New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: “The Sixth Protocol, Part 2/2″

NOTE: For the first part in this series see here.

بسم الله الرحمن الرحيم
كثير من الناس لا يعي خطورة الموقف الدولي الراهن ، فهذه المنظمات الدولية التي تتسابق الشعوب للوصول إلى عتبات أبوابها ما هي إلا جزء من المخطط الصهيوني الماسوني للسيطرة على العالم باسم العدالة والحرية ، وهذا ليس ضرباً من الخيال أو كلاماً “عفا عليه الزمن” كما يحلوا للبعض اعتقاده ، بل هي حقائق واقعة نراها ونعيشها في عالمنا اليوم ، وشعار “الحرية والعدالة والمساواة” كان وما زال شعار الماسونية الصهيونية ..
إن أمر التحكّم في الإقتصاد العالمي ليس بالصعوبة التي يظنها البعض ، فالشركات اليوم أصبحت عالمية (عابرة للقارات) ، وميزانياتها خيالية (فشركة أمريكية واحدة ميزانيتها يفوق ميزانية أربعين دولة) ، وأسواق المال أصبحت عالمية : بمعنى أنه يستطيع أي إنسان أن يدخلها ويشتري ويبيع فيها ، وأكبر أسواق المال في أمريكا وأوروبا واليابان ، وهناك الكثير من الطرق التي يستطيع بها أهل المكر جمع هذه الأموال ، ولعل في ضرب بعض الأمثلة البسيطة بيان :
لو علم المضارب بأن الشركة الفلانية ستعلن عن نتائج جيدة قبل وقت إعلانها فإنه يشتري من أسهم الشركة قبل الإعلان بأيام أو أسابيع ، وعند الإعلان يعلم الجميع الخبر فيبدؤون بالشراء ، وعندها ترتفع قيمة أسهم الشركة ، وعند بلوغ حد الذروة (إما بخبر آخر سيّئ ، أو بتحوّل اقتصادي مفتعل يولّد الخوف ، أو بتشبّع السوق ، أو بغيرها من الأسباب المفتعلة) : يبيع المضارب جميع ما اشترى فيربح الكثير ، ويتحمل البقية الخسارة الناتجة عن إغراق السوق بهذا السهم ، فلو اشترى المضارب مائة مليون سهم ، وارتفع السهم دولارين فإنه يربح مائتي مليون دولار ، ولو اشترى ملياري سهم فإنه يربح أربعة مليارات دولار خلال دقائق قليلة ، وهذا في سهم واحد وسوق واحدة وبفائدة دولارين فقط !!
مثال آخر : لو علم المضارب ما سيعلنه رئيس الخزانة الأمريكية أو نظيره الأوروبي أو الياباني فإنه يستطيع أن يربح الكثير في سوق العملات والذهب الذي يتذبذب بسبب هذه التصريحات .. فهذه المعلومات يستفيد منها المتنفذون في الشركات والحكومات ، وبهذا يستطيعون جمع مئات المليارات في أيام قليلة !! ونحن شاهدنا كيف أن مضارب يهودي واحد خلق أزمة اقتصادية في غرب آسيا لم تتعافى منها الدول إلا بعد سنوات ، فهذه هي القوة الإقتصادية التي تحدث عنها خبثاء اليهود في البروتوكولات : فالمال عندهم ، والمتنفذون اليهود في الشركات العالمية والمناصب الحساسة في كثير من الدول (منصب رئيس الخزانة الأمريكية يكاد يكون حكر على يهود) ، وكثير من المعلومات تُشترى بالمال (أو بطرق أخرى) ، فاجتماع هذه العوامل تُعطي اليهود فرصة تأريخية لتحقيق مخططاتهم ..
إنني أدعوا جميع العلماء والعقلاء وأصحاب القرار في العالم الإسلامي – والعالم أجمع – إلى إعادة قراءة هذه البروتوكولات بتمعّن ، ودراستها دراسة واعية ليحذّروا الناس من الخطر المحدق بهم ، وبعض العلماء – للأسف – عقولهم قاصرة ضيقة صغيرة لا تستطيع استيعاب ما يجري حولها من أحداث سياسية واقتصادية على المستوى العالمي ..
