New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Bombing of the 'Asīr Emergency Building"

بسم الله الرحمن الرحيم

تبنت “ولاية الحجاز” المبايعة للدولة الإسلامية تفجير مبنى لقوات الطوارئ بمنطقة عسير ، وهذا التفجير جاء – في نظرهم – رداً على ما تقوم به هذه القوات من مداهمات لبيوت أنصار المجاهدين وتتبعهم لهم لصالح حكومة الرياض ، وبناء على مشاركة حكومة الرياض للصليبيين والرافضة والنصيرية في قصف بلاد المسلمين ، واستناداً على الرأي بتكفير جيش وشرطة حكومة الرياض ..

لنا مع هذه العملية وقفات ، منها :

أولاً : ينبغي للدولة الإسلامية انتقاء الأهداف خارج الثغور بعناية فائقة ، وما حصل في “عسير” لم يكن عملاً موفّقاً ، وكما حذّرنا “قاعدة الجهاد” قبل سنوات من عواقب تفجير “مبنى الأمن” في الرياض ، فإننا نحذّر الدولة الإسلامية من عواقب مثل هذه الأعمال ، فهناك أهداف كثيرة في جزيرة العرب لا ينتطح عليها تيسان ..

ثانياً : قتل الجنود في مصر يختلف تماماً عن قتلهم في بلاد الحرمين من الناحية الإعلامية والشرعية (عند أكثر المسلمين) ، وقد أحجم النبي – صلى الله عليه وسلم – عن قتل المنافقين كي “لا يقول الناس” ، فكيف بالمسلمين .. الرأي العام من الأهمية والخطورة على الدعوة بمكان ، فلا بد من الحكمة في مثل هذه العمليات ، وإن كانت الدولة تكفّر أعيان هؤلاء ، فالغالبية المطلقة في بلاد الحرمين لا يكفرونهم ، فمثل هذه العمليات في مثل هذه الظروف تضر كثيراً بشعبية الدولة الإسلامية المتنامية ..

ثالثاً : هذه العملية سيستغلها آل سعود لسنوات في تشويه صورة المجاهدين عامّة – والدولة الإسلامية خاصة – كما حصل في تفجير مبنى الأمن الذي استطاعوا به هز صورة “قاعدة الجهاد” عند العامة ، وسينسجون القصص ويختلقون الأكاذيب ويستصدرون القوانين ليستفيدوا قدر الإمكان من هذا “الهولوكوست” ..

رابعاً : بالرغم مما تناقلته وسائل الإعلام ، فالظاهر أن التفجير لم يحصل في المسجد ، والشواهد أكثر من أن تُحصر : فالصُّور الأوليّة ليس فيها تفجير في المسجد وإنما تدل على تأثر المسجد بتفجير خارجه ، والشهود على أن التفجير حصل بعد صلاة الظهر بساعة ونصف ، ولعل أظهر الأدلة هي مقابلة قناة “الإخبارية السعودية” مع إمام المسجد ، فصور اللقاء تدل على أن المسجد لم يُفجّر من الداخل ، وقد حاولت القناة إدراج بعض اللقطات في اللقاء (انظر الدقيقة التاسعة من اللقاء) ولكنها افتقدت الحرفية ، وقد جزم “أهل الذّكر” المختصين في الإعلام بأن هذه اللقطات مُدرجة يقيناً وبغباء شديد ، والمدقق في اللقاء يجزم بأن هذا الإمام لم يجاريهم في كذبهم بحصول التفجير في المسجد ، فقد كان يورّي في كلامه ويتحرّز من الكذب ، وربما غيّر وجهة السؤال هرباً من تلميحات المذيع في مسألة التفجير داخل المسجد ، فنسأل الله أن يحفظه من دجل وكذب الإعلام السعودي ومسؤوليه وأن لا يغيّر أقواله بسبب ضغطهم عليه ..

