعدة كان واضح للجميع، فهل تقارنه مع من كفر جميع المجاهدين في الشام، وأستحل دمائهم، وفجر مقراتهم وأغتال قادتهم!

وعلق حسين بن محمود على وصف الشيخ أيمن بأنها “بيعة مجاهيل”  بقوله: فقد جاء الثناء على هؤلاء المجاهيل بلسان الشيخ قبل إعلان الخلافة ، وكذلك على لسان الشيخ أسامة رحمه الله ، فكيف يكون المعلوم بالأمس مجهولاً اليوم !!

لقد اثنوا على مشايخ وقادة من الشيخ أبي حمزة المهاجر إلى أبي عمرالبغدادي، ولكن هل تعرف اليوم أنت أهل الحل والعقد الذين عقدوا للبغدادي الخلافة؟!
أم ستقول مجهولين!

ثم يقول حسين بن محمود أنه دعا في ذلك اليوم إلى عدم إعلان الخلافة لما فيه من المفاسد واختلاف المجاهدين!

ثم لا يرى أن جماعة البغدادي بهذا الإعلان أفسدت الجهاد ومزقت الصفوف وأفسدت الساحة الجهادية، ولا يزال يقر بشرعيتها!

ويقول عند حديث الشيخ أيمن عن عمالة السعودية لبريطانيا، كيف تدعوا لوحدة المجاهدين مع هذه الجماعات التي تدعمها السعودية وشاركت في مؤتمرات الرياض وجنيف!

وكأن حسين بن محمود يريد من الشيخ أيمن أن يصدر خطاب يدعو لقتال تلك الفصائل، وأن الساحة السورية تحتاج لمزيد من سفك الدماء لأخطاء وقع فيها قادة بعض تلك الجماعات، إن دعوة الشيخ أيمن هي لتوحيد الجهود مع الصادقين من الأمة وقبول المخطئ وتصحيح المفاهيم وإقالة العثرات، أما من ارتهن بقراره إلى النظام العالمي أو النظام الإقليمي فهو مستمر بما رسم له النظام، وهذا بيان وإعذار إلى الله.

ويتحدث حسين بن محمود عن دعوة الشيخ أيمن لتوحيد الجماعات لإقامة الدولة المسلمة، بقولة كيف يدعوا لوحدة الجماعات في ضل وجود الدولة الإسلامية!

الدولة التي يتحدث عنها حسين بن محمود لن تقبل بهذه الجماعات وبالمجاهدين قبل إعلان الاستتابة والإقرار بأنهم كانوا مرتدين!
فكيف تريد منا أن نجتمع مع من يرانا كفار مرتدين؟!

على حسين بن محمود أن يدعو جماعة البغدادي أن تصحح منهجها وتترك شراهة التكفير والتخوين، وتترك مبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي!
وإن حالها اليوم وسقوط مدنها واحدة بعد أخرى وشراسة المعارك مع الرافضة، جدير بأن تراجع تفكيرها، وتقدم مصلحة الجهاد على مصلحة الأطماع الشخصية!
وتترك قتال المجاهدين وإسقاط رموز الجهاد، وقتال جنود طالبان بتهم الردة فإنهم في معركة شرسة مع أمريكا.

يبدو أن حسين بن محمود خارج واقعنا تماماً!

__________________


To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Defeat of The Islamic State"

بسم الله الرحمن الرحيم
ما يحدث هذه الأيام في سوريا والعراق أمر محيّر من الناحية العسكرية ، فمنذ احتلال الأكراد لعين العرب وانحياز الدولة الإسلامية منها : خسرت الدولة الإسلامية تل أبيض وتكريت والرمادي ومدناً أخرى وقرى على غير العادة من تقدمها وتمددها في السنة الماضية !! هل ضعفت الدولة الإسلامية ؟ هل أفَلَ نجمها ؟ هل هي على وشك الإنهيار كما يقول بعض المراقبون ؟ هل بدأت تنكمش بعد تمددها ؟ أسئلة تحتاج إلى نظر ..

الحقيقة التي يعرفها أهل الإختصاص : أن الدولة الإسلامية غيّرت خططها العسكرية في الآونة الأخيرة ، فالقصف المركّز على “عين العرب” والتدمير شبه الكلّي للمدينة وخسارة الدولة الإسلامية لمجموعة من جنودها في هذا القصف الهمجي ، جعل الدولة الإسلامية تعيد النظر في سياسة الحفاظ على الأرض ..

“عين العرب” كانت بداية خطّة أمريكية لإضعاف الدولة الإسلامية معنوياً ومحاولة إظهارها بمظهر المنهزم ، وذلك باقتطاع أراض تابعة للدولة الإسلامية ، وهذه الخطة انسحبت على تل أبيض وتكريت والرمادي وغيرها ، فالتحالف الصليبي يقوم الآن باحتلال المدينة تلو الأخرى عن طريق القصف المركّز القوي الكثيف الذي يدمّر المدن والقرى بشكل شبه كامل ليصبح من المستحيل البقاء في المنطقة المقصوفة أو يصبح البقاء فيها غير منطقي من الناحية العسكرية ، وبعد القصف تدخل الجماعات الرافضية أو النصيرية أو الكردية الملحدة لتحتفل بإنجازات طائرات التحالف !!

لا فائدة من البقاء في أرض منبسطة مفتوحة والعدو يقصف بصواريخ تهدّ المباني وتسويها بالأرض ، ويلقي قنابل عنقودية وكيماوية ، والفوسفور الأبيض الحارق ، ويجرّب صواريخه وقنابله الجديدة ، هذا مع عدم وجود مضادات لهذه الطائرات ، فالإنتظار على الأرض واستقبال هذه الصواريخ والقنابل بلا قدرة على مقاومتها : ضرب من العبث .. لكن حتى مع هذه المعطيات لم يستطع الحلفاء دخول عين العرب بدون خسائر فادحة في الأرواح ، ذلك أن الدولة الإسلامية تركت مجموعة قليلة من المجاهدين لينغّصوا على الأكراد والحلفاء فتحهم المزعوم ، ونفّذ جنود الدولة الإسلامية عمليات جريئة (شبه مستحيلة) أصابت المحتلين بذهول ..

من المعلوم أن الملاحدة والرافضة والنصيرية لم يتقدموا شبراً في أراضي الدولة الإسلامية دون قصف جوي عربي ونصراني روسي أو أمريكي ، فليس لهؤلاء أن يحتفلوا بأي نصر على الدولة الإسلامية ، وإنما الفضل لطائرات أمريكا وروسيا وأوروبا والعرب ، فهؤلاء هم الذين مهّدوا لكل شيء ، ولم يبق إلا أن يمشي الرافضة والنصيرية والملاحدة على أنقاض المدن والقرى ليدخلوها فاتحين !!

رأينا أكثر من (90%) من عين العرب سوّي بالأرض ، ولعل (80%) من مدينة الرمادي صار خراباً ، ومع ذلك هناك مناوشات في الرمادي وضرب قوي شديد من قبل الدولة الإسلامية التي لا ندري كيف صمد جنودها تحت هذا القصف ، بل ويأخذون زمام المبادرة في أكثر الأحيان ، وها هي الدولة الإسلامية ترجع إلى تكريت والشدادي مرة أخرى في التفاف أذهل المراقبين ..

تتلخّص الاستراتيجية التي اتبعتها الدولة الإسلامية بأسلوبها الجديد في نقاط عدة ، من أهمها :

1- عدم الحرص على التمسّك بالأرض المفتوحة في حال القصف المركّز ..

2- تشتيت تركيز الأعداء بفتح جبهات غير متوقّعة ، وعمليات جريئة في نفس الوقت ..

3- فتح جبهات متباعدة لتشتيت تركيز الطيران الصليبي العربي النصيري اليهودي ، ولكن التحالف استطاع التقليل من تأثير هذه الخطة بدخوله قاعدة انجرليك التركية ، وبصمود مطاري دير الزور وكويرس وغيرها في وجه هجمات الدولة الإسلامية ..

4- الهجوم بجماعات صغيرة ، وبأفراد قلائل معتمدة على قوة بأس رجالها في مقابل جبن وخور مقاتلي أعدائها المتّكلون على طائرات التحالف اتكالاً شبه كلّي ..

5- استطاعت الدولة الإسلامية كسب الكثير من القبائل والعشائر في الأنبار ودير الزور وغيرها ، ومما ساعد في ذلك : الظلم الواقع على المسلمين بعد انحياز الدولة الإسلامية من المناطق المحررة ، فأهالي هذه المناطق لا يلبثون أن يبايعوا الدولة الإسلامية لما يرون من إهانة الأعداء لهم ، فيدركون الفرق الشاسع بين الدولة الإسلامية وبين قوات التحالف الصليبي النصيري الرافضي العربي الكردي الملحد ..

6- استطاعت الدولة الإسلامية تفعيل جبهاتٍ خارج العراق والشام – كمصر وليبيا واليمن ونيجيريا – لإشغال العدو الصليبي عن التركيز على مركز الدولة ..

7- قامت الدولة الإسلامية بعمليات إنغماسية نوعية ضربت بها أهدافاً منتقاة بدقّة عالية خلطت أوراق أعدائها ، كما حصل في المقدادية وبغداد وسامراء وحديثة وغيرها ، فالدولة استهدفت قادة ميدانيين برتب عالية في هذه العمليات الجريئة  ..

8- تعتمد الدولة الإسلامية اليوم أسلوب الكر والفرّ لتدويخ العدو ، فتدخل خناصر لتخرج منها بعد يومين فتدخل قرى أخرى تؤدي نفس غرض خناصر ، وتدخل أبو غريب لتخرج منه بعد قليل ، وتدخل تل أبيض فتخرج إلى القرى المجاورة لتفتحها وتخرج منها ، وبهذا تضمن تشتت العدو وارتباكه وعدم معرفة وجهة وهدف الدولة الإسلامية القادم ، هذا مع إحداث مجاز في العدو في هذه المناطق وقتل قادة جيشه واغتنام أسلحته وذخائره لاستخدامها في العمليات التالية ..