لقد تكدّست الأموال في أيدي المضاربين اليهود بالفعل ، وهم الآن يتغلغلون في جميع الدول الإسلامية والأفريقية والآسيوية والأوروبية بصفقات ضخمة سيتمكنون من خلالها الإستيلاء أكثر على القرار السياسي لتمكّنهم من الإقتصاد ، والذي يساعدهم على التمكّن منه هم رؤساء هذه الدول والمتنفّذون فيها ، فالصفقات التي تجري اليوم – وبشكل غريب – في الدول الأفريقية والآسيوية : بمئات المليارات ، والحكام والمتنفذون الفاسدون رضوا ببضع مليارات ينفقونها على ملذّاتهم وشهواتهم مقابل بيعهم دولهم ومستقبل شعوبهم ، وليست الدول الخليجية الغنيّة استثناءً من هذا الوضع المخيف ..
إن المشاريع التي تقام في هذه البلاد : مما لا تحتاجها الشعوب وليست من أولوياتها ، فبعض البلاد تفتقر أجزاء كبيرة منها إلى الكهرباء والماء في نفس الوقت الذي تُبنى فيها المنتجعات السياحية بعشرات المليارات وبدون دراسات جدوى ، والبلاد ليست سياحية أصلاً وأهلها لا يتقبّلون السيّاح ، وهذه المشاريع بنيت على أساس قروض ربوية لا تستطيع هذه الدول سداد فوائدها في موعدها فضلاً عن سداد رأس المال ..
لعل مدينة “دبي” الإماراتية مثالاً واضحاً على هذا الأمر : فديونها قرابة المائتي مليار دولار (للبنوك البريطانية فقط ، وهذا غير الديون الأخرى) ، وهي الآن عاجزة عن تسديد الفوائد على هذه القروض بعد أن انسحبت رؤوس الأموال المستثمرة من المدينة بشكل مفاجئ ، وقد حاولت الحكومة المركزية في “أبوظبي” إنقاذها من هذا الموقف المخزي ، ولكن هذه الحكومة المركزية ذاتها تأخذ الآن نفس الخطوات التي اتخذتها مدينة “دبي” في بناء مشاريع لا حاجة لها بها وبمبالغ خرافية : فمن متحف “اللوفر” الفرنسي إلى مضمار “الفراري” – الذي قيل بأن تكلفته تكفي لبناء مائة ألف بيت في الإمارات –، إلى ناطحات سحاب يتسابق الأعراب في بنائها على أرض ليس فيها سكان ، إلى بناء محطات نووية في وقت قررت الدول الغربية والشرقية التخلي عن هذه المحطات لخطورتها وعدم أمانها ، إلى مدن سياحية في صحراء جرداء لا يستطيع السيّاح العيش فيها – أكثر أوقات السنة – لحرارة شمسها !! فبينما استوطن الفئران المساكن الفائضة الفارغة في مدينة “دبي” ، تُبنى ناطحات سحاب وعشرات آلاف المساكن على بعد مائة كيلومتر في مدينة أبوظبي التي كان سكانها قبل بضعة عقود : أعراب حفاة عراة رعاء شاة (المعلومات نقلاً عن دراسة أجراها بعض الإقتصاديين البريطانيين ، مع تصرف وإضافات) !!
