al-Bayyān Media Foundation presents a new article from al-Ṭalī’ah al-Salafīyyah al-Mujāhidīyyah’s Shaykh Aḥmad ‘Ashūsh: "The Peacock and the King"


الحمد لله وكفى , وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى , ثم أما بعد ,,
عُرِف الطاووس بزهوه وجمال ريشه, ورشاقة خطوه , فهو أجمل شكلا , وأبهى لونا , وأرق ذيلا , وكل هذه مؤهلات جمال ودلال , لكنها لا تؤهل الطاووس لملك أو رياسة , فالملك تكاليف وأعباء ثقال , الملك مغالبة ومصاولة لنسور وغربان , وهذا يحتاج مخالب ونصال , ومناقير معقوفة , وانقضاض , وقنص , وهذا ما لا يملكه الطاووس ..
فهل يمكن أن نرى الطاووس صقرا في قابل الأيام ؟ وهل يمكن أن يتحول ريشه نصالا ؟
أسئلة ستجيب عليها الأيام ..

وإلى الطاووس .. أهدي هذه القصيدة للشاعر : محمود أبو الوفا :

نشــــــر الطاووس ذ يـــــلا *** واستوى يمشى اخــتــيــالا
يبسط الزهو .. العـجب *** حـــــوالــيـــه ..ظـــــلالا
مـــاله لا يملؤ الأعطــــاف *** تـــــيــــهــــــــا ..أو دلالا
وهو.. ما وجــه عـيـنيــــه *** يـمـيـنــا .. أو شـمـــالا
لا يـــرى إلا عـــــيـــــونـا *** تتـــمـــلاه .. ابـتـهـــــالا
ذات يوم .. فكــر الطاووس *** واشــتــــــط خـــيــــــالا
راح فـى الطـيـر يــنـــادى *** فأتى الطير .. عجــــــالا
قـــال: يا قــوم .. لمــــــاذا *** نلبس العـيـش هـــــــزالا
نـعـــدم القـــــوت اذا لـــم *** ننض للقــوت الرحـــــالا
ولماذا الطيـر.. دون الخلـق *** لا يــهـــــــــدأ بـــــــالا؟
كــل صـيـــاد .. غــــــريـــر *** طــلـب الصـيــد الحــــلالا
لـم يـجــــــد أســـــهــل مـنــا *** كلمـــــــــا جــن نـبــــــــالا
لو لنا من دولـة فـى الأرض *** تـحـمـــيـنــا .. رعـــــــالا
لـو لـنــا مــلــك.. لما هــنـا *** عـلـى الخـلــق مـــــــــــــــالا
امـنحــونـى الـلك..فـيكم يــا *** بــنــى قـومــى .. حــــالا
أعـطـكم فى الأرض أملاكا *** وأمــــــــــالا طـــــــــــــــوالا
يعرف الطير .. جـمـيـعـــا *** أنــنى أحــلـــى مــــــثــــــــالا
هـل رأيتــم مــثــل ريـشـــى *** يــملـؤ الــعين جـــــمــــــــالا؟
بايـعــــونــــى , بايـعـــونـــى *** واحـــمـــــدوا الله تعــــــالى
وإذا الطــيــــــر بـصــــــوت *** واحـــد .. يهـــتــف : لا , لا
وانـبــرى فــــرخ ضــعـيــف *** نـــاحـل الـريـــش كـــــــلالا
قــــال : يـا هـذا ســمعـــــــنا *** فاسـتــمع مــــنـا مـقــــــالا
هـــل تـظــن المــلـك حـســنا *** أو ريــاشــا .. تتــــلالا ؟!
إن لـلــــمـلـــك تـــكـــالــــــــ *** ـــــيف وأعبــــاء.. ثقــــالا
إن لـلـــمــلـــك مــزايــــــــــا *** وســجــايـــا , وخـــــــلالا
أيــهـا الطـاووس إن الــــــــ *** ـــمـلــك يـحـتــاج نـضـــــالا
فاسـتــرح حتـى تـرى ريــــــ *** ــــــشك قد صــار نصــــــالا
للشاعر محمود أبو الوفا
طربت الرفاق من الطواويس ولكن تفرقت الطيور وانقسمت أحزابا فلكل جماعة من رُخْم الطير “والي” تحل إليه وتدعوا له , تشاجروا واختلفوا , وكل يتمسك بواليه , فلم يفطنوا إلا وهم فى شباك الصياد حول الطاووس المجنح وصار الجميع فى شباك الصياد الماكر فما جدوى الكراسى التى أحاطت بها شباك الأسر؟

