New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Regarding the Call of Dr. Yūsuf al-Aḥmad to the Two Shaykhs al-Baghdādī and al-Ḥamawi"

بخصوص نداء الدكتور الفاضل يوسف الأحمد حفظه الله، والمعنون (نداء عاجل إلى الشيخين الكريمين: أبي بكر البغدادي وأبي عبد الله الحموي وفقهما الله. من أخيكم: يوسف الأحمد) فأود هنا أن أعلن تأييد البيان والتأكيد على بعض مضامينه:
1.    ضرورة إسقاط أية قدسية يضفيها الأتباع على أي من قادات الجهاد. فليس أحد منهم فوق مستوى المساءلة والمحاسبة.
2.    بيان أن خروج المرء للجهاد لا يعطي لصاحبه تفويضا أن يفعل ما يشاء مغفورا ذنبه مستورا عيبه، بل إن لم يحقق شطر ((أذلة على المؤمنين)) وهَدَر دماء معصومة فإنه يتحول إلى مفسد يستحق حد الحرابة. وليس ما يفعله حينئذ خطأ يُسكت عنه أو يهون من شأنه بحجة أنه مجاهد.
3.    بيان أن المقاتلين، قادة وأفرادا، إن امتنعوا عن الاحتكام إلى القضاء الشرعي أو منحوا أنفسهم أو بعض أفرادهم حصانة تمنع إنفاذ الأحكام القضائية فيهم، فإنهم بذلك يعرضون ويمتنعون عن الشرع الذي يرفعون شعار نصرته، وهذا في الأصل دأب الظلمة والطواغيت، فلا يليق بمجاهد صادق بحال، وليس من صغائر الذنوب ولممها. ولا ينفع أحدا منهم في ذلك أن يكون الخصم والحكم! فهو أمر مرفوض شرعا وعقلا.
4.    تذكير الأفراد المقاتلين بأن طاعتهم لأمرائهم في معصية الله بمقاتلة مسلمين أو سلب مقراتهم أو الاستحواذ على أسلحتهم هو مشاركة في الجريمة لا ينفعهم معها قولهم: (أطعنا سادتنا وكبراءنا)، ولم تُشرع البيعة لأمير لمثل هذه الطاعة، وإلا شابهنا من ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) بأن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم!
5.    بين الدكتور يوسف الأحمد حفظه الله فساد مقولة “من قاتلَنا قاتلناه” بيانا شافيا مهما جدا.
6.    تحديده حفظه الله لأمدٍ محددٍ لقادة الجماعات لإبداء تفاعلهم مع المبادرة أمر لا بد منه، إذ كم انطلقت من قبلُ مبادرات ودعوات. فلا بد أن يكون الناس على بينة: مَن من الجماعات يستجيب ويستمع القول فيتبع أحسنه، ومن لا يستجيب وكأن الأمر لا يعنيه، ولا يبدي أسباب عدم تغييره لما ينصحه فيه الناصحون، ولا يبرره شرعا. فإن تبيُّن ذلك أدعى إلى معرفة أقرب الطوائف إلى العدل في مثل هذه المسائل. نسأل الله أن يوفق الأطراف كلها إلى ما يحب ويرضى.
وأخيرا، بخصوص قول الدكتور يوسف حفظه الله أن الذي يثبت إفساده يجب إقامة حد الحرابة عليه فلا أظنه حفظه الله قصد هنا البت في مسألة إقامة الحدود بأشكالها في الحرب وفي الأرض التي لم يحصل فيها تمكين حقيقي مستقر، وإنما يتكلم عن الحالة الموصوفة في سياقه.
أسأل الله أن يوفق القائدين وقادة الجماعات إلى الاستجابة لنداء الدكتور يوسف، فهو علم في الاحتساب ونصرة الحق والإنكار على الظلمة، وقد تحمل في ذلك ما نسأل الله أن يتقبله منه، وليس مثلي الذي يزكيه. وفيما يلي نص ندائه حفظه الله وأكرمه:
نداء عاجل إلى البغدادي والحموي
د. يوسف بن عبدالله الأحمد
@yusufalahmed
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الشيخين الكريمين: أبي بكر البغدادي وأبي عبدالله الحموي. وفقهما الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد.
فأتقدم إليكما وإلى جميع أعضاء الدولة والأحرار في هذا النداء العاجل بالصلح على إثر النزاع والاشتباكات التي حصلت مؤخراً بين الجماعتين، استجابة لأمر الله تعالى:
“فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” (الأنفال1) وقوله تعالى:
“وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ..الآية” (الحجرات9) وقوله تعالى:
“إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (الحجرات10) وقوله تعالى:
“لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا” (النساء114).
وتتلخص بنود الصلح بين الطرفين في الآتي:
1. إيقاف القتال مع سحب القوات العسكرية من مواقع الصدام من الطرفين.
2. الإفراج عن الأسرى من الطرفين.
3. تسليم المقرات والأموال والأسلحة المغتصبة إلى أصحابها من الطرفين.
4. التنفيذ الفوري والإعلان عنه للبنود الثلاثة الأولى من الطرفين.
5. التزام القادة من الطرفين بإيجاد آلية واضحة وسريعة للتواصل بينهما عند الحاجة، والحذر من التغيب أو المماطلة.
6. أن يكتب الطرفان مع جميع الجماعات الجهادية في الشام تعهداً شرعياً بالآتي:
أ‌- الالتزام التام بحفظ دماء المجاهدين وأموالهم وأعراضهم وأسلحتهم ومقراتهم وعدم الاعتداء عليها.