وفي نجد والحجاز تُبنى مدن بأكملها ليس لها أي جدوى اقتصادي غير تشغيل رؤوس الأموال الأوروبية والأمريكية ، وفي قطر تُبنى أبراج عالية شاهقة ليسكنها الأشباح ، وفيها مشاريع بمئات المليارات استعداداً لكأس العالم 2020 !! هذه الدول البترولية الغنية تبدد حكوماتها أموال شعوبها لتستفيد منها الشركات اليهودية العالمية ، ولينقضّ اليهود على هذه البلاد في الوقت المناسب بعد أن ضاعت الأموال وتبخرت وتكدّست الديون ، فالحكام لا يبنون بأموال حقيقية ، وإنما يستدينون الأموال من البنوك اليهودية على حساب الدول ، فلو مات الحاكم أو أزيح عن مكانه فإنه لا يتحمل الديون ، وإنما تتحملها الدولة ، بينما يبقى في رصيد الحاكم مئات المليارات من أموال البلاد المنهوبة يورثها أبنائه (وهذا ما حصل في مصر وتونس وليبيا واليمن) .. 
إن علِمنا بأن ثروة “سلطان بن عبد العزيز” تجاوزت الترليون ريال (الترليون يساوي ألف مليار ، والمليار يساوي ألف مليون) – وهذا أمير واحد – علمنا حجم الكارثة التي تعيشها الشعوب العربية المنهوبة ، وهذا الشخص كانوا يسمونه “الأمير الباسم” ، وكيف لا يبتسم وعنده أكثر من ترليون من أموال المسلمين !! السؤال الآن : هل هو مبتسم في قبره !!
إن أي طالب إقتصاد يعلم يقيناً بأن هذا الوقت ليس وقت استثمار اعتباطي ارتجالي ، وليس وقت مغامرات اقتصادية ، بل هو وقت ترقّب وحذر ، فالأوضاع العالمية لا تسمح بمثل هذا الترف والبذخ والمجازفات الإنتحارية ، ولكن بعض الدول والحكومات مسيّرة مُجبرة على تبديد ثروات بلادها لصالح الشركات العالمية – التي يملك معظمها اليهود ، والتي يعمل فيها الأوروبيون والأمريكان الذين يحتاجون إلى أعمال لتوقف عجلة التنمية في بلادهم – فاستيلاء بعض الحكام على الأموال وتخزينها وحرمان الشعوب منها لا يقل خطورة عن تبديد بعض الحكومات لأموال الدول في مشاريع لا جدوى منها .. 
ومن المضحك المبكي أن ترى بعض الأمراء يهرعون لشراء أندية رياضية في الدول الغربية بمليارات من أموال المسلمين بينما يموت المسلمون في أفريقيا وآسيا جوعا بسبب الجفاف والحروب والأزمات الإقتصادية !! بدل أن تكون هذه الأموال مدّخرة للأيام السوداء ، أو أن تُسثمر في صناعة حقيقية أو زراعة استراتيجية أو مراكز أبحاث تنتشل الأمة من وحل الجهل والتخلف : تبدّد على أمور تافهة من قِبل أناس تافهين لا يملكون ذرة حياء أو ضمير ، يلعبون بمقدّرات الشعوب ..
إن المخطط الصهيوني يقضي بالسيطرة على العالم عن طريق الإعلام والإقتصاد وعن طريق المؤسسات الدولية والجيوش الأمريكية والأوروبية المتفوقة تقنيا وتكنولوجياً ، وهذا كلّه مُعلن في هذه الوثائق التي كُتبت قبل أكثر من مائة عام ، أي قبل أن تكون أمريكا دولة عظمى ، وقبل أن توجد الأمم المتحدة التي أسستها اليهود لهذا الغرض الشيطاني ، وقبل أن تحصل المضاربات على المستوى العالمي ، وقبل صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ، ولا يمكن لعاقل أن يقول بأن هذه الأحداث وهذه الممارسات التي تتوافق مع ما كتب منذ مائة سنة ، أنها كلها محض صدفة !!
إن اليهود لا يصنعون الأقدار ، ولا يتحكمون في المستقبل ، ولكنهم وضعوا لأنفسهم أهدافاً ووضعوا لها مخططات ، وهم يتأقلمون مع المعطيات التي لا يصنعون أكثرها ، ويعملون بهمّة وعزيمة غريبة للوصول إلى كل مرحلة من مراحل مخططاتهم ، ليصلوا إلى الهدف الأسمى ، وهو : السيطرة على العالم كله واستعباد جميع الشعوب وجعلها تحت رحمتهم ، وهذا الهدف عقيدة أصيلة في تلمودهم .
