New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Ka'abah Had Enough"

بسم الله الرحمن الرحيم

سمعنا خطبة لخطيب الحرم المكي بتاريخ 29 شوال 1436هـ ، ولا ندري ما نقول غير “حسبنا الله ونعم الوكيل” ، فقد تجرأ الخطيب على الدين ، وعلى علماء المسلمين ، فضلاً عن جرأته على المجاهدين ، فهل هذه هي رسالة أطهر بقعة على وجه الأرض !! أليس لهذا البيت حرمة !! أليس لرب هذا البيت خوف في قلوب هؤلاء !! أيجرؤ أحدهم على مثل هذا وهو واقف على منبر المسجد الحرام !!

هذه رؤوس أقلام تعليقاً على ما قال ، ونترك الاستطراد في الرد لأنه جاء في مقالات سابقة ، والتعليق على كلامه من بداية الخطبة حتى نهايتها حسب التسلسل الزمني لكلامه ، وإن حصلت إعادة لبعض النقاط فهي بسبب إعادته للكلام ، ولكن التعليق مختلف ، والله المستعان :

1- قال بأن الدولة الإسلامية تُكفّر عموم المسلمين ، وقد نفت الدولة في كلامها ورسائلها وبياناتها هذا الكلام ، وهو الحق ، فإن الدولة لا تكفّر عموم المسلمين ، بل تكفّر من وقع في الكفر من أهل البدع كالنصيرية والرافضة ، وتكفّر الكفار الأصليين كالنصارى واليهود ، وتكفّر من تولاهم وظاهرهم على المسلمين وشرّع للناس غير شرع رب العالمين ، وتكفّر بعض الجماعات ضمن هذه الاجتهادات ، أما عموم المسلمين فهم على إسلامهم عند الدولة الإسلامية ، ودليل هذا أنها لا تقتل المسلمين الذين في سلطانها أو في غير سلطانها وهي قادرة على ذلك ، وإنما تقتل من يقاتلها أو يتولى من يقاتلها ..

2- قال بأن الدولة الإسلامية تفجّر مساجد السنّة ، وقد اتضح من يفجّر المساجد بعد حادثة “مبنى الطوارئ” في عسير ليُلصق التهمة بالدولة ، فجميع الدلائل تشير إلى أن ولاة أمره هم من فجروا في المسجد ، وقد فُضحوا ولله الحمد والمنة بسبب غبائهم ..

3- قال بأن الدولة الإسلامية تقتل المسلمين ، ونقول : وهل يبذل جنود الدولة حياتهم إلا دفاعاً عن المسلمين .. هناك خمسة عشر مليون مسلم تحت سلطان الدولة ولم يتعرض لهم أحد ، ويعيشون في أمن وسلام إلا من الطيران الصليبي ومن دخل تحت راية الصليب ، كولاة أمره ..

4- وقال بأن الناس مصنّفون عند الدولة الإسلامية : إما كافر أصلي أو مرتد أو منافق ، ونقول : الدولة لا تكفّر إلا جماعات بعينها وأفراد بعينهم ولا تكفّر المسلمين ، بل عموم من يشهد الشهادتين عندها : مسلمون ، وهذا التصنيف لم يقله أحد قادة الجهاد حسب علمي ، والبينة على من ادعى ..

5- قال بأن الدولة الإسلامية خارجية ، وهذا من الجهل بواقع الدولة الإسلامية أو جهل بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أو بجهل بالأمرين أو افتراء وفجور في الخصومة ، وقد بينا هذا جلياً في مقالة “الدولة الإسلامية الخارجية” ..

6- وقال بأن الدولة الإسلامية فئة ضالة مضلة !! ولاة أمره أكبر من يمارس الإضلال والتضليل في الأمة .. الدولة الإسلامية فئة مسلمة مجاهدة تقاتل النصيرية والرافضة والصليبيين الذين تطير طائرات ولي أمره مع طائراتهم لتقصف المسلمين في الشام والعراق ..

