Statement from al-Jamā’ah al-Salafīyyah Li-l-Da’wah Wa-l-Qitāl: "Stance and Innocence in the Killing of Ḥashānī"

gspc

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله، وصل اللّهمّ على محمد وآله وصحبه وسلّم

قال الله عز و جل:”إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءَ و يبسطوا إليكم أيديهم و ألسنتهم بالسّوء و ودّوا لو تكفرون” الممتحنة 02 لا تزال أيدي الكفر و العداء للإسلام تمتد بالسّوء و الحقد إلى المسلمين بشتّى أنواع العداء من حبس و قتل و طرد قال تعالى : { و إذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك } الأنفال ـ 30 ـ ذلك لأنّ أهل الكفر تزعجهم كلمة الإسلام التي تطلقها ألسنة الـدّعاة إلى الله، هذه الكلمة التي ما فتئت يهيّأ لها رجال يقومون بحقها و يحيطونها بحرز من المبادئ التي لا تنحني أمام الـتّرهيب و لا تنجذب أمام الإغراءات ، و قد سجّل لنا القرآن الكريم هذين الـنّموذجين من نماذج الحرب التي يشنّها أعداء الله ضدّ دعاة الحقّ فيقول : { ودّوا لو تدهن فيدهنون } القلم ـ 09 ـ ، وقال أيضا : { قالوا نحن أولوا قوّة و أولوا بأس شديد و الأمر إليك فانظري ماذا تأمرين، قالت إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها و جعلوا أعزّة أهلها أذلّة و كذلك يفعلون و إنّي مرسلة إليهم بهديّة فناظرة بما يرجع المرسلون ، قال أتمدّونني بمال فما آتاني الله خير ممّا آتاكم بل أنتم بهديّتكم تفرحون } النّمل ـ 33/ 36 ـ و قال تعالى : { لأقطّعنّ أيديكم و أرجلكم من خلاف ثمّ لأصلّبنّكم أجمعين } الأعراف ـ 124 ــ و قال أيضا : { قالوا اقتلوه أو حرّقوه فأنجاه الله من النّار } العنكبوت ـ 24 ـ و هكذا على مرّ العصور يستمرّ الكفّار على شنآنهم و عنادهم في الصّد عن سبيل الله و سدّ الطّريق في وجه دعوة الحقّ و حرمان الخلق من الـتّبصّر بنور رسالة الإسلام ، فحينما تعييهم المناظرة و الجدال ، و حين لا يجدون سبيلا إلى إمرار باطلهم على أهل الحقّ يميلون إلى الـتّرهيب و القوّة ، و لقد قتلوا من المسلمين ما لا يحصى كثرة في مناطق مختلفة من العالم و إلى يومنا هذا لا تزال الأرواح المسلمة تزهق تحت رصاص الإرهاب المسيحي الـصّليبي و اليهودي الـصّهيوني ، و على أيدي عملائهم في البلاد العربيّة . و يخطئ من يزعم أنّ هؤلاء إنّما يقتلون المسلمين خوفا على مصالحهم أو لأسباب مادّية، بل الحقّ أنّهم يفعلون ما يفعلون حقدا و كراهيّة للإسلام و أهله، يقول الله تعالى : { يا أيّها الذين ء آمنوا لا تتّخذوا عدوّي و عدوّكم أولياء تلقون إليهم بالمودّة و قد كفروا بما جاءكم من الحقّ يخرجون الرّسول و إيّاكم أن تؤمنوا بالله ربّكم } الممتحنة ـ01 ـ فإنّهم يحبّون أن ينطفئ نور الـرّسالة الإلهية حتى لا يبقى في الـنّاس من يذكر للإسلام كلمة ، و لنضرب لذلك مثلا : قال عمارة بن يونس الـنّائب الأوّل لرئيس ــ الـتّجمّع من أجل الثقافة و الـدّيمقراطيّة ( RCD ) ــ في لقاء صحفي : يريدون دمج الأفكار التي يناضلون من أجلها في الهيئات الرّسميّة للـدّولة و للحدّ من توغّل الحركات الإسلامية في أجهزة الدّولة ــ الخبر الصّفحة ــ 03 ــ الخميس 25 رجب 1420 هـ الموافق ل 04 نوفمبر 1999 م ــ . و حين يقوم المسلمون لنفض غبار الـذّلّ و بتر أيدي الحيف و الظّلم تنهض عليهم الـدّنيا بصرخات الـتّنديد و الـتّشنيع و نعوت التّنفير من : الوحشيّة و الهمجيّة و الإرهاب و الإجراح . فإنّهم اليوم يشنّعون على الجهاد المبارك الذي تدير رحاه ــ الجماعة السّلفيّة للدّعوة و القتال و التي تهدف من خلاله إلى إحلال الـشّريعة الإسلامية السّامية محلّ القوانين الهمجيّة الجاهليّة المدمّرة للعقول و الأخلاق و ينعتونه بالإرهاب و الــتّقتيل بينما هم دعاة الإرهاب الحقيقي الـدّمويّون قتلة الأبرياء فإنّ الـشّعب الجزائري لا يزال يتذكّر أحداث أكتوبر 1988 م و آلاف القتلى الذين سقطوا في تلك الأحداث لا لشيء إلاّ أنّهم طلبوا مزيدا من الخبز و بعض مناصب العمل لكن المساكين أُجيبوا بالـرّصاص ، ثمّ ما جرى بعد ذلك في مراكز الـشّرطة من تعذيب و تنكيل حتى دعى ذلك إلى أن قامت لجنة طـبّيّة تستنكر تلك الـشّناعة و الهمجيّة ، ثمّ تأتي جريدة فرنسيّة تنشر صور الشّعب و هم في المقابر يدفنون موتاهم معلّقة على تلك الصّور : إنّ الجيش الجزائري مستعدّ أن يمنح الجنّة لمن طلبها هكذا بتهكّم و سخرية في الوقت الذي كانت نفوس الـشّعب الجريح يـمـزّقها الأسى و الحزن على أبنائها القتلى و في غد تلك المأساة يظهر رئيس الجمهوريّة ليعلن أنّه هو الذي أمر بخروج الجيش إلى الـشّوارع و إطلاق النّار على العزّل. هكذا يستبيحون دماء الشّعب المسلم لأدنى الأسباب لحماية الـدّستور العفن بينما إذا قام المسلمون ليدافعوا عن شريعة الله و رسالة الإسلام ترى الذين كفروا وجوههم مسودّة يعضون أناملهم من الغيض و ما تخفي صدورهم أكبر و هم يصِفون كل فعل يقوم به المجاهدون بالإرهاب و العنف ، يقتلون و يُسجنون من أجل الدّستور و حين نقف لنكفّ أيديهم إذا هم يسخطون .