لا نشك في أن هذه”البروتوكولات” نالها من التعديل والتحرير ما يوافق كل مرحلة من مراحل التطور البشري في العقود الماضية ، وذلك أن الكثير من المستجدات ظهرت على الساحة لم تكن في الحسبان ، منها : الصحوة الإسلامية التي خلطت الموازين ولخبطت أوراق الأعداء وفاجأت الجميع ، ومنها التقنيات التكنولوجية التي أصبح من الصعب معها التحكّم في الإعلام ، ولعل من أخطر هذه التقنيات : “الشبكة العالمية” التي تستطيع من خلالها مجموعة صغيرة تحريك الجموع الغفيرة التي تشترك معها في المناهج أو النظريات أو حتى الأهداف (وقل هذا عن الهواتف الذكية) ، ومنها ظهور قوى اقتصادية جديدة على الساحة العالمية (كالصين والهند والبرازيل) ..
إن المسلم يعلم يقيناً أن أمر الكون بيد الله تعالى ، ويعلم يقيناً أن الله وحده يقدر على كل شيء ، ويعلم يقيناً بأن الأحداث تحدث بقدر من الله ولحِكَم يعلمها الله تعالى ، ولكن الله تعالى ترك للإنسان الإختيار الواقع تحت عين الإختبار ، وهذا الإختيار فيه خير وشر ، وأمة يهود اختارت الشر ، واختارت لها رسول الشر “الأعور الدجال” ليكون ملكها المتوّج في آخر الزمان ، وهي تعمل على تطويع الأرض للحظة قدومه ، والله تعالى أخبرنا بأن يهود سيعلون في الأرض علواً كبيرا {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} (الإسراء : 4) ، وهذا العلوّ – كما هو ظاهر في الآية الكريمة – مقرون بالفساد على مستوى الأرض ، ولم يسجّل التأريخ علوّاً ليهود مقروناً بفساد عام على مستوى الأرض كما هو الآن : فالزنا وشرب الخمر والميسر والربا والإنحلال الخلقي والفكري والقتل والدمار والفقر ليس له نظير – في مستوى انتشاره – على مر التأريخ ، وأكثره من صنع يهود ، ولا ندري إن كان اليهود يَعلُون أكثر أم أن وعد الله أسبق ، فقد جاء في الأثر بأننا نقاتل أتباع الدجال : نحن شرقيّ نهر الأردن وهم غربيّه ، واليهود أتباع الدجال ، وهم يحتلون فلسطين الآن .. وأُخبرنا بأنه سينطق الحجر والشجر بمكان يهود ، وأن الغلبة ستكون للمؤمنين بعد نزول المسيح بن مريم عليه السلام ، فهل هذه الأحداث مقدمات لذلك المستقبل المعلوم ، أم أن الكرّة ستكون للمؤمنين مرة أخرى ، وتكون بعدها كرّة ليهود !! هذا ما لا يعلمه إلا الله ..
إن المعركة قادمة لا محالة ، والعدو خبيث شديد العداوة ، وأهل الإيمان لا بد لهم من اليقضة والإعداد للمرحلة المقبلة ، لا لاستنقاذ أنفسهم فقط من براثن هذه المخططات الصهيونية ، بل لإنقاذ البشريّة كلها ، فأهل الإسلام شهداء على الناس ، وهم مسؤولون عن هداية البشرية والحفاظ على القيم الأخلاقية في الأرض ، وهذه القيم يقابلها الفساد العريض الذي نراه اليوم ، والذي لا يمكن إزالته إلا بالتدافع {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ} (البقرة : 251) ، ومتى استكان أهل الحق وتكاسلوا وأخلدوا إلى الأرض : سلّط الله عليهم ذلاً لا ينزعه عنهم حتى يراجعوا دينهم .. فبنو إسرائيل تاهوا في الأرض أربعين سنة لرفضهم الجهاد حتى أبدل الله جيل الذل بجيلٍ عزيز حر ، وأهل ليبيا تاهوا (42) سنة ، وأهل اليمن تاهوا لثلاثة عقود ، وكذا أهل تونس ومصر وسوريا ، وغيرهم لا يزال قابع في التيه راضٍ بالدّون والقهر كالعبد الذليل ، والله تعالى قضى بأن تكون العزة لأهل الإيمان والجهاد ، لا لأهل التثاقل والقعود والعناد ، وهذه سنة الله {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلاً} (فاطر : 43) ..
