New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Other Narrative"

بسم الله الرحمن الرحيم

كثير من الناس يعصي الله من حيث لا يشعر ، فالأوامر الإلهية في الكتاب المُنزّل لم تأت عبثاً أو توحي بحرية اختيار تجاوزها ، بل هي دستور رباني شرعي يجب الإمتثال له قدر المستطاع ، فالمسلم مُكلّف بأوامر وضوابط لا بد من تفعيلها وفق ما هو مقرر في النصوص .. ومن النصوص التي يتجاوزها الكثير من المسلمين في هذا الزمان قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات : 6) ..
لم يكن دين الله تعالى يوماً مبنيّ على التكهّنات ولا على الإشاعات ، بل على حقائق ، وهذا البناء الصلب لا بد له من عقول تدبّ فيها الحياة وفق منهجه ، ولا يمكن أن يكون قلب المسلم كالريشة المتطايرة في الهواء ، فالحقيقية هي مبتغى الإنسان السويّ ، فضلاً عن المسلم أو المؤمن ..
نحن أمام عملية معقّدة كبيرة لتغييب الحقائق تشترك فيها أكثر وسائل الإعلام في الأرض وأشدها تأثيراً على الجموع ، ولا تُغيّب هذه الوسائل من الأخبار إلا ما يكون في إخفائه مصلحة لمالكي هذه الوسائل أو المسيطرين عليها أو الموجّهين لها .. 
إن ذكر الخسائر في الحرب أمر غاية في الخطورة ، فهو يؤثّر بشكل كبير على معنويات الجنود ، وعلى الدعم المحلّي لمثل هذه الحرب ، ويرفع من معنويات العدو بدرجة لا يتصورها من لا معرفة له بالحروب ، وقد كان المهلّب بن أبي صفرة من المشهورين بهذا حتى كان جنوده إذا رأوه قالوا : “جاءكم المهلّب بكذبة جديدة” ، وكان يفعل ذلك لرفع معنويات جنده في قتاله ضد الخوارج ..
إن أمر الكذب في الحرب غاية في الفاعلية والخطورة في نفس الوقت : فيكون فاعلاً إذا كانت في الجنود ثقافة عامة وثقة بالقيادة ووضوح في الهدف ، ويكون خطراً إذا كانت الحرب بلا هدف مع غياب الثقة بين القيادة والجنود وانعدام الثقافة العامة في صفوف الجند ، ولا بد لمثل هذا الكذب أن يكون قصيراً ، لا ممتداً لفترة طويلة ، لأن في ذلك خطر على مصداقية الأخبار ، وبالتالي : انعدام فاعليتها ، وهذا ما حصل للألمان في الحرب العالمية ..
ما يفعله الإعلام العربي والعالمي في الحرب الصليبية ضد المسلمين هو من هذا الباب : حيث تغيب الحقائق في زحمة القنوات الإعلامية ، وتغيب الشفافية وتنعدم المهنية في سبيل الحفاظ على معنوايات الجنود في ساحات القتال ، وفي سبيل التخفيف من حدة المعارضة للمغامرات الأمريكية في البلاد الإسلامية ، وفي سبيل التقليل من شأن الجهاد الإسلامي ضد القوى الصليبية ، وفي سبيل زرع اليأس في قلوب المسلمين بإقناعهم بعدم جدوى القتال ضد القوى العالمية المحتلة لبلاد الإسلام ، والمثال الذي نحن بصدده هو من أوضح الأمثلة على دور الإعلام في خوض هذه الحرب الصليبية ضد الإسلام المسلمين .. 
جاء في موقع “الجزيرة” على الشبكة العالمية ، يوم الاثنين 25/5/1433هـ – الموافق 16/4/2012م ، خبر بعنوان “إنهاء هجمات طالبان على كابل” ، وهذه الهجمات هي ما تسمّى ببداية “الربيع الأفغاني” حيث أن المجاهدون الأفغان يكونون في ما يشبه البيات الشتوي طيلة فصل الشتاء البارد في بلادهم ، وما أن تبدأ الثلوج بالذوبات حتى يهيج المجاهدون وتشتعل الحماسة في صدورهم ويبْدون في ما يشبه السباق مع المياه المنحدرة من سفوح الجبال ، فيشنون هجماتهم الخاطفة الكبيرة على الغزاة .. وفيما يلي نص الخبر كما جاء في موقع “الجزيرة نت” : 
“أعلنت الداخلية الأفغانية اليوم أن كل مقاتلي حركة طالبان الذين شاركوا بهجمات منسقة جرت أمس في كابل واستهدفت البرلمان وحي السفارات –بالإضافة إلى مناطق أخرى من أفغانستان- لقوا حتفهم جميعا، وأن المعارك قد انتهت. 
وقال الناطق باسم الوزارة صديق صديقي “كل المهاجمين البالغ عددهم 36 عنصرا قتلوا، والمعارك انتهت.. والمبنيان اللذان تحصن فيهما المقاتلون بالحي الدبلوماسي وقرب البرلمان بكابل أصبحا آمنين”.
وكان مصدر بالشرطة أعلن أن قوات الأمن شنت الليلة الماضية هجوما على مقاتلي الحركة الذين شنوا أمس سلسلة هجمات متزامنة وسط العاصمة، وفي مناطق أخرى من البلاد.
وكان مقاتلو طالبان قد نفذوا ست هجمات مفخخة متزامنة في أنحاء البلاد إيذانا بانطلاق ما أسمته الحركة “موسم هجمات الربيع”.
قتلى 
وأسفرت الهجمات عن مقتل 19 شخصا بصفوف الحركة، بينما جرح 14 شرطيا وتسعة مدنيين، وفق حصيلة رسمية للداخلية الأفغانية.
واستهدفت الهجمات عدة مواقع بحي السفارات حيث تم استهداف سفارتي ألمانيا واليابان وألحقت بمبنييهما أضرار بسبب إطلاق صواريخ، دون أن يصاب أحد من موظفي السفارتين بأذى.
كما حاول مهاجمون يرتدون سترات ناسفة دخول البرلمان لكن قوات الأمن تصدت لهم، كما ذكرت الشرطة.
وفي حي آخر استولى المهاجمون على مبنى مجاور لفندق “كابل ستار هوتيل” الذي يبعد أقل من مائة متر عن مدخل مجموعة سفارات منها الفرنسية، وقاعدة للقوة التابعة لحلف شمال الأطلسي (ايساف).