7- وقال بأن الدولة الإسلامية مؤيَّدة من جهات إقليمية ودولية !! ألا يعلم هذا الخطيب درجة العمالة التي أُشربها ولاة أمره حتى الثمالة والتي يراها كل ذو عين ، وولاة أمره يُعلنون ذلك ولا يُنكرونه .. تأييد الدولة الإسلامية من الله عز وجل ، فهي لا تعتمد على غيره سبحانه ، فرغم اجتماع دول الأرض على حرب الدولة إلا أنها تحقق انتصارات عجز عن فهما الخبراء ، ورغم كل هذا التشويه إلا أن المسلمون يتدفقون عليها ويعلنون لها البيعات كل يوم .. من أين هذا ؟ من هي الدول التي تؤيد الدولة الإسلامية ، والعالم كله يحاربها !! ها أنتم دخلتم في التحالف الصليبي الذي جمع أكفر دول الأرض لحرب الدولة الإسلامية ولم تستطيعوا هزيمتها ، فكيف تهزمكم الدولة بتأييد جهات إقليمية ودولية لا يعرفها أحد !! هل عند هذه الجهات ما ليس عند أمريكا وأوروبا وروسيا والصين ودول الخليج وإيران واليهود والنصيرية والرافضة والملاحدة والأتراك !! كل هؤلاء حلفكم ، فمن يؤيد الدولة !! إنه رب البيت الذي تخطب منه ..

8- وقال بأن الدولة الإسلامية “يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان” ، ونحن نسأل كل عاقل : كم قتلت الدولة الإسلامية من الكفار ، وكم قتل الجيش “السعودي” من الكفار ؟ هل سمعتم عن جندي سعودي قتل نصرانياً أو يهودياً أو مجوسياً أو نصيرياً !! أليس هؤلاء هم أعداء الإسلام اليوم !! أليست حكومة الرياض هي من قتلت المسلمين في مصر وليبيا واليمن وسوريا والسودان وظاهرت الصليبيين على قتل المسلمين في باكستان وأفغانستان والصومال وغيرها من البلاد !! من الذي يقتل أهل الإسلام ويدع أهل الأوثان في الشام والعراق !! إن قال قائل : الجيش “السعودي” يقتل الحوثيين الرافضة في اليمن ، فنقول : الحوثيون ليسوا كفاراً عند حكومة “الرياض” ، ولم يقاتلوهم من هذا الباب ، بل قاتلوهم سياسة ..

9- ثم عاب على الناطق الرسمي للدولة أنه قال “شرابهم الدماء” ، وجهل بأن اللفظ ذاته قاله سيف الله خالد بن الوليد – رضي الله عنه – للروم ..

10- وعاب على الدولة الإسلامية أنهم سفكوا “أنهار الدماء في بلاد الفتن” ويقصد سوريا والعراق ، ونسي “الشيخ الفاضل” أن طائرات ولاة أمره كانت تحوم فوق رؤوس المسلمين هناك وتقصفهم بحمم النار أثناء خطبته !!

11- وقال بأن جنود الدولة الإسلامية يحملون على المسلمين “الكره والحقد والبغضاء” ، فيا لله ما أعظم هذه الجرأة !! أليسوا يموتون دون أعراض ودماء المسلمين !! أم نسي هذا الخطيب أن ولاة أمره دفعوا مليارات الدولارات لابن اليهودية ليحرق المسلمين في مصر وهم أحياء ، ودفعوا مئات الملايين للمالكي والعبادي الرافضيان ليقتلا المسلمين ويهتكا أعراضهم ، ودفعوا مئات الملايين لبشار النصيري ليلقي على المسلمين البراميل المتفجرة والقنابل الحارقة والغازات السامة !!

12- وأنكر أن الجهاد اليوم فرض عين ، وهذا خلاف الإجماع في مسألة جهاد الدفع الذي هو حالنا اليوم ، فهذه مخالفة لإجماع علماء الإسلام قاطبة ، ولعله لا يعرف حكم مخالفة مثل هذا الإجماع ..

13- وزعم أن الدولة الإسلامية “تكفّر كل من خالفها” ، وأتى بقول “العدناني” ، وقد بيّنّا بأن قول العدناني لا يدل على ذلك ، وإنما قصد العدناني الكفر المطلق بسبب قتال الدولة الذي ينتج عنه تحكيم غير شرع الله ، ولم يكفّر المعيّن ، فهذا من التلبيس على الناس ، رغم ذلك نقول : كاتب هذه الكلمات يُخالف الدولة الإسلامية في مسائل واجتهادات ، وقد كتب ذلك وأعلنه ولم تكفّره الدولة الإسلامية !!

14- وقال بأن الدولة الإسلامية تبنّت تفجير “مسجد” الطوارئ بأبها ، وهذه جُرأة عجيبة ، فولاية الحجاز تبنّت تفجير “مبنى” الطوارئ لا المسجد ، وبيانها مكتوب منشور في الشبكة العالمية ..

