New article from a member of the Shamūkh al-Islām Arabic Forum Abū Usāmah al-Kūbī: "NATO's Interests and the War of Convictions"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الخليل الأمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.

ثم أما بعد؛

فإن العالم اليوم قد أجمع في معتقداته أن المخلص من ضغط الواقع المعاصر آن وأزف ظهوره وكل يعد ويهيء لمخلصه بما يعتقد وبما هو مقرر عنده في مراجعه المقدسة سواء ( المنسوخة أو المحرفة ).

وقد مرّ العالم في وقت من الزمن بمثل هذه المرحلة عند بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان اليهود ينتظرون خروج نبيّ في آخر الزمان وله صفات عندهم وشواهد بوقت خروجه، والنصارى كذلك، وقد تأثر بهم أناس لا يعلمون شيئًا من هذه الأمور من المشركين في المدينة ولم يكن لهم كتاب، فكانوا ينتظرون كذلك لما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من اليهود عن نبيٍّ سيخرج في آخر الزمان نقتلكم معه قتل عاد وثمود، وعندما خرج صلى الله عليه وسلم وكان عربيًّا قرشيًّا غضب اليهود وامتلأت قلوبهم حسدًا، فكفرت طائفة منهم وأخرى آمنت.

والعالم اليوم يمر بنفس المرحلة فاليهود ينتظرون المسيح الدجال وهو عندهم إله ومخلص، والنصارى ينتظرون المسيح بن مريم وهو عندهم إله ومخلص، والرافضة ينتظرون المهدي العسكري يخرج من كهفه العتيق في سامراء منذ مئات السنين وهو عندهم مخلص وبصفات إله، والمسلمون ينتظرون خروج المهدي المنتظر وهو عندهم عبد صالح يملأ الأرض قسطًا وعدلاً وينتظرون نزول عيسى بن مريم عليه السلام ليقتل الدجّال ويعمل فيهم بسنة نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام وهو عندهم عبد الله ورسوله، وعلى هذا المفهوم تجيش الجيوش اليوم وتقوم التحالفات والسياسات، ثم تصب في أراضي الملاحم الجزيرة العربية والشام ومنها إلى تركيا.

والمشاهد المتابع لما يحدث في العالم وسرعة متغيراته وخيانة وغدر ساسته وكذب سياساته يعلم كيف تدار اإهستراتيجيات العقائدية بغير ظهور المسميات الحقيقية لها، وإن من أخطر هذه العقائد على الإسلام وأهله هم اليهودي والروافض ومن شايعهم من الشيوعيين كما قال تعالى: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا }، وما نشاهده في سوريا على أيدي الروافض وحلفائهم من العداء والحقد على المسلمين ليبين لنا معنى من معاني الآية وما تخفي صدورهم أكبر.

وقد يسر لي ربي بفضله أن كتبتُ بعض المواضيع قبل هذا الموضوع عن بعض التحالفات بين إيران وسوريا وروسيا والصين، وعن آل سعود مع أمريكا واليهود، والواقع اليوم قد أظهر على صفحته ما كان يستره بالأمس أئمة الكفر، وهذه والله أعلم آخر سطور هذه الصفحة التي ستفتح بعدها صفحة الملاحم والحروب العقدية المعلنة، وسنكتب إن شاء الله صورة تحليلية للواقع يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ، نسأل الله الهداية والسداد.