وطاووس ٍترنَّــمَ في المَعَالي

وبالغ َفـي التَّباهِي َوالتَّعـالِــي

وأطلقَ ريشَهُ طـــرباً وتِيهـــاً

وصاحَ مُزَلزِلاً صُـمَّ الجبــالِ

أنا الطاووسُ في خَلْقِي جَمِيلٌ

بَهيُّ الحُسْن ِوالرِّيـشِ المِثالِـي

فَمَــا مِثْلِي شَبيــهٌ فِي عُلـــومٍ

كأفلاطــــونَ أوعِلْـــم ِالدُّؤَالِي

هَلمِّي مَعْشَرَ الاطيارِ إنــــــي

خَطيبٌ فِي السِّياسَـةِ لا أخَاً لِي

سَأثْرِي مَنْبَرَ الغَاباتِ عِلْمَــــاً

تَعالَــوْ واسْمعُو مِنِّي مَقـَالِــــي

فقــامَ مُسَلِّمَـــاً وَدَعـَـا بخَيْـــرٍ

الى الاطْيارِ بَادِيـةِ الجَــمَــــالِ

تَروْنِي انَّ لِي ريشاً وتاجـَـــاً

وذيْــلاً لا يُـدانَـا فِــي الكَمَـالِ

فَمِنْ زَهْرِ الرَّبِيعِ لَبِسْتُ رِيشاً

ومِنْ لوْنِ السَّمَاءِكَسَوْتُ حَالِي

طُيُورُ الغَابِ تحْسدُنِـي لِحُسْنِي

وَتعْــرِفُ أنَّنِي صعْبُ المَنَالِ

أنا للنَّسْرِ أدْعُـــــو كُــــلَّ فَجْرٍ

وأفْــــدِى عُمْرَهُ الغَالِي بِمَالِي

فَصَاحَ الصَّقْرُمُحْتَجَّاً بِعُنْــــفٍ

وقَـــدَّمَ نفْسَــــــهُ للطيْـــرِ وَالٍ

فَثارَتْ ثوْرَةُ الاطْيَارِ حُنْقــــاً

تَحَـــزَّبَتْ الطُّيـورُ وَلا تُبَالـِـــي

فَهذا رَاغِبٌ فِي النَّسْرِ رَمْـــزاً

وذاكَ يُحَـــبِّذُ الصَّقْــرَ المُـوَالِي

تَنازَعـَتْ الطُّيورُ عَلى كَـراس

وطلاب الكراسي في الاعالي

وَفَاجَــأَ أُمَّةَ الأطْيارِ كَـــــرْبٌ

شبَاكُ الصَّيْدِ مُغْلِقَــةُ المَـــجَالِ

وصارَ الجمعُ في هرْجٍ ومَرْجٍ

وَصَيـــادُ الطُّيُورِ فَلا يُبَالِــــــي

إلى الطَّاووسِ يُرْشِدُنَا لــرَأيٍ

َفنِعْــمَ الرأيُ مِنْ شَهْـمٍ وَغَــالِـي

وَراحتْ أمةُ الاطيارِ أسْــــرَى

لَــــدَى الصَّيادِ فَاقِدَةُ الأمالـــي

وأمستْ كلُّها في الهَمِّ حـَـــيْرَى

واضْحَتْ للشِّـواءِ أوِ المَقَالـِـــي

وَطاووسٌ تَلَظَّى حَيْثُ افْتَـــى

لِيُهْــدَى رِيشُه بَيْـــنَ الرِّجــــالِ

حكيمُ الـــرَّأيِ لايُفْنيهِ دَهْــــــرٌ

وَرَأيُ الجَهْـــلِ يَفْنَى بالسُّــؤالِ
****
حادى العيس
وإن شاء الله سنلتقى قريبا مع تشكيل الحكومة
( مملكة العجائب )
أحمد عشوش

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]