خامساً : لا أدر لم سلّم الكثير من الناس برواية الإعلام “السعودي” والسلطات السعودية التي يعلم الكل كذبها ودجلها وتزييفها للحقائق ، وها هم يُفجّرون بيتاً من بيوت الله ويلطّخون المصاحف بالدماء (أو الأصباغ) ويمزقونها بأيديهم (وفي الصور مصحفاً يظهر التمزيق باليد جلياً) ويقلبون الفرش التي لم تحترق بالتفجير ، فلما فُضحوا برروا ذلك بأن التفجير كان خفيفاً لم يحرق السجّاد مع أنه قتل وجرح العشرات ، وقتلى الرافضة قبل أشهر كان أقل ، والتفجير أشدّ !! فجأة أصبح هذا الإعلام العلماني الخبيث الفاسق : إعلاماً صادقاً مُصدّقاً ، ونسي القوم أن هذا الإعلام كان ينافس الإعلام المصري في الكذب والدجل في حربه على الإسلام والمسلمين قبل أشهر قليلة !!

سادساً : الإدعاء والتركيز على التفجير في المسجد هو لتشويه صورة المجاهدين ، ولكن الأمر الذي غاب عن الناس هو أن قتل المسلم أعظم عند الله من تفجير ألف مسجد ، بل أعظم عند الله من هدم الكعبة ونقضها حجراً حجراً ، فلماذا التركيز على المسجد دون الأرواح التي أُزهقت !! ألا يعلم العلماء والدعاة – الذين تكلموا في هذه الحادثة – هذه الحقيقة !! الفقهاء يقولون بوجوب هدم المسجد المبني على قبر لحرمة القبر ولوجوده قبل المسجد ، فالمسجد جماد ، والإنسان روح ، والمسلم أعظم قدراً من حجارة المساجد !!

سابعاً : سبب عدم التركيز على القتلى والاكتفاء بالمسجد هو كون “آل سعود” يقتلون المسلمين بقصفهم في العراق والشام ، وبدعمهم لابن اليهودية في مصر ، وللخبيث حفتر في ليبيا ، وللصليبيين في الشام والعراق والسودان وأفغانستان وباكستان والصومال ، ولعله تحضير للتعاون العلني مع بشار (أقول العلني لأنههم ما زالوا يدعمونه بالمال سراً) ، فكل هؤلاء القتلى من المسلمين الذين شارك آل سعود في قتلهم يجب أن يُحجَبوا عن عقول المسلمين ويكون التركيز فقط على مبنى المسجد لا معنى القتل ، لعلمهم بأن العامة تقدّس المباني ولا تُدرك المعاني في الغالب ..

ثامناً : من الغريب أن ترى رجلاً مثل “الشيخ عائض القرني” يسارع في تصديق الإعلام والمسؤولين السعوديين في مثل هذه الأمور ، وهو من أعلم الناس بكيفية تشويه الأعلام في هذا الإعلام ، ولعل الشيخ نسي أن هؤلاء الخبثاء هم الذين سجنوه قبل سنوات بتهمة “اللواط” ، فهل مثل الشيخ يصدق هذا الإعلام !!

تاسعاً : ومن غريب ما قرأت ، قول “الشيخ العرعور” بأن الدولة الإسلامية تركت مطار دير الزور الذي يبعد عنها أمتاراً وفجرت مسجداً في عسير !! نقول للشيخ الفاضل : السعودية – التي تدافع عنها – تنطلق طائراتها من قواعدها المتاخمة لحدود فلسطين ، وتطير فوق قصر بشار بدمشق وبمحاذاة فلسطين ، فتتجاوز النصيرية والرافضة واليهود لتقصف المسلمين في الحسكة وحلب وحمص والرقة ودير الزور لتمنع الدولة الإسلامية من الهجوم على مطارات بشار التي يقصف منها السوريين .. إن لم يكن الإسلام ، فعلى الأقل “الوطنية” التي تؤمنون بها ، فقتلى طائرات آل سعود هم من أطفال سوريا ..

عاشراً : ومن غريب ما قرأت : ما كتب “إبراهيم السكران” تعليقاً على هذا التفجير (بعنوان : مكتسبات تفجير مساجد أهل السنة) ، فقد ذكر في ثنايا كلامه (ثمان مرات) بأن الدولة الإسلامية تبنت التفجير في المسجد ، والحقيقة أنها لم تتبنى التفجير في المسجد ، وإنما في مبنى الطوارئ ، فتكرار “الخطأ” بهذه الجرأة أمر عجيب لم نعهده منه ، ولعلها العجلة ..

أظهر هذا التفجير خللاً كبيراً في عقلية كثير من الناس ، وأظهر أمراً عجيباً في بعض العلماء : فكثير من الناس يتباكى قتلى الطوارئ ، وفي نفس الوقت يغضّ الطّرف عن قتلى المسلمين في الشام والعراق ، ولعله يبكي على بعضهم بإنتقائية !!