كما أكدت إيساف أن ممثليات الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا تم استهدافها، بينما استهدفت هجمات أخرى مباني للحكومة والشرطة وقاعدة أميركية بولاية لوغار جنوب كابل، ثم مطار جلال آباد (شرق) الذي يضم واحدة من أهم القواعد الجوية لإيساف وفجر فيه ثلاثة مهاجمين أنفسهم.
أما في غارديز (شرق) هاجم مسلحو طالبان مركزا لتدريب الشرطة مما أدى إلى جرح أربعة مدنيين، كما ذكرت الشرطة المحلية.
وكانت طالبان قد أعلنت الأحد أنها بدأت ما أسمته “موسم هجمات الربيع” بشن سلسلة هجمات منسقة ضد سفارات غربية بالمنطقة الدبلوماسية المحصنة وعلى البرلمان بالعاصمة، وأظهر الهجوم قدرة الحركة على استهداف المنطقة الدبلوماسية شديدة التحصين بعد أكثر من عشر سنوات من بدء الحرب عليها.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد “هذه الهجمات بداية هجوم الربيع وقد خططنا لها لأشهر” مضيفا أن “الهجمات تأتي ردا على حرق مصاحف في قاعدة تابعة للناتو، ومقتل 17 مدنيا أفغانيا اتهم جندي أميركي بإطلاق النار عليهم، وعلى مقطع مصور ظهر فيه جنود من مشاة البحرية الأميركية يبولون على جثث مقاتلين من طالبان”.
المصدر: وكالات (انتهى نقل الخبر عن موقع الجزيرة نت) وهذا رابط الخبر على موقع الجزيرة (https://www.aljazeera.net/news/pages/a5f2b996-062b-408d-ad23-a18930472de1)
نلاحظ من صيغة الخبر حجم هذه الهجمات التي لم يستطع الإعلام تجاوزها ، كما نلاحظ أن المجاهدين الأفغان لم يقتلوا أي عسكري أفغاني أو غربي في جميع هذه الهجمات ، وأنهم جرحوا بضعة عشر عسكريا أفغانيا وبعض المدنيين !! 
إن القارئ الذي يحترم نفسه ويحترم عقله والذي له أدنى معرفة بالحرب الحديثة وبفاعلية الأسلحة الحديثة في القتل والتدمير لا يمكن أن يصدّق بأن كل هذه الهجمات في جميع هذه الولايات والمدن والقواعد العسكرية و المطارات ومراكز الشرطة والسفارات والمباني الحكومية ، والمجاهدون بينهم ، قد انغمسوا في صفوفهم ، يقصفون عدوهم من مكان قريب ، وهم يرونهم رأي العين ، وهؤلاء المجاهدون يعلمون أنهم لن يرجعوا ، وأنهم مقتولون لا محالة .. لا يمكن لعاقل أن يصدّق بأن مثل هذه العمليات الكبيرة والخطيرة والجريئة لم تُسفر عن قتل شرطي واحد أو جندي واحد : أفغاني أو غير أفغاني !!
لكي نُبعد هذه الحيرة عن العقول والقلوب ، ولكي يرى الناس حجم هذا التعتيم الإعلامي الذي تواطأ عليه الإعلام العربي والعالمي في محاولة لحفظ ماء وجه العدو الصليبي المحتل لأفغانستان على المستوى المحلي والدولي : ننقل النسخة الأخرى من الخبر، أو الرواية الأخرى التي أتت على لسان المتحدّث باسم الإمارة الإسلامية في أفغانستان “ذبيح الله مجاهد” في يوم الاثنين (۲٤ جمادى‌الأولى ۱٤۳۳ه) الموافق (16 أبريل 2012م) بموقع الإمارة الإسلامية على الشبكة العالمية :
وهذا نص التقرير أو الخبر : 
“في الساعة الواحدة من ظهر يوم أمس بدأت هجمات استشهادية متزامنة في كابل عاصمة البلاد وثلاث ولايات أخرى (ننجرهار، لوجر وبكتيا) حيث استمرت حتى الساعة الواحدة من ظهر اليوم، والتفاصيل الكاملة لهذه العمليات الطويلة على النحو التالي: 
1- تفاصيل معركة كابل:
شن 13 من مجاهدي الإمارة الإسلامية الاستشهاديين الأبطال سلسلة هجمات عنيفة على عدد من المراكز المهمة في قلب المدينة كابل، منها قاعدة القوات المحتلة والعميلة، والمراكز الدبلوماسية والثكنات والسفارات التابعة للدول الاحتلالية، فقد تحصنت المجموعة الأولى المكونة من أربعة مجاهدين (الملا إقبال من سكان ولاية لوجر والذي كان يرأس هذه المجموعة، أنس من سكان ولاية لوجر، الحافظ عصمت الله من سكان ولاية غزني وحنيف من سكان ولاية بكتيا) قرب قصر “دار الأمان”، وتحصنت المجموعة الثانية المكونة من ستة مجاهدين (الحافظ عبد الرحمن من سكان ولاية وردك قائد هذه المجموعة، المهندس سلمان من سكان ولاية بكتيا، إبراهيم من سكان ولاية ننجرهار، الملا شهاب الدين من سكان ولاية بكتيا، إدريس من سكان ولاية بلخ وخطاب من سكان ولاية غزني) في منطقة شيربور، أما المجموعة الثالثة التي تشمل ثلاثة مجاهدين (الملا مزمل من سكان ولاية زابل الذي كان يقود هذه المجموعة، الحافظ طلحة من سكان ولاية قندوز وزين العابدين من سكان ولاية بكتيا) فقد تحصنت في منطقة “بلتشرخي”، واستهدفوا في آن واحد قواعد المحتلين، والسفارات التابعة للدول الأجنبية، والقصر الرئاسي، وقصر دار الأمان، ومركز قيادة أيساف، وغيرها من المراكز المهمة، وخلال الهجمات فجروا ثلاث سيارات مفخخة المتحكمة عن بعد في صفوف العدو.
تفيد الأنباء، أسفرت المعركة الطويلة التي استمرت زهاء عشرين ساعة تقريباً عن مقتل وإصابة 93 من الجنود المحتلين وعناصر الشرطة والجيش العميل، كما قتل عدد من الموظفين الأجانب وأصيب آخرون بجروح، ولحقت أضرار فادحة بمباني مراكز العدو نتيجة هجمات الأسلحة الثقيلة.
