Da'wah al-Ḥaqq Foundation for Studies and Research presents a new article from 'Abd Allah Muḥammad Maḥmūd: "Salafī Jihādīs Before and After the War on Gaza: It Has Proven Itself and Cannot Be Bypassed"

خلال الشهور السابقة للحرب على غزة لم يتوقف العدوان الصهيوني في فلسطين ليوم واحد فقد استمر العدو الصهيوني في مصادرته لآلاف الدونمات الزراعية في الضفة الغربية ، وقام الجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين بتدنيس المسجد الأقصى أكثر من مرة وواصل العدو عدوانه على الأقصى بالحفريات تحته مما أدى إلى حدوث تصدعات وانهيارات أرضية في منطقة باب العمود، كما قام العدو بانتهاك حرمة المسجد الإبراهيمي في الخليل وانتهكت حرمة مسجد بئر السبع الذي دنسه أوباش الصهاينة وشربوا فيه الخمور، كما واصل العدو عدوانه على قطاع غزة وقتل العديد من المجاهدين والمواطنين المسالمين..
وقد حصل ذلك كله في ظل ما سمي بالتهدئة فانبرت المجموعات السلفية الجهادية في قطاع غزة وسيناء للرد على العدوان الصهيوني فقصفت المغتصبات والمدن الصهيونية بعشرات الصواريخ كما قامت بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية النوعية انطلاقاً من سيناء قتل فيها عدد من الجنود الصهاينة .
وفي الوقت الذي كانت فيه المجموعات السلفية الجهادية – رغم ظروفها الصعبة التي يعرفها الجميع – ورغم إمكانياتها التي لا تقارن بالفصائل الكبيرة كتائب القسام وسرايا القدس تتصدر المشهد الجهادي ضد العدوان الصهيوني رغم التعتيم الإعلامي المقصود كان العدو يهدد باجتياح قطاع غزة لوقف تلك الصواريخ وكان بين الحين والآخر يغتال أفراداً ينتمون للسلفية الجهادية وصولاً إلى اغتيال الشيخين القائدين في السلفية الجهادية هشام السعيدني وأشرف صباح في محاولة منه للقضاء على هذه الجماعات، إلا ان الجماعات السلفية الجهادية وعلى رأسها مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس وجماعة أنصار بيت المقدس في سيناء واصلت عملياتها وواصلت قصفها للمدن والمغتصبات الصهيونية.
وإزاء زيادة عدد الشهداء الذين يستهدفهم العدو الصهيوني في قطاع غزة قامت كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل فلسطينية أخرى بقصف المواقع المحيطة بقطاع غزة بالصواريخ.
وقد جاءت -القشة التي قصمت ظهر البعير- عندما قام مجاهدو ألوية الناصر صلاح الدين -وهم جماعة فلسطينية مقاتلة ذات توجه إسلامي جهادي- باستهداف جيب عسكري صهيوني بصاروخ موجه مما أدى إلى إصابة أربعة جنود كانوا على متنه عندها قرر العدو إرسال رسالة قوية لقيادة حماس التي تحكم قطاع غزة -والتي يحملها العدو مسئولية إطلاق الصواريخ من القطاع – وجاء الرد الصهيوني غير المتوقع باغتيال القائد الكبير في كتائب القسام أحمد الجعبري.
وقد كان العدو يتوقع ألا يتجاوز الرد القسامي على هذا الاغتيال إطلاق رشقات من الصواريخ على المغتصبات المحيطة بالقطاع، ثم تفهم حماس الرسالة الصهيونية وتعمل على كبح الجماعات السلفية الجهادية لمنعها من إطلاق الصواريخ.
لكن ما حدث بعد جريمة الاغتيال فاق توقعات العدو فقد خرجت صواريخ القسام وبقية الفصائل ولم تضرب فقط المغتصبات المحيطة بقطاع غزة لكنها تجاوزت لأول مرة محيط القطاع لتضرب العمق الصهيوني في تل أبيب والقدس وهرتسيليا وهو مالم يكن في حسبان العدو الصهيوني.
وبعد ثمانية أيام من الحرب الضارية قصف فيها العدو حسب ادعاءاته أراضي يعتقد أن بها صواريخ المقاومة ودمر مباني ومنشآت حكومية واستهدف بيوت الآمنين موقعاً 163 شهيداً و2236 جريحا كثير منهم من النساء والأطفال وفي المقابل تساقطت على مدنه ومواقعه العسكرية ومغتصباته حوالي 2500 صاروخ من مختلف الأنواع المحلية وصواريخ غراد إضافة إلى صواريخ فجر5 وم75 التي دخلت العمل لأول مرة أعلن برعاية مصرية عن وقف إطلاق النار بعد زيارات لمسئولين عرب واتراك وأمريكيين للمنطقة.

قد يعتقد البعض أن الحرب كانت انتصاراً لكتائب القسام بالدرجة الاولى وهذا صحيح نظراً للامكانيات الكبيرة التي تمتلكها الكتائب القسامية مقارنة بباقي الفصائل الفلسطينية بحكم سيطرة حماس على القطاع وحريتها في العمل اكثر من غيرها فقد اطلقت كتائب القسام 1600 صاروخاً، فيما اعلنت سرايا القدس التي تعتبر ثاني الفصائل المسلحة بعد القسام 620 صاروخا واطلقت فصائل أخرى عشرات الصواريخ .
وقد كان مفاجئاً -رغم التعتيم الإعلامي- الحضور القوي للجماعات السلفية الجهادية أثناء هذه الحرب بالرغم من إمكانياتها وظروفها الصعبة التي يعرفها الجميع فقد أعلنت جميع الجماعات السلفية الجهادية داخل قطاع غزة وفي سيناء مشاركتها في ضرب العدو الصهيوني بعشرات الصواريخ يومياً طيلة أيام الحرب، فمن سيناء انطلقت الصواريخ لتصيب المجلس المحلي أشكول ولتضرب مدينة إيلات جنوب إسرائيل وقد أعلنت مسئوليتها عن ضربها جماعة أنصار بيت المقدس، ومن قطاع غزة توالى صدور البيانات والبلاغات العسكرية المكتوبة والمرئية لمجلس شورى المجاهدين الذي قصف أسديروت ونتيفوت وكيبوتس سعد وعسقلان وكيسوفيم وكرمية وأشكول ومفتاحيم، كما شارك جيش الأمة وجيش الإسلام وطالبان فلسطين في عمليات القصف، وبلغ عدد عمليات القصف وفق إحصائية غير رسمية 188 صاروخاً خلال أسبوع واحد، وهو مؤشر على أن السلفية الجهادية أصبحت رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه او تجاهله أو إنكاره، كما لا يليق بعد اليوم أن تتعرض لأي ملاحقة او استهداف من قبل الحكومة لاسيما وقد ثبت للجميع أنها رغم ما أصابها إلا أنها حافظت على بوصلة سلاحها تجاه العدو الصهيوني لا غير.


كتبه / عبد الله محمد محمود
الباحث والمحلل في “مؤسسة دعوة الحق للدراسات والبحوث”

___________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]