15- وقال : “ماذا يفعلون بتكفير المسلمين” ، ونقول له : وماذا تقول بقولك أن الدولة الإسلامية خوارج ، وأنت تعلم أن الخوارج مباحوا الدم !! أحلال على بلابله الدوح !! وقد قلنا بأن الدولة الإسلامية لا تكفّر المسلمين ، وأنما تجتهد في تكفير بعض الجماعات والأفراد ..

16- وقال : “ماذا يفعلون بتفريق الأمة” !! لا ندري كيف نعلّق على هذا كونه يعيش تحت حكم “آل سعود” !! هل نضرب له أمثلة ؟ أم نأتي له بأدلّة !!

17- وقال : “ماذا يفعلون بتمكين الأعداء” !! وهذا مما يقال فيه : رمتني بداءها وانسلّتِ !! من الذي مكّن الأعداء من جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم وجلب الجيوش النصرانية والقيادة اليهودية ، وجعل طائراتهم تحوم في سماء هذه البلاد الطاهرة ، وأوجد لهم قواعد عسكرية برية وبحرية ينطلقون منها لقتل المسلمين في سائر الأرض ، بل إن أكبر مبنى جهاز استخبارات أمريكي يوجد في جدّة على بُعد عشرات الكيلومترات المنبر الذي خطب عليه خطيبنا !!

18- وقال : “ماذا يفعلون بضياع الشباب” !! لا ندري من يملك قنوات العهر والفجور التي تقرّب الزنا والخنا للشباب !! من الذي أفقر الشباب وجعلهم عاطلين عن العمل وهو يحجز مدناً وشواطئ في أوروبا يقضي فيها إجازته في وقت الحرب !!

19- وأتى بحديث : “من أعان على قتل مؤمنٍ [مسلم] بشَطرِ كلمة لَقِي اللهَ مكتوباً بين عينَيْه : آيسٌ من رحمةِ اللهِ” (قال المنذري : لا يتطرق إليه احتمال التحسين .. وضعّفه الألباني ، وقال بعض المحدثين بأنه موضوع) نحن نعلم أن من المنهج عندهم عدم جواز ذكر الحديث الضعيف إلا مع بيان ضعفه أو للتحذير منه ، ولكن لما كان الخوض في المجاهدين : فلا بأس ، ليس هذا المهم ، المهم أن نسأل الخطيب : هل هذا الكلام يصح في ولاة أمرك أم أنه خاص بالمجاهدين فقط !! بمعنى : الذين قتلوا المسلمين في رابعة والنهضة ، والذين أعانوا على قتلهم بالمليارات وأعلنوا دعمهم وموافقتهم على هذا القتل يكونون من الآيسين من رحمة الله ، أم هم في جنان الخلد كما قالت صحافتكم !! والذين يدكّون المستشفيات والمدارس والمساجد في العراق والشام بطائراتهم ينطبق عليهم هذا الإثم ، أم هم استثناء !!

20- وقال مخاطباً الشباب : “إنك إن تدخل معهم أو تناصرهم أو تؤيدهم أو تزين أعمالهم فإنك شريك في قتل المسلمين” !! هكذا بكل جرأة يُفتي الشيخ بأن من يناصر أو يؤيد يكون شريكاً !! لعلنا نذكّر الشيخ بأنه جاء في إعلامهم بعد مذبحة رابعة : “دعا الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود المصريين والعرب والمسلمين إلى التصدي لكل مَنْ يحاول زعزعة أمن مصر ، مؤكداً أن السعودية شعباً وحكومة تقف مع مصر ضد ما وصفه بالإرهاب والضلال والفتنة ، وتحدث موضحا دعمه ومساندته لمصر وشعبها ورفض أي تدخل في شئونها واستعداد بلاده لدعم مصر” ، الدعم هنا لابن اليهودية السيسي ضد المسلمين في مصر ، فهل الملك يدخل تحت منطق الشيخ ، أم أن الواسطة تُخرجه من المسألة !!