2- تفاصيل عمليات جلال آباد الاستشهادية:
قام ثمانية من مجاهدي الإمارة الإسلامية كل من (محمد عمر من سكان ولاية قندهار والذي كان يرأس المجموعة المهاجمة على مركز “بي. آر. تي”، أمير حمزة من سكان ولاية خوست الذي شن هجوماً استشهادياً بواسطة سيارة مفخخة، ضرار أحمد من سكان ولاية لوجر، محمود من سكان ولاية هلمند، عابد من سكان ولاية زابل، معاذ من سكان ولاية قندوز والذي كان يقود المجموعة المهاجمة على القاعدة الجوية، خليل من سكان ولاية قندهار وميرويس من سكان ولاية وردك) بشن سلسلة هجمات استشهادية عنيفة بما فيها تفجير سيارة مفخخة على مركز “بي. آر. تي” والقاعدة الجوية للمحتلين، والتي استمرت زهاء أربع ساعات تقريباً، حيث قتل في الهجوم الذي استهدف مركز “بي. آر. تي” 35 جندياً محتلاً وعميلاً وأصيب عدد كبير آخر بجروح، كما لقي حوالي 27 جندياً محتلاً مصرعهم وأصيب عدد آخر بجروح في الهجوم الذي استهدف القاعدة الجوية.
3- تفاصيل العمليات المنفذة في ولاية بكتيا:
وفي ولاية بكتيا شنت مجموعة مكونة من 3 مجاهدين استشهاديين (طاهر من سكان ولاية ننجرهار، قاري سيف الرحمن من سكان ولاية خوست، بقيادة حماد من سكان ولاية غزني) هجمات شديدة، واستمرت المعركة إلى وقت متأخر من الليل، قتل وأصيب خلالها 30 شرطيا وجنديا عميلا، كما فجرت سيارة مفخخة من قبل المجاهدين في هذه العمليات بواسطة آلة التحكم من بعد، حيث أسفر عن إلحاق خسائر فادحة بجنود الأمن.
رواية شهود عيان من المنطقة:
قال أحد الشهود العيان من المنطقة بأنه تم نقل 30 جنديا إلى مستشفى جرديز المدني، حيث معظمهم لقوا مصرعهم في ميدان المعركة، يضيف المذكور بأن من ضمن الجنود القتلى عناصر الشرطة، وجنود الجيش وعدد من كبار الضباط، وحاليا يقف عدد كبير من الجنود في باقي أقسام المستشفى، ولا يأذنون لأحد الدخول إلى المستشفى.
وحسب نبأ آخر، قصفت طائرات القوات الأمريكية بيت المدعي العام بهذه الولاية، مما أسفر عن تدمير بيته بالكامل وإصابة امرأة فيه.
4- تفاصيل المعركة والهجمات الاستشهادية في ولاية لوجر:
وفي ولاية لوجر شن 6 من المجاهدين الاستشهاديين هجمات شديدة في شكل مجموعتين، اشتملت المجموعة الأولى: قاري شفيع الله من سكان ولاية ننجرهار، والملا مسعود من سكان ولاية وردك، بقيادة الملا دلاور من سكان ولاية خوست وكان هدف هذه المجموعة الهجوم على مقر المعادن والصنائع بالولاية.
وقاد المجموعة الثانية الملا أيوب من سكان ولاية فراه، وشارك فيها سيف الله من ولاية بكتيا، وإبرار من سكان ولاية زابل، وكان هدف هذه المجموعة الهجوم على مقر (بي آر تي) التابع للقوات الأمريكية المحتلة.
بدأت الهجمات ظهر أمس واستمرت إلى الساعة 12 والنصف من ظهر اليوم، خلال هذه المعارك الطويلة قتل 6 جنود أمريكيين، و 29 من عناصر الشرطة العميلة، والأمن والاستخبارات، وأصيب عدد كبير آخر، كما فجرت سيارة مفخخة بآلة التحكم من بعد في عمليات لوجر.
—–
نتيجة جميع هذه الهجمات التي استغرقت في المجموع 24 ساعة، وشارك فيها 30 من المجاهدين الاستشهاديين، قتل وأصيب 220 من الجنود المحتلين وعناصر الشرطة والجيش وموظفي الإدارة العميلة في ولايات كابل، ننجرهار، بكتيا ولوجر.
ولله الحمد لم تلحق بالمدنيين سوى خسائر قليلة وبسيطة في هذه العمليات الواسعة، والذي يدل على مدى اتخاذ احتياطات كاملة من قبل المجاهدين في تنفيذ مثل هذه العمليات الواسعة والناجحة.
من جهة أخرى عدم اعتراف العدو على خسائره بمثابة رش التراب في أعين الناس، في الوقت الذي يتبين في المستشفيات بكل وضوح حالة قتلى وجرحى عناصر العدو.
ومن المعجب والمضحك أيضا تقدير جنود الجيش العميل من قبل قادة القوات المحتلة لتأهبهم السريع، فمع استمرار العمليات لأكثر من عشرين ساعة والتي استخدمت فيها أسلحة ثقيلة، واستهدفت مراكز العدو المحصنة داخل الخط الأخضر (غرين لاين) حسب اصطلاحهم، لا زالوا مسرورين بسرعة تمكنهم من السيطرة على الوضع!!! (انتهى الخبر) .. وهذا رابط الخبر في موقع الإمارة الإسلامية (https://shahamat-arabic.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=19781 :-24-&catid=1:news&Itemid=2) ..
ولعله من المفيد أن نذكر ترجمة بعض الألقاب التي أوردها “ذبيح الله مجاهد” للمجاهدين الأفغان : فالملّا يُقصد به طالب العلم الشرعي ، والقاري هو من يقرأ القرآن ، وهو عند الأفغان شيء كبير لكونهم أعاجم ، والحافظ هو : حافظ القرآن ، وهذا أعظم منزلة عندهم ..
إذاً ، المسألة فيها قولان : قول أمريكي أفغاني عربي دولي يفيد بأن هذه العمليات الكبيرة الواسعة لم تُسفر عن مقتل شرطي أو جندي واحد !! وقول آخر بأن القتلى والجرحى في صفوف العدو قرابة (220) من بين شرطي وعسكري أفغاني وصليبي .. 
المصدر في الرواية الأولى التي جاءت في موقع الجزيرة هو : الحكومة الأفغانية الموالية للصليبيين ، وعزت الجزيرة ما نقلت عن هذه الحادثة إلى “وكالات” !! أما المصدر في الخبر الثاني فهو المتحدث باسم المجاهدين “ذبيح الله مجاهد” ، والملفت للنظر أن الجزيرة لم تذكر الأرقام التي جاءت في الرواية الثانية ، وإنما اكتفت بأرقام الرواية الأولى ، ولم تذكر تفاصيل الرواية الثانية ، بل اكتفت بتفاصيل الرواية الأولى ، ومن له أدنى معرفة بالمهنة الإعلامية يعلم أن هذا لا يُعد في باب المهنيّة أو الموضوعية !!
