New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Concerning the Imposition Of the '[Islamic] State' Of the Ḥijāb and Preventing Smoke"

موقفي من أخطاء جماعة الدولة معروف لمن تابعني منذ أكثر من عام، لكن مع ذلك أستاء عندما أرى من يتناقل فرضها للحجاب مثلا أو منعها للدخان على سبيل الاستهزاء والنقد.
 
لا يخفى وجود أكثر من أربعة آلاف امرأة من السنة في سجون الصفويين يتعرضن للتعذيب والاغتصاب والصفع والركل حسب منظمات حقوق الإنسان. ونساء السنة عموما في العراق لم يَكُنَّ في مأمن من أن تُعتقل أية واحدة منهن وتتعرض لمثل هذا. فعندما تأتي جماعة الدولة وتحرر مدنا من أيدي الصفويين وتصون عرض النساء وتحفظ كرامتهن فإنه من الظلم أن يُغَض الطرف عن هذا كله ثم يُنتقد إلزامهم لهؤلاء النسوة بالحجاب!
 
فإلزام المسلمين عموما بالمظهر الإسلامي العام من واجبات الدولة الرشيدة التي ننشد كذلك. ومع ذلك يسكت بعضنا وهو يرى من ينقد جماعة الدولة على إلزام المسلمات بالحجاب ويقول في نفسه: (وإن كانت في هذه الجزئية مصيبة لكنها مخطئة في خط سيرها العام. فَلْأَدَع الناس ينتقدونها حتى على صوابها لينفروا عنها وعن خطئها). وننسى أننا بذلك نفقد مصداقيتنا، إذ نقر للناس بتخطئة ما ليس خطأ، بل وما نرى بوجوب القيام به لو رعينا شؤون الناس يوما.
 
وحتى على فرض أنه في قابل الأيام رافق هذا الإلزام من جماعة الدولة شدةٌ في بعض المواطن أو أنهم فرضوا غطاء الوجه، فيبقى من الظلم نقد سلوكيات جزئية أو إلزامهم الناس باجتهادات فقهية أو مخالفتهم ما قد نراه سياسة شرعية مع التعامي عن صيانتهم لأعراض النساء وحفظ كرامتهن ابتداء. 
كذلك من الظلم نقد منعهم للدخان مثلا مع عدم الثناء على تحريرهم لسجناء السنة الذين كان الصفويون يطفئون الدخان في ظهورهم ويثقبون رؤوسهم بالدريلات!
 
علينا أن نعلم على أي شيء ننقد هذه الجماعة أو غيرها، وقد بينت في مواطن عديدة أوجه النقد، ولن أعيدها هنا لئلا نتشتت عن فكرة المقال الرئيسة.
وثناؤنا على نصرة جماعة الدولة لأهل السنة في العراق لا يعني أبدا إقرار أخطائها بالشام، كما كان ثناؤنا على جهاد القسام ضد اليهود لا يعني أبدا إقرار موقف حماس من الديمقراطية وحكومة عباس. 
 
كما علينا أن نحافظ على توازننا، بحيث لا يُخرجنا عنه سفاهة بعض المتعصبين لجماعةٍ وسوء خلقهم. بل نبقى نريد الخير للمسلمين ونحرص على هداية من ضل منهم ونتجرد من حظوظ أنفسنا ونقدم مصلحة الدعوة وألفة المسلمين.
 
عندما ننقد جهة ما فلا نريد أن نصل لمرحلة أننا ننقد لمجرد النقد…وعندما أشعرك أنك مرفوض على كل حال، وأني سأحمل كل خير منك على أسوأ الـمحامل فإن هذا يوسع الفجوة بين المسلمين ويجعل التفاهم مستحيلا.
 
نسأل الله أن يصلح شباب الدولة ويعينهم على ما هم فيه من خير ويخلصهم مما هم فيه من شر، ويقويهم على الكفار ويكف أيديهم عن المسلمين وأن يؤلف بين القلوب.

___________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]