21- وقال محذراً الشباب : احذر أن تكون ممن يتناوله عموم هذه الآية {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً} (الفرقان : 29) ، نقول للشيخ : هل ينطبق هذا على أخلاء وأصدقاء الأمريكان والروس والصفويين والملاحدة والعلمانيين !! لا تقل “علاقات دبلوماسية ودولية” هم يقولون : نحن أصدقاء ، ونحن شركاء في الحرب على الإرهاب ، ونحن نؤيد السيسي ، ونؤيد بوش ، ونؤيد أوباما في حربهما على أفغانستان والعراق ، وبوش أعلنها حرباً صليبية وقتل مليوني عراقي ثم دنست رجلاه جزيرة العرب ورقص مع ولاة أمرك العارضة !! أعتقد أن الرقصة دليل الخلّة !! وها هم يتشاورون مع بشار ، ويرسلون الرسل لقاتل المسلمين في مصر ليوطدوا العلاقات المتينة بين البلدين ، ولا نريد ان نحسد علاقتهم مع إيران الشقيقة ..

22- ثم استشهد بحديث “الشملة” على حرمة تفجير النفس ، وحديث الشملة في باب الغلول ولا دخل له بمسألة العمليات الإنغماسية !!

23- ثم ردّ الأمر إلى أن الشباب ينقمون على “بعض المظالم” ، ولو أراد الوصف الدقيق لقال : الكفر الأكبر المخرج عن الملّة بتولي النصارى ، وبالحكم بغير ما أنزل الله ، وبتعطيل شرع الله ، وبقتل المسلمين وترك الكافرين يسرحون ويمرحون بكفرهم في جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم !! كل هذا ليس “بعض المظالم” ، بل الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم الظلم الذي يقع على الناس لكونه من شرك الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ..

24- ورد أمر تمزيق البلاد وتشريد الأسر إلى مثل هذه العمليات ، ولم يدر الشيخ بأن هناك أكثر من ثلاثين ألف معتقل – منهم نساء – في سجون ولاة أمره لا جرم لهم سوى بغضهم للكفار ودعوتهم لقتال العدو الأمريكي الصائل أو اعتراضهم بكلمات في بعض الجرائد أو القنوات الإعلامية أو جهادهم في أفغانستان أو البوسنة .. مئات العلماء وآلاف المسلمين والمسلمات ، بعضهم قضى أكثر من عشر سنوات في السجن دون محاكمة ولا تهمة ، فمن الذي شتت وشرّد ومزق الأُسر !!

25- وسمى هذا الظلم وهذا الكفر الذي وقع فيه ولاة أمره “هنّات” ، وأوحى بأنه لا يصح منه شيء ، وكأن الناس صمٌ بكمٌ عُميٌ !! وكأن الذي يلبس الحزام ويفجّر نفسه : يفعل ذلك بسبب “هنّات” ربما لا يصح منها شيء !! لعل الشيخ لا يدري بأن الناس تجاوزوا المذياع والصحف الصفراء ..

26- وزعم أن العلماء على مختلف مشاربهم ومدارسهم قد أجمعوا على ضلال هذه الفئة (ويقصد الدولة الإسلامية) وأنهم من المعنيين بقوله صلى الله عليه وسلم “هم كلاب النار” ، وبقوله عليه الصلاة والسلام “وإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم لأجراً لمن قتلهم يوم القيامة” (متفق عليه) ، وبقوله صلى الله عليه وسلم “لإن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد” (متفق عليه) !! نقول : كبرت كلمة تخرج من أفواهكم !! أين الإجماع وقد سجنتم مئات العلماء ، وقررتم بأن من يؤيد الدولة الإسلامية من العلماء والعامة فهو عرضة للسجن أو القتل !! ما أعظم هذه الفرية على المسلمين ، وما أعظم الفرية على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زعمتم بأن الدولة الإسلامية هي المعنية بأحاديث الخوارج ، وقد بينا بما لا يدع مجال للشك بأن هذا من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأي جرم أعظم من الوقوف على منبر المسجد الحرام وتعمّد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم !! ولعل التاريخ يعيد نفسه : فهذا المنبر استخدمه الأشراف لنفس الغرض : فرموا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالخارجية .. لا يصح عندهم الإجماع بكفر ولاة أمرهم : وقد أجمع علماء الإسلام قاطبة على كفر من تولى الكفار وظاهرهم على المسلمين !! ولا يصح عندهم الإجماع بوجوب قتال العدو الصائل على المسلمين : وقد أجمع علماء الإسلام قاطبة على ذلك ، وهم يستثنون إذا كان الصائل أمريكا (هُبل ولاة أمرهم) !! لا يصح عندهم الإجماع على كفر من حكم بغير شرع الله وجعل قوانين مكتوبة يلزم الناس بها ، ورضي بالقوانين الدولية المخالفة لشرع رب البرية ووقّع عليها !! لا يصح كل هذا ، وتنازلوا عن رأيهم بأن الإجماع لا يصح بعد عهد الصحابة أو أنه متعذّر كاذب مدّعيه لأنه لا يعلم من خالفه ، وصح عندهم الإجماع في ضلال المجاهدين وخارجيتهم .. لو أن ولاة أمرهم رضوا عن المجاهدين وكانت مصلحتهم في مصالحة أهل الجهاد لأصبح المجاهدون من الصدّيقين والصالحين بين عشية وضحاها عند هؤلاء العلماء الأفذاذ ، وأصبح مخالفهم خارجي مارق !! ثم يتسائل “شيخنا الكريم” : لم لا يرجع الشباب إلى أمثاله من العلماء الراسخين !!