لقد كان الأمير المجاهد “خطّاب” رحمه الله من أكثر المجاهدين عناية بالناحية الإعلامية ، وكان كثير التوثيق للعمليات الجهادية ، ولذلك كان تأثيره كبيراً على معنويات العدو الروسي ، فالعدو الروسي لم يكن يستطيع إخفاء خسائره ، وكان يُجبَر على إعلانها لأن “خطّاب” كان ينقل هذه الخسائر للعالم بالصوت والصورة ، وهذا ما ينقص المجاهدين في أفغانستان اليوم ، فهم في أمس الحاجة إلى الناحية الإعلامية وإلى توثيق العمليات العسكرية ونشرها على أوسع نطاق ، وبهذا يضمنون – لدرجة ما – صدق الإعلام المعادي ونقله لبعض الحقائق ، فلا بد من الإهتمام بالجانب الإعلامي وبالتوثيق العملياتي ، ومثل هذه العمليات الكبيرة لا تأتي أُكلها إن لم تنكأ معنوياً في العدو ، ومن جهة أخرى : ترفع معنويات المسلمين ..
كثير من المسلمين لا يعلمون ما يحدث في أفغانستان من قتل وفتك بالكفار الصليبيين وبعملائهم من بني أفغان المرتدين ، فالمجاهدون الأفغان لا ينامون ولا يتركون عدوهم ينام ، ولا يمر يوم دون عمليات عسكرية نوعية تُثخن في العدو وتُظهر عجزه أمام هؤلاء الرجال .. ونظرة واحدة في موقع الإمارة الإسلامية يكشف حجم الورطة التي وقع فيها العدو الأمريكي ، نظرة واحدة كافية ليعلم الناس حقيقة إصرار الأمريكان على الخروج من أفغانستان بأسرع وقت ممكن ، فلا يمر يومٌ إلا وتحدث فيه علميات نوعية خاطفة تحصد جنود الصليب وعملائهم بالعشرات ، وهذا كل يوم ..
إن ما يحدث في أفغانستان شبيه – إلى حد ما – بما يحدث في سوريا ، فالثوار السوريون يقومون بعمليات نوعية كثيرة تنكأ في العدو النصيري ، ولكن هذه العمليات – وللأسف – غير موثقة أو معروفة عند الناس ، حتى في الداخل السوري ، وهذا أمر غير مبرر وغير واقعي ، فلا بد من نشر هذه المعلومات لكسر معنويات العدو ولتشجيع البقية الباقية من الشعب السوري للالتحاق بالثوار ، ومثل هذا يرفع معنويات المسلمين ويزرع في قلبوهم الأمل ويقتل فيها اليأس والإحباط الذي أصاب الكثير جراء ما يرون من قتل في صفوف المسلمين ..
لقد تحوّل التفاعل مع القضية السورية من الحماس إلى ما يشبه اليأس ، كيف لا والمسلمون لا يتلقون إلا هذه الأرقام عن قتل أربعين أو خمسين أو مائة سوري في حمص وحماة ودرعا وريف دمشف وحلب ما بين أطفال ونساء وشيوخ !! لا شك أن نقل مثل هذه الأخبار تثير النفوس ، ولكن النفوس إذا اعتادتها تتبلّد فلا تتأثّر بها بعد مدّة ، فلا ينبغي نقل هذه الأخبار كل يوم ، بل ينبغي نقل أخبار خسائر العدو وتوثيق العمليات العسكرية ضده فيحصل نوع من التوازن في الأخبار لتبقى القلوب حية متأثرة متفاعلة مع القضية ، وهذا علم دقيق ينبغي للسوريين عدم إهماله أو التهاون فيه ..
إن وقْع الخسائر كبير على صناديد الرجال وأشدائهم فكيف بالعوام !! ولا يخفى علينا ذلك الدرس العظيم الذي حفظه الله – سبحانه وتعالى – لنا في كتابه ليكون عبرة وموعظة نستشف منها خطورة هذا الجانب الكبير من المعركة ضد العدو : 
في غزوة أحد ، وبينما المسلمون في شدة ومحنة نتيجة الكرّة التي كرّها الكفار عليهم بعد انتصارهم بداية الأمر ، حدث أمر خطير مفاجئ كاد يذهب بلُبّ المسلمين ، إشاعة إعلامية خطيرة شقّت طريقها بسرعة البرق بين صفوف المجاهدين ، قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} (آل عمران : 144) : ” لما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحُد وقُتل من قُتل منهم ، نادى الشيطان : ألا إن محمداً قد قُتل ، ورجع ابن قميئة إلى المشركين ، فقال لهم : قتلتُ محمداً ، وإنما كان قد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فشجه في رأسه ، فوقع ذلك في قلوب كثير من الناس واعتقدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قُتل ، وجَوّزوا عليه ذلك كما قد قصَّ الله عن كثير من الأنبياء عليهم السلام ، فحصل ضعف ووهن وتأخُّر عن القتال” (انتهى)
وأورد السيوطي في الدر المنثور بعض ما حصل من وهن ، فقال : “أخرج ابن جرير عن السدّي قال : فشا في الناس يوم أحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قُتل ، فقال بعض أصحاب الصخرة : ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبيّ فيأخذ لنا أماناً من أبي سفيان . يا قوم إن محمداً قد قُتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلونكم” !! 
وأشد من هذا ما “أخرج ابن جرير عن الضحاك قال : نادى مناد يوم أحد حين هُزم أصحاب محمد : إن محمداً قد قُتل فارجعوا إلى دينكم الأول” !! 
“وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال : قال أهل المرض والارتياب والنفاق حين فرّ الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم : قد قتل محمد فالحقوا بدينكم الأول” !! وقال آخرون فيما “أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع : لو كان نبيا ما قُتل” !!

مثل هذه الأخبار لها تأثير حتى على عظماء الرجال ، فقد “أخرج ابن جرير عن القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخي بني عدي بن النجار قال : انتهى أنس بن النضر – عم أنس بن مالك – إلى عُمر وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يُجلسكم ؟ قالوا : قُتل محمد رسول الله ، قال : فما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله. واستقبل القوم فقاتل حتى قُتل” ..