ربما يبكي البعض إذا قتل الرافضة والنصيرية بعض المسلمين ، ولكنهم لا يتباكون على قتلى القصف الصليبي-العربي !! لا ندر لم هذه الانتقائية !! أليس الذين قُتلوا في جميع الحالات من المسلمين ؟ الفرق في القاتل فقط !! إذا قَتل تحالف ولاة أمرهم فإن البكاء على القتلى محرّم عندهم وإن كانوا أطفال المسلمين !! وإن قتلت الدولة الإسلامية أمريكيا كافراً ملؤوا الأرض كلها مأتماً وعويلاً !!

من كان عنده ذرّة إيمان وأدان التفجير في عسير فليُسمعنا إدانته للتحالف الصليبي-العربي الذي يقتل المسلمين في الفلوجة وحلب والحسكة والرقة ودير الزور وحمص والموصل وبيجي وتكريت وعين العرب وتل أبيض وغيرها من المدن الشامية والعراقية ، هذه الطائرات التي تقصف المستشفيات والمساجد والمدارس والجامعات والمخابز ومحطات الكهرباء ومصافي النفط والمزارع وبيوت المسلمين والأسواق لا تنال ربع عشر الدموع التي نالها مبنى الطوارئ في عسير !! أليست دماء المسلمين متكافئة !! أليست المساجد في الفلوجة والموصل بيوت الله وقد فُجّرت حقيقة لا زرواً !! أليس أطفال العراقيين والشاميين والمصريين والليبيين والصوماليين واليمنيين والباكستانيين والأفغان من المسلمين !! هل كفَر أهل العراق والشام حتى يكون قتلهم تحت راية الصليب حلالاً !! لعل عبقرياً يقول : هاتوا دليلاً على أن الطائرات السعودية بعينها قصفت مسجداً أو قتلت أطفالاً في العراق والشام ؟ نقول لهذا العبقري : العبرة بالراية ، فالسعودية تقاتل المسلمين تحت راية التحالف الصليبي ، فهي مشتركة في كل جريمة لهذا التحالف حتى تخرج منه ، وهيهات ..

يجب أن يعلم الناس بأن من ينال من المجاهدين ويسكت عن حكّامه المتولّين النصارى – المظاهرين لهم على قتل المسلمين – فهو غير صادق ..
من يُظهر الإشفاق على شباب الأمة من “غلوّ” المجاهدين ويسكت عن الردّة التي يقع فيها جنود بلاده المظاهرين للنصارى – لسنوات طويلة – في حربهم على المسلمين فهو غير صادق ..
من يتباكى على الذين يكفّرهم “المجاهدون” ويحكمون بقتلهم ، ويسكت عن طائرات بلاده التي تستبيح دماء المسلمين في الشام والعراق فهو غير صادق ..
من يتباكى على قتلى رابعة والنهضة ولا يبكي قتلى مسلمي العراق الذين قتلهم المالكي والعبادي بدعم سعودي ، ولا يبكي مسلمي الشام الذين قتلهم بشار بدعم سعودي ، فهو منسلخ من عقيدة الحب والبغض في الله ، والذي لا يُبغض هذه الحكومة لموالاتها أعداء الله تعالى فلا حظ له في عقيدة الولاء والبراء ..
من قال بوجوب قتال الدولة الإسلامية لأنها في نظره “خارجية” ولم يُفتِ بقتال الأمريكان النصارى والحكومات المرتدة الموالية للصليبيين الصائلين على المسلمين فهو غير صادق ..

