al-Bayyān Media Foundation presents a new article from al-Ṭalī'ah al-Salafīyyah al-Mujāhidīyyah's Shaykh Aḥmad 'Ashūsh: "Dear al-Ikhwān: Let Us Destroy Secularism, Ruling on the Reality"

بِسْمِ الله الرّحْمَنِ الرّحِيم

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى وبعد ,
هذا ما حذرناكم منه , وقلنا لكم لا عمل سياسي في ظل نظام مستبد , يمثل أبشع صور الدولة البوليسية , فالعمل السياسي في ظل الدولة البوليسية أو العسكرية فاشل بجدارة , فكيف نطمئن لعدو محارب , يبذل ما في وسعه لهدم دين الإسلام عقيدة وشريعة , يمكر , ويتآمر, ويسدد الضربة تلو الضربة , حتى إذا واتته الفرصة انقض كالوحش الكاسر , لا يرقب في مؤمن إلّا ولا ذمة , يندفع هائجا ليستأصل شأفتنا ,ويطفئ جذوتنا , ويقتلع أصولنا , ويقضي على ديننا , يفترس جموعنا المسلمة وينكل بهم إذا قدر تنكيلا تتضاءل معه ممارسات طواغيت عبد الناصر ومبارك , من أمثال عبد الحكيم عامر , شمس بدران , حمزة البسيوني , صفوت الروبي , حسن الألفي , نبيل عباس صيام , حبيب العادلي , عمر الفرماوي ,حسن عبد الرحمن , وغيرهم الكثير .

أيها الإخوان , هذه مواجهة عقائدية, وفكرية , وعملية على الأرض , وهذا النجاح للدكتور محمد مرسي هو نجاح بطعم الهزيمة , لا أقول ذلك شماتة ولا تجريحا , ولكن نصحا وإشفاقا من فتنة عمياء لا تبقي ولا تذر , وكذلك لنتدارك الأمر , ما وسعنا ذلك , ولمعرفة السبب الذي أدى لحصول أحمد شفيق على نصف أصوات الناخبين . كيف حدث ذلك ؟!!! ومن هو المسئول عنه ؟!!!
الإخوان والسلفيون هم المسئول الأول عن ذلك , فهم من غيب الدين عقيدة وشريعة عن المعركة السياسية ,ظنا منهم أنهم بلغة المصالح المجردة , والمداهنة المفضوحة يمكنهم أن يحسموا المعركة السياسية ويكسبوا الأعداء ويجمعوا الفرقاء , فداهنوا النصارى بكل ما في قاموس المداهنة من كلمات وجمل وعبارات , ثم أشركوهم في أحزابهم ثم ولّوهم مناصب قيادية في هذه الأحزاب التي يسمونها إسلامية , ثم أعلنوا تنازلهم عن الجزية وكأنها ورث أبائهم لا أنها شريعة ربانية لا يملك بشر حق التنازل عنها ,
خدع السلفيون والإخوان أنفسهم ,فصفعهم النصارى بأحمد شفيق ,صفعة أربكت الحسابات وقلبت الموازين وأخذت الدولة إلى حضن الفلول ليتحكموا بمفاصل الدولة , وليستنسخوا نظام مبارك مرة أخرى , ولا عزاء للمغفلين ولا للمستغفلين ,
ولو أنهم حوّدوا الناس إلى الإسلام وعرفوهم بغض النصارى للشريعة وكراهيتهم للإسلاميين ,لانحاز المسلمون جميعا إلى الصف الإسلامي كما حدث في موضوع التعديلات الدستورية حيث كانت النتيجة فارقة , وكان هذا الفارق الكبير الذي اجتمعت عليه الجماهير هو دفاعا عن المادة الثانية والتي تصورت الجماهير أنها تعني الإسلام
إلا أن المؤسف والمخزي هو تنكّر الإخوان والسلفيين للدين في باقي المعارك السياسية فوصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن , وكذلك نافق الإخوان والسلفيون السلطة القضائية وأضفوا عليها الشرعية وسايروا العلمانيين في تصوير السلطة القضائية للعامة على أنها حاكمٌ لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ,
وقلنا لهم هذه صناعة آلهة جديدة , هذا شرك قبيح , هذا نصب لطاغية جديد , لن يلبث أن يحرقكم بناره , ويلقي بكم في جحيم قوانينه , فلم يسمعوا ,
بل أكدوا إلهية هذا الحكم الطاغي وزعموا أنها سلطة عادلة , فقلنا لهم سلطة باطلة تعادي الله , وتوالي الطغاة وتحكم بالجاهلية , فهل آن للإخوان أن يعترفوا بهذه الحقيقة الآن ؟
دعونا من الماضي ولتتعقلوا اللحظة الراهنة , قلنا لكم ولازلنا نكرر على مسامعكم , وهذا ما لجأتم إليه الآن , وأرجوا أن لا ترجعوا ,
الثورة هي الحل , الشارع هو الحل , الميادين هي الحل , الحشد هو الحل , استلام السلطة ومحاكمة رموز النظام هو الحل ,
الإنتخابات هي الحل الغلط الذي يمكن أن يلتف عليه المجلس العسكري بواسطة ترزية القوانين ,فإن كنتم صادقين , فهلموا بنا نسقط العلمانيين , ونسقط أركان نظام مبارك ,
ولتكن هذه هي دعوتنا :
1- حاكمية القرآن : إذ لا شرعية فوق شرعية القرآن .
2- رجوع الجيش لثكناته وتركه للعمل السياسي جملة .
3- حل جميع المؤسسات القضائية وإعادة هيكلتها بعد استبعاد رجال مبارك منها والعلمانيين , مع إعلان حاكمية الشريعة .
4- تقديم قيادات الأمن المركزي وأمن الدولة لمحاكمات ثورية عادلة تحكم وفق الشريعة الإسلامية مع إلقاء القبض عليهم لحين محاكمتهم .
5- محاكمة كل من شارك أو عمل على إعادة النظام السابق أو أحد رموزه .
6- الكتاب والسنة أصل الحكم في الدول فلا يسمح لأي دستور بتخطيه .
هذا هو المشروع الثوري الذي ينبغي أن نبثه بين شعبنا المسلم , وينبغي علينا أن نُعرّف شعبنا حدود الولاء والبراء في العمل السياسي , وتحت أي راية يصفون , ومع من يكون .

هذا إذا أردنا أن نهزم العلمانيين والفلول وأحمد شفيق وكل صاد عن دين الإسلام .
والله أكبر ولله الحمد , والخلافة قادمة .
كتبه
أحمد عشوش

إخوانكم في
مُؤَسسّةُ البَيَان الِإعلاَمِية

_________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]