لهذا كله نقول : ينبغي الحذر الشديد من نقل الأخبار في وقت الحرب ، ولا نقصد هنا إخفائها ، ولكن نقصد نوعيتها ، وطريقة نقلها ، وكيفية التعامل معها ، فهذا أنس بن النضر يقول لبعض كبار الصحابة “فما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله” ، “وقال أُناس من علية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : قاتلوا على ما قُتل عليه نبيّكم حتى يفتح الله عليكم أو تلحقوا به” ، وهذا “رجل من المهاجرين مرَّ على رجل من الأنصار وهو يتخبّط في دمه فقال : يا فلان أشعرت أن محمداً قد قُتل ؟ فقال الأنصاري : إن كان محمداً قد قُتل فقد بلّغ ، فقاتلوا عن دينكم”.
في مثل هذه المواقف المشحونة بالمشاعر المتضاربة السريعة المتداخلة : تفعل الكلمات فعلاً عجيباً في نفوس الناس ، ومن لم يكن من أهل الحنكة والدراية بقوة تأثير الكلمات على الناس في مثل هذه الظروف فلا ينبغي له أن يُصدر البيانات ، وقد أنزل الله قرآناً وآيات بينات في شأن هذه الحادثة الخطيرة تنقل المسلمين نقلة نوعية من قعر الإحباط إلى قمة الإيمان في لحظات .. ومن عجيب ما قرأت في شأن هذه الآية ما أخرج “ابن سعد في الطبقات عن محمد بن شرحبيل العبدري قال : حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أُحد فقُطعت يده اليمنى ، فأخذ اللواء بيده اليسرى وهو يقول {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} ، ثم قُطعت يده اليسرى فجثا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول {وما محمد إلا رسول..} الآية .. وما نزلت هذه الآية {وما محمد إلا رسول} يومئذ حتى نزلت بعد ذلك” (انتهى) !!
إن المرء ليعجب من جرأة ووقاحة الإعلام المعادي للمسلمين ، فالكذب أصبح عادة عندهم حتى قال الناس : “انظروا ما يقول الإعلام واعتقدوا خلافه” !! القتال الدائر في اليمن الآن : الجيش اليمني العميل للصليب يذوق الويلات من “أنصار الشريعة” ومع ذلك لا يموت منهم أحد حتى حدث ذلك التفجير في صنعاء أمام مرأى ومسمع الناس كلهم فأُسقط في يد الإعلام الرسمي واضطر لإعتراف بالخسائر .. وفي الصومال يتكبّد عملاء النصارى الخسارة تلو الأخرى من “الشباب المجاهدين” ويذوقون الأمرّين ومع ذلك لا تسمع بهذه الخسائر !!
إن الإعلام المعادي للمسلمين يعمل على قاعدة “رمتني بدائها وانسلّتِ” ، فهم يرمون المجاهدين بما يفعلونه هم ، ومن هذا : قتل النساء والأطفال العزّل ، فيدمّرون البيوت ويقصفونها بالدبابات والصواريخ ثم يقولون : المجاهدون فعلوا ذلك ، أو يعلنون : بأن سُكّان هذه البيوت عناصر من قادة المجاهدين ، مع أن القتلى كلّهم – بشهادة ذويهم وبشهادة الصور المنقولة على الشبكة العالمية – من الأطفال والنساء !!
إن القارئ – أو السامع أو المشاهد – لهذه الأخبار ينبغي أن يُعمل عقله قليلاً ولا يصدّق كل ما يسمع ، فهل من المعقول أن يقصف المجاهدون المراكز الأمنية والقواعد العسكرية ثم يكون جميع القتلى من المدنيين ، بينما يقصف العدو البيوت والمناطق السكنية ويكون القتلى جميعهم من قادة المجاهدين !! إذا كان العدو لا يحترم عقولنا فينبغي لنا أن نحترم نحن عقولنا ..
إذا أسر المجاهدون أسيراً من العدو ترى الإعلام يأتي بصور الأسير وبصور زوجته وأطفاله الصغار وأصحابه وذويه ، ويعملون لقاءات وحوارات معهم فيها ثناء على أخلاق هذا الأسير المُحارب الذي انتدب في جيش يقتل المسلمين بلا حساب ، بينما هم يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ الرجال بالقنابل والصواريخ كل ساعة ولا تجد أية مقابلة أو حوار مع ذوي المقتولين ، ويقتلون يأسرون المجاهدين ولا تجد أي حوار مع أطفالهم وذويهم !! 
كم هو خبيث هذا الإعلام ، وكم هو كاذب ، وكم هو مخادع ، وللأسف تجد كثير من الناس يقع في هذا المستنقع الآسن من الخداع والمكر ، وتُساق الجموع وراء هذه الأكاذيب كأنها قطعان ماشية تُساق بلا عصاة !! البعض يُصدّق بأن المجاهدين يقتلون النساء والأطفال ويفجّرون الأسواق والمدارس ويقتلون الرجال بدم بارد !! ونحن نسأل : أليس هؤلاء النساء والأطفال من أهالي المجاهدين !! أليست المدارس مدارس أبنائهم والأسواق اسواقَ ديارهم ، والرجال إخوانهم !! كيف يُصدّق عاقل بأن المجاهد يقتل أبنائه وأخواته وإخوانه !! هل يُعقل أن يستهدف المجاهد بيته وداره !! 
لقد استطاع الإعلام تشويه صورة المجاهدين عند بعض الناس ، وأكثر المسلمين – ولله الحمد – لم يتأثروا بهذه الأكاذيب ، مع أن الأعداء يُنفقون عشرات المليارات من الدولارات في سبيل صرف الناس عن إحسان الظن بأهل الجهاد ، ولكن الله سبحانه وتعالى قضى في محكم التنزيل {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (الأنفال : 36) .. هناك عشرات الآلاف من الخبراء والإعلاميين والكتاب والمفكرين يعملون في أكثر دول العالم وبإمكانات ضخمة جداً لتشويه صورة المجاهدين ، ولكن الله تعالى أبى إلا أن يُحق الحقّ ويُبطل الباطل ، وبقي شيء من الغبش والزّبد في رؤوس بعض قليلي العقل ، نسأل الله أن يشفي هذه العقول ..
