New article from Dr. Iyād Qunaybī: "To the Brothers of Aḥrār al-Shām"

إلى إخوتنا أحرار الشام
السلام عليكم ورحمة الله.
بعد مناصحة إخوتنا في الدولة أثار بعض الإخوة المتابعين تساؤلا عن قضية أبي جعفر رحمه الله في دير قانون، وقالوا أن رجلا من حركة أحرار الشام قتله ومع ذلك لم تحاكمه الحركة، شبيها بما حصل مع أبي عبيدة البنشي رحمه الله حسب كلام الإخوة.
وما أعرفه من بيان أصدرته الحركة في حينه أن المشتبه في أنه القاتل فصل من الحركة لعدم استجابته لأمر المثول أمام محكمة شرعية. لكن لعله تبقى تساؤلات الإخوة: هل تابعت الحركة الموضوع بشكل كاف من وقتها؟ وهل كان بإمكان الحركة توقيفه بالقوة ومحاسبته وتقديمه لأولياء المقتول؟
وهنا أطلب من إخواننا في حركة أحرار الشام أن يبينوا مجريات القضية وما اتخذوه من إجراءات فيها، لعلهم يشفون صدور إخوانهم، أو –إن تبين أن هناك تقصيرا- فيضم العبد الفقير صوته إلى صوت إخوانه ليطالبهم بحزم أكثر في الموضوع.
ولولا أن عديدين من المتابعين ذكروا الحادثة ونسبوا إلى الإخوة ما لا يتناسب مع بيانهم السابق الذي فصلوا فيه من يشتبه أنه الجاني، لولا ذلك لما أعلنت هذه النصيحة.
وليعلم إخواني أن المناصحة العلنية بحد ذاتها لا عيب فيها، إذ أننا نسعى في ذلك إلى تقريب وجهات النظر وإعطاء الفرصة لكل طرف أن ينفي ما قد يُنسب إليه بغير حق، وأن نتعاون على إنصاف المظلوم وحث من عليه حق إلى المسارعة في أدائه ولو بضغط من إخوانه المحبين للجهاد وأهله. وإني أرى ذلك أفضل من “الطبطبة” التي تَـخِيط على الجرح دون علاج:
إذا ما الجرح رُم على فساد    تبين فيه إهمال الطبيب
لكن المناصحة العلنية المرفوضة هي التي تبالغ في الأمر وتضخمه وتغري السفهاء والدخلاء لينفخوا في كير الفتنة، والتي يبني عليها صاحبها استنتاج أن علاج الجرح في عضو يكون ببتره!!
وأعلم أني أقل من المنصوحين شأنا لكن علمنا نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم أن ((الدين النصيحة)) فلما سؤال: (لمن؟) قال: ((لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))…وبما أني من عامة المسلمين فأحب أن أنصح أحبائي وإخوتي المدافعين عن دين الأمة وعرضها من كل الفصائل.
وكلمة أخيرة أقولها: أحيانا يعتب المرء على حبيب وفي نفسه أن الناس يدركون محبته لحبيبه هذا، فلا يرى حاجة إلى أن يوضح هذه المحبة قبل العتاب على اعتبار أنها معروفة. بينما حقيقة الأمر أن كثيرين يخفى عليهم حبه لأخيه فيظنون العتاب بغضا ونفورا، لحداثة عهدهم بصاحب العتاب وقلة معرفتهم به. وإني هنا أقول ما ظننته معروفا من قبل: أنا أحب إخوتي المجاهدين من كل فصيل، وأتشرف بخدمتهم والذب عنهم، واحتملت نتيجة ذلك من قبلُ وقد أحتمل المزيد في أي وقت، ولهم من ولايتي ومحبتي بقدر ما يَظهر من حبهم لله ولرسوله ودفاعهم عن دين الله تعالى ورأفتهم بعباد الله. ونصحي لهم ليس عن بغضاء ولا نفور. بل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن مرآة أخيه، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه)).
والسلام عليكم ورحمة الله.

_____________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]