لعله من المناسب الآن ، وفي هذه الظروف الإستثنائية التي تمر بها البشرية ، أن يعمل الناشطون على نشر هذه الوثائق (البروتوكولات) على مستوى العالم أجمع حتى تعرف الشعوب عدوها الحقيقي ، وحتى تكون صحوة عالمية في وجه أهل الخبث والمكر من بني صهيون ، فلا بد من البحث عن الترجمات الإنجليزية والفرنسية والأسبانية والروسية والهندية والصينية لهذه البروتوكولات ونشرها بين أهل هذه اللغات (خاصة بين الشباب) لتكون حرباً عالمية على الملعونين على لسان داود وعيسى بن مريم .. لا بد أن ينشط الناس في هذه الفترة التي تعيش فيها الشعوب حالة من الضجر والضيق بسبب الأحوال الإقتصادية التي أوصلهم إليها اليهود عن طريق المضاربات في الأسواق العالمية التي دمّرت اقتصاد كثير من الدول ..
ولعله من المفيد ذكر بعض المراجع المهمة في الباب ، والتي لا بد من قرائتها لمعرفة ما يدبّر للأمة الإسلامية خاصة ، وللعالم عامة ، فمنها :
“بروتوكولات حكماء صهيون : نصوصها ورموزها وأصولها التلمودية” لعجاج نويهض ، طبعته دار الإستقلال.
“الخلفية التوراتية للموقف الأمريكي” لإسماعيل الكيلاني ، و”همجية التعاليم الصهيونية” لبولس حنا مسعد ، وهما من اصدارات المكتب الإسلامي.
“بروتوكولات حكماء صهيون” ترجمة احسان حقي ، وترجمة أخرى لمحمد خليفة التونسي طبعت عدة طبعات منها طبعة للإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية سنة 1403هـ ولكن بدون مقدمة المترجم ومقدمة العقاد.
“النشاط السري اليهودي في الفكر والممارسة” لغازي محمد فريج ، و”حكومة العالم الخفية” لشيريب سبيريدوفيتش وهما من اصدارات دار النفائس.
“فضيحة بروتوكولات حكماء صهيون” لعابد توفيق الهاشمي ، طبعته مؤسسة الرسالة.
كتب الدكتور عبد الوهاب المسيري الخاصة باليهودية والصهيونية.