لقد أتت مجزرة “الحولة” في سوريا لتبيّن حقيقة هذا الإعلام الوقح المعادي للإسلام ، فالنّصيريّة في سوريّا أرادت أن تُلصق هذه المجزرة بالمجاهدين ، وقد أعلنت ذلك في وسائل إعلامها ، ولكن هذه الكذبة لم تنطلي على أحد ، ولم يصدّقها أحد ، وهي ذات الكذبة التي يكذبها الأمريكان في أفغانستان والعراق .. هي ذات الكذبة التي يكذبونها مع عملائهم في اليمن ، هي ذاتها التي ينعق بها اليهود في فلسطين ، والروس في الشيشان ، والهندوس في كشمير ، والنصارى وعملائهم في الصومال والفلبين ، والبوذيّون في تايلاند والصين ، فالإعلام العربي والغربي ضد المجاهدين في كل مكان ، ولا فرق بين إعلان النصيرية وإعلان بقيّة القنوات الإعلامية ، فكلها لها أهداف مشتركة ، أهمها : تشويه صورة المجاهدين ، وقلب الرأي العام ضدهم ، وتبرير مجازر العدو وقتل المسلمين ونهب خيراتهم واحتلال بلادهم .. 
إن الجهاد ضد الكفار الغزاة فرض عين بإجماع علماء المسلمين على مر العصور والأزمان ، ومن لم يعقل هذه الحقيقة فهو جاهل بالدين ، والأمريكان اليوم أعداء صائلين على الأمة الإسلامية ، فجهادهم فرض على المسلمين لا يسعهم تركه ، ومن ساند الأمريكان – ولو بكلمة واحدة – ضد المسلمين فهو متولٍّ لهم كافر خارج عن ملّة الإسلام بالإجماع ، فكيف بمن ساندهم بالأموال والأرض والرجال وشاركهم في هذه الحرب الصليبية ضد المجاهدين ، فهذا كافر يجب محاربته لأنه يحارب المسلمين تحت راية صليبية ، وهذا ما لا خلاف فيه .. 
المجاهدون اليوم يُقاتلون أمريكا النصرانية ومن يتولّاها من المرتدّين ، فهم يؤدّون فريضة فرضها الله عليهم من فوق سبع سموات ، وهذه الحقيقة – للأسف – غائبة عن بعض الناس ، والإعلام يحاول بكل ما أوتي من خبث ومكر أن يحجب هذه الحقيقة الشرعية المُجمَع عليها ، فالواجب على المسلمين معرفة دينهم ومعرفة حقيقة عدوهم حتى لا يكونوا كالأنعام يتبعون كل ناعق .. 
الغريب في الأمر أن الحكم الشرعي غاب عن الواقع الإعلامي في السنوات القليلة الماضية ، ففي بداية هذه الحرب الصليبية أفتى أكثر من ألف عالم من علماء المسلمين من شتى بقاع الأرض بكفر من يوالي الأمريكان ويساعدهم في حربهم أو يدخل تحت رايتهم الصليبية في حربها ضد “الإرهاب” (الإسلام) ، وقد جمعت بعض هذه الأقوال في مقالة قديمة عنوانها “تذكير الأنام بما قيل في الحرب الصليبية على الإسلام” أنقل منها بعض النقولات تذكيراً للمسلمين بحقيقة دينهم وعقيدتهم :
قال الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي رحمه الله تعالى : “مَن ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم – كأمريكا وزميلاتها في الكفر – يكون كافرا مرتدا عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم” (انتهى) ..
وقال الشيخ عبد الله السعد حفظه الله : “وليعلم كل مسلم أن التعاون مع أعداء الله ضد أولياء الله بأي نوع من أنواع التعاون والدعم والمظاهرة يعد ناقضًا من نواقض الإسلام ، دلّ على ذلك كتاب ربنا وسنة صلى الله عليه وسلم ، ونص عليه أهل العلم رحمهم الله ، فليحذر العبد أن يسلب دينه وهو لا يشعر” (انتهى) ..
وقال الشيخ ناصر العمر حفظه الله : “فليحذر المسلم أن يكون عوناً لليهود والنصارى على إخوانه المسلمين الأبرياء ، بأي شكل كانت الإعانة حسية أو معنوية فيخسر دينه ودنياه” (انتهى) ..
وفي بيان لعلماء اليمن وقّع عليه أكثر من مائة وخمسين عالماً : “فإن علماء اليمن يفتون بتحريم أي تعاون أو تحالف مع أمريكا أو حلفائها في هذه الحرب المسعورة التي عزمت أن تشنها على المسلمين في أفغانستان أو غيرها من البلدان الإسلامية أياً كان نوع هذا التعاون مادياً أو معنوياً، ويعتبرون أن كل ما يقدم من التسهيلات والمعونات لأمريكا في هذا الصدد أمراً محرماً شرعاً وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين” (انتهى) ..
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله : “مما لا شك فيه أن إعلان أمريكا الحرب على حكومة طالبان في أفغانستان ظلم وعدوان وحرب صليبية على الإسلام كما ذُكر ذلك عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن تخلي الدول في العالم الإسلامي عن نصرتهم في هذا الموقف الحرج مصيبة عظيمة ، فكيف بمناصرة الكفار عليهم ، فإن ذلك من تولي الكافرين” (انتهى) ..
وقال الشيخ صالح بن حميد حفظه الله : “ويزداد العجب ، ويغضب الرب ، حينما يتخاذل المسلمون عن نصرة إخوانهم المسلمين المظلومين ، فكيف إذا همّ أو فكّرَ أو تطوّعَ أحدٌ من المسلمين على مشاركة الكافرين بضرب المسلمين ؟! إنها فتنٌ تدع الحليم حيران ، ومصائب تتصدع لهولها الجبال” (انتهى) ..
وقال الشيخ حامد العلي حفظه الله : “لايجوز تأييد الكفار بالقول أو الفعل أو أي نوع من أنواع التأييد ، على غزو بلاد المسلمين ، وهو من تولي الكفار ومظاهرتهم على المسلمين ، وهو من نوا قض الإيمان ، بل يجب على كل قادر نصر المسلمين إن تعرضوا لغزو من الكفار بإجماع العلماء” (انتهى) ..
وجاء في بيان لرابطة علماء فلسطين : “يحرم شرعاً على أي مسلم حاكماً أو محكوماً ، جماعة أو دولة ، أن يتعاون أو يتحالف مع أميركا بأي شكل من الأشكال ، سواء كان ذلك بالقتال إلى جانبها أو تسهيل مهمتها أو فتح الأجواء أو المطارات أو القواعد أو الموانئ لقواتها ، لتشن عدوانها على أي بلد مسلم كأفغانستان أو الباكستان أو العراق أو سوريا أو إيران أو لبنان أو مصر أو غيرها من بلاد المسلمين” (انتهى) ..