و لقد تلـقّت في الآونة الأخيرة ــ الجماعة السّلفيّة للدّعوة و القتال ــ نبأ مقتل ــ عبد القادر حشّاني ــ على أيدي مجهولين فأعظمت هذا الفعل الغير الـشّرعي و اعتبرته حلقة جديدة في سلسلة العداء الكامن في نفوس الكفرة لأهل الإسلام ، و هنا لا بدّ من إيضاح موقف ــ الجماعة السّلفيّة للدّعوة و القتال ــ اتّجاه هذا الحدث :

أوّلا : حاولت بعض الـصّحف العميلة أن توجّه أصابع الإتّهام إلى ــ الجماعة الـسّلفيّة للدّعوة و القتال ــ في مقتله و عليه فإنّ الجماعة تتبرأ من هذه الـتّهمة و تعلن براءتها الــتّامّة من قتله .

ثانيا: الكلّ يعلم أنّ ــ الجماعة السّلفيّة للدّعوة و القتال ــ لا تتّفق مع عبد القادر حشّاني في الخط و لا في المنهج، فإنّه من أنصار الهدنة و المصالحة، بينما الجماعة السّلفيـّة ترى ذلك إعطاء الـدّنـيّة في الدّين و ركون إلى الذين ظلموا،لكنّها تعتبر قـتله فعلا لا يقـرّه الشّرع من أي جهة وقع .

ثالثا : إنّ ــ الجماعة السّلفيّة للدّعوة و القتال ــ تُذكّر دعاة الهدنة و المصالحة إلى الكفّ عن الـّتشويش على المجاهدين و أن لا يوقعوا الفـتنة بينهم و تعلمهم أنّ هذه المصالحة ما هي إلاّ مؤامرة جديدة على الجهاد خاصّة و على الإسلام عامّة ، فإنّ هؤلاء الـنّاس الـدّاعين إلى المصالحة هم القتلة بالأمس و هم الخونة الذين خانوا الأمّة في كم من مرّة ، فالعجب من سذّج المسلمين و على رأسهم بعض الـدّعاة المخذولون كيف يحسنون الظنّ بهؤلاء الأفاعي و لقد قال الإمام ــ إبن كثير ــ رحمه الله ــ :”و إنّه من الذّنوب الكبار أن يُحسن الظّنّ بأعداء الله” .

و نقول أيّها الدّعاة إن كنتم تريدون الحياة فعيشوا و دعكم من المجاهدين فإنّهم أعلم بالـطّاغوت منكم ، ثمّ لـتعلموا أنّكم و الله لأضرّ علينا من وقع القـنابل و أصوات الـرّصاص لأنّكم تفـرّقون صف المجاهدين و صوت الـرّصاص يجمعهم و توقعون الفـتنة و البغضاء و وقع القنابل يؤلّف بينهم.

{ قل كلّ يعمل على شاكلته فربّكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا }

حرّر بتاريخ : 25 شعبان 1420 هـ

عن أمير الجماعة السّلفيّة للدّعوة و القتال

أبي حمزة حسان حطّاب

أبـو العبّاس خالد