– ولعل من أفضل من كتب في التحذير من مخططات أعداء الله وبيان ما يُكادُ للأمة ، وبيان حقيقة مكانة الأمة الإسلامية بين الأمم ، وتعرية المجتمعات الجاهلية وبيان هشاشة قيمها وفلسفاتها ، هم : سيد قطب ، ومحمد قطب ، وأبو الأعلى المودودي ، وأبو الحسن الندوي ، ولا أعرف لهم مثيلاً في وقتنا الحاضر ، فمن لم يقرأ كتب هؤلاء فإنه ليست عنده ثقافة ولا اطلاع على الواقع المعاصر ، وقد خسر كثيراً وأهدر الكثير من الوقت في البحث عن فتات هنا وهناك ، فالناس في فقه الواقع المعاصر عيال على هؤلاء لشمولية ما كتبوا ووضوحه وقوّته وغزارته ، ولذلك نجد أن الحكومات الغربية تحاول جاهدة محاربة هؤلاء – وخاصة الثلاثة الأول – وتشويه صورتهم عن طريق عملائها في العالم الإسلامي ، ولن تجد مفكّرين حوربوا من قبل الحكومات كما حورب هؤلاء : فمنعوا نشر كتبهم ، وأوكلوا لبعض المرتزقة النيل منهم ، وقدّموا للناس بدائل مزيّفة عنهم ، وحاولوا طمس ذكرهم وفكرهم باختراع واستيراد نظريات تخالف المنهج القويم ، والدعاية لها على نطاق واسع ، وجعلها مسلّمات لا تقبل الجدال : كحرية الأديان ، وحوار الحضارات ، ووحدة الأديان ، والسلام العالمي ، وإنكار وجود “حقيقة” المؤامرات ، والتعايش السلمي ونبذ “العنف” و”التطرّف” (على مقياسهم) ، والمساواة على أساس المواطنة أو القومية ، والإخاء الإنساني ، وغيرها من النظريات الخبيثة التي يحاربون بها الحقائق الشرعية الثابتة : من توحيدٍ للخالق ، وجهادٍ في سبيله ، وولاء لأولياءه ، وبراءة من أعداءه ، وحب وبغض فيه ، وإستعلاء بدينه ، واعتقاد عالميّة الإسلام ، وضرورة ظهوره على سائر الأديان …
فهذه مراجع سريعة لمن أراد التعمق في هذا المجال الخطير ، وهناك مراجع أخرى كثيرة جيدة ، وكُتّابٌ جيدون أظهروا محاسن الإسلام وبيّنوا مساوئ الكفر وعرّوا المخططات الشيطانية التي تحاك للبشرية ، وليس هذا موضع سرد كل ما جاء في الباب ..
أما عن كيفية التصدي للبروتوكول السادس ، وبقية البروتوكولات ، فنقول :
1.علينا أن نعي حجم المؤامرة التي تحاك للعالم أجمع ، ونعمل على تثقيف العالم وتوعية الناس .
2.يجب أن نسترجع مقدرات دولنا عن طريق إزاحة الحكومات الحالية التي أفسدت البلاد والعباد وأهدرت القُدُرات والمقدّرات.
3.ينبغي استثمار أموالنا فيما يفيد بلادنا من زراعة وصناعة وتجارة ومراكز أبحاث ، وأن نبتعد عن أسواق المضاربة لأنها أموال وهمية ، وفيها الكثير من التلاعب .
4.نبذ فلسفة الترف والتبذير والبذخ {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان : 67) .
5.الإبتعاد عن المنظمات الدولية التي يسيطر عليها اليهود سيطرة شبه كاملة : كالأمم المتحدة ، ومنظمة التجارة العالمية ، والمحاكم الدولية وغيرها ، وعدم الإعتراف بها وعدم إعطائها أي شرعية … فجميعها ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ..
6.الإعتماد على العقول والخبرات المحلية الإسلامية في الإقتصاد والسياسة والتخطيط المستقبلي ..
7.نشر ثقافة التكافل الإجتماعي والحرص على المال العام والمستقبل المشترك .
8.الحفاظ على الثقافات المحلية المنبثقة عن الشريعة الإسلامية ، والإبتعاد عن التأثيرات الخارجية ونبذها ومحاربتها .
9.الإبتعاد عن المحرمات الضارة بالعقل (المسكرات والمخدرات) ومحاربتها بشتى الطرق الشرعية وعدم التهاون في الأمر ، وضرورة تفعيل الحدود الشرعية .
10.الإبتعاد عن الإستثمارات في المجالات الترفيهية والكمالية ، والتركيز على المجالات الأساسية.
11.عدم فتح المجال أمام الإستثمارات الأجنبية إلا بقيود صارمة تكفل عدم الإضرار بالإستثمارت المحلية ، مع الإستفادة القصوى من الإستثمارات الأجنبية عن طريق إجبارها على نقل التقنيات.