وسنبدأ بالجزيرة العربية وآل سعود حيث أنهم أهل الفتن على الإسلام والمسلمين وأشر فتنتهم العلماء والمشايخ التابعين لوزارة الداخلية والذين مازالوا يفتنون الناس ويلبسون عليهم ويجعلون مصالحهم الخاصة في الأمن ورغد العيش تدار عليها مصلحة الأمة بأسرها ولا يبالون بما يحدث بأحوال المسلمين في العالم إذا لم يكن الخطر على ( بلادهم ) وبشرط أن يكون الأمر والتوجيه وسقف الحديث والمطالب يصدر من قبل إمام السنة وحاميها في بلاد الحرمين وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز وابنه محمد، ومن خرج عن الإمام ورأيه يعاقب بالعزل من منصبه إن كان له منصب أو بالسجن عقوبة له، وقد عجبتُ من كلام أحد شياطين الرافضة وهو زعيم عصابة الصدر بالعراق من رده على مفتي آل سعود بخصوص فتوى الكنائس وحرمة بنائها في جزيرة العرب – ويقصد المفتي بذلك دولة قطر رادًا على موقفها من الحرب ضد إيران وتصريح رئيس الوزراء القطري بعدم فتح أرضه للحرب على إيران خاصة – فيقول الشيطان الرافضي الصدري متعجبًا كيف تحرمون الكنائس وتفتحون القواعد العسكرية الأمريكية على أرضكم أو قريبًا من هذا المعنى – صدق وهو كذوب – وكأن هذا الشيطان يقول أيهم أكبر خطرا وأيهم أصرح حكمًا وأوجب عملاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” لاَ يَجْتَمِعُ دِينَانِ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ” أم بناء الكنائس التي قد بنيت بالملايين من أموال المسلمين منذ سنين على جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم.

و ما نراه اليوم من هؤلاء المشايخ مع القضية السورية هو أن الخطر ليس على سوريا فقط ولكن على المنطقة كلها وآل سعود لهم النصيب الأكبر من الشر والعداء الفارسي الرافضي الإيراني والذي يحمي الحكومة النصيرية في الشام، والعجيب والله أن العراق كان أقرب لأرض الحرمين من سوريا حدودًا، والمسلمون هناك كانوا بين حرق النصارى بالصواريخ وقتل الرافضة، وكنا نسمع من هؤلاء المشايخ العكس تمامًا ولولا حساسية المرحلة لوضحنا بعض الأمور ولكن سبحان الله القائل: { أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ } وهم الآن مأمورون من الإمام نايف آل سعود بإعداد جيش مليوني في سوريا ليدافعوا به عن آل سعود ضد الرافضة في إيران والعراق؛ لا ليحرروا به سوريا وفلسطين، وباسم الدين والجهاد {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } وهذا ما جعل وزير الخارجية سعود الفيصل يطالب بتسليح الجيش الحر والمعارضة السورية ولكن لله الحمد والمنة أن الراية السوداء السنية الجهادية قد رفعت في سوريا بعقيدتها ومنهجها وهي المنصورة بإذن الله.

وأما كون مشايخ أرض الحرمين لا يتكلمون عن الدرع الصاروخي الذي تريد أمريكا وضعه حماية وخطًا أول لليهود ويتجاهلون الحديث عنه إلا لما لإيران من تهويل عسكري وعدم قدرة الجيش وعجزه من قتالها، وفتوى الاستعانة بالكفار مطبوعة وجاهزة، ولجهلهم بأمور الحرب وتكتيكاته وبمصالح الجبهات المفتوحة ومفاسدها وفقه ضعفها وقوتها الهجومية والدفاعية وإيقافها وإشعالها يجعلهم يتخبطون وينعقون مع كل ناعق فالعدو قد جعل أرض الحرمين ساحة المعركة كمناطق متقدمة وهم يدندنون على سوريا وكأن البلاد آمنه، فاليهود قد بدأوا عن طريق الحليف الأمريكي يرتبون الخطوط الأمامية لهم في الشرقية و الشمال في منطقة تبوك، وإيران كذلك ترتب وضعها الدفاعي من البحرين والشرقية والرياض والحجاز، ثم الحوثيون في اليمن.

والعجيب والله أن جبهة صعدة كأنها لم تكن، والذين بالأمس يبكون عليها تركوها ليبكون على سوريا وهذا هو عين الجهل بأمور الحرب، ولكن كيف يفقه من كان تحركه بأمر من وزارة الداخلية لا للدين ونصرته، وقد حُلت القضية في صعدة بأمر من محمد بن نايف بـ13مليون ريال بنقل مركز دماج للحديث من دماج داخل صعدة إلى وادي بني جبارة، و لم تستطع الرافضة القرب منه لوجود المجاهدين من تنظيم القاعدة فيه.

