New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "With Shaykh al-Maqdisī"

بسم الله الرحمن الرحيم

نقل بعض الإخوة الأفاضل تعليق الشيخ أبي محمد المقدسي – وفقه الله – على كلام كتبته في المقالة السابقة بعنوان “نصيحة الجاني على كلمة العدناني” ، وقد كتب الشيخ أبو محمد – وفقه الله – التالي :

1- التعصّب جعل أحدهم يُرقّع لتكفير العدناني كل من يقاتله فتمسّك بقوله (تقع في الكفر) فجعل مقالة العدناني تكفيراً للعمل واتهم من جعلها للأعيان بالتدليس!
2- فركّز على ما ظنّه يرقّع إطلاق العدناني وباطله وأغضى عن قوله الصريح الذي لا يترقّع قبلها : (إنك تكفر بذلك) فمن الذي دلّس ومن الذي جداله لا يساوي فلساً؟
3- ويصف المجادل طامة العدناني بقوله : (جملة صغيرة) ومن انتقدها (شرّق وغرّب). لا تنظر إلى صغر الجملة ولكن انظر إلى تطبيقات الحمقى لها في الميدان.

وهذا تعليق على كلامه ، وفقه الله لما فيه الخير :

1- لم يكن كاتب هذه الكلمات يوماً متعصّباً لغير دينه ، فهو من أشد الناس تحذيراً من التعصّب للأشخاص والجماعات ، وقد نال في سبيل ذلك ما نال ، فالله المستعان ..
2- ولم يكن كاتب هذه الكلمات يوماً مرقّعاً لأحد ، ولو كان كذلك لوافق قاعدة الجهاد على كل ما كانت تقول وتفعل ، ولوافق الدولة الإسلامية على كل ما تقول وتفعل ، ولكنه يوافق ما يراه الحق ، وينصح فيما يراه مجانباً للحق ، ويشهد بهذا من تابعه ومن انتقده لمخالفته لقاعدة الجهاد وللدولة الإسلامية في بعض الإجتهادات ..

أما كلام العدناني : فنعجب من رجل كأبي محمد – حفظه الله – كيف يفوته صياغ الكلام !! قال العدناني في كلمته التي أوردها الشيخ وفقه الله للخير : “ثم اسأل نفسك : ما حكم من يستبدل أو يتسبب باستبدال حكم الله بحكم البشر ؟ نعم ، إنك تكفر بذلك” (انتهى) ، فهذا من بيان حكم حالٍ معيّن ، وهو : حكم استبدال الشرع بغيره ، ولا شك أننا نكفّر عيناً من يستبدل أو يتسبب باستبدال شرع الله بغيره عالماً مختاراً ، وهذا مما قرره الشيخ في كتاباته السابقة ..

أما الجملة الأولى فكانت في قتال الدولة : “فإنك بقتال الدولة الإسلامية تقع بالكفر من حيث تدري أو لا تدري” فجاءت الصيغة عامة (تقع بالكفر) وليست للعين ، وهذا ظاهر .. إن مما لا يغيب على مثل الشيخ – حفظه الله – أن الكلام الصريح مقدّم على غير الصريح ، والمفسَّر مُقدَّم على المُبهَم ، والمنطوق مقدَّم على المفهوم ، وللعدناني كلام صريح في هذه المسألة بيّن فيه منهج الدولة ، فكيف نأخذ بهذه العبارات التي لا تحتمل ما حمّلها البعض ونترك عباراته الصريحة الواضحة الجليّة !!

إنما جاء التركيز على الجملة الأخيرة لأنها التي أورد البعض ودندن عليها ، ولو أنهم تكلموا عن الجملة التي أوردها الشيخ لتكلمنا عنها وبيّنّا أنها لا تخالف التقريرات التي أوردها الشيخ في كتاباته الكثيرة ورسائله ، فتكفير المعيّن المُستبدِل لشرع الله تعالى ليس محل خلاف بيننا إن شاء الله ، وإنما النقاش في حكم من يقاتل الدولة الإسلامية وهو يعلم أن البلاد ستُحكم بغير شرع الله إن خرجت من يد الدولة ، فهذا هو الحكم الذي بيّنه العدناني في الجملة الأولى وحكم على هذا العمل بالكفر ولم يحكم على المعيّن ..

لا يضرني إن أخطأ العدناني أن أقول له : أخطأت ، وأبيّن له الصواب ، فالرجل عندي غير معصوم ، وحقه عليّ النصيحة ، ولكن لما لم يُخطئ الرجل هنا ، وأخطأ من طار بجملته : بيّنا لهم الصواب ، ونصحنا العدناني بالعدول عن التركيز على مسألة التكفير في ذات المقالة وفي كثير من المقالات ، ونصحناه نصائح أخرى نسأل الله أن تلقى منه أذناً صاغية وقلباً واعيا ، ولا زلنا نأمل أن تختفي ظاهرة التكفير أو يتقلل منها المجاهدون أو لا يستخدموها إلا مع من ظهرت ردّته للناس وبانت :كالحكام الموالين للصليبيين أو الحاكمين بغير شرع رب العالمين أو الجماعات الداخلة – علناً – تحت راية الصليبيين والنصيرية والرافضة والملاحدة وأشباههم ..

هنا نوجّه كلمة بسيطة للشيخ أبي محمد وفّقه الله للخير وأعانه عليه :

إن لكم قدم سبق في هذا الأمر ، وكنا نأمل من أمثالكم أن يكونوا الصدر الذي يسع أهل الجهاد إذا ألمّ خطب ، وأنتم ترون الفتنة التي أطلّت ، وتعلمون أن الأعداء هم القاطفون ثمارها ، فلو أعملتم أقلامكم وبذلتم علمكم في سبيل التقريب بين المجاهدين وتهدئة الأمور وبيان مآل لاتنازع ، ففي تراص الصفوف ونبذ الخلاف مصلحة الأمة ، وفي واليأس والقنوط من رحمة الله الخسران .. ما الجدال أردنا ، ولكن الإصلاح ما استطعنا ، والصلح بين الناس خير ، فكيف بين أهل الجهاد في مثل هذه الأوقات .. نسأل الله أن يشرح صدورنا جميعاً لما فيه خير الإسلام والمسلمين ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه محبكم في الله
حسين بن محمود
19 رمضان 1436هـ

_____________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]