12.إنشاء مصارف إسلامية والإبتعاد عن التعامل مع المصارف الربوية ، وخاصة العالمية التي يملك اليهود أكثرها . 
13.تشجيع الإستثمارات المحلية الجديدة وتشجيع الشباب على العمل الحر في المجال التجاري والصناعي والتقني والزراعي .
14.الإعتناء بتحديث الوسائل والتقنيات بين فترة وأخرى بما يحقق أهداف المرحلة .
15.عدم الإستغراق في الجزئيات على حساب الأهداف الكلية العامة .
16.تشجيع الإبداع والإختراع وعدم الإعتماد على استيراد التقنيات والوسائل .
17.إنشاء مؤسسات علمية فاعلة تستثمر العقول والأفكار ، وإيجاد استثمارات محلية تدعم هذه المؤسسات .
18.إعداد شباب الأمة الإسلامية عقدياً وفكرياً وتربوياً وروحياً بما يتوافق مع المرحلة ..
19.إعداد قيادات شبابية واعية تحمل هم مستقبل الأمة ، وإعطائها المسؤوليات والدعم الكفيل بتفعيل تسيير دفة المجتمعات ..
20.استنهاض روح الجهاد في الأمة ، وتفعيل عقيدة الولاء والبراء الإسلامية ، وإيجاد حكومات إسلامية شرعية تحكم بكتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم ، وهذه أهم فقرة في هذه التوصيات ..
هذه الخطوات ، وإن كانت ليست شاملة ، إلا أنها كفيلة بإحباط المخططات الصهيونية ، وهي كفيلة أيظاً باستنهاض الأمة واسترجاعها لمكانتها العالمية في قمة الهرم الأممي لتكون ظاهرة على سائر الأمم : فالأمة الإسلامية لم توجد إلا لتكون قائدة للبشريّة ، ونحن الآن في كبوة وتأخّر بسبب ابتعادنا عن سبب تقدّمنا وسيادتنا ..
لقد تركت الأمة الإسلامية مصدر عزّها وقوتها لتلهث خلف نظريات بشرية صنعتها العقول اليهودية وزيّنتها للناس : فمن الرأسمالية إلى الشيوعية إلى العلمانية إلى الديمقراطية إلى الماسونية إلى غيرها من الأنظمة والفلسفات البشرية التي خدمت اليهود على مراحل عدة من القرون المتأخّرة ، وأنقذتهم من بطش النصرانية المتسلّطة عليهم لقرون عدّة ، وجعلتهم يهيمنون على البلاد الأوروبية والأمريكية ويتغلغلون في مؤسسات هذه الدول ويسيطرون عليها وعلى المؤسسات الدولية ، كل هذه الأنظمة والفلسفات تبقى نظريات صيغت بشكل زاهٍ لتخدع العقول الناقصة التي سئمت العبودية المباشرة من قبل الملوك والرهبان ، فاستبدلت هذه النظريات هذه العبودية المباشرة إلى عبودية غير مباشرة هي أخطر منها وأشد فتكاً بالبشرية : عبوديّة الذات ، والعبودية الإختيارية ..
إن الإسلام حقيقة ثابتة ، ولا تصلح سياسة في الأرض غير شريعة الله لتُسيّر المجتمعات وتوصلها إلى السّعادة المنشودة ، ولا يمكن لجماعة في الأرض أن يستقر لها أمر إلا بهذا الدين ، وهذه النظريات والفلسفات إنما هي ترقيعات خاطفة خادعة لا تسدّ فراغاً ، بل تزيد مساحة الرقعة ، وهذا ما حدث في الدول الشيوعية ، ويحدث في الدول الرأسمالية والديمقراطية ، فهذه الدول الآن تعاني من ويلات الأزمة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية ، وهي لا زالت تتخبّط خبط عشواء وترقّع بشتى الوسائل حتى اضطرّت أمريكا وبعض الدول الأوروبية (لهذا السبب ولأسباب أخرى) لاحتلال دول أخرى وسرقة خيراتها وقتل ملايين الناس فيها لتُصلح بعض ما أفسده النظام الرأسمالي الديمقراطي ..
