New statement from Shamūkh al-Islām Arabic Forum, al-Fidā' Arabic Forum, and Anṣār al-Mujāhidīn Arabic Forum: "Reminder to the Supporters of the Mujāhidīn the Sharī'ah Position Towards Events"

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم النعم على العبد؛ أن يوفقه ربه لمراضيه ويسدده في مساعيه و(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)، ومن أعظم حوادث هذا الزمان، ما حصل من ثورة العامة على طغاتها في عدة بلدان، تنبئ عن عظيم تدبير الله لهذه الأمة ودقيق تصريفه لشؤونها.
وإن فقه الناس لغايات هذه التدابير متباين، وطرائق الاستفادة منها متنوع، فمقل من الخير ومستكثر، ودون ذلك من يسعى خلف هواه؛ فلا يفقه ولا يريد أن يتفقه إلا ما أشرب من هواه، ويكثر أمثال هؤلاء في أشباه الوقائع العظيمة العامة التي نعاصرها، ولذلك جاءت المحكمات الشرعية بضرورة رد الأمر إلى أهله من أولي الأمر، قال تعالى: [وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا]
قال السعدي:
(هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق. وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك. وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولى من هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيقدم عليه الإنسان؟ أم لا فيحجم عنه؟) انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(استقرت الشريعة بترجيح خير الخيرين ودفع شر الشرين وترجيح الراجح من الخير والشر المجتمعين… وأما الماشون على طريقة الخلفاء الراشدين فليسوا أكثر الأمة ولكن على هؤلاء الماشين على طريقة الخلفاء أن يعاملوا الناس بما أمر الله به ورسوله من العدل بينهم وإعطاء كل ذي حق حقه وإقامة الحدود بحسب الإمكان إذ الواجب هو الأمر بالمعروف وفعله والنهي عن المنكر وتركه بحسب الإمكان فإذا عجز أتباع الخلفاء الراشدين عن ذلك قدموا خير الخيرين حصولا وشر الشرين دفعا والحمد لله رب العالمين) انتهى
ولتنبه المسئولين عن الإعلام الجهادي إلى ضرورة ضبط الصف الإعلامي، وعدم السماح بتشتيت الساحة بآراء مرجوحة فضلا عما دونها، أو المبادرة باتخاذ مواقف دون رجوع أو اعتبار لنظر أهل العلم والرأي والخبرة، وهم المرجوع إليهم والمأمور بالرد لهم، ونظرا لكثرة اللغط والغلط في القضية المصرية خاصة، ومستجداتها المتسارعة، فقد قرروا بيان سياستهم الشرعية تجاه الأحداث، تبيانا للخاص والعام، والفرد والمؤسسة، لا يخرج عن ذلك داخل في صفهم في الشبكات الجهادية، لما في توحيد الموقف وبيان السياسة من ظهور الكلمة وحسن أداء الدعوة ورفع المستوى العملي والعلمي العام للأفراد والمؤسسات عن بنيات الطريق التي تشغل عن المقصود الأسمى من وجود هذه الشبكات، ولكي يكون الأعضاء على بينة من تصرفات إخوانهم المشرفين الذين يقومون بتنفيذ التوجيهات التي تبلغ لهم. 
أولاً: ما تقتضيه النصوص الشرعية والأدلة المعتبرة، وما جاء في التوجيهات العامة والخاصة لعلماء الثغور وقادتها ذوي الخبرة والرأي المجرب، من أن الواجب في هذه المرحلة في القضية المصرية خصوصا هو الدعوة والبلاغ لكافة الناس، والحذر من الدعوة النخبوية في أهدافها أو لسانها؛ بتحديث الناس بما يستنكرون ولا يعرفون. والابتعاد عن الصدام مع التيارات الإسلامية والانشغالِ به عن التعاون معها -بالوسائل المشروعة- فيما دل الشرع والعقل على ضرورة التعاون والتكامل فيه، ونصحُها وبيان أخطائها بعلم وعدل وأدب ممن امتلك الآلة اللازمة لذلك، بالأساليب المناسبة للخطأ وآثاره.
ولذا لا يسمح بمواضيع السخرية أو التشهير أو غيرها من السبل غير الشرعية، والتي تخلو من لهجة النصح، ويظهر فيها دافع التنفيس عما في النفوس على حساب القالب المناسب للنصيحة، ولو تكلف أصحابها صبغها بالصبغة الشرعية، لأن مجال المنتديات الجهادية لم يفتح لهذا، بل هو مجال الدعوة والدعاة إلى المنهج الحق، فمن لم يلتزم بالصفات اللازمة للداعية فيما يأتي ويذر، فليس له مجال فيها، حفاظا على سداد المسير ووضوح كلمة البلاغ. 
ثانيا: إصدار الأحكام الشرعية -من الأعضاء ابتداء- تجاه الأعيان ممنوع، ولا يسمح إلا بنقل كلام أهل العلم المعتبرين، وقد نبهنا ونبه مشايخنا إلى هذا مرارا.
ثالثاً: العمل الإيجابي الذي ندعو إليه الجميع، أن ينشغل كل إنسان بما يحسن، ويسخر ذلك لبيان الحق، وأما الانشغال بتتبع العثرات والبحث عن الزلات، فهذا انشغال عن المقصود وابتعاد عن العمل البناء.
ونحث الجميع على صرف جهودهم إلى الانشغال بالدعوة للمنهج الحق، وترك نقد الآراء المخالفة أو تزييفها إلى أهل العلم المعتبرين، لأن هذا مجال لا يحسنه كل أحد، والضرر فيه إذا حصل بدخول من لا يحسن أو بإساءة المتأهل يصل إلى المجاهدين في ثغورهم، ولذلك فإن المنتديات ستتعاون فيما بينها لحذف كل ما يخالف الضوابط الشرعية في النقد للتيارات الإسلامية المختلفة، ولو كان ذلك من مؤسسات أو رموز إعلامية أو شرعية.
ونذكر إخواننا جميعا بضرورة تقوى الله -عزوجل- في السر والعلن، وأن يحذر الإنسان من الحديث فيما لا يحسن من أمور الدين والدنيا، وننبه إلى أن أعراض المسلمين -المصيب منهم والمخطئ- حفرة من حفر النار محفوفة بالشهوات الغضبية الخفية، فمن لم يحسن التعامل معها وقع على وجهه فيها -والعياذ بالله-.
نسأل الله -عزوجل- أن يستخدمنا في نصرة دينه، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله أعلم. 

إخوانكم في 
الشبكات الإسلامية
المصدر: (الشموخ ، الفداء ، الأنصار)

___________

To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]