وجبهة صعدة هي من أهم الجبهات لأهل السنة ضد الرافضة في المنطقة، وهي الظهر المنيع للسنة، ولكن الخلل في العقيدة القتالية سبب في الخسارة، وعندما يكون المقاتلون صادقون والقيادة كاذبة مرتدة لن يكون القتال لصالح الإسلام والمسلمين ولكن لصالح الطاغوت فهو الذي بيده الأمر بالقتال وإيقافه، وهذا ما يسعى إليه آل سعود اليوم في سوريا كما هو في صعدة أن يكون قتال الجيش الحر تحت أمرها للحفاظ أولاً على اليهود بعد سقوط بشار، وثانيًا الدفاع عنها ضد إيران، وهذا ما جعل آل سعود يجيش كل إمكانياته الدينية والمالية والإعلامية.

والدرع الصاروخي هو حماية لليهود من احتمال رد إيراني على اليهود بعد الضربة المحتملة قريبًا على المفاعلات النووية، والله أعلم ماذا سيحدث من أضرار للانفجار في المنطقة.

واليهود يعلمون أن سقوط بشار على يد الجيش الحر، وانتشار السلاح في سوريا والحركات الجهادية المتواجدة ماذا يعني لوجودها في المنطقة وبقائها، فلا بد أن تشغل المنطقة عنها بالحروب، وقد حاولت إيران بنفس الطريقة عندما استقبلت رئيس حكومة حماس إسماعيل هنيئة في طهران وقال ما قال نصرة لإيران حتى يتعاطف معه المسلمون من أهل السنة فسقط من أعين الناس و كان رد اليهود على غزة قصف بالطائرات قرابة الثمانية أيام، وما كان من حكومة حماس إلا الخذلان، ومن ثم تدخلت أمريكا والمجلس العسكري المصري لإعادة التهدئة بين حكومة حماس واليهود خوفًا من الشعب المصري والشعوب الإسلامية أن تثور على اليهود، وقد خسرت إيران هذه الجولة ثم حاولت أن تستغل شعبية حسن نصر اللات أيضا في لبنان ليثير الشعوب ضد اليهود وفشل كذلك، وبدأ اليهود وإيران بوضع خططهم الهجومية والدفاعية من حدود سيناء إلى حدود العراق وكل ما بين هذه الحدود هي أرض المعركة، وستصب في الشاموأرض الحرمين، فإيران مازال لها حزب الشيطان في جنوب لبنان والحكومة النصيرية في سوريا ولا بد من الحفاظ عليهما كقوة متقدمة لإيران، وقد نشاهد حركة لحزب الشيطان من جنوب لبنان إلى شمال لبنان وجنوب سوريا كظهر يساند الحكومة السورية، وفيه شواهد على الحدود هناك من الجيش اللبناني، والسلاح من إيران إلى سوريا ولبنان واصل لا ينقطع عن طريق العراق، وهذا ما جعل قطر و آل سعود يستدعون طارق الهاشمي ليصححوا أخطائهم مع سنة العراق ليكونوا درعًا حاميًا في العراق ضد الرافضة وحماية أيضا لآل سعود والحدود السورية، وسيكون ثمن موافقة أمريكا واليهود لهذا المشروع هو سقوط إسطنبول، وسيكون للهاشمي دور في هذا الأمر، وهذا هو حلم النصارى أن تعود إسطنبول إلى القسطنطينية الرومية، والمتتبع للأحداث بين أوروبا وتركيا وفرنسا بالذات مؤخرًا ثم اليهود وموضوع الغاز في البحر الأسود واليونان وغير هذه الأحداث التي حاولت تركيا أن تتغلب عليها بتحسين العلاقة مع إيران وكسبها كحليف دفاعي وهي نظرة الإخوان المسلمين من إيران، وبدخول تركيا مع البرازيل في حل الأزمة النووية العام الماضي ولكسب الود الإيراني، وبالفعل بعد تحسن العلاقات الإيرانية التركية تغيرت بعض المواقف الأوروبية والفرنسية بالذات من تركيا.

ثم بعد الحصار على إيران تغيرت المعادلة واضطرت إيران أن توقف وارداتها من تركيا إلى إيران لتحافظ على الاقتصاد الداخلي لها بعد الحصار عليها وهو يعادل تقريبا 30إلى 50% من واردات إيران، ولذلك اتخذت تركيا قرارًا بتخفيض 20% من صادرات البترول الإيراني إلى تركيا.

