al-Bayyāriq Foundation for Media presents a new article from Abū Qatādah al-Filisṭīnī: "Important and Urgent Message to Anṣār al-Sharī’ah in Tunisia"

63490_285800221568992_265327807_n

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
نحمده تعالى ونصلي على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
إلى الأخوة الأحبة من أنصار الشريعة في تونس الحبيبة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فقد طلب مني الشيخ الحبيب أبو عياض رسالة نصح لكم، والشيخ أبو عياض حفظه الله وأبقاه شوكة في حلوق أعداء الدين من خيرة من عرفت عقلا وتقديراً للأمور، وإني لا أذكر أني خالفته في أمر من أمور الرأي إلا وكان رأيه هو الأسدّ والأقرب لإصابة العاقبة، وقد ينكر عليه البعض قساوته في توقع العواقب ولكن للأسف يكون المستقبل مؤيداً لهذه العواقب التي قدرها الشيخ أبو عياض، ولذلك أول ما أدعوكم هو الإلتفاف حوله، وقبول قوله ما استطعتم لذلك سبيلاً، ولقد كان يخبرني سابقاً عن أحوال الدعوة عندكم، وهي أخبار تسر كل مسلم والحمد لله رب العالمين.
لقد كان تقديري أن جماعة النهضة على غير هذا الجهل الشديد، فإني كنت أتوقع أن تصير إلى الحق من خلال حكمها وصراعها مع العلمانيين فتقترب إلينا، وقد خالفني في ذلك الشيخ أبو عياض، وللأسف قد أصاب مرة أخرى معي، فإنها بدل ذلك ذهبت بعيداً عنا إلى جهة العلمانيين، وقد جرت على سنن أمثالها من اتخاذ إيذائنا سبيلاً للقبول في دين الكافرين من الأمريكان والأوروبيين، والنهضة قد علمت عداء العلمانيين في تونس للإسلام، وعلمت عداء أوروبا للمسلمين لكنها لم تنتصح ولم تهتد، بل ذهبت إلى خلع المزيد من الإنتساب للإسلام حتى أنها قبلت عدم الإسلام شريعة القوانين في تونس، فلا أدري ما بقي لهم من زعمهم أنهم في حزب يريدون من ورائه إقامة الإسلام، ثم زاد الأمر بأن لاحقوكم ونسبوا لكم من الأعمال الكاذبة والتي اتخذت حجة لملاحقتكم وسجنكم، بل وقتلكم، والآن أيها الأخ تعيشون آخر المحن، فإن المستقبل لهذا الدين ولهذا الجهاد، وستكونون بفضل الله أنتم أهل الوراثة لتونس وغيرها، لكن عليكم بالصبر والثبات، وعليكم بالإكثار من الدعاء والصلاة والذكر وقيام الليل، كما عليكم بالإكثار من شرح الدعوة بالمقال والأوراق والكتابة في وسائل الإعلام والكلام فيها، وهذا أمر مهم لكثرة الكذب والإفتراء على هذه الدعوة، واعلموا أن هذا البلاء الآن يعلمكم عدم الظلم لأحد كائناً من كان، فإن النهضة كانت على الحال الذي أنتم عليه من السجن والتشديد والتقييد لكنها الآن أظهرت أنها لم تتعلم بل سلكت سبيل من سبقها من الظالمين،
واعلموا أيها الأخوة أن أكثر ما يفسد هذه الدعوة هو الغلو والتشدد، فإن الأمة قد فتحت ذراعها للدعوة وقد مورس عليها التضليل والإفساد فهي بحاجة للشفقة والرحمة وإظهار المحبة لها والرفق بها في شؤونها كلها، وقد سرّني في ما كنتم تقومون به من قوافل مساعدة للمناطق المحتاجة فواصلوا هذا السبيل ولا تتراجعوا عنه تحت ضغط المجرمين الظالمين، فوالله إن الأمر كما قال الحبيب المصطفى ((الراحمون يرحمهم الرحمن))، والرحمة هذه مطلوبة حتى على المخالف إلا من قاتلكم وحاربكم فهؤلاء لا تتوانوا في الرد عليهم والدفاع عن أنفسكم وأعراضكم، ولقد علمت أن الكثير من الشباب من جهتكم قد نفروا إلى الجهاد إلى سوريا الشام وهذا أمر محمود مبارك، ولقد علمت أن الشيخ أبا عياض حفظه الله يخالف هؤلاء الشباب في النفير العام هناك حتى لا تترك تونس بلا دعوة ولا عناية، والأمر قريب، فإن الخير عندكم كثير يسع الحالين إن شاء الله تعالى، لكن ساءني بعض من نفر من جهتكم إلى سوريا الشام وهم قلة وأفراد فيهم تشدد بسبب حماس الشباب واندفاعهم، كما سرني أخبار كثير منهم من المجاهدين، وهؤلاء يعلمون وطأة الجاهلية، وقد عاشها الكثير منهم، فلو عوملوا يومها بما يعاملون الناس اليوم لما حصل لهم الهداية والتوفيق وسلوك سبيل الجهاد، لأن الأمة بحاجة إلى الرفق، ولقد