حكومة “آل سعود” شاركت في الغزو الصليبي للعراق وقتلت مليوني عراقي (نصفهم من الأطفال) ، وشاركت في تسليم العراق للرافضة والفرس ليقتلوا المسلمين ويهتكوا أعراضهم ، وسلّمت جزيرة العرب للقواعد الصليبية الأمريكية ، وشاركت – ولا زالت – في التحالف الصليبي لقتل المسلمين في أفغانستان وباكستان ، وشاركت في التحالف الصليبي لقتل المسلمين في الصومال ، وشاركت في التحالف الصليبي اليهودي العلماني باسم الثورات المضادة في اليمن ومصر وليبيا وسوريا وتونس ، وأعانت حكومة الجزائر على وأد الثورة في مهدها ، وهي التي سلّمت اليمن للحوثيين ليقتلوا “الإخوان” ثم اختلفت مع “علي صالح” فدمّرت اليمن باسم التحرير ، وشاركت في الحلف الصليبي الجنوب-سوداني وامدّت جون قرنق بالأموال والعتاد لفصل جنوب السودان عن بلاد الإسلام ، وتشارك في الحلف الصليبي لقتل المسلمين في العراق والشام ، وتمنع حكومة آل سعود المسلمين من مناصرة إخوانهم اللاجئين في سوريا والعراق بالمال وتجعلهم عرضة للموت جوعاً وبرداً ليصبحوا فريسة سهلة للمنظمات التنصيرية ، كل هذا لا يهم ، وليس له قيمة لأن “آل سعود” ولاة أمر لا تنطبق عليهم أحكام الإسلام ، وليسوا مخاطبين بأحكام الردة والحاكمية والولاء والبراء ، بينما من يدافع عن المسلمين في أفغانستان وباكستان والصومال ومصر والعراق والشام واليمن وليبيا من المجاهدين الذين يبذلون أرواحهم ، فهؤلاء الخوارج الذين خرجوا عن إرادة أمريكا وحلفائها في هدم الإسلام وهتك أعراض المسلمات وتدمير بلاد المسلمين وتمزيقها ..

من تباكى على قتلى عسير فليَجُد بدمعة على ضحايا قصف طائرات التحالف الصليبي-العربي ، ومن قال شعراً في رثاء قتلى عسير أو في هجاء المتحزّم فليهجُ بشِعره الطيارين الذي يقتلون المسلمين في العراق والشام وليرثِ ضحاياهم ، ومن كتب عن شناعة تفجير عسير فليكتب عن شناعة قصف طائرات ولاة أمره للمسلمين في الموصل والفلوجة ، ومن خطب خطبة في قتلى عسير فليثنّها بخطبة عن قتلى الرطبة والحويجة ..

تفجير الدولة قتَل العساكر ، وصواريخكم تقتل الأطفال ، تفجير الدولة ضرَب مبنى عسكري ، وصواريخكم تفجر بيوت الناس وأسواقهم والمساجد والمدارس والمستشفيات ، فأي الضحيتين أولى بالدموع والشِّعر والخطب والرسائل !! أنتم من بدأتم الحرب على الدولة الإسلامية ، ما لكم ولهم !! أناس في العراق يقاتلون الرافضة والصليبيين والملاحدة ، وفي الشام يقاتلون الرافضة والنصيرية والملاحدة والنصارى ، ما لكم ولحربهم !! لمَ تتولّون الصليبيين والرافضة والنصيرية وتظاهرونهم عليهم !! ألم يكف أهل العراق أنكم قتلتم منهم الملايين ودمرتم بلادهم ومكّنتم الرافضة من أعراضهم !! أليس تحالفكم الذي منع مضادّات الطائرات عن ثوار سوريا ليقتل بشار أكثر من نصف مليون مسلم !! الذي فجّر في “عسير” لم يأت من العراق أو الشام ، بل هو شاب منكم غاضب لقتلكم إخوانه في العراق والشام ، فكيف إذا جاءكم جيش العراق والشام تحت قيادة الدولة الإسلامية بعد أن ترفع أمريكا مظلتها من على رؤوسكم ؟ وستفعل !!

نعيد ونكرر وننصح الدولة الإسلامية بضرورة انتقاء الأهداف بدقة أكبر ، وأن لا يعطوا أعدائهم الفرصة لتشويه صورتهم بمثل هذه العمليات ، وقتل هؤلاء الجنود لا يُغني في مثل هذه الحرب مع هؤلاء الأعداء ، فهؤلاء الحكام أشد فرحاً بقتل هؤلاء الجنود منكم ، ولا يعنيهم إزهاق روح ألف ألف جندي في سبيل صرف الناس عنكم ، ولن يترددوا في تفجير ألف ألف مسجد وتلطيخ ألف ألف مصحف بالدماء والأصباغ وتمزيقها إن كان نتاج ذلك تشويه صورتكم ، ولكم في رابعة والنهضة عبرة ..