ومع قضيت سوريا زاد الخلاف بينهم ورجعت تركيا وحيدة وقد هيأت لسقوطها من الداخل بمحاكمة الكماليين الانقلابيين من العسكر الذين حاولوا قبل قرابة العام اامنقلاب على حكومة أردوغان والذين رباهم كمال أتترك على التمرد على الإسلام وأهله و على العمالة مع الغرب، وغالبية الجيش هم علمانيون إلا من رحم الله، وقيادتهم للناتو في أفغانستان تبين لنا كيف سيكون الأمر سهلا ضد من يسمون الإسلاميون الديمقراطيون وسيستغل هذا الأمر من قبل أوروبا فهي لم تترك إسطنبول لكمال أتترك إلا باتفاقية ( لوزان ) وشروطها كانت:

1- إلغاء الخلافة الإسلامية، وطرد الخليفة من تركيا، ومصادرة أمواله.

2- أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة.

3- أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام.

4- أن تختار لنفسها دستورًا مدنيًا بدلا من دستورها المستمد من أحكام الإسلام.

وقد نفّذ كمال أتاتورك الشروط السابقة، وانسحبت الدول المحتلة من تركيا وقال وزير الخارجية البريطاني في ذلك الوقت كرزون أمام مجلس العموم البريطاني: ( القضية أن تركيا قد قُضي عليها، ولن تقوم لها قائمة، لأننا قضينا على القوة المعنوية فيها: الخلافة والإسلام ). وكان في تاريخ 1924م، ولذلك فإن النصارى اليوم ينظرون إلى إسطنبول أنها أرض مقدسة لهم، ولقد كان عند النصارى خلال العام الماضي حركة كنائس واسعة النطاق وكانت تتمثل في زرع الثقة في قلوب النصارى بالقساوسة والكنائس ومسح السمعة القديمة التي كان فيها الانتهاكات لبعض العاملين في الكنائس من قبل بعض القساوسة من جرائم اغتصاب للذكور والإناث وقد تبنى هذا الأمر ( بابا الفاتيكان )، وقد وجد تجاوب من كثير من الكنائس على مختلف مذاهبهم وهم مجمعون على قرب المعركة المقدسة الصليبية ضد أهل الشر الذين لا يؤمنون بألوهية عيسى بن مريم عليه السلام، وهذه الحرب المقدسة عندهم لها أرض مقدسة يجتمعون عليها كذلك وهي القسطنطينية، وقد كان الصليبيون في حروبهم على المسلمين ينطلقون من تحريض الكنائس لهم وكانت الكنائس تجيش الناس بطريقة التجويع ( التقشف ) ويكون الناس ليس لهم خيار في العيش سوى بالحرب وهذا هو حال الدول النصرانية اليوم وخاصة القريبة من أراضي المسلمين.

واليونان اليوم شاهد وسيزداد الأمر تضييقًا هناك في الفترة القادمة حتى لا يكون هناك حكومة مركزية وستتبعها دول في هذا وقد يكون للكنائس دور في سياسة المجتمعات.

وأما تركيا فالمتوقع منها بعض الاحتمالات وهي التنازل عن الموقف التركي مع سوريا والوقوف مع إيران في القضية النووية، والتنازل منها لروسيا في بعض المواقف مع الشرق أوربي لتدخل في الحلف الإيراني، وكما فعلت اليهود مع روسيا في قضية الصواريخ S300الخاصة بإيران فكان الاتفاق في إيقاف الصفقة أن يترك اليهود جورجيا والتدخلات فيها والعمل منها وتوقف روسيا بيع الصواريخ لإيران، وموقف روسيا في فتح قاعدة عسكرية في قلب روسيا للناتو، بخصوص إمداده في أفغانستان يبين للمسلمين المقاصد الحقيقة للنصارى هناك في سوريا ودور كل واحد منهم ضد المسلمين وأهمية قربهم من إسطنبول.