27- ثم قال بأن “المجاهدين شر على الأمة : سفكوا دمائها وقطّعوا ديارها ومكّنوا لأعدائها وأضاعوا ثرواتها وأفسدوا شبابها ونزعوا هيبتها” !! بالله عليكم : أيصف المجاهدين أم يصف ولاة أمره !! من الذي سفك الدماء في رابعة ولا زال يسفكها بقصفه للمسلمين في العراق وسوريا وليبيا !! من الذي فصل جنوب السودان عن شمالها !! من الذي مكّن للصليبيين في جزيرة العرب ، ومكّن للرافضة في العراق ، ومكّن للملاحدة في مصر وتونس !! أما قضيّة “أضاعوا ثرواتها” فهذه لا يقولها من عنده ذرّة حياء وهو يعيش تحت سلطان “آل سعود” !! وأما أن المجاهدون هم من أفسدوا شباب الأمة فهذا صحيح لا يختلف عليه أحد : فقنوات العهر والفساد والكفر والزندقة والفجور تبث من الرقة والموصل وتدمر ودير الزور !! وأما من نزع هيبة الأمة فهو : الذي جعل بلاد الإسلام كالمومس يدخلها من شاء ليفعل بها ما شاء ، وسخّر جيوش بلاده تسخيراً للنصارى الأمريكان يحرسونهم ليهتكوا أعراض المسلمات في العراق وأفغانستان ويقتلوا المسلمين في سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها !! وآخر المصائب ما وجدوا في الكويت من سلاح عند الرافضة فأمروا الناس بالسكوت وعدم الخوض في الأمر حياءً من الجارة الصديقة وخوفاً من خدش مشاعرها ، ثم يرمون الدولة الإسلامية بالعمالة لإيران !!

28- ومن المضحكات قوله : “ومن إيجابيات وسائل الإعلام الحديثة أنها أظهرت فظاعات المجاهدين وظلمهم وغلوهم في التكفير لمن خالفهم كائناً من كان ، واستباحة الدماء المعصومة والعدوان على كل من خالفهم ، مع الاتصالات المشبوهة مع بعض الأنظمة والمنظمات والجهات الدولية والإقليمية” !! أما وسائل الإعلام الحديثة فقد عرّت ولاة أمرك ، وها هي الوثائق البريطانية التي تظهر في البرامج الإجتماعية كشفت مراسلات “مؤسس دولة التوحيد” مع البريطانيين الذين كان يتمسح بحذائهم ليأخذ راتبه وأسلحته منهم ليقتل المسلمين في الوقت الذي كان يأخذ الراتب من العثمانيين أعدائهم ، وكشف الإعلام الحديث صولات وجولات ولاة أمره في بيوت الدعارة الأوروبية والأمريكية وتبديدهم أموال المسلمين على شهواتهم .. أما مسألة الغلو والتكفير وغيره فقد جاء الرد عليه ، وأما قوله بأن الدولة الإسلامية لها اتصالات مشبوهة مع جهات اقليمية ودولية ومنظمات وأنظمة ، فليته ذكر اسماء هذه الجهات حتى يعرف المسلمون حقيقة هذه الجهات التي تساند الإرهابيين التكفيريين الخوارج ، فلِم التستّر على هذه الجهات !! إن كان الأمر كما يقول : فلتقطع دولته صلتها بهذه الجهات والدول والمنظمات !! لماذا تتسترون على هذه الجهات المشبوهة !! افضحوهم وأضحكونا معكم ..

