New statement from the Islamic State of Iraq: "Condolences on the Death of Shaykh Abū 'Abd ar-Raḥman Aṭiyyatullah al-Lībī"

بسـم الله الرحمـن الرحيـم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين… وبعد:
يقول تعالى: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 4-6].
فبنفوسٍ متعلّقة برحمة الله وقلوب راضية بقضاءه وقدره، تلقّينا الخبر المؤلم الذي أعلنه إخوتنا في تنظيم القاعدة بمقتل بطلٍ آخر من أبطال هذه الأمّة، ورجل من خيرِ رجالاتها،لم نسمع منه إلا ما تزداد به نفوس المسلمين عزّة وثباتاً واطمئناناً، ألا وهو الشّيخ العالم، والمهاجر المجاهد، والحييّ النّاصح الزاهد أبو عبد الرحمن عطيّة الله الليبيّ، في زمرة مؤمنةٍ من أهل بيته وأصحابه بغارةٍ غادرةٍ جبانة.. فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
لقد ترجّل فارسنا وقد صدق ما عاهد الله عليه –نحسبُه كذلك- بعد مسيرةٍ طويلةٍ حافلة بالهجرة والجهاد والدّعوة، وشرى نفسه بدينه وأخوته فأكرمه الله بالشهادة، فهنيئاً له ما ناله..

نحن أناسٌ لا نرى القتل سبَّةً … على أحدٍ يحمي الذمار ويمنعُ
بنو الحرب أُرضعنا بهِ، غير فُحَّشٍ … ولا نحن مما جرَّت الحرب نفْزَعُ
جِلادٌ على ريب الحوادث لا ترى … على هالكِ عينٌ لنا الدهر تدمعُ


ووالله إنّا لنحسب أنّه قد أدّى ما عليه في الدّعوة لدين الله والجهاد في سبيل ذلك بالنفس والأهل والمال، حتى كتب الله له القبول في نفوس من عرفه من المسلمين، ونحسبُه عند الله ممّن صحّ فيهم الأثر المرويّ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه قال:
((مرّوا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النّبي صلى الله عليه وسلم (وجَبَتْ). ثمّ مرّوا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال: (وجَبَتْ)، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟، قال: (هذا أثْنَيتُم عليهِ خَيْراً فوجَبتْ له الجنّة، وهذا أثنيتُم عليه شراً فوجبتْ له النّار، أنتُم شهداءُ الله في الأرض).

فالله نسألُ أنْ يرزقه الفردوس الأعلى، ويبارك في دمائه وأشلائه، وأن يجيرَنا وهذه الأمّة المكلومة ويرحمنا في مُصابنا بأمثال هؤلاء، ويخلفنا خيراً منهم، وأن يُكرم الشّيخ بما كانَ يبتغيه فيتقبّله في الشّهداء، ويُحسِن العزاء لذويه ورفقاء دربه، وعلى رأسهم الإمامان الفاضلان الشّيخ الدّكتور أيمن الظواهري والشّيخ أبو يحيى الليبيّ حفظهما الله وعظّم أجرهما وثبّت أقدامهما وعوّضهما خيراً ممّا فات ونصرهما على أعداء الملّة والدّين.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
وزارة الإعلام / دولة العراق الإسلامية
المصدر : ( مركز الفجر للإعلام )

_________