سمعتم الحكم الذي أطلقه بعضهم على فتى قد يكون بالغاً وقد لا يكون بالغاً بالردة فقد قال -وهو بائع قهوة- لو جاءني محمد صلى الله عليه وسلم ما فعلت كذا!!! وهذه كلمة قبيحة ولاشك لكن الناس يحملونها على معنى تشديد الأمر لا التحقير للنبي صلى الله عليه وسلم فكان الواجب تعليمه لا قتله كما فعل هؤلاء، فإن الناس يجهلون معنى الكثير مما يقولونه فلا يحاكمون حتى يتعلمون، وهذا مثال من أمثلة كثيرة تبين فساد من توسد غير مكانه ومقامه، والأمر أيها الأخوة الأحبة أمر دماء، وهو أمر عظيم في دين الله تعالى، ولذلك إن كثر منا هذا فلا تسألوا عن أسباب حجب النصر وتأخر التمكين، فإننا يومها لا نستحقه، أما أمر النهضة عندكم فقد أظهر القادة السياسيون لكم العداء، وتحالفوا مع العلمانيين ضدكم، بل صاروا رأس حربة ضد هذه الدعوة فلا تترددوا في إعلان فسادهم وضلالهم، وإننا كنا ومازلنا ننهى أن يحارب مسلم أو يعادى وهو يقف في صف أهل الإسلام ضد الزنادقة العلمانيين وضد الكفرة المشركين والمرتدين حتى لو كان مخالفاً لنا لكن ما فعلته النهضة إنما هو الإنحياز لصف أعداء المسلمين ضد إخوانهم المسلمين، فالموافق لهم على هذا له حكم من حارب المسلم من أجل اسلامه وهو معروف عندكم، وأنا أطلب منكم الإستقلال في الدعوة وعدم الإلتحاق اليوم بأي عنوان سوى ((أنصار الشريعة)) فإن حصل هذا فبلا إعلان، هذا بعد تقدير المصلحة، فإن هذا هو الأسلم للدعوة اليوم حتى لا تتكالب عليها الذئاب، ولو تواصلتم مع إخوانكم في ليبيا فهذا خير حتى تكونوا يداً واحدة في الدعوة والتعاون، فهذا مع علمي أن الأخوة القدماء في ليبيا صاروا شذر مذر، واختلفت بهم السبل كثيرا، نعوذ بالله من هذا التفرق.
اخواني الأحبة: غداً ولاشك في ذلك لنا ولهذا الدين، ولقد رأى الناس أن كل مواطن الجهاد والدفاع عن الدين وعن الأمة صار أئمتها هم أخوانكم ومن هم على شاكلتهم فلا تجزعوا، وإن من أوصل الجهاد من أفغانستان حتى بلاد الشام يرعاه ويؤيده رغم كل المحن والخطوب والشهداء والدماء والدمار لقادر أن يحقق النصر قريباً للإسلام في كل البلاد من المغرب للمشرق، ولكنه الصبر والمثابرة واليقين، فأنتم الوارثون إن شاء الله تعالى، وعليكم بأهل العلم والسابقة وإياكم والصغار وحدثاء الأسنان والمتعجلون، وكذا التحضير لهذه الوراثة بالعلم والإقبال عليه، والتنظيم والإدارة الناجحة، والإلتفاف بقوة حول أميركم الموفق بإذن الله تعالى أبي عياض حفظه الله ورعاه، ثم عليكم بالشدة والقسوة ما استطعتم على العلمانيين الزنادقة عندكم، فإني لا أعلم من بلاد المسلمين من يصرخ بعداء الدين من هؤلاء كما هم عندكم وفي تركيا وإيران، والآن يكاد إخوانهم في مصر يلحقون بهم في إعلان العداء للإسلام، فعليكم بأئمتهم على معنى تقدّرون الحكمة فيه من خلال القادة، لا بآراء آحادكم الذاتية، فهذا أمره عظيم، وأنتم تعلمون درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى، فإن احتجتم إلى أمر خاص فلا تتوانوا في السؤال عنه، فإن كان ثمة نصيحة لكم فلن أدخر ذخراً في إيصالها لكم محبة لكم، وذكرى لأخي الحبيب أبي عياض، وذكرى وفاء له، وهو أهل له؛ فإن له في القلب مقاما من الحب والإحترام والتقدير ما الله به عليم .
وأسأل الله تعالى أن يجمعني وإياكم في أرض عزة وجهاد، وفي مقام حب ووفاء، وفي مقعد صدق عند مليك مقتدر، آمين.
والحمد لله رب العالمين
أخوكم أبو قتادة
ملاحظة:
– لا تنسوا أخواني دوام الدعاء والإستغاثة، كما عليكم بالقرآن وقيام الليل وكثرة الذكر، وتذكروا دائماً أن عملنا عبادة لله، كما أُعلمكم أنه قد خرج لي بعض الكتب فانظروا فيها وخاصة ما يتعلق بتفسير القرآن ومنها سورة الإسراء فستجدون فيها فوائد إن شاء الله تعالى، والشيخ أبو عياض هو أعلم الناس بمقاصدي فيها فإنه كان من أقرب الناس إلي. وجزاكم الله خيراً.
مع تحيات إخوانكم في
مؤسسة البيارق الإعلامية

(الجناح الإعلامي لأنصار الشريعة بتونس)

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]