Statement from al-Jamā’ah al-Salafīyyah Li-l-Da’wah Wa-l-Qitāl: "Denial Regarding the Reconciliation"

gspc

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله، وصل اللّهمّ على محمد وآله وصحبه وسلّم

تعرف الجزائر منذ سنوات حربًا بين أنصار الحكم الإسلامي وأنصار الحكم العلماني .. و بعد فشل الخيار الاستئصالي في إطفاء نور الجهاد عرّجت طائفة من النّظام إلى بديل الوئام المدنيّ الذّي يُـراد له الارتقاء إلى المصالحة الوطنيّة .. ولأجل ذلك ثُبّت عبد العزيز بوتفليقة .. وبدأت وسائل الإعلام تشهّر للمشروع مخبرةً أنّ أفراد الجماعات المسلّحة يسعون للاستفادة منه .. وقيامًا بواجب النّصح و البيان لعموم المسلمين و خصوصا المجاهدين تعلن الجماعة السّلفية للدّعوة و القتال ما يلي:

أوّلا: حقيقة المصالحة هي العفو عن المجاهدين مقابل وضع السّلاح والتخلّي عن راية الجهاد عقديًّا وفكريًّا وعمليًّا، وهذه الحقيقة تحمل في طيّاتها مغالطة كبرى، وهي أنّ العفو إنّما يكون عن المجرمين و المجرم الحقيقيّ في هذه الحرب هو النّظام الذّي اعتدى على حقّ الله في التّشريع و الحكم و اعتدى على أموال وأعراض الشّعب بقوّة القانون والسّلاح، أمّا المجاهدون فلهم كلّ الحقّ الشّرعي في الدّفاع عن دينهم وأنفسهم وأمّتهم، ونتائج الانتخاب لا تقدّم ولا تؤخّر في قناعتهم الشّرعية بالجهاد، كما تتضمّن المصالحة ستارا لتغطية فشل الحكومات في توفير الحياة الكريمة للشّعب.

ثانيًا: نصت الجماعة السّلفيّة للدّعوة والقتال في ميثاقها أنّ قتالها للنّظام يقوم على أساس أنّه طائفة مرتدّة ممتنعة عن الشّرائع الإسلاميّة بالقوّة، و ترى أنّ عقوبة المرتدّين أشدّ من عقوبة الكافر الأصليّ في الدّنيا والآخرة.
فلا يجوز أن تعقد لهم ذمّة ولا أمان ولا عهد ولا صلح ولا هدنة ولا تقبل منهم إلاّ التوبة أو السّيف، وجهادهم لن يتوقّف حتّى تكون كلمة الله هي العليا، و يُـقام الحكم الإسلاميّ الذّي يحفظ على المسلمين عزّهم وحقوقهم .

ثالثًا: تنفي الجماعة السّلفيّة للدّعوة والقتال أيّ اتصالات أو مفاوضات مع مجرمي النّظام حول ما يسمّى بالمصالحة، سواء على مستوى القيادة أو القاعدة وتربأ بنفسها أن تخون الله ورسوله والمؤمنين قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ .. وتعلن رفضها المطلق لهذا المخطّط الدّنيء، وتجدّد عهدها للمجاهدين على مواصلة الجهاد وتدعوهم إلى إدراك ما يحاك من مكر حول جهادهم المبارك وتحثّهم على الثّبات وتكثيف العمليّات القتاليّة والتّخريبيّة.. وتدعوهم إلى الالتفاف حول من أثبت الميدان ولاءه للإسلام والجهاد. قال تعالى وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ .

رابعا: إنّ جهاد الجماعة السّلفيّة للدّعوة والقتال سائر الجماعات المجاهدة لا يمثّل خطرا على الشّعب الجزائريّ المسلم وإنّما يهدّد الظّالمين المعتدين على دين الأمّة وخيراتها، فالجماعة لا تستهدف إلاّ من وقف في صفّ الطّاغوت ضدّ الإسلام والمسلمين سواء كان جزائريًّا أو أجنبيًّا، كما تدعو كلّ شرائح الأمّة إلى التّعاون على جهاد هذا النّظام.

خامسًا: ترى الجماعة السّلفيّة للدّعوة والقتال أنّ جريمة أهل العلم والقلم لا تقلّ فداحة عن جريمة أهل السّياسة، فسكوت أهل العلم عن بيان الحقّ تشجيع لاستبداد وظلم أهل الحكم، والواجب نصرة الحقّ باليد واللّسان، كما تحذّر المسلمين من كذب وتضليل وسائل الإعلام قال تعالى: فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ .

سادسًا: إنّ صبر وثبات المجاهدين على مبدئهم طوال هذه السنوات هو الذّي دفع الطّاغوت إلى التّنازل والتّلويح براية العفو وهذا من معاني الانتصار..

وعليه توجّه الجماعة السّلفيّة للدّعوة والقتال تحيّة إكبار إلى كلّ المجاهدين المرابطين على ثغور الإسلام وإلى الصّابرين في سجون الطّواغيت داخل الجزائر وخارجَـها وإلى كلّ من نذر نفسه وقفا للدّفاع عن دين الأمّة وثوابتها.
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

حرّر بتاريخ 07 ربيع الأوّل 1425هـ
الموافق لـ 26 أبريل 2004 م

أمير الجماعة السّلفيّة للدّعوة والقتال
أبو إبراهيم مصطفى