وختامًا:

أولاً: إن الواقع اليوم في العالم الإسلامي هو تحول كبير جدا ولن يستطيع أحد أن يوجه هذا التحول من أتباع المناهج الإسلامية سوى المجاهدون الذين اتخذوا من القتال وسيلة لتحقيق التوحيد على أرض الواقع وما سوى ذلك؛ لأن التوحيد بلا قتال سيصبح ديمقراطية وحكم الأغلبية وعقيدة بلا ولاء وبراء، والعالم الكافر متوجه كله للسلاح أي للقتال، والذي يفقه الحروب والثغور وأهميتها ويقدر متى يتخذ قرار الحرب هم قادة الجهاد.

ثانيًا: الواجب على طلبة العلم خاصة وعلى غيرهم من الأنصار أن يقوموا بحملة توعوية للعلماء الصادقين للمرحلة وما تحتاجه وواجبهم وربطهم مع قادة الجهاد حتى يكون هناك توازن لقضايا الأمة ولا يكون الطواغيت هم من يقرر مصير الأمة، ومثال ذلك اليوم طاغوت بلاد الحرمين جيش جنوده من المشايخ والمفكرين وغيرهم وقد دخل معهم حشد كثير من الصادقين لقضية معينة وتركت كل قضايا المسلمين وأصبح الطاغوت هو الذي يجيش الأمة بكل مقدراتها متى شاء وكيف ما شاء، ولكن لو كان هناك علماء منحازين للأمة بعيدًا عن مكاتب الداخلية يحملون قضاياها المصيرية في الحرب والسلم ويقدرون المصالح والمفاسد ومرتبطين بقادة الجهاد لحلت كثير من قضايا الأمة.

ثالثًا: إن خير وسيلة للدفاع؛ الهجوم، فلن ينفع البكاء على تركيا غدًا كما أنه لم ينفع البكاء على سوريا اليوم، فلن يرحم مجلس الأمم الكافرة دموع المسلمين الذين جعلوا قراراته أعظم من أمر الله وحرموا الجهاد بغير إذن مجلس الأمم حيث أنه شرط لصحة الجهاد عندهم ولن يفقه ما أقول سوى أهل الثغور زادهم الله فهمًا وعلمًا وثباتًا وأنصارهم بارك الله فيهم.

رابعًا : إن تهميش الجبهة في صعدة مشكلة كبيرة على أهل السنة في الجزيرة جميعًا، فالحوثيون هم أخطر جناح لإيران في المنطقة ولديهم إمكانيات البقاء والتوسع، ومواقعهم العسكرية مواقع قتاليه محصنه، وهم اليوم قد ركبوا موجة المظاهرات وفيه نزاعات دينيه بينهم وعندهم خوف من المواجهة مع أهل السنة وهم مجتمعون، فمواصلة القتال معهم مصلحة لا ينبغي تفويتها فلا بد من دعم أهل السنة لها بالرجال والمال ولكن لتكون المصلحة محققة للمسلمين، فيجب أن تكون القيادة بعيدة عن الحكومات وعملائها، وفيه مشايخ قبليون صادقون وطلبة علم ينقصهم قليل من الخبرة القتالية ولا بأس بالتعاون بين المجاهدين في هذا الباب وغيره، وأقول لإخواننا الذين لا يرون قتال جند الطاغوت عليكم بقتال الرافضة فكثروا سواد إخوانكم هناك.

اللهم ألّف بين قلوب المسلمين واجمع كلمتهم على الدين اللهم انصر من نصر دينك واهدي من خذله لنصرته برحمتك يا رب العالمين.

اللهم وأقم فينا العلماء الربانيين الذين يجمعون عبادك على دينك ولا يفرقون واجعل اللهم لنا ولهم القبول في العالمين.

اللهم مكن للمجاهدين في سبيلك جهادهم واحفظ قادتهم ووفق أميرهم الوالد الإمام أبي محمد الدكتور أيمن الظواهري لكل خير تحبه وأحسن اللهم عاقبته في الأمور كلها إنك سميع الدعاء.

والحمد لله رب العالمين.
وكتب؛
أبو أسماء الكوبي
22 / جمادى الأولى / 1433 هـ
جزيرة العرب

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]