وفي بيان للجنة العلماء بحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني : “لا يجوز لحكومة مسلمة أو شعب مسلم أن يقدم للمعتدين أي دعم مادي أو سياسي أو يوفر لهم غطاء يمنحهم الشرعية في عدوانهم ، فإن مقدَّم هذا الدعم يشارك في العدوان ويتحمل نتائجه خزيا في الحياة الدنيا وعذابا أليما في الآخرة” (انتهى) ..
وقال الشيخ الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله وفكّ أسرَه : “وقد حكى غير واحد من العلماء الإجماع على أن مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال والذب عنهم بالسِّنان والبيان كفر وردة عن الإسلام” (انتهى) ..
وقال الدكتور سلمان بن فهد العودة في بداية هذه الحرب الصليبية : “الولاء للمؤمنين وعدم إعانة الكافرين عليهم ، إذ أن الحكم في مناصرة الكافرين على المسلمين ، وتولي اليهود والنصارى جليٌّ مُشرق لا لبس فيه ولا غموض ، تواردت عليه آيات الكتاب” (انتهى) ..
وقال المفتي الأكبر لباكستان نظام الدين شامزي رحمه الله وتقبله في الشهداء : “وإذا قدّم أي حاكم لدولة إسلامية مساعدة لدولة كافرة في عدوانها على الدول الإسلامية فإن على المسلمين خلعه شرعا من الحكم واعتباره شرعا خائن للإسلام والمسلمين” ، وقال : “إن حكّام البلدان الإسلامية الذين يساعدون أمريكا في هذه الحرب الصليبية ويقدمون فضيلة لها تسهيلات في أراضيها وأجوائها والمعلومات السرية فقد حُرموا من حق السلطة على المسلمين ، فعلى المسلمين جميعاً أن يخلعوا هؤلاء الحكام عن السلطة بأية وسيلة ممكنة” ، وقال : “وأيّ مسلم سواء كانت صلته بأي دولة ، أو أية إدارة رسمية وغير رسمية – إذا ساعد العدو في هذه الحرب الصليبية ضد الإمارة الإسلامية في أفغانستان أو مسلمي أفغانستان فقد خرج عن الإسلام” (انتهى) ..
وقال الشيخ الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان : “يجب مناصرة المسلمين من الأفغان وغيرهم على الكفار في دفاعهم عن دينهم وبلادهم وأعراضهم” … “وأما الوقوف مع دول الكفر على المسلمين ومعاونتهم عليهم فإنه يجعل فاعل ذلك منهم” (انتهى) ..
وقال الشيخ سفر الحوالي شفاه الله وعافاه : “إن نصرة الكفار على المسلمين – بأي نوع من أنواع النصرة أو المعاونة ولو كانت بالكلام المجرد – هي كفر بواح ، ونفاق صراح ، وفاعلها مرتكب لناقض من نواقض الإسلام – كما نص عليه أئمة الدعوة وغيرهم – غير مؤمن بعقيدة الولاء والبراء. فعلى الذين وعدوا بهذا من المعارضين الأفغان أو غيرهم أن يبادروا بالتوبة ويكفّروا عن هذا العمل الشنيع بنصرة إخوانهم المسلمين ولو بالدعاء والمقال” (انتهى) ..
وقال الشيخ بشر بن فهد البشر : “التعاون مع أمريكا في العدوان على أفغانستان – سواء كان بالرجال أو المال أو السلاح أو الرأي – هو من قبيل مظاهرة الكفار على المسلمين ، وهو كفر وردة عن الإسلام ، وهذا الحكم يشمل الأفراد والجماعات وغيرهم” (انتهى) ..
وقال الشيخ عبد الله بن إبراهيم الحميدي : “موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين هو أصل هذا الدين” ، وقال : “فاعلم أن من الكفر الواضح بالدليل على من اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين قوله تعالى {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} (سورة الأنفال آية 73). وأشد من ذلك كفراً مظاهرة الكافرين على المسلمين وأعظم من ذلك كله من يٌوجب مناصرة الكافرين ومساعدتهم والقيام معهم ضد المسلمين” (انتهى) ..
وقد أفتى ستة عشر من علماء المغرب بأن : “الدخول في التحالف الأمريكي لضرب أفغانستان أو غيرها من أراضي الإسلام كفر وردة عن دين الإسلام” (انتهى) .. ثم بيان (244) عالماً من علماء المغرب جاء فيه بأنه “لا يجوز دخول المغرب – حكومة وشعبا – في الحلف الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب ، بمفهومها الخاص ذي المعايير المزدوجة ، ولا أي حلف من الأحلاف يستهدف العدوان على جماعة أو دولة مسلمة ، وأن الدخول في مثل هذا الحلف كبيرة من أعظم الكبائر ، بل ردة وكفر حسب الـكتاب والســـنة وجمهــور علــمائنا” (انتهى) ..
وفي بيان وقّع عليه عشرة علماء من بلاد الحرمين : “ونحذر من إعانتهم ونصرتهم على المسلمين بأي نوعٍ من أنواع الإعانة – ولو باللسان – فإن هذه ردة عن الإسلام والعياذ بالله ، وقد أجمع أهل العلم على ذلك” (انتهى) ..
وقال الشيخ عبد العزيز الجليّل : “إن ما يحصل هناك [في أفغانستان] إنما هو حرب صليبية على الإسلام والمسلمين ، حرب تميّز الناس فيها إلى فئتين متقابلتين : فئة مسلمة تحكم بالإسلام في أفغانستان ، ولا ترضى بغيره بديلاً ، وفئة أخرى كافرة تقودها أمريكا الكافرة الصليبية مع أحلافها من النصارى واليهود والشيوعيين والبوذيين والمنافقين ، فمع أي الفئتين يضع المسلم نفسه ، وفي أيِّ الخندقين يجب أن يكون ، أفي خندق الكفر الحاقد على الإسلام وأهله أم في خندق الإسلام وأهله ؟ ” (انتهى) ..
وقال الشيخ الحسن بن علي الكتاني : “وبعد ، فقد وفّقَنا الله سبحانه وتعالى رفقة جماعة من أهل العلم من مشايخنا وإخواننا فأصدرنا فتوى محرَّرة في تحذير المسلمين من موالاة أمريكا ومحالفتها في حربها المزعومة ضد الإرهاب الذي تقصد به الإسلام والطائفة المنصورة المجاهدة . وبيَّنا ما أجمع عليه علماؤنا من أن ذلك ردة وكفر بواح” (انتهى) ..
