New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Clarification Of the Politics In the Coming Period In the Events About the Fields of al-Shām"

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
كلامي هنا لا بد منه لكل من يتابع ما أنشره عن الساحة الجهادية.
وقفت فيما مضى عند بعض الأحداث وذكرت فصائل مقاتلة بعينها وبينت ما أراه حقا وباطلا في أفعالها. وقد كان هذا مهما لي لأبين موقفي بوضوح في رفض الغلو والتمييع، وتنزيه دين الله عنهما. فهما ظاهرتان موجودتان في ساحة الشامي، وإن كان الغلو أسوأ أثرا فيها.
 
وأرى الأنسب مرحليا –والله أعلم- الاقتصار على التصويب المنهجي العام دون ذكر فصائل بعينها، ودون الاسترسال مع الحوادث المعينة. وذلك لأسباب:
1.  تعقيد الوضع، فإنا نرى جماعات تسيء، فَنَهِم بنقدها بالاسم. لكن الإعلام المسموم يريد تلقط هذا النقد، لا لتنزيه الشريعة طبعا، بل لتأجيج المحرقة وتغليب الكفار على من ننقدهم من المسلمين. وقد بينت ذلك بالتفصيل في كلمة (وضع النقاط على الحروف).
2.  امتداد بعض الجماعات ومتاخمتها حدود أنظمة محلية، فأصبح من مصلحة هذه الأنظمة التحشيد ضد هذه الجماعات مستغلة كل مطعن عليها. فالمقدم في هذه الحالة تحذير أهل هذه البلاد من الإعانة على حرب هذه الجماعات ومن الوقوف مع الغربي الكافر ضدها.
3.  تزايد ما نراه مخالفات شرعية لدى العديد من الفصائل، بحيث أصبح تعيين الأسماء والوقوف عند الحوادث يستلزم نقد الأكثرين، ما يجعل النقد مادة لنفور عامة الناس عن صورة الجهاد ومثارا للضغائن والانتصار للنفس بقليل جدوى.
 
من أجل ما تقدم فإني سأميل بإذن الله –مرحليا على الأقل، إلا إن اقتضت الحاجة غيره- إلى الطرح المنهجي العام، ونقد الأخطاء بغض النظر عمن يقع فيها. فهذا الواجب من تنزيه الشريعة لا مبرر لتركه، ولا حتى النقاط المذكورة أعلاه. بل يخاطَب صاحب الإثم حينئذ ليكف عن إثمه.
 
ما سنبينه للناس بإذن الله هو أنه إن فشلت النماذج المنتسبة للعمل الجهادي المعاصر فهذا لا يعني أبدا فشل مبدأ الجهاد، ولن نترك الفرصة لأعداء الإسلام أن يستخدموا هذا الفشل لهز قناعة الناس بالإسلام والشريعة والخلافة. وهذا التبيان هو ذات ما فعلتُه مع التجربة المصرية، وكنت قلت في أولى حلقات نصرة للشريعة: (إذا ما أخفق “الإسلاميون” في محاولاتهم لإنقاذك أيتها الشعوب فلا تقولوا (جربنا الإسلام فيما جربنا ولم ينفعنا)! فكثير من هذا الذي ترون ليس تمثيلا صحيحا للإسلام، وإخفاقه ليس إخفاقا للإسلام).
 
فحسن الظن بالله وصدق وعده ومنع الناس أن تسوء ظنونهم بربهم مقدم على كل شيء.
 
وما سنعمل عليه بإذن الله أيضا هو معالجة التشوهات النفسية التي أصابت كثيرا ممن يعتبرون أنفسهم أنصار الجهاد، حيث الكبر وسوء الظن وسوء الخلق والجهل صفات آذت صورة الجهاد والشريعة، غير منتصرين في ذلك لأحد من البشر، ولكن علاجا لظواهر إن بقيت فإن الأمة ستبقى تتردى في مهاوي الإفراط والتفريط.
 
هذا كله مع التمسك بمواقفي السابقة وبما ورد في كلماتي جميعها، حيث كان التصريح والتعيين ضروريا لئلا يكون الكلام عاما مبهما على عامة الناس. وإنما كانت مواقفي مبنية على تقييم بيانات وأفعال الجماعات على ضوء الأدلة الشرعية. فما كان فيها من صواب فمن الله تعالى فله الحمد، وما كان فيها من خطأ فمن نفسي وأستغفر الله.
 
كما أن ما تقدم لا يعني الحياد الظالم ولا السكوت عمن نراه ظالما ولا خذلان من نراه مظلوما. بل سنستمر بإذن الله في التزام أمر النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: ((أنصر أخاك ظالما أو مظلوما))، وبين كيفية نصرة كل منهما.
 
سائلا مولاي عز وجل أن يفتح علي وعلى إخوتي المتابعين بما يحب ويستعملنا جميعا في طاعته ويظهر قلوبنا من أمراضها.
والسلام عليكم ورحمة الله.

____________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]