9- استطاعت الدولة الإسلامية كشف زيف كثير من الجماعات المدّعية للجهاد ، فصار اتباع هذه الجماعات يبايعون الدولة الإسلامية بعد أن رأوا تذبذب قياداتهم وثبات الدولة الإسلامية على مبادئها ..

الحقيقة التي يجهلها الكثير من الناس : أن الدولة الإسلامية استطاعت في انحيازاتها هذه فتح أراضٍ كثيرة وكبيرة ، وهي أضعاف ما خسرت من أراض بسبب القصف المركّز ، وما “تدْمر” إلا واحدة من المناطق التي فتحتها الدولة الإسلامية في هذه الفترة ، والحقيقة الأخرى أن الدولة الإسلامية خسرت أجزاء من هذه المدن ولم تخسرها كلها ولا خسرت محيطها ، وهذا ما جعل أنصار الدولة الإسلامية يعززون ثقتهم بها ، بعكس ما أراد أعدائها ، فقد عوّدتهم الدولة الإسلامية أن لا تنحاز من مكان إلا وتفتح غيره ، ولا تتأخّر في مكان إلا وتتقدّم في غيره ، ولا يَقتل منها العدو جنوداً إلا وتقتل منه أضعاف أضعاف ما قَتل ، ولا يقصف عدوهاً أرضاً إلا وتفجّر الدولة بعمليات إنغماسية مرعبة في عقر دار العدو ، مما جعل الهجوم على الدولة الإسلامية أمر مكلف للغاية ، فجنود الدولة الذين خرجوا من محيط مدينة الرمادي : دخلوا أبو غريب وبغداد ليُثخنوا في الرافضة أيما إثخان ..

بالرغم من الهجمة الإعلامية العالمية الشرسة على الدولة الإسلامية إلا أن الدولة استطاعت مواجهة هذا الإعلام بإصرار أنصارها في الخارج ، وبحرفيّة إعلامييها في الداخل ، فلم يستطع أعدائها – رغم ما أنفقوا ، ورغم كل هذا الجهد الجبار – ثني الشباب

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Devil Dresses Up Coming Down On Paris"

بسم الله الرحمن الرحيم

من مصائب زماننا هذا : تصدّر الرويبضة وكل من تجرأ على الدين وتألّى على الله تعالى ، فكم قرأنا وكم سمعنا في هذه الحادثة من طوام عظام تكاد تهدّ الجبال وتتفطّر منها السماء وتخرّ الكواكب من عليائها !!

طامّة كبرى …

مُنع النبي صلى الله عليه وسلم من الترحّم على أمه “آمنة بن وهب” – التي ولدته وشرب من لبنها ونام على صدرها – لأنها ماتت على غير الإسلام ، ولم يترحّم على عمّه أبي طالب – الذي آزره وعادى قومه من أجله – لأنه لم يُسلم !! لكن بعض المتألهين على الله ترحّموا على أرواح الفرنسيين !!

الرحمة لا تجوز على الكفار بالإجماع {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} (التوبة : 84) ، {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} {الزمر : 71) ، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (الأنفال : 36) ، فكل من بلغته الدعوة المحمدية ومات على الكفر فهو في النار خالداً فيها أبدا ..

طامة أخرى …

بوّب الإمام البخاري في صحيحه ، في كتاب الجهاد : “باب لا يقول فلان شهيد” ، قال ابن حجر معقباً على عنوان البخاري : “أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي” (انتهى) ، وقال البدر العيني في عمدة القاري : “لا يقال فلان شهيد ، يعني : على سبيل القطع ، إلا فيما ورد به الوحي” (انتهى) .. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يُكلم أحد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله ، إلا جاء يوم القيامة وجُرحه يثعب ، اللون لون الدم والريح ريح المسك” (البخاري ومسلم) ، وقال تعالى {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (آل عمران : 140) ، فالله تعالى هو الذي يختار هؤلاء الشهداء لعلوّ منزلتهم التي بينها في كتابه كما في قوله تعالى : {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [الزمر : 69) ، وقال تعالى {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (النساء : 69) ، فالشهداء مقرونون في آيات القران بالنبيّيين والصدّيقين لما صدقوا الله وبذلوا من أنفسهم ودمائهم في سبيل نصرة دينهم ..

قال ابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث والأثر ، مادة شهد) : وسُمّي شهيداً لأن اللهَ وملائكته شهود له بالجنة ، وقيل لأنه حي لم يمت ، كأنه شاهد ، أي حاضرٌ ، وقيل لأن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه ، وقيل : لقيامه بشهادة الحق في أمر الله حتى قُتل ، وقيل : لأنه يشهد ما أعد اللهُ له من الكرامة بالقتل …” (انتهى) ..

قال ابن حجر : “أطبق السلف على تسمية المقتولين في بدر وأُحد وغيرهما شهداء ، والمراد بذلك : الحكم الظاهر المبني على الظن الغالب ، والله أعلم” . (فتح الباري 6/90) ، فإذا كان القتلى في بدر شهداء بالظنّ ، فكيف بغيرهم .. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : “تقولون في مغازيكم : فلان شهيد ومات فلان شهيداً ، ولعله قد أوقر [الوقر : الحِمل] راحلته ، لا تقولوا ذلك ، ولكن قولوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “من مات في سبيل الله أو قُتل فهو شهيد” (أحمد ، وهو حسن) ، وعمر – رضي الله عنه – يقصد القتلى من الصحابة والتابعين ..

قال ابن بطال في شرح البخاري “باب لا يقول فلان شهيد” في شرح حديث المنتحر : قال المهلب : … ففهم الرسول منهم أنهم قضوا له بالجنة فى نفوسهم بغناءه ذلك ، فأوحي إليه بغيبٍ مآل أمره لئلا يشهدوا لحيّ بشهادة قاطعة عند الله ولا لميّت ، كما قال رسول الله فى عثمان بن مظعون : “والله ما أدرى وأنا رسول الله ما يُفعل به” ، وكذلك لا يَعلم شيئًا من الوحي حتى يوحى إليه به ويعرف بغيبه ، فقال : إنه من أهل النار بوحي من الله له” (انتهى) ، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقسم بأنه لا يعلم يا يُفعل به ، فكيف بنا نحن وقد أدخلنا أفواجاً الجنة بشهاداتنا !! وفي عمدة القاري تعليقاً على حديث الباب : “لا يُطلق على كل مقتول في الجهاد أنه شهيد قطعاً ، لاحتمال أن يكون مثل هذا [أي مثل الرجل المذكور في الحديث] ، وإن كان يعطى له حكم الشهداء في الأحكام الظاهرة” (انتهى) .

وحديث عثمان بن مظعون – رضي الله عنه – في البخاري ، فعن خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء – امرأة من الأنصار – بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنه : اقتسم المهاجرون قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه ، فلما توفي وغُسّل وكفّن في أثوابه دخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله قد أكرمه ؟ فقلت : بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله ؟ فقال : أما هو فقد جاءه اليقين ، والله إني لأرجو له الخير ، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يُفعل بي !! قالت : فوالله لا أزكي أحداً بعده أبدا” (انتهى) .. ملاحظة : ذكر ابن بطال قوله صلى الله عليه وسلم “ما يُفعل به” أي بابن مظعون ، وفي صحيح البخاري “ما يُفعل بي” أي بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وصحح ابن حجر رواية “بي” وخطّأ الرواية الأخرى التي ذُكرت في بعض نُسخ البخاري ..

إن الشهادة منزلة عظيمة جداً لا يعلوها منزلة إلا النبوّة والصدّيقية ، ولا يعلم الشهداءَ إلا اللهُ تعالى ، ولا يجوز لأحد أن يشهد لإنسان مسلم مقاتل بالشهادة إن قُتل في المعركة لأنه لا يعلم نيته إن كان قاتل في سبيل الله أو قاتل لسبب آخر ، وهذا في المسلم الذي يُقاتل تحت راية إسلامية يظهر ويغلب على الظن أنها تقاتل لإعلاء كلمة الله تعالى في الأرض وتطبيق شرعه ودحر عدوّه .. نعم ، قد يُعامَل المقتول معاملة الشهيد من عدم غسل وصلاة ، ودفن في مكان موته ، ولكن لا يُشهد له بالجنة أو الشهادة ، فذلك من علم الغيب ، وقد

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Sorry Paris"

بسم الله الرحمن الرحيم

عذراً باريس ، المسلمون نسوا عندما كان ينعق بابا الفاتيكان في كل حرب صليبية أنكِ حاملة لواءه ضد الأمة الإسلامية .. عذراً باريس ، فقد نسينا أنكِ قتلت عشرات الملايين من المسلمين في حروبك الصليبية في بلاد الإسلام ، وهتكتِ عرض ملايين نساء المسلمين ، وقطعت رؤوس عشرات آلآلاف علماء المسلمين ، وسبيتِ الملايين من نساء وأطفال المسلمين ..

عذراً باريس فقد نسينا عداءك لديننا وسبّك لربّنا ولنبيّنا – صلى الله عليه وسلم – وتغييرك لثقافة بلادنا ، ومحو الإسلام من صدور أبناءنا في المغرب والمشرق .. عذراً باريس ..

نعتذر أشد الإعتذار من باريس وأهلها أنّ فينا أناس همج أشرار لم ينسوا كل هذا !! أناس فقدوا الإنسانية ليقتلوا الإنسان الباريسي في حفلة فنيّة مسرحية ومباراة ممتعة كروية !! أناس أجلاف لم تبلغهم الحضارة ولم يرتقوا لمستوى السموّ الباريسي ، وأنّا لهم هذا وهم لم يتسكّعوا في الشانزلزيه أو يُدركوا جمال الأليزيه !!