29- ثم قال في الخطبة الثانية : “لا يُعرف في تاريخ المسلمين ولا في النزاع بين طوائفهم من كان يستهدف المساجد ليهدمها ويسعى في خرابها والمصاحف ليحرّقها ويمزّقها والمصلين الرُّكّع السجود ليتعمّد قتلهم” !! هنا أمرين : الأول أن المجاهدين لم يفجروا في المسجد ، وقد اتضح هذا جلياً لكل من رأى الصور والمقاطع المرئية قبل أن يفجّر ولاة أمره المسجد ويلطخوا المصاحف بالأصباغ أو الدماء ويمزقوها بأيديهم في عملية بدائية كشفت غباء أجهزة أمنهم .. ثانياً : من الذي هدم مسجد الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد فك الله أسره !! من الذي ضرب الحرم بالمدافع أيام جهيمان وأدخل القوات الفرنسية الصليبية الخاصة إلى الحرم ليقتلوا المسلمين فيها بعد أن تردد بعض جنوده وتلكأ في دخول الحرم وقتال المسلمين فيه !! قلنا : لعل الشيخ الفاضل يجهل بأن طائرات ولاة أمره كانت تقصف المساجد والمدارس والأسواق والمستشفيات في العراق والشام أثناء خطبته ..

30- ثم استشهد بقول الله تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (البقرة : 114) ، فنقول له : من يمنع الدعاة والعلماء – الذين مُنعوا من دخول بلاد الحرمين – مِن قصد بيت الله الحرام للحج والعمرة !! من الذي يدخل المسجد الحرام بآلاف الجنود يحرسونه خوفاً من المصلّين ، ومن الذي أخزاه الله وطُرد من شواطئ فرنسا العارية !! من الذي سعى في خراب المساجد بتفريغها مِن محتواها فمنع خوض العلماء في مسائل الأمة ونوازلها إلا بما يُرضي النصارى ، ومن عارض هذا الأمر سُجن بلا محاكمة ، وإلى أجل غير مسمى !!

31- ثم قال “هذه البلاد محفوظة بحفظ الله” ، ويقصد بلاد الحرمين ، فنقول : نعم ، هي محفوظة بحفظ الله تعالى لمكان الحرمين ، ولكن أحفاد مسيلمة (ولاة أمرك) في نجد محفوظون بحفظ الصليبيين لهم ، ولو أن أهل الصليب رفعوا مظلة صليبهم من على رؤوس ولاة أمرك شهراً لخطب “العدناني” في الحرم بدلاً عنك ..

هذا غيض من فيض ، وقد أخذ الخطيب يتكلّف التباكي ويستجدي الشباب – في محاولة بائسة توحي باليأس – كي لا ينضموا للدولة الإسلامية ، ولو كان هذا التباكي على طياري ولاة أمره الذين يقصفون المسلمين في الشام والعراق لكان أولى ، وأخذ يقول للشباب “ماذا يفعل هؤلاء بلا إله إلا الله إذا جاء بها صاحبها يوم القيامة” ونقول له : ماذا يفعل ولاة أمرك الذين قتلوا المسلمين في مصر والعراق والشام وأفغانستان وباكستان والسودان وليبيا وغيرها بلا إله إلا الله إذا أتى بها هؤلاء يوم القيامة !!

إذا كان كل هذا التلبيس والتدليس من على منبر المسجد الحرام ، فماذا نقول عن بقية المنابر !! وماذا نقول عن وسائل إعلامهم !! هل بقي عند البعض ذرة حياء من الله حتى يكون كل هذا التلبيس في بيته الحرام ، وأمام جموع المسلمين ، ويسمعه وينقله ملايين المسلمين !! جاء في حديث تفسير الرؤيا : “وأما الرجلُ الذي أتيت عليه ، يُشرشَر شدقُه إلى قفاه ، ومنخرُه إلى قفاه ، وعينُه إلى قفاه ، فإنه الرجلُ يغدو من بيته ، فيكذب الكذبةَ تبلغ الآفاقَ” (البخاري) ، وهذا في أي مكان ، فكيف به لو صعد على منبر المسجد الحرام وقال ما قال !!

{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (البقرة : 156) ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم آجرنا في مصيبتنا في بعض علماءنا واخلفنا خيراً منهم .. اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين سوءً فأشغله بنفسه ، واجعل تدبيره تدميره ، واجعل الدائرة عليه يا رب العالمين .. اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ، اللهم واجمع كلمتهم ، ووحد صفوفهم ، وارفع رايتهم في سائر ديار المسلمين يا قوي يا كريم ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
3 ذو القعدة 1436هـ

___________________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]