New article from 'Abd Allah bin Muḥammad: "Why Does the Sa'ūdī Regime Fight Against the Jihād in Syria?"

بسم الله الرحمن الرحيم

قرار تجريم الجهاد في سوريا وفتوى أحد كبار هيئة العلماء بتحريمه ما هو
إلا رأس جبل الجليد فما تفعله المخابرات السعودية في سوريا أشد وأدهى

سأترك الحديث عن دور المخابرات السعودية في سوريا لأهل سوريا فهم أدرى
بالتوقيت المناسب لذلك .. وبالمناسبة هم أيضا لا ترهبهم الإغتيالات !

حديثي هنا سيكون عن طبيعة النظام السعودي فمحاربة الجهاد في سوريا لا
يرجع لمخاوف أمنية أو حتى عمالة للغرب بقدر ما يرجع لسيكولوجية النظام
نفسه

عالم السياسة لا يحتاج لأدلة حتى تفهم تصنيفاته فحتى إسرائيل كدولة
عنصرية لا تعترف بذلك ولكن الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير

وجود النظام السعودي كدولة قامت على أساس ديني جعله يحرص كل الحرص على
إسقاط أي نظام مماثل حتى لا يكتشف زيف ما هو عليه

أي نظام إسلامي ينجح في تكوين دولة سيجعل الناس تقارن بين النموذج
السعودي وبينه وعندها ستظهر الفروق وتسقط دعاوى تطبيق الشريعة

النظام السعودي يقدم نفسه ****ل حصري لماركة الدين الإسلامي فهذه الوكالة
كانت ومازالت سببا من أسباب نفوذه وحضوته عند الغرب

كل نظريات الأمن القومي للدول توضع على أساس حماية المصالح الاستراتيجية
ولذا تنظر أمريكا لنفط الخليج كخط أحمر وتنظر مصر للنيل كذلك

النظام السعودي ينظر للدين كأمن قومي ولذا يحرص على هدم أي نظام يسعى
لتطبيق الشريعة بشكل مغاير للمواصفات والمقاييس السعودية

تاريخ التدخلات السعودية لإسقاط أنظمة الحكم الإسلامي حافل بالكثير سواء
بدعم أعداء المشروع الإسلامي أو باحتوائه وإفساده من الداخل

في الحرب الأهلية عام 94 بين شمال وجنوب اليمن وقف النظام السعودي مع
الشيوعيين مع أن علماء اليمن أفتوا بكفر من وقف بصفهم

في الحرب الأهلية التي أعقبت فوز جبهة الإنقاذ الإسلامية بالجزائر أمد
النظام السعودي جنرالات فرنسا بألف مدرعة خاصة بقتال الشوارع

في الحرب بين المسلمين والنصارى في السودان وقف النظام السعودي مع قرنق
النصراني وأمده بالسلاح والذخيرة طوال مدة الحرب

للعلم الحروب السابقة خاضتها أطراف تريد تطبيق الشريعة فالبشير وجبهة
الإنقاذ ومجاهدي اليمن الشمالي كلهم قد رفعوا الشعار الإسلامي

عام 96 كان النظام السعودي أول من اعترف بحكومة طالبان الإسلامية من باب
احتوائها فلما أرادت أمريكا إسقاطها فتحت قاعدة سلطان الجوية لذلك

عندما أعلن عن دولة العراق الإسلامية بادر النظام السعودي وفتح خزائنه
لشراء الذمم وإنشاء الصحوات فلما انتهى ترك العراق للمالكي

عندما انتصر الجهاد البوسني أوقف النظام السعودي الدعم حتى لا يقف
المجاهدون حجر عثرة بوجه اتفاقية دايتون التي أوقفت المد الإسلامي هناك

توجد قضايا لا تتدخل فيها السعودية لدخولها على خط الصراع العالمي ومنها
الجهاد الشيشاني لنكايته في الروس وهم عدو تقليدي للغرب وحلفائه

وتوجد قضايا تعارض فيها السعودية اللون الإسلامي وإن لم يسعى لتطبيق
الشريعة كالصراع الفلسطيني الذي تقف فيه السعودية مع فتح ضد حماس

بعد الربيع العربي فجعت السعودية بمشاريع إسلامية ظهرت من حولها فبذلت
نشاط عسكري وسياسي محموم لإجهاض ما يمكن إجهاضه

عندما أعلنت أنصار الشريعة باليمن تطبيق الشريعة في ولاية أبين شارك
الطيران الملكي السعودي بالحملة العسكرية الأمريكية لإسقاطهم

علماء اليمن أفتوا قديما بالجهاد ضد الشيوعيين وحديثا أفتوا بالجهاد ضد
أي تدخل أمريكي وفي الحالتين وقفت السعودية مع الجانب الآخر

سياسيا دخل النظام السعودي مواجهة كبيرة للحيلولة دون وصول الإسلاميين
للحكم في مصر فلما فشل دخل في صراع آخر لإفشال مشروعهم

إذن فقرارات وفتاوى تجريم وتحريم الجهاد في سوريا ما هي إلا خطوات في
استراتيجية ثابتة لإجهاض محاولات وصول ونجاح الإسلاميين في الحكم

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]