عذراً إخواننا العرب أن أفسد الإرهابيون الخوارج سياحة فرنسا ، ولعل في بريطانيا وألمانيا غنية عن باريس في قادم الزمان .. نعتذر لباريس أن نكون لها ناصحين فنقول : لا تمنعوا سياحة العرب فيضعف دخلكم وتعجزوا عن تمويل قصف العراق والشام ومالي وأفغانستان ..

عذراً باريس .. لم يفهم هؤلاء الإرهابيون معنى القوانين الدولية ، ولم يشموا رائحة حقوق الإنسان ، فهم لا يمتّون بصلة لديننا ولا لعقيدتنا ولا للإنسانية كلها ، لم يفهموا معنى الأمر بقتال الذين {أوتوا الكتاب} ، وأن المقصود بالكتاب هنا : “القرآن” كما في التفسير “السلطوي” الذي يعتمده علماء بلاط حكامنا .. ديننا الذين أمرنا بإعلان الحرب على “الكفار” الذين “كفروا بالأعراف والقوانين الدولية” كما في تفسير “الحاكمي” وتفسير “الشيخ المبطوحي” هتك الله سترهما ..

عذراً باريس : فهؤلاء الأوباش لهم تفسيرهم الخاص الذي لا يمت للدين النخبوي بصلة ، انظروا إلى استنكارات وفتاوى علماءنا الأجلّاء التي انطلقت بسرعة البرق منددة بهذه الأعمال الإجرامية ، وليس هناك أي تصادم بين هذه الفتاوى وإقرار هؤلاء العلماء الأجلاء بقتل الفلسطينيين لليهود في فلسطين ، فاليهود ليسوا نصارى كاثوليك أو بروتستانت حتى تُحقن دمائهم ونجعلهم على الرأس والعين ، ومثل اليهود : النصارى الأرثوذكس الروس الذين أفتوا بوجوب قتلهم لأنهم يقصفون سوريا .. وليس هناك أي تفسير لسكوت علماءنا الأجلاء عن قصفكم اليومي لأبناءنا في سوريا غير كونكم غربيّون نصارى كاثوليك متحضرون ..

عذراً باريس ، فهؤلاء الأشرار يريدون الخسارة الإقتصادية للدولة الفرنسية .. فتحنا لكم بكل حب وسعة صدر أجواء العراق والشام لتستعرضوا طائراتكم وتجرّبوا صواريخكم الجديدة الفتّاكة لنشتريها على بصيرة .. هؤلاء الإرهابيون يريدون وقف هذا القصف الاستعراضي لأنهم أعداء التجارة الحرة النزيهة بين الأمم ، وكأنهم يريدوننا أن نشتري هذه الطائرات دون معاينة !! ما أغباهم !!

عذراً باريس ، فهؤلاء الأشرار – لقلة وعيهم وغياب عقلهم – ظنوا أن الأطفال الذين يُقتلون بالصواريخ الفرنسية في سوريا لهم قيمة حقيقية !! هل يتصوّر عاقل مثل هذا الجنون !! أطفال سوريا يُقتصّ لهم من أبناء باريس !! أي منطق هذا وأي تخلّف وأي دناءة وحقارة أن يساوي البعض بين كائنات هامشية وأبناء الضاحية الباريسية !!

عذراً باريس ، نعتذر عن هذا الخلل الفني الذي نتمنى أن لا يعكّر صفو قصفكم لبلادنا وأبناءنا ونساءنا لتبيعوا أسلحتكم في سوق النخاسة الدولية ..

عذراً باريس ، فالذين قُتلوا في مالي ، والذين يُقتلون في أفغانستان والعراق والشام بصواريخكم السلمية ليسوا إلا فئران تجارب ، والبعض ظن أنهم أكثر من هذا ، فأي غباء وصل إليه بعض من ينتمي اسماً لهذه الأمة أن ظن أن فئران التجارب تستحق الالتفات لحظات ، فضلاً عن أن يطالب البعض بمساواتهم بأبناء باريس ، والعياذ بالله !!

عذراً باريس : سامحونا إن تطفلنا عليكم وطلبنا منكم أن لا تضيّقوا على المسلمين المهاجرين الذين تبرأ نبينا – صلى الله عليه وسلم – منهم لمجاورتهم لكم وسكناهم في بلادكم ، فهؤلاء لا ذنب لهم ، والإرهابيون لا يراعون مشاعرهم وأحاسيسهم .. أكملوا تنصيرهم ، وترقّوا بعقول أبنائهم إلى مستوى التفسّخ الأخلاقي والزندقة الفكرية التي وصلتم إليها ، ازرعوا في عقولهم معنى الحرية الإلحادية ..

عذراً باريس ، فالإرهابيون الأغبياء في كل مرة يحتفظون بجوازاته في عملياتهم الإجرامية لاعتقادهم أنهم لا يدخلون الجنة بدونها ، وقد وقعتم على كنز عظيم أن حصلتم على هذه الجوازات كما حصل الأمريكان عليها بعد تفجيرات نيويورك التي انصهر فيها الحديد الصلب وذاب من شدة الوهج وبقيت الجوازات سليمة لتشهد على واقع هذا الإجرام .. لقد وقعتم على صيد ثمين ، فهذه الجوازات نجت من الحرق والتفتّت الذي لم تنجُ من الأجساد والصخور والحديد ، فانظروا وحللوا واعرفوا من أي مادة يصنع الإرهابيون هذه الجوازات لتصنعوا بها الطائرات التي تقصف فئران التجارب في بلادنا !!

عذراً باريس : فإن أغبى محللينا السياسيين علموا يقيناً أن هؤلاء الإرهابيين عملاء لبشار وإيران ، وأنتم على جلالة قدركم وعلوّ كعبكم في المخابرات مع حلفكم الدولي لم تعلموا هذه الحقيقة بعد !! الآن وقد جاءكم عملاء بشار إلى باريس وتجرؤوا على قتل أبناء باريس ، الآن عليكم ببشار : اقتلوه ، احرقوه ، واحرقوا إيران معه ، لا تسألوا عن مصداق هذا القول ، فالمحللون عندنا يعرفون هذه الحقيقة كما يعرفون أبناءهم ، وأنتم أولى بهذا العلم من هؤلاء الأغبياء ، أنتم من جاء بالنصيرية إلى سدة الحكم في سوريا ليقلبوها مختبراً لقوة تحمّل القلب البشري باختبارات التعذيب والقتل على مدار أربعين سنة ، فلا أحد يعرف النصيرية مثلكم .. صدقونا ، هؤلاء المحللون لهم نظرة ثاقبة لا يعتريها نقص ولا يجوز عليها الخطأ .. صدّقوهم وأريحوا العالم من رؤوس الإرهاب قبل أذنابهم ، وإن لم تفعلوا فإن الإرهاب سيبقى لأنكم لم تصدقوا ما هو معلوم في عقول هؤلاء المحللين بالضرورة !!

عذراً باريس ، فإنكم أعلنتم أنكم ضد بقاء بشار في السلطة فقتلكم بشار ، بغض النظر عن كونكم تقصفون الإرهابيين ليل نهار وتحرّكون أساطيلكم البحرية لقصفهم في سوريا ، بّشار هو من حرّك هؤلاء الإرهابيين – الذين يقتلون جنوده ليل نهار – لقتل أبناء باريس ، لا تعتقدوا للحظة أن الإرهابيين يجرؤون على قتل من يقتلهم ، فهذا بعيد كل البعد عن الواقع .. الأرهابيون يقتلون جنود بشار وإيران كل يوم ليتحكّم فيهم بشار وتدفعهم إيران لقتل حلفائها الذين يحاربون معها هؤلاء الإرهابيين لتحسّن صورتها عندكم لأن إيران تعلم يقيناً بأن حلفائها

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Ironic"

بسم الله الرحمن الرحيم

يقال : فلان “بكى من شدّة الضحك” وذلك عندما تدمع عينيه بسبب الاستغراق في الضحك لأمر من الطرافة بمكان ، ويقال : أمر “مضحكٌ مُبكٍ” إذا كان أمراً مؤسفاً مبكياً مسكباً للدمع إلى حد يحمل صاحبه على الضحك لغرابة الموقف .. هذا حالنا مع كثير من الأمور في هذا الزمان !!

فمن المضحكات المبكيات : إنتقاد الخوالف والقواعد المتوعَّدون بالعذاب الأليم للمجاهدين في الثغور والجبهات !! من المعلوم لدى جميع العلماء أن العدو إذا احتل دولة مسلمة يكون جهاده فرض عين على أهل تلك البلاد ، فإن لم يقدروا على دفعه : يكون الجهاد فرض عين على الأقرب فالأقرب حتى يعم الفرض جميع المسلمين ، وهذا اتفاق يكاد يكون معلوماً من الدين بالضرورة عند العلماء وطلبة العلم وكل من يقرأ في كتب الفقه ، فالجهاد اليوم فرض عين اتفاقاً ، وقد ذمّ الله تعالى من تخلّف عن الجهاد المتعيّن في قوله سبحانه {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ} (التوبة : 87} ، قال ابن الجوزي في زاد المسير : “وفي الخوالف قولان : أحدهما أنهم النساء ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وشمر بن عطية وابن زيد والفراء … والقول الثاني : أن الخوالف خِساس الناس وأدنياؤهم ، يقال فلان خالِفة أهله إذا كان دونهم ، ذكره ابن قتيبة” (انتهى مختصراً) فهل هناك أدنى من أن تجد خساس الناس وأدنيائهم المتخلفين عن الجهاد في بيوتهم مع النساء : يتطاولون على المجاهدين !!