فأين هذه الفتاوى – وغيرها كثير – من المسلمين هذه الأيام ، وبأي دين أو شرع يوالي جنود يدّعون الإسلام – في اليمن والصومال والعراق وأفغانستان – أهل الصليب ويدخلون تحت رايتهم لقتال المجاهدين !! فأيّ دين بقي لهؤلاء ، وأيّ عقيدة سلمت لهم ، وأيّ آخرة يرجون بعد أن دخلوا في الكفر وانخلعوا من ربقة الإسلام باتفاق علماء المسلمين سلفاً وخلفا ، ويا لله كم هو رخيص هذا الدين عند هؤلاء فباعوه بثمن بخس دراهم معدودات وكانوا فيه من الزاهدين !! نسأل الله أن يردّ المسلمين إلى دينه ردّاً جميلاً ، وأن يُهلك من يُغرر بشباب الإسلام ويُدخلهم تحت راية الصليب ليقاتلوا المجاهدين تحقيقاً لغايات أعداء الدين !!
إن للإعلام دور خطير في هذه الحرب الصليبية ضد المسلمين ، وهي حرب عالمية لم يسبق أن واجهت الأمة الإسلامية مثلها منذ أن بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم .. لم يحدث في تأريخ الإسلام أن اتفقت دول الأرض قاطبة – عربها وعجمها – على حرب المسلمين ، ولم يسبق في تأريخ هذه الأمة أن واجهت ثلّة صغيرة من المؤمنين هذه الجيوش الجرارة من المقاتلين والحكومات والإعلاميين والخبراء والجواسيس والعملاء بهذه الإمكانات الماديّة الهائلة طوال هذه السنين ، وتظلّ هذه الفئة القليلة ثابتة صابرة ، بل ومنتصرة في بعض الجبهات ضد كل هذه القوى المعادية !! 
إنها معادلة خيالية غير منطقية بالمعيايير البشرية ، حتى الأعداء أعلنوا قبل بداية هذه الهجمة الصليبية بأن هذه الحرب ستنتهي خلال أيام ، والكل كان يعتقد هذا لأن الكل كان يقيس بمقياس المادّة !! لم يحدث في تأريخ البشريّة كلها أن اتفقت دول العالم أجمع على قتال عصابة قليلة من الرجال ليست لهم دولة ولا قوّة ماديّة ولا أجهزة إعلام !!
إن كميّة القنابل التي ألقيت على رؤوس المجاهدين في أفغانستان لا يتخيّلها عقل ، ومع ذلك استطاع المجاهدون الانحياز للجبال ليعيدوا الكرة على الكفار .. والعراق التي دمرها الجيش الأمريكي الذي استخدم أهلها – من الرافضة والنصارى واليهود وحتى كثير من أهل السنة – ليقضوا على المجاهدين فإذا بأهل الجهاد يصمدون كل هذه السنين ويُرغمون العدو على الإنسحاب !! واجتمعت دول الكفر في الصومال تقصف أهل الجهاد بالبارجات والصواريخ والطائرات والدبابات والجيوش الجراراة من الدول النصرانية المجاورة ، ومع ذلك يصمد أهل الجهاد ويفتحون المدينة تلو الأخرى !! وفي اليمن حيث المدمرات الأوروبية البحرية ، والطائرات الأمريكية بدون طيار ، وصواريخ كروز ، وجيوش من الرعاع الذين ارتضوا الدخول تحت الراية الصليبية ، وحكومة صنعاء العميلة الخائنة لدينها ودولتها ، كل هؤلاء اجتمعوا على حرب عصابة صغيرة من الرجال الذين فتحوا المقاطعات اليمنية وحكّموا فيها الشريعة الربّانية التي أغاظت أهل الصليب واستنفرت الصهاينة !! وفي فلسطين تقف ثلّة قليلة من الرجال – المحاطون بالعملاء من كل جهة – يواجهون يهود في بقعة صغيرة مكشوفة لا يمكن الصمود فيها من الناحية العسكرية الصرفة !! وفي القوقاز شمخ بعض الصقور في تحدٍ كبير لغطرسة الدب الروسي فأذاقوه الويل !! وها هم المجاهدون يفتحون جبهات جديدة في أفريقيا وآسيا ليقف الخبراء حيارى أمام هذا المد الجهادي الذي أيقنوا – يقيناً لا يزاوله شك – أنّه مهزوم خلال أيام !!
لا يمكن لأي خبير في الأرض أن يأتي بحقيقة هذا الصمود ، بل وهذا التمدّد الجهادي في الأرض .. لا يمكن لأي بشر أن يصدّق بأن هؤلاء الرجال يقفون سداً منيعاً أمام أطماع أمريكا وروسيا وأوروبا والصين والهند ، ويحاربون في نفس الوقت : عملاء هذه الدول في بلاد الإسلام !! لا يمكن لأي مفكّر أو محلّل أن يتوقّع ذهاب كل هذه الجهود وهذه الأموال وهذه الخطط وهذا المكر والكيد هباءً في مواجهة ثلّة قليلة من الرجال الذين لم يملكوا خلفية عسكرية أو سياسية أو اقتصادية – ولو قليلة – تمكّنهم من هذه المواجهة !!
إن لم يكن هو الله سبحانه وتعالى ، فمن إذاً !! إن لم تكن هي الحقيقة الشرعية الكونية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد : 7) فماذا إذاً !! إن لم يكن هذا الصمود – في وجه هذه الأعاصير العاتية من الجنود المجنّدة والأموال الطائلة والمكر الذي يزول منه الجبال – كرامة من الله تعالى لهذه الثلّة المؤمنة ، فماذا إذاً !!
اللهم أدِم نصرك على عبادك المؤمنين ، وردّ كيد الكائدين ، واعلِ اللهم راية الحق المبين ، وأقم علَم الجهاد في مشارق الأرض ومغاربها حتى تسقط رُوميّة ، وتُفتح القسطنطينية ، وحتى يُقاتِل آخر هذه الأمة الدجال ، وحتى لا يبقى بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلا ويدخله الإسلام بعز عزيز أو بذلّ ذليل .. اللهم انتقم ممن يعادي أوليائك .. اللهم كن حرباً على الكافرين والمرتدين .. اللهم كن للمؤمنين ولا تكن عليهم . اللهم أعنهم ولا تُعن عليهم .. اللهم إنهم بك يصولون وبك يجولون ومن أجل دينك يُقاتلون .. اللهم انصرهم .. اللهم انصرهم .. اللهم انصرهم ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه 
حسين بن محمود
10 رجب 1433ه

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]