إن من يذهب إلى هذه الدول الغربية – وحتى الدول الشرقية – ليعجب من حجم الفساد الذي أحدثته القيم الديمقراطية العلمانية في مجتمعاتهم ، فليس هناك نظام أُسري ولا نظام أخلاقي ولا نظام أمني ذاتي ، بل الأمن متوقّف على القوّة الضاربة للأجهزة الحكومية ، وفي لحظة غياب قبضة هذه الأجهزة تحصل الإنهيارات بشكل جنوني : كما حدث في مظاهرات بريطانيا قبل سنة ، وكما حدث في إعصار “كاترينا” في أمريكا قبل سنوات حيث القتل والسرقات والإغتصابات والإجرام في لحظة غياب الرقيب ..
إن الشعوب الغربية لم تتحضّر يوماً ، ولم تعرف طعم الإستقامة والراحة ، وهذه الحياة التي يراها الناس ، والتي قد يغترّ بها البعض ، هي حياة مزيّفة غير حقيقية تُخفي ورائها العبوس والإحباط والقلق ، ولولا قوة السلطة في هذه البلاد لكان الناس فيها يعيشون كما عاش أجدادهم : حياة همجيّة عدوانية غير طبيعيةّ ، تفتك بالإنسان ..
إن حضارة الأمة تَظهر في لحظة تعاملها مع الأمم التي تقهرها ، وقد رأينا كيف تعاملت الجيوش الأمريكية والأوروبية في العراق وأفغانستان مع المسلمين ، وكيف عمل الأسبان في محاكم التفتيش ، وكيف ارتكبت الجيوش الصليبية مذابح على مر تأريخها الدامي لمّا كانت تظفر بأعدائها ، فهذه الغريزة العدوانية في الإنسان الغربي خير دليل على عدم آدميّته وعدم تحضّره مهما ادعى من تطوّر وتقدّم ومهما تهندم وتفلسف ، ولو عملنا مقارنة بين هذه الهمجية الحيوانية الغربية وبين ما حدث في الفتوحات الإسلامية لرأينا الفرق الشاسع بين القيم الإسلامية السامية وبين العقلية الغربية اللاإنسانية ..
إن الحضارة الحقّة تكمن في الإسلام ، والقيم التي يجب أن تسود البشرية هي القيم الإسلامية ، والنظام الواجب اتباعه بين الأمم هو النظام الإسلامي ، لأنه وحده الكفيل بترسيخ العدالة في الأرض ، وأي نظام آخر يُعتبر ظلماً للجنس البشري ، بل ظلماً للحيوانات والنباتات ، بل وحتى الجمادات ، فيا عجباً لمسلمين يريدون استيراد أنظمة غربية وشرقية يُعملونها في بلادهم وعندهم هذا الدّين العظيم ، فما أشبه هؤلاء بيهود الذين قال الله فيهم {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} !!
كيف لا تكون بالمسلمين ذلّة ومسكنة ولا يبوؤون بغضب من الله وهم يستبدلون الدين الإسلامي العظيم بفلسفات اخترعتها عقول قاصرة ناقصة كافرة لم تعرف قيماً حضارية حقيقية فأنتجت للناس خليطاً معرفياً غريباً أعطته أسماء رنّانة لتُخفي قصورها وعجزها : فكانت الديمقراطية والشيوعية والإشتراكية والعلمانية والعقلانية والرأسمالية والقومية والشعوبية وغيرها من الإختراعات البشرية التي تقف عاجزة أما الحقائق الربّانية السماوية ، فكيف يطيب لمن يدّعي الإسلام أن يستبدل هذا الدين العظيم بزبالة أفكار البشر : تماماً كما استبدل اليهود المن والسلوى بالبقل والفوم والقثّاء والعدس والبصل !!
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
2 صفر 1433ه

________