ومن المضحكات المبكيات قول بعضهم : الدولة الإسلامية عميلة لإيران !! ويتسائل بكل وقاحة : لم لا تقصف الدولة الإسلامية إيران ؟ أقول “بكل وقاحة” لأنه يسكن في بلد وتحت سلطان حكومة لها علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية مع إيران ، ولعل سفارة إيران قريبة من بيته ، وفي بلاده “لُطيميات” شركيات يُسب فيها عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، فيَغض الطرف عن كل هذا ليتهم دولة لا يجرؤ رافضي على التواجد فيها ، وإن وُجد فلا يَجرؤ على إظهار شركياته أو إعلان عقيدته ، وقد هدمت الدولة وفجّرت جميع معابد الرافضة في حدودها ، بينما احتفالات اللطيميات في بلاد هذا “الوقح” تحرسها شرطته أشد الحراسة من أنصار الدولة الإسلامية ، وعندما فجّرت الدولة بعض معابد “الرافضة” هنا وهناك قام أمراء بلاده بواجب العزاء ، بل وصلى بعض أمراءه في هذه المعابد “تضامناً” مع “عبَدَة الفُرس” ..أقول “عبدَة الفرس” لأن “الخمينية” دين جديد يستعبد العربَ للفرس : فيأخذون أموالهم باسم الخُمس ، ويستحلون فروج نسائهم باسم المتعة ، ويسخدمونهم لقتال أعدائهم باسم نصرة آل البيت ، ويقصدون بالبيت : “بيت النار المجوسي الفارسي” ، وصدق نصر بن سيّار عندما وصف دين رافضة الفرس ، فقال :

فإن تكن تسأل عن أصل دينهمُ … فإنَّ دينَهم أن تُقْتَلِ العربُ

لم لا تقصف الدولة إيران ؟ سؤال نوجّهه للسائل : إذا كانت الدولة الإسلامية عميلة لإيران ، والدولة عدوّة لك ولدولتك ، فإيران عدوّة لك ولدولتك ، فلم لا تقصف دولتك إيران ؟ لم تطير طائرات بلادك جنباً إلى جنب مع الطائرات الإيرانية في سماء العراق وسوريا لقصف جنود الدولة ؟ لم لا تقطع دولتك علاقاتها مع إيران ؟ لم كلما حاولت الدولة الإسلامية الاقتراب من إيران تقوم طائرات بلادك بقصف جنود الدولة بشكل جنوني كما حدث في كركوك وإربيل ؟لم تحرس دولتك معابد الشرك الرافضية في بلادك من جنود الدولة الإسلامية ولا تحرس مساجد المسلمين التي من المنطقي أن يستهدفها عملاء إيران !!

ومن المضحكات المبكيات قول بعضهم : الدولة الإسلامية خوارج لأنهم يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان !! نسأل هذا العبقري : متى آخر مرة قتل جنود دولتك كافراً !! ألم يتضح بعد الربيع العربي من الذي يقتل أهل الإسلام ويترك أهل الأوثان !! متى آخر مرة أعلن ولاة أمرك الحرب على الكفار ؟ قد يقول قائل : دولتي تقتل الرافضة الحوثيين في اليمن ، فنقول له : تفضّل وأعلن كفر الحوثيين .. إن لم تكفّرهم فهم مسلمون ، فلا حجة لك ، وإن كفّرتهم فأنت “تكفيري خارجي” تكفّر أهل القبلة وتخالف ولاة أمرك في عدم تكفيرهم ، وإن استجمعت قواك وكفّرتهم رغم أنف ولاة أمرك ، قلنا : ما بال جنود علي صالح يُقتَلون وهم مسلمون ، إن قلت دفع صائل ، فقد كذبت لأنهم لم يصولوا على دولتك ، وإن قلتَ صالوا على المسلمين في اليمن فنقول : هذا يخالف مبدأ المواطنة التي يؤمن بها ولاة أمرك ، فإن قلتَ : ولاة أمري يؤمنون بالمبدأ الإسلامي في نصرة المسلمين المستضعفين ، فنقول : ما بالهم لم يقصفوا اليهود في فلسطين ، أو الرافضة في العراق ، أو النصيرية في الشام أو البوذيين في بورما ، أو الإيرانيين في إيران !! ما بال طائراتهم تحاذي حدود يهود وتطير فوق النصيرية وتتجاوز الرافضة لتقصف المسلمين في الفلوجة والحسكة والرقة وحلب !! ثم يا علّامة زمانك : إن كنت تكفّر الرافضة ، فقل لولاة أمرك لا يدخلوهم الحرم المكي لأن المشركين أنجاس لا يجوز دخولهم الحرم بنَصّ القران ..

من المضحكات المبكيات قول بعضهم : الدولة الاسلامية أفسدت الجهاد في الشام ، ولولاها لتحررت الشام !! نقول لهؤلاء العباقرة : قلَم التاريخ لم يجف بعد ، ولا زالت الذاكرة غضة طرية : النصيرية كادوا يسحقوا الثورة السورية لولا تدخّل الدولة الإسلامية التي أرسلت جنودها تحت مظلة “جبهة النصرة” التي ناصفتها أموالها لتُنقذ المسلمين في الشام .. هذه النظرية من الغرابة بمكان : النصيرية والنصارى وحلفائهم العرب يقتلون أهل الشام ، والدولة هي المسؤولة !! الرافضة والنصيرية والنصارى وحلفائهم العرب يقتلون أهل العراق ، والدولة هي المسؤولة !! أمريكا غزت أفغانستان وقتلت مئات الآلاف من المسلمين وشرّدت الملايين ، وأسامة والملا عمر هما المسؤولان !! أمريكا غزت العراق وقتلت أكثر من مليوني عراقي ، وصدام – الذي أعطته أمريكا الضوء الأخضر لغزو الكويت – هو المسؤول !! اليهود يقصفون غزّة ، وحماس هي المسؤولة !! الجيش ينقلب على حكومة مصر ويقتل الآلاف ويهتك الأعراض ، والإخوان هم المسؤولون !! القاتل الذي يراه الجميع وهو يقتل الناس أمام الشاشات – بالصوت والصورة – ليس هو القاتل الحقيقي ، وإنما القاتل الحقيقي هو المقتول !! القاصف بريء ، والمقصوف هو المُذنب !! الهاتك العرض : ضحيّة ، والمدافع عن العرض هو المجرم !! عقول في إجازة مفتوحة !!

من المضحكات المبكيات : ما يسمى بمؤتمرات أصدقاء سوريا !! تجتمع روسيا وإيران وأمريكا والصين وفرنسا وبريطانيا ودول الخليج ومصر والأردن في سويسرا لمناقشة ما يريده الشعب السوري وليس في المجتمعين سوري واحد !! العجيب أن الإجتماع يوصي بوصايا

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "About the Words of al 'Adnānī"

بسم الله الرحمن الرحيم

خرج العدناني بثوب جديد في كلمته الأخيرة {قل للذين كفروا ستُغلبون} : فتوعّد الكفار ومن والاهم ، وتوعد الجماعات المقاتلة والمخالفة ، وتعرض لكلام بعض قادة الجهاد الذين لم يكن كلامهم موفقاً في مثل هذه الظروف والأوقات ، ولسان حال العدناني يقول : سئمنا الإتهامات والكلمات والأكاذيب والنقاشات والجدال ، نحن في حرب فقولوا ما بدا لكم فلن نأبه بعد اليوم بكلام ، وسينطق حد الحسام !!

لا شك أن الأمر لا يحتمل الكلام ، ولا شك أن الأمر زاد عن حده في التجني على الدولة الإسلامية ورميها بكل ما في قاموس الإتهامات من ألفاظ متباينة متضادة متحاملة ، والدولة في شغل عن كل هذا بجبهاتها الكثيرة المتنوعة مع الرافضة والنصيرية والحلف الصليبي والعملاء والملاحدة ، فهي تقاتل على أكثر من ثلاثة عشر جبهة في آن واحد ، وربما أكثر ، ومع ذلك فالأمر لا يحتمل لهجة البغدادي المتحدية ، فهذه الكلمات – وإن صدرت من قلب مكلوم بتداعي الإخوة – إلا أنه لا زال للحلم سعة ، ونحن نهيب بالعدناني أن يراجع لهجته تجاه إخوانه المجاهدين ، فالمطلوب اجتماع الكلمة ووحدة الصف ، وما كان اللين في شيء إلا زانه ، والأصل كسب القلوب والصبر على الأذى وعدم الإنزلاق فيما يريده المخالف باستفزازاته المستمرة ..

إجتماع الأمة على مر العصور حصل بثلاثة طرق:

الطريقة الأولى : كسب القلوب باللين والرفق والحكمة والرحمة وخفض الجناح كما بيّن الله تعالى في كتابه العزيز وهذا حصل في بداية الدعوة في مكة والمدينة وبها تتكون القاعدة الصلبة للأمة ..
أما الطريقة الثانية : فبالقوة والغلبة والبطش ، وهذه سياسة اتبعها كثير من قادة المسلمين – اجتهاداً – على مر التأريخ ، وآتت أكلها لبعض الوقت ..
والثالثة : بالطريقتين معاً ، وهذا ما كان بعض معناه في زمن النبوة ، ثم في زمن الخلفاء الراشدين ، وفي حكم الأئمة المهديين ..

الظاهر أن الدولة الإسلامية انتهجت النهج الثاني مع الجماعات المقاتلة في الشام ، وهذا اجتهاد له حظ من النظر إذا كانت قيادة هذه الجماعات على درجة انحراف كبير ، أما بعض الجماعات الموافقة لأكثر الإجتهادات فهذه يمكن كسبها بغير قوة ، أو على الأقل : كسب أفرادها ..