هذه مادة إعلامية لم يحلموا بها قُدّمت لهم على طبق من ذهب ، وسيستغلونها أبشع استغلال ، فما كان سراً سيكون في العلن ، ولن يعارضهم الكثير – بداية – لغضبهم من مثل هذه الأعمال ، ولعلنا نرى في الأيام القادمة لقاءات مع بشار والعبادي والروس وربما اليهود وغيرهم في سبيل توحيد الجهود لقتال الدولة الإسلامية التي “تفجّر المساجد” ، وسنرى الإعلام و”المشايخ” يلطمون في كل مناسبة ويشقّون الجيوب حزناً على “كربلاء عسير” ، وسيظهر “سلمان” بمظهر المدافع عن حرمات الدين ودماء المسلمين ، كل هذا وأكثر سيجنونه من عملية غير مدروسة العواقب ..

لقد أخذنا على أنفسنا عهداً بالدفاع عن المجاهدين بكل ما أوتينا من قوة ليقيننا بأنهم درع الأمة وحصنها في مواجهة مخططات أعدائها ، ونصرتنا لهم لا تعني التبرير للأخطاء ، بل واجب النصرة يحتّم بيان الخطأ ، وإلا لا تكون نصرة ، بل تكون خيانة ، وقد نصحنا الدولة – ولا زلنا – بضرورة مراجعة بعض السياسات وبعض الآراء والاجتهادات ، وسنظل نذكّر إخواننا المجاهدين في كل مكان بأن الوقت يداهمهم ، والصليبيون استطاعوا توحيد دول الطوق على العراق والشام ، وهم يعملون على قدم وساق لتجنيب مواليهم وحلفائهم المشاغل ليتفرّغوا للمجاهدين ..

جميع الجماعات المخلصة مُستَهدفة ، ومن علم من نفسه الإخلاص فليسارع في رأب الصدع ووحدة الصف لمواجهة الخطر القادم ، فلا تركيا ولا العرب ولا غيرهم أصدقاء ولا أولياء للصادقين ، بل الله وحده وليّ المؤمنين ، فالله الله في جهادكم لا يؤتى بسبب غفلة بعضكم ، ونخص جبهة النصرة والدولة الإسلامية ، ونقول لهم : اتحدوا الآن قبل فوات الأوان ، وإن كان خبر انسحاب النصرة من قرى الشمال لصالح بعض الجماعات التي تريد قتال الدولة الإسلامية لصالح الأتراك الموالين للأمريكان صحيحاً ، فإن هذا هو الخذلان والخسران ، وستندم النصرة أشد الندم على هذا الفعل لأنها مستهدفة مع الدولة ، فإن استطاع هؤلاء هزيمة الدولة – لا قدر الله – فإن الرصاصة التالية ستكون في صدر النصرة إن بقي فيها من يؤمن بالله واليوم الآخر ويريد أن يعمل صالحاً لوجه الله تعالى ..

نقول لجميع المجاهدين في الشام : اعملوا على رص الصفوف ووحدة الكلمة ، واعلموا أن الغدر سيكثر ، وسيكون في العلن ، فالبعض باع دينه لأعداء دينكم ، وسيسارع هؤلا في قتال المجاهدين تحت راية الصليبيين والعلمانيين والمرتدين باسم محاربة الإرهاب ومحاربة الدولة الإسلامية وباسم الوطنية ، وستأتيكم الفتاوى الصاروخية كما أتت من كان قبلكم لتبرير الاقتتال فيما بينكم ليسلم عدوكم النصيري والرافضي ، وسترون بعض من تعرفون ينتقل إلى صف بشار لقتالكم ، وسيجد مبررات لفعله يضحك بها على أتباعه ، وما حصل في فلسطين وأفغانستان والصومال سيُكرر في سوريا ، وقد أوجد القوم أكثر من “عرفات” و”رباني” و”شيخ شريف” في سوريا .. ستُباع سوريا في سوق النخاسة الدولية كما بيعت فلسطين إن لم تعقلوا وترجعوا إلى أمر ربكم وتوحّدوا صفّوفكم ..

نسأل الله أن يرحم أموات المسلمين في كل مكان ، وأن يحقن دمائهم ، وأن يرينا في أعداء الدين عجائب قدرته ، وأن يمكّن للمجاهدين في سائر الأرض ، وأن يوحّد صفوفهم ويجمع كلمتهم ويُعلي رايتهم ، ونسأله بقوته وعزته أن يدمّر هذا الحلف الصليبي المجوسي النصيري الرافضي العربي الكافر المرتد المحارب للإسلام والمسلمين ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
22 شوال 1436هـ

_________________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]