ب‌- عدم رفع السلاح على مسلم في الحواجز وغيرها.
ت‌- عدم إطلاق النار على من لم يتوقف عند الحواجز أو غيرها.
ث‌- عدم الاعتقال والتفتيش والتحقيق والحبس إلا بحكم قضائي نافذ من محكمة شرعية مستقلة.
7. إنشاء محكمة شرعية مستقلة لفض النزاع بين الجماعات الجهادية في الشام والقبول بها من الجميع، وتبدأ بالحكم في هذه القضية الجنائية، وتعمُّ المحكمةُ الولايات القضائية الثلاثة: قضاء التحقيق وقضاء الموضوع وقضاء التنفيذ.
8. رفع الحصانة القضائية من أي أحد كان حتى القادة، وخضوع الجميع للتقاضي في الحق العام والخاص، أما منحُ الحصانة القضائية لبعض الأمراء أو الجنود أو تقييدها بموافقة الأمير، فهي من صور الامتناع عن إقامة الشريعة، ومما دأب عليه الظلمة والطواغيت، ولا يليق بحال أن يتورط في ذلك المجاهدون في سبيل الله تعالى.
9. إذا ثبت أن الشيخ البغدادي أو الشيخ الحموي أو غيرهما من القادة قد أمر بقتال بعض المجاهدين، أو اقتحام مقراتهم، أو الاعتراض عليهم في الطرقات، ورفع السلاح عليهم واعتقالهم، أو قتلهم، أو أخذ أموالهم، وحصل ذلك، فالواجب محاكمته بتهمة الإفساد في الأرض، وإقامة حكم الله فيه، قال الله تعالى:
“مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (المائدة33).
وهذه وصية لإخواني الأفاضل المجاهدين في سبيل الله:
إذا أمر القائدُ بقتال إخوانك المسلمين أو اقتحام مقراتهم أو الاستيلاء على أسلحتهم وأموالهم فلا سمع له ولا طاعة، وإن أطعته فأنت شريك له في الجريمة، وتبوء بإثم أخيك المسلم في الدنيا والآخرة، وتحولتَ حينها من مجاهد في سبيل الله إلى مفسد في الأرض، يجب شرعاً إقامة حد الحرابة عليك، وتأمل أخي المجاهد هذا الوعيد المخيف الوارد في هذه الأحاديث الثلاثة الآتية:
فعن علي رضي الله عنه :”أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً، فَأَوْقَدَ نَارًا، وَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنْهَا، فَذَكَرُوا لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ لِلآخَرِينَ: لاَ طَاعَةَ فِى مَعْصِيَةٍ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِى الْمَعْرُوفِ” متفق عليه واللفظ للبخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِىَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لاَ يَدْرِى الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلاَ الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ، فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِى النَّارِ” أخرجه مسلم.
وعن الأحنف بن قيس رحمه الله قال:”ذَهَبْتُ لأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ، فَلَقِيَنِى أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ. قَالَ: ارْجِعْ، فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِى النَّارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ” متفق عليه.
أما القاعدة التي يتناقلها بعض المجاهدين: “من قاتلنا قاتلناه” ففيها إجمال خطير جداً، بل الصواب دعوة الذين رفعوا السلاح فيقال لهم: ماذا تنقمون؟ فإن قالوا حقاً قُبل منهم، وإن قالوا باطلاً بُيِّن لهم، فإن أصروا دُعوا إلى المحكمة الشرعية، فإن رفضوا وبدؤوا بالقتال، فهو صائلٌ مسلم يُدفع بالأخف كإطلاق النار في السماء، ثم دفعه بما دون قتل النفس، فإن لم يندفع إلا بقتله جاز قتله. أما استباحة دمائهم وأخذ أموالهم وأسلحتهم ومقراتهم بمجرد بدء القتال فهذه أحكام جاهلية وليست من الشريعة، وكلام الفقهاء مستقرٌ واضح في هذا الباب.
وختاماً : أدعو إخواني قادة الجهاد وأهل العلم وعموم المجاهدين في سبيل الله في الشام إلى قبول هذا الصلح لنزع فتيل سفك الدماء بين المجاهدين، فنحن في كرب عظيم يتجاوز النظر إلى حظوظ النفس، فلا يستحوذ الشيطانُ علينا، وتأخذُنا العزةُ بالإثم، فنتجاهل هذه الدعوة الأخوية إلى الصلح، فأهلُ الإيمان يتذللون لإخوانهم، ويخفضون لهم الجناح، قال الله تعالى:”وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ” (الحجر88)، وقال تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (المائدة54).
وعليه فإني أنتظر من أخويَّ الفاضلين الشيخ البغدادي والشيخ الحموي وبقية القادة ردهم على عرض هذا الصلح بالموافقة أو الرفض، وحتى لا يكون مصير هذا المشروع إلى عدم الإنجاز فإنه لابد من تحديد أمد لنهايته وهو مغرب يوم الأحد 12/ 2/ 1435هـ، أما إيقاف القتال، ورد الأسرى والأموال فلابد فيه من البت الفوري من الآن، فمن امتنع عن قبول الصلح وأصر على قتال المجاهدين فلابد أن يبين رأيه وأسباب ذلك علانية من أجل توضيح الموقف الشرعي تجاهه حقناً لدماء المسلمين.
حفظكم الله بحفظه وأيدكم بنصره وزادكم من فضله.
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في الشام، اللهم وحد كلمتَهم على أمرك، وصفوفَهم في سبيلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم الداعي لكم بالخير: يوسف بن عبدالله الأحمد
الأربعاء 8/ 2/ 1435هـ.

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]