ما أراد العدناني تأكيده : أن قادة الدولة الإسلامية وجنودها ومناصريها يعتقدون جزماً أنهم ثمرة تسعون سنة من العمل الإسلامي بعد سقوط الخلافة ، وأن الدولة خلافة شرعية صحيحة وحقيقة لا تقبل الجدال ، وأنها جماعة المسلمين ، وأن مخالفتها اصطدام بالنصوص الشرعية الخاصة بجماعة المسلمين (من غير تكفير لسائر الأمة كما يدع البعض زرواً) ، وهم مصرّون وعازمون على تمديد رقعة هذه الخلافة بكل ما أوتوا من قوة ، ومن يقف في طريقهم يكون عدواً لدماء وأشلاء مئات الملايين من المسلمين الذين قضوا بعد سقوط الخلافة محاولين إقامتها من جديد ، فالأمر ليس كما يظن البعض : من أنهم شباب اجتمعوا ولم يوفّقوا في الاجتهاد ، الأمر تعدى الجدال الفقهي إلى واقع كبير لا يمكن تغييره بالكلمات المجرّدة ، وقد حاول الكفار والمرتدون تغييره بالقوة فلم يفلحوا إلى الآن ، ولن يُفلحوا بإذن الله تعالى ..

الحل ليس في الاصطدام مع الدولة الإسلامية ، ولا في محاولة تفنيد اجتهاداتها كما يظن البعض ، فهذه أمور عفى عليها الزمن ولا تجدي الآن ولن تجدِ .. الحل في التوافق مع الدولة الإسلامية ، أو عدم الوقوف في وجهها ، وتركها تقاتل أعداء الله تعالى ، فهم يعتقدون جازمين بأن كل من يحول بينهم وبين قتال أعداء الله : يكون موالياً ومظاهراً لهم على المسلمين ، ويرون وجوب إزاحته عن الطريق – ولو بالقوة – ليصلوا إلى هدفهم المشروع .. ليعلم الجميع بأنه لا ظهور للمسلمين في الشام إلا مع الدولة الإسلامية ، ومهما تحالفت الفصائل واجتمعت تبقى ضعيفة بدون الدولة الإسلامية ، فالدولة الإسلامية هي الراية المنضبطة الواضحة القوية في الساحة ، وهي أقوى من جميع الفصائل مجتمعة ، وهذا لا ينكره إلا جاهل أو مكابر ، فمن دعى الفصائل للاجتماع دون الدولة الإسلامية ، فهو : إما جاهل يُغرّر بالمسلمين ، أو خبيث يريد اصطدام هذه الجماعات مجتمعة بالدولة ليضعف المجاهدون فيقوى الطرف النصيري الكافر .. الدولة محقّة في وجوب توحيد الفصائل تحت راية واحدة ، ولكنها لم تهتد إلى الكيفية بعد ، فنسأل الله أن يهدِ جميع المسلمين إلى سواء السبيل ..

الدولة الإسلامية عندها علماءها وطلبة علمها واجتهاداتها ، فهي مكتفية ذاتياً من هذا الجانب ، كما هي مكتفية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً (نوعاً ما) ، فهي لا تأبه بأي اجتهادات خارجية كما كانت تفعل الجماعات الأخرى ، ولا يأبه جنودها بنداءات من هنا وهناك ، وكلام هنا وهناك ، فالأمر محسوم عندهم ، وعلى بقية الجماعات والأفراد أن يجعلوا هذا الأمر في الحسبان عند تعاملهم مع الدولة الإسلامية ، ومناصري الدولة الإسلامية أشد ولاءً لها من مناصري غيرها الجماعات ، والدولة الإسلامية لا يخرج منها من يدخلها (إلا النادر) ،ـ وتأتيها البيعات من الجماعات الأخرى والأفراد بصورة مستمرة ، فهي – رغم شدتها وقسوتها الظاهرة – بيئة جاذبة ، وهذه الحقيقة تشهد لها الأرقام ، وهي حقيقة ألقت الرعب في قلوب أعداء الإسلام ، وحيرت من لا زال يظن الأمر كما كان ..

الدولة الإسلامية هي تحقيق بعض معنى قول الله تعالى {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} ، ونقول بعض لأنها لم تبلغ بعد حقيقة الشدة المعنية بالآية ، الشدة التي كان عليها الصحابة رضوان الله عليهم ، الشدة التي تجلّت في الفتوحات الإسلامية الأولى حتى ظن بعض أعداء الإسلام أن المسلمين من غير جنس البشر ، فالدولة حققت جزءاً يسيراً من هذه الشدّة ، وطريقها طويل في هذا الباب ، ولكن الدولة الإسلامية لم تحقق بعد معنى قول الله تعالى {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} ، خاصة مع مخالفيها من المسلمين في الجماعات المقاتلة ، وهذه الصفات – في آخر سورة “الفتح” – لا تصل إلى تحقيق { يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} إلا مجتمعة :

فمن كان شديداً على الكفار والمسلمين : لم يُعجب الزُّرّاع (المؤمنين) .
ومن رحم المسلمين والكفار (كأصحاب السلمية والديمقراطية والدولة المدنية ، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب) : لم يُعجب الزراّع .
ومن كان شديداً على المسلمين رحيماً بالكفار (كالخوارج والمنافقين ، وفي زماننا : المرتدون الموالون لأعداء الله ، المحاربون المجاهدين ، المظاهرون عليهم) : فهؤلاء لا يُعجبون الزُّرّاع .

لا يعجب الزُّرّاع إلا من كان شديداً على الكفّار رحيماً بالمؤمنين ، وهذا هو مثل المؤمن كما جاء في التوراة والإنجيل والقرآن ، وهو الموعود بالأجر العظيم والغفران ، فإغاظة الكفار تكون بالشدّة عليهم ومواجهتهم بالقوة ، وفي

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Memory of the Flies"

بسم الله الرحمن الرحيم

يُقال بأن الذبابة من أسرع المخلوقات نسياناً لقصر ذاكرتها ، فإذا حطّت على موضع وأُبعدت عنه بما يشكل خطراً على حياتها فإنها لا تلبث أن ترجع إلى نفس الموضع لنسيانها الأمر في ذات لحظات الهروب !!

كثير من الناس عندهم هذه المشكلة ، وهذه الأحداث أظهرت الكثير من العجائب التي تُخجل الذبابة في ذاكرتها ، وهذه بعض أمثلة واقعية لهذه الظاهرة الفريدة في تاريخ البشرية :

قبل أيام تدخلت روسيا بطائراتها في سوريا فضج الناس وأنكروا وأرعدوا وأزبدوا وقالوا وصرّحوا وبيّنوا ، ونسي هؤلاء بأن الروس كانوا ولا زالوا يشاركون في هذه الحرب بطائراتهم المتواجدة على الأرض السورية وفي القواعد الروسية الساحلية وبقيادات من الجيش الروسي ، فليس في الأمر أي تغيّر سوى الإعلان الرسمي !!

لما تدخّلت روسيا رسمياً وضربت – أول ما ضربت – قاعدة للجيش الحر ، قامت قيامة خبراءنا وعباقرة محللينا ليعلنوا للملأ بأن “الروس” يضربون المقاومة المعتدلة ويتركون “الدولة الإسلامية” ، إذاً الدولة الإسلامية عميلة !! رغم أن الروس أعلنوا بأن كل مناهض لبشار هو إرهابي ، إلا أن هؤلاء العباقرة يصرون على أن “الدولة الإسلامية” عميلة لأن الروس لم يبدؤوا بقصفها ، وعبثاً تحاول فهم هذه المعضلة ، فالعباقرة لم يعلنوا لنا من هي الجهة التي الدولة لها عميلة لعدم استفتاح الروس بضربها : فبشار يقصفها ، وإيران تقصفها ، ودول التحالف تقصفها ، فهل “الدولة الإسلامية” عميلة للروس هذه المرّة لأنها لم تبدأ بقصفها !! هل نسي هؤلاء العباقرة أنهم قالوا نفس الكلام قبل أن يقصف بشار الدولة الإسلامية ، وقبل أن يقصفها المالكي وإيران وأمريكا ودول التحالف العربي الرافضي الصليبي اليهودي !!

ها هم الروس يقصفون الدولة الإسلامية في الرقة يا من أنكرتم عدم قصفها ، فلتطمئن نفوسكم ، ولتريحوا بالكم ، فإخوانكم المسلمون في الدولة الإسلامية قُصفوا ، فأقيموا الحفلات ، ووزعوا الحلوى والمكسرات ، فأطفال الرقّة صاروا أشلاء وسالت الدماء .. هنيئاً لكم هذه العقول المغيّبة ، وهذه القلوب الممتلئة حقداً وكراهية وبغضاً لإخوانكم المسلمين الذين تتمنون أن يقصفهم النصارى الصليبيون ، هذا هو الإسلام ، وهذه هي عقيدة الولاء والبراء الصافية النقية ، وهذا هو الحب والبغض في الله يا من عُدم أوثق عرى الإيمان !!

مسألة العمالة هذه مسألة عجيبة ، فمنذ قيام الدولة الإسلامية ، بل منذ قيام الجهاد قبل أربعين سنة في أفغانستان والمجاهدون عملاء للاستخبارات الباكستانية ، ثم للأمريكان ، ثم للروس ، ثم لإيران ، ثم لرافضة العراق ، ثم للبعث ، ثم للنصيرية ، والبعض يُطلق فيقول : جهات أجنبية ، وفي كل الجبهات : جاء المجاهدون لإفساد الحراك الشعبي السلمي الديمقراطي الوسطي الإسلامي .. كانوا في أفغانستان متنطعون لا يتّفقون مع المقاومة المعتدلة المدعومة أمريكياً ، وفي الصومال أساؤوا إلى المقاومة المعتدلة المدعومة أثيوبياً ، وفي العراق أساؤوا إلى المقاومة الشعبية المدعومة عربياً ، وكذا مقاومة ليبيا المدعومة أوروبياً وعربياً ، واليمن المدعومة عربياً ، والشيشان المدعومة روسياً ، ومقاومة عباس المدعوم يهودياً !! ها هم الغلاة المتنطعون يسيؤون إلى المقاومة المعتدلة في سوريا والمدعومة أمريكيا وعربياً ، لا ندري كيف نسي هؤلاء تقارير مراكز الدراسات الغربية في تعريف الاعتدال ، بعضهم نسي بأنه يتكلم من بلاد حكامها قتلوا آلاف المسلمين في رابعة ، ودفعوا المليارات لابن اليهودية السيسي ، ومثلها لحفتر والمالكي والعبادي وحكومة لبنان النصرانية الرافضية وأمريكا لقتل المسلمين في العراق والشام وليبيا ، ولاة أمرهم ليسوا عملاء وهم يعلنون عمالتهم على الملأ ، أما من يقاتل أرباب ولاة أمرهم من الصليبيين فهؤلاء هم العملاء !! الذي يقتل العدو ويقطع رؤوس جنوده وجنرالاته هو العميل ، والذي يُعلن ولاءه للأعداء ويدفع لهم الأموال ويظاهرهم على المسلمين ويواليهم فهو الصادق الأمين وليّ أمر المسلمين !!

بعد كل ما فعله هؤلاء الحكام في الأمة : من تسليم فلسطين لليهود ، وتدمير مقدرات الأمة ، وملاحقة علماءها في شتى المجالات وتشريدهم وقتلهم ، والحرص على تخلف الشعوب والدول ، ومحاربة المصلحين وقتلهم والاستعانة بالأعداء عليهم ، وتسليم ثروات البلاد للأعداء ، ونشر الرذيلة وزرع الفتنة والتفريق بين المسلمين على أساس القوميات والأوطان ، وآخر الأمر ما كان في “الربيع العربي” من محاربة الشعوب وقتلها وتهجيرها والإعانة عليها ، رغم كل هذا لا زال البعض يطالب هذه الحكومات بالوقوف في وجه أعداء الأمة !! هم يقولون : نحن مع الأمريكان ، نحن مع الروس ، نحن مع السلم الدائم مع اليهود ، نحن ضد الإرهاب ، بل بعضهم يصرح بأنه ضد الإسلام والفكر الإسلامي والصحوة الإسلامية ، رغم كل هذا يأتي أصحاب ذاكرة الذبابة ليأمّلوا خيراً في هؤلاء !! البعض تجرأ واقترح على الدول العربية – بعد التدخل الروسي المعلن – تزويد الثورة السورية بمضادات الطائرات من غير موافقة أمريكا !! هكذا دون خجل !! نسي هؤلاء بأن طائرات هؤلاء الحكام هي التي تحوم فوق رؤوس المسلمين في سوريا وتقتلهم بالتنسيق مع الطيران الروسي والأمريكي والإيراني والأوروبي والصهيوني والنصيري !!

بعض الثوار في سوريا يظن أنه يأخذ “مساعدات” من هذه الدول لمحاربة بشار دون تنازلات !! ذاكرة الذبابة لم تُسعف هؤلاء !! هل هناك سابقة واحدة لمساعدات عربية أو غربية للمسلمين دون تنازلات !! إنهم لا يعطونك درهماً إلا ويأخذوا من دينك ديناراً ، ولا يُعطونك رصاصة إلا وانحرفت عن مسارها – دون أن تشعر – لتستقر في صدر الأمة .. أمريكا اشترطت على عبيدها “المعتدلين” محاربة الدولة الإسلامية حصراً ، وهؤلاء اشترطوا عليهم محاربة الدولة الإسلامية وقاعدة الجهاد مع حربهم لبشار تقيّة ، هؤلاء الخبثاء يعلمون بأن هذه “المساعدات” أشبه ما تكون بالمخدرات التي يعتمد عليها متعاطيها حتى يُدمنها ، وعندها يأخذون منه ما يريدون دون تردد منه ، وكم متعاطٍ للمخدرات باع عرضه وشرفه ودينه من أجل جرعة ..

هم أعطوا بشار ملايين الدولارات علانية ليشتري الأسلحة ، ثم أعطوا الحكومة اللبنانية ملايين الدولارات لتصل إلى بشار على طريقة “أين أذنك يا جحا” .. هم من يدعم الروافض في العراق بمئات الملايين من الدولارات علانية ، وهم من يدعم السيسي وحفتر ، وهم من دعم علي صالح والحوثيين ، هم الذين أشاروا على الأمريكان بمنع مضادات الصواريخ عن الثوار في سوريا حتى يُفني بشار المقاومة ، وهم الذين يقصفون المسلمين في سوريا والعراق بطائراتهم ، هم الذين عملت أجهزة استخباراتهم على التحريش

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Islamic State's Clients"

بسم الله الرحمن الرحيم

لعل هذا العنوان أعقد في مضمونه من أي لغز على وجه الأرض اليوم ، فكل شيء له تفسير علمي أو منطقي إلا ما كان محالاً ، فالمحال لا تفسير له لانتفاء وجوده ، وفي حالتنا هذه : تعذّر تصوّره .. أثبتنا بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة خارجية الدولة الإسلامية في مقالة سابقة بعنوان “الدولة الإسلامية الخارجية” ، ومما سهّل علينا الأمر وجود نصوص صحيحة عليها شروح وأقوال لعلماء الإسلام ، وكل ما قمنا به هو نقل هذه النصوص والشروح وطريقة استنباط العلماء لأحكامها وفق القواعد الشرعية ، أما معضلتنا اليوم فهي من بيان الواضحات ، وهذه من أعظم المعضلات ..

لأوّل مرّة في تاريخ البشرية تكون دولة عميلة لدول كثيرة تقاتلها وتقاتلهم ، ويجتمعون عليها وتصدّهم ، ويتآمرون عليها جميعاً ، ويرميها الجميع بالعمالة للجميع !! لأول مرة في تاريخ البشرية تجتمع جيوش دول في غرف مغلقة لقتال دولة عميلة لجميع من في هذه الغرف !! لقد كنا نعجب أشد العجب – ونحن صغار – من بشر أكرمهم الله بالعقل كيف يعبدون أصناماً من حجارة ، وقد زال العجب اليوم بعد أن رأينا من يعبد الأقلام ، ويصدّق الأوهام ، ويعتقد ما لا يُتصوّر في الأحلام !!

لأول مرة في تاريخ البشرية يكون قطع الرؤوس عمالة للمقطوعة رؤوسهم ، وحرق الجلود عمالة للمحروقين ، وفتح البلاد عمالة للمهزومين ، وإبادة الأرتال تلو الأرتال عمالة للمُندحِرين ، والقصف دليل عمالة المقصوف ، والأسْر دليل عمالة المأسور ، والقتل دليل عمالة المقتُول ، والتَّقطيع دليل عمالة المقطوع ، والتكفير دليل عمالة المُكفِّر ، والسبي دليل عمالة المسبيّ منه ، والجزية دليل عمالة آخذها !!

أكثر من ستين دولة اجتمعت على حرب الدولة الإسلامية العميلة للجميع ، وهذه الدول تتقاذف كرة التهمة بين بعضها ، ولا ندري إذا جلسوا في الغرف المغلقة كيف يكون الحوار بينهم والنقاش لحرب الدولة الإسلامية ، هل تقول إيران لآل سعود : سنقصف الليلة عملائكم في الموصل ، فيرد آل سعود : ونحن سنقصف عملائكم في الرقة ، ويقول موفد بشار : ونحن سنقصف عملاء آل سعود في تدمر ، وتقول الكويت : ونحن سنقصف عملاء بشار في دير الزور ، وتقول أمريكا : ونحن سنقصف عملاءنا في الحسكة ، ويقول اليهود : ونحن سنقصف عملاءنا في حلب ، ثم يكون التنسيق الجوي في غرفة العمليات العسكرية لقصف الدولة الإسلامية العميلة لكل هؤلاء !!

الرافضة يقولون بأن الدولة الإسلامية عميلة لآل سعود والوهابية ، والنصيرية كذلك ولكن يضيفون الصهيونية العالمية والإمبريالية كعادتهم ، وهذا لا يهمنا كثيراً لأن هذا الخطاب موجّه للرافضة والنصيرية ، فلا يعنينا ، أما قول البعض بأن الدولة الإسلامية عميلة لإيران أو بشار أو أمريكا ، وأنها جاءت لإفساد الثورات العربية ، فهذا هو الذي عليه مدار هذا الحديث الشاق المتعب ذهنياً ، فالمخاطَبون بهذا الكلام ليسوا من العقلاء ، فالعاقل لا يمكن أن يصدّق هذا وهو يرى بعينه ما ييراه العالم أجمع ، المشقّة هنا تكمن في إقناع أناس أشبه ما يكونون بمختلي العقل أو أصحاب إعاقة فكرية ، ولا يخفى صعوبة هذا الأمر ، فنسأل الله الهداية والتسديد ..

لعل أكثر ما انتشر بين أصحاب هذه النظرية الغريبة أن الدولة الإسلامية عميلة لإيران !! نحن نعلم يقيناً إرادة إيران السيطرة على العراق والشام ، ولا يمكنها فعل ذلك إلا بإيجاد قوّة سنيّة كبيرة تقتل الرافضة والنّصيرية ، وتقتل جنود وجنرالات إيران ذاتها ، فهذه أفضل طريقة تتحكم بها إيران في العراق والشام ، لأنها لا يمكن أن تتحكم في العراق مع استتباب الأمر لحكومة رافضية تأتمر بأمر السستاني الرافضي الفارسي ، ولا يمكن أن يستتب لها الأمر في سوريا تحت حكم النصيرية ، فلا بد من قوّة سنية تحارب النصيرية وتحارب الرافضة وصحواتها حتى يستتب الأمر لإيران في البلدين !!

الكل كان يقول – قبل ظهور الدولة الإسلامية – بأنه لا توجد جماعة رافضية وُصفت بالإرهاب ، رغم ما تقوم به هذه الجماعات من فضائع في العراق والشام ولبنان ، فالرفض كان كافياً لإبعاد تهمة الإرهاب عن أي جماعة مهما فعلت ، ولكن الدولة الإسلامية العميلة نالت هذا اللقب منذ لحظاتها الأولى في العراق ، وقد احتل الحوثيون اليمن ولم يستحقوا اللقب ، وقتل حزب اللات اللبناني المسلمين في سوريا ولم يستحق اللقب ، فهذا اللقب لا يستحقه إلا عملاء إيران حقاً وصدقا ..

قلناها قبل سنوات ، ونعيدها لمن لا زال نائماً : المفاوضات النووية الإيرانية لم تكن أبداً بخصوص المفاعلات النووية ، وإنما كانت المفاوضات مع الغرب بخصوص المحاصصة ، فالغرب يريد تقوية إيران وضربها بالدول الإسلامية عامة ، والعربية خاصة ، وإيران كانت تفاوض على حصتها من دول الخليج والدول العربية ، وقلنا بأن الغرب باع الكويت والبحرين والمنطقة الشرقية لإيران ، والجدال لم يكن حول استحقاق إيران لهذه الدول ، بل كان حول تقسيم آبار النفط بينها وبين الدول الغربية ، وهذا ما أطال أمد المفاوضات ، ولعلهم وصلوا إلى صيغة تضمن مصالحهم جميعاً على حساب شعوب الدول الخليجية الذين سيتسلط عليهم الرافضة ويذيقونهم سوء العذاب كما حصل في العراق وسوريا .. هذه الاتفاقية التاريخية التي قد تغيّر مجرى الأحداث في الأرض : يقف علماءنا ومفكرينا العباقرة أمامها بكل حزم ليثبتوا خارجية الدولة الإسلامية وعمالتها !!

قبضوا على مجموعة من الرافضة في الكويت عندهم مخازن أسلحة تكفي لاحتلال الكويت وتدميرها ، فكيف تعاملت الحكومة الكويتية مع هؤلاء الرافضة ؟ أمرت حكومة الكويت وسائل الإعلام والأفراد بالكف عن الخوض في المسألة ، ثم جاء الأمر بجعل القضية “حيازة أسلحة بدون ترخيص” ، فهؤلاء الرافضة – لشدّة غبائهم – لم يرخصوا المدافع والراجمات ومضادات الطائرات والمواد شديدة الإنفجار من الحكومة الكويتية !! لنسأل أنفسنا : لو كان مخزناً واحداً من هذه المخازن الكثيرة لشباب أهل السنة ، ماذا يكون موقف الحكومة الكويتية !! لو كانوا من الدولة الإسلامية !! هل ما زلنا نذكر تفجير مسجد الرافضة والهالة الإعلامية والفتاوى الصاروخية قبل أشهر !! نجزم يقيناً بأن التشهير يكون من نصيب عملاء إيران فقط ، أما التكتّم على الأخبار فيكون من نصيب المواطنين الصالحين المخلصين ..

الأخبار تكاد تتواتر حول حشد جيش رافضي كبير في العراق “يُعلن” نيته غزو الكويت وجزيرة العرب ، ما هي الاستعدادات التي تقوم بها هذه الدول المخلصة لصد مثل هذا الخطر :

أول استعداد هو : أنهم قاموا فعلاً بنقل معظم أموال الأمراء (المال العام المسروق) من جزيرة العرب إلى أوروبا وأمريكا والصين ..
ثانياً : أشغلوا الجيوش بالقتال جنوب جزيرة العرب ، وبقتال المسلمين في العراق

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Ka'abah Had Enough"

بسم الله الرحمن الرحيم

سمعنا خطبة لخطيب الحرم المكي بتاريخ 29 شوال 1436هـ ، ولا ندري ما نقول غير “حسبنا الله ونعم الوكيل” ، فقد تجرأ الخطيب على الدين ، وعلى علماء المسلمين ، فضلاً عن جرأته على المجاهدين ، فهل هذه هي رسالة أطهر بقعة على وجه الأرض !! أليس لهذا البيت حرمة !! أليس لرب هذا البيت خوف في قلوب هؤلاء !! أيجرؤ أحدهم على مثل هذا وهو واقف على منبر المسجد الحرام !!

هذه رؤوس أقلام تعليقاً على ما قال ، ونترك الاستطراد في الرد لأنه جاء في مقالات سابقة ، والتعليق على كلامه من بداية الخطبة حتى نهايتها حسب التسلسل الزمني لكلامه ، وإن حصلت إعادة لبعض النقاط فهي بسبب إعادته للكلام ، ولكن التعليق مختلف ، والله المستعان :

1- قال بأن الدولة الإسلامية تُكفّر عموم المسلمين ، وقد نفت الدولة في كلامها ورسائلها وبياناتها هذا الكلام ، وهو الحق ، فإن الدولة لا تكفّر عموم المسلمين ، بل تكفّر من وقع في الكفر من أهل البدع كالنصيرية والرافضة ، وتكفّر الكفار الأصليين كالنصارى واليهود ، وتكفّر من تولاهم وظاهرهم على المسلمين وشرّع للناس غير شرع رب العالمين ، وتكفّر بعض الجماعات ضمن هذه الاجتهادات ، أما عموم المسلمين فهم على إسلامهم عند الدولة الإسلامية ، ودليل هذا أنها لا تقتل المسلمين الذين في سلطانها أو في غير سلطانها وهي قادرة على ذلك ، وإنما تقتل من يقاتلها أو يتولى من يقاتلها ..

2- قال بأن الدولة الإسلامية تفجّر مساجد السنّة ، وقد اتضح من يفجّر المساجد بعد حادثة “مبنى الطوارئ” في عسير ليُلصق التهمة بالدولة ، فجميع الدلائل تشير إلى أن ولاة أمره هم من فجروا في المسجد ، وقد فُضحوا ولله الحمد والمنة بسبب غبائهم ..

3- قال بأن الدولة الإسلامية تقتل المسلمين ، ونقول : وهل يبذل جنود الدولة حياتهم إلا دفاعاً عن المسلمين .. هناك خمسة عشر مليون مسلم تحت سلطان الدولة ولم يتعرض لهم أحد ، ويعيشون في أمن وسلام إلا من الطيران الصليبي ومن دخل تحت راية الصليب ، كولاة أمره ..

4- وقال بأن الناس مصنّفون عند الدولة الإسلامية : إما كافر أصلي أو مرتد أو منافق ، ونقول : الدولة لا تكفّر إلا جماعات بعينها وأفراد بعينهم ولا تكفّر المسلمين ، بل عموم من يشهد الشهادتين عندها : مسلمون ، وهذا التصنيف لم يقله أحد قادة الجهاد حسب علمي ، والبينة على من ادعى ..

5- قال بأن الدولة الإسلامية خارجية ، وهذا من الجهل بواقع الدولة الإسلامية أو جهل بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أو بجهل بالأمرين أو افتراء وفجور في الخصومة ، وقد بينا هذا جلياً في مقالة “الدولة الإسلامية الخارجية” ..

6- وقال بأن الدولة الإسلامية فئة ضالة مضلة !! ولاة أمره أكبر من يمارس الإضلال والتضليل في الأمة .. الدولة الإسلامية فئة مسلمة مجاهدة تقاتل النصيرية والرافضة والصليبيين الذين تطير طائرات ولي أمره مع طائراتهم لتقصف المسلمين في الشام والعراق ..

7- وقال بأن الدولة الإسلامية مؤيَّدة من جهات إقليمية ودولية !! ألا يعلم هذا الخطيب درجة العمالة التي أُشربها ولاة أمره حتى الثمالة والتي يراها كل ذو عين ، وولاة أمره يُعلنون ذلك ولا يُنكرونه .. تأييد الدولة الإسلامية من الله عز وجل ، فهي لا تعتمد على غيره سبحانه ، فرغم اجتماع دول الأرض على حرب الدولة إلا أنها تحقق انتصارات عجز عن فهما الخبراء ، ورغم كل هذا التشويه إلا أن المسلمون يتدفقون عليها ويعلنون لها البيعات كل يوم .. من أين هذا ؟ من هي الدول التي تؤيد الدولة الإسلامية ، والعالم كله يحاربها !! ها أنتم دخلتم في التحالف الصليبي الذي جمع أكفر دول الأرض لحرب الدولة الإسلامية ولم تستطيعوا هزيمتها ، فكيف تهزمكم الدولة بتأييد جهات إقليمية ودولية لا يعرفها أحد !! هل عند هذه الجهات ما ليس عند أمريكا وأوروبا وروسيا والصين ودول الخليج وإيران واليهود والنصيرية والرافضة والملاحدة والأتراك !! كل هؤلاء حلفكم ، فمن يؤيد الدولة !! إنه رب البيت الذي تخطب منه ..

8- وقال بأن الدولة الإسلامية “يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان” ، ونحن نسأل كل عاقل : كم قتلت الدولة الإسلامية من الكفار ، وكم قتل الجيش “السعودي” من الكفار ؟ هل سمعتم عن جندي سعودي قتل نصرانياً أو يهودياً أو مجوسياً أو نصيرياً !! أليس هؤلاء هم أعداء الإسلام اليوم !! أليست حكومة الرياض هي من قتلت المسلمين في مصر وليبيا واليمن وسوريا والسودان وظاهرت الصليبيين على قتل المسلمين في باكستان وأفغانستان والصومال وغيرها من البلاد !! من الذي يقتل أهل الإسلام ويدع أهل الأوثان في الشام والعراق !! إن قال قائل : الجيش “السعودي” يقتل الحوثيين الرافضة في اليمن ، فنقول : الحوثيون ليسوا كفاراً عند حكومة “الرياض” ، ولم يقاتلوهم من هذا الباب ، بل قاتلوهم سياسة ..

9- ثم عاب على الناطق الرسمي للدولة أنه قال “شرابهم الدماء” ، وجهل بأن اللفظ ذاته قاله سيف الله خالد بن الوليد – رضي الله عنه – للروم ..

10- وعاب على الدولة الإسلامية أنهم سفكوا “أنهار الدماء في بلاد الفتن” ويقصد سوريا والعراق ، ونسي “الشيخ الفاضل” أن طائرات ولاة أمره كانت تحوم فوق رؤوس المسلمين هناك وتقصفهم بحمم النار أثناء خطبته !!

11- وقال بأن جنود الدولة الإسلامية يحملون على المسلمين “الكره والحقد والبغضاء” ، فيا لله ما أعظم هذه الجرأة !! أليسوا يموتون دون أعراض ودماء المسلمين !! أم نسي هذا الخطيب أن ولاة أمره دفعوا مليارات الدولارات لابن اليهودية ليحرق المسلمين في مصر وهم أحياء ، ودفعوا مئات الملايين للمالكي والعبادي الرافضيان ليقتلا المسلمين ويهتكا أعراضهم ، ودفعوا مئات الملايين لبشار النصيري ليلقي على المسلمين البراميل المتفجرة والقنابل الحارقة والغازات السامة !!

12- وأنكر أن الجهاد اليوم فرض عين ، وهذا خلاف الإجماع في مسألة جهاد الدفع الذي هو حالنا اليوم ، فهذه مخالفة لإجماع علماء الإسلام قاطبة ، ولعله لا يعرف حكم مخالفة مثل هذا الإجماع ..

13- وزعم أن الدولة الإسلامية “تكفّر كل من خالفها” ، وأتى بقول “العدناني” ، وقد بيّنّا بأن قول العدناني لا يدل على ذلك ، وإنما قصد العدناني الكفر المطلق بسبب قتال الدولة الذي ينتج عنه تحكيم غير شرع الله ، ولم يكفّر المعيّن ، فهذا من التلبيس على الناس ، رغم ذلك نقول : كاتب هذه الكلمات يُخالف الدولة الإسلامية في مسائل واجتهادات ، وقد كتب ذلك وأعلنه ولم تكفّره الدولة الإسلامية !!

14- وقال بأن الدولة الإسلامية تبنّت تفجير “مسجد” الطوارئ بأبها ، وهذه جُرأة عجيبة ، فولاية الحجاز تبنّت تفجير “مبنى” الطوارئ لا المسجد ، وبيانها مكتوب منشور في الشبكة العالمية ..

15- وقال : “ماذا يفعلون

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "An Eye and an Eye"

بسم الله الرحمن الرحيم

ما أصدق بيت تناقلته الركبان ونسبه البعض للإمام الشافعي ، وهو ضمن ديوانه المطبوع ، والبعض ينسبه لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما .. بيت فيه تطابق عجيب بين كلماته وحال أهل زماننا ، هذا الكمّ الهائل من التعصّب للجماعة أو الأفراد وغياب الإنصاف في كلام كثير من الناس يذكّرنا بقول شاعرنا (أياً كان) :

وعين الرضا عن كل عيب كليلة … كما أن عين السخط تبدي المساويا

لعله نقص في التربية ، أو نقص في العقول ، أو نقص في إخلاص القلوب ، فالذي لا شك فيه أن هناك نقص في مكان ما يجعل كثير من الناس يحكمون على الأحداث والجماعات والأفراد بعين واحدة : إن كانت جماعتنا فلها عين الرضى ، وإن كانت المُخالفة فنصيبها عين السخط المحتوم !!

رأينا أناس يقلبون الحسنة سيئة ، والسيئة حسنة ، ورأينا من التكلّف في ذلك العجب العُجاب ، وعبثاً تحاول اقناع إنسان بأن في الجماعة الفلانية أو الشخص الفلاني حسنات وسيئات ، هذا غير مقبول ولا يُمكن أن يُتصوَّر !! بل رأينا الحكم بالمآلات ومآلات المآلات في تسلسل يحكي قصة العقل الغائب ، ومن الغرائب قول بعضهم : “رأيت في الجماعة الفلانية شاباً يشرب البيبسي ، ومعنى ذلك أنهم يسمحون للبضائع الأمريكية بالدخول في مناطقهم ، وهذا من التساهل الموحي بانعدام البراء من الكفار ، ومن الأدلة الدامغة على أن هؤلاء عملاء لأمريكا” !! هكذا يغيب منطق العقل ، ويطغى منطق التعصّب المقيت !!

المصيبة أن قادة بعض الجماعات يُنشؤون أتباعهم على هذه الفلسفة الغريبة في النظر إلى الأمور : فكل ما عند الجماعة المخالفة خطأ لا يمكن أن يتخلله صواب ، وكل ما عند جماعتهم صواب لا يتطرق إليه الخطأ ولا ينبغي ، وبذلك نضمن إنشاء جيل أعور !!

الجماعة الفلانية فتحت المدينة الفلانية : الأعداء هم الذين انسحبوا وتركوا المدينة لهذه الجماعة لأنهم عملائهم !! جماعتنا فتحت مدينة وفرّ الأعداء منها لا يلوون على شيء خوفاً من أهل الجهاد الأبرار الأخيار !! الصورة واحدة ، ولكن هذه جماعتهم وهذه جماعتنا ، فلزم التأويل هناك والأخذ بالظاهر هنا !!

فلان : قائد فذ مجاهد شيخ علّامة قدير حكيم عبقري نحرير لا يُشق له غبار ولا يُدرَك لإخلاصه قرار .. خالفَنا !! هو جاهل عميل خائن ذليل لا قيمة له ولا وزن ولا يستحق الإحترام والتبجيل !! فلان كتب مقالة أو قال كلمات فيها إطراء لجماعتنا ، هذا هو الذي يفهم الأمور ويزنها بميزان الحق ، نسأل الله أن يقيه من كل الشرور .. كتب في الغد جملة لا تروق لنا : هو ضال مُضلّ ساقط لا نقبل منه صرف ولا عدل جعله الله من سكان القبور !!

الله تعالى قال في كتابه مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (البقرة : 219) فهذه أم الخبائث أُنصفت في القرآن وقيل أن فيها منافع للناس هي والميسر ، وضررهما أكبر ، فأين إنصاف المسلمون لبعضهم البعض ، هلا تفكّروا وتدبّروا كلام الله تعالى !!

كانوا بالأمس جماعة واحدة أفرادها يحب بعضهم البعض ويُثني بعضهم على بعض ويفدي بعضهم بعض بحياتهم ، واليوم أصبحوا جماعتين : يسب بعضهم البعض ، ويُبغض بعضهم البعض ، ويتشفّى بعهم من بعض ، ويتمنى بعضهم زوال الآخر ، ويرجوا بعضهم هزيمة الآخر ولو من قِبل أعداء الإسلام من النصارى والملاحدة والرافضة والنصيرية !!

الخمر والميسر فيهما منافع للناس بنص القرآن ، ولكن المخالف ليس فيه خير ، ولا فائدة مرجوّة منه !! رأينا رسائل كبيرة وورقات كثيرة لأتباع بعض الجماعات قلبت كل حسنة سيّئة في الجماعات الأخرى ، وقلبت كل سيّئة حسنة في جماعتها ، وهذا من أعظم الظلم للنفس قبل الغير ، والمصيبة أن بعض هؤلاء من طلبة اللعم ، فإن كان هذا صنيع هؤلاء فكيف بمن ورائهم !!

أنت تخالف الجماعة الفلانية ولعلك تعاديها مخالفاً بذلك أمر ربك بموالاة المؤمنين ومناصرتهم ومحبتهم والعمل على وحدة الصف ، فلا تجمع بين هذه المعاصي وبين معصية الظلم ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة : 8) حتى لو كنت تقاتل هذه الجماعة بالصواريخ والقنابل والدبابات فأنت مأمور بالعدل في الشهادة عليها ، ولا يجوز أن تشهد زورا ..

هم ليسوا من جماعتك لكنهم مسلمون ، وليسوا من فصيلك لكنهم مسلمون ، وليسوا من مناصريك ولكنهم مسلمون ، وحتى لو لم يكونوا مسلمين فأنت مأمور بالعدل في شهادتك {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (الأنعام : 152) ، تذكّر أخي أن هذا أمر الله ..

الكلام هنا ليس على أطنان الكذب الذي يلقيه الإعلام عن الجماعات المجاهدة ، بل الكلام عن أفراد هذه الجماعات ومناصريها الذين يظن بعضهم أن في ذكر حسنة في المخالف خيانة لجماعته أو ظهور للجماعة الأخرى أو انتصار لأنصارها عليه وغياب حجّته أمامهم ، فالرقابة هنا للجماعة ولأنصار الجماعة وليس لله سبحانه وتعالى ..

الصحابة رضوان الله عليهم تقاتلوا فيما بينهم ، ولكنهم لم يشهدوا بالزور على بعضهم البعض .. في معركة صفين كان جيش الشام يصلي مع جيش العراق جنباً إلى جنب ، والكل يأتم بأبي الحسنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فالكل يشهد له بالفضل ، حتى معاوية رضي الله عنه كان يجلّه ويعرف شرفه ومنزلته ، وما ذكر بعض المؤرخون من أمور مخالفة لهذه الحقيقة هي في الغالب من روايات الرافضة .. استأذن قاتل الزبير بالدخول على عليّ بعد معركة الجمل ، فقال عليّ لحاجبه : “بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار” ولم يستقبله ، فابن خالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وما كان لعلي رضي الله عنه أن يشهد بغير هذا رغم القتال الذي حصل بينهم ..

قالوا : “من لم يَدْعُه العدل إلى الإنصاف ، دعاه الجور إلى الانتصاف ، وأعدلُ الناس من أنصفَ من نفسه” .. قال تعالى {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} قال ابن عيينة : “العدل : الإنصاف ، والإحسانُ : التفضُّل” ، فهل أدرك البعض درجة العدل حتى يُدرك منزلة الإحسان !! هل يُدرك البعض أنه بتزويره الشهادة يَظلم المشهود عليه وأن “الظلم ظلمات يوم القيامة” (البخاري ومسلم) ، فكيف به إذا رفع المظلوم يده ودعى